شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
28- إنسان
شعورٌ بآلامه نازفُ
وعقلٌ بأوهامه واجف
وطرفٌ بما يرتئي حائرٌ
يعذِّبه العالمُ الكاسف
وفكرٌ بأحلامه شاردٌ
وقلبٌ بأنَّاته ذارف
خطوبٌ ينوء بها شاعرٌ
عن الذلِّ منكبُه حائف
* * *
يعيش وحيداً كنجم السَّما
بعيداً يفيضُ بأنواره
يراه الأنام فيخشونَهُ
يَعوذُون بالله من ناره
تَمُرُّ فترقُبُه شُزَّباً
حواسر أحداق نُظَّاره
كأنَّ جلال السما مشرقٌ
على وجهِهِ وبأنظاره
* * *
تطوف الخيالات في رأسِهِ
تهايل يُبْدعُها حسُّهُ
وتجري دماء شرايِينِهِ
رسيساً تُسَعِّرُه نفسُهُ
عُصَارة آماله دمعُهُ
ومنبع أحلامه بؤسُهُ
ومصباحُه في ظلام الشَّقا
أساهُ، ورائدُه نحسُهُ
* * *
تَفَلَّتَ من قبضةِ الباطلِ
ومن ربقة العالمِ الخاسر
وحَلَّق في ملأٍ لا يُرى
وغاب عن الفكر والنَّاظر
سما بحقائق إدراكه
عن النَّاس، والملأ البَائر
فما إن له فيهم مَأرَبٌ
سوى رحمة الشَّاعر الحائر
* * *
وقد يُقلقُ النجمَ – في أفقِهِ
إذا ما تغنَّى بأشعارِهِ
وأودعها أنَّةً مُرَّةً
تترجمُ بالوخز عن نارِهِ
وقد يُخجلُ البدْرَ في أفقِه
إذا قصَّ رائع أسرارِهِ
وأفشى معاركه الحاسمات
بينَ نهاه وأوطارِهِ
* * *
رأى النَّاس غرقى بأوهامهم
سُكارى بخمرِ شَقَاواتِهِمْ
قطيعٌ بلا حارس ماهر
يسيرُ بهم نحو منجاتِهِمْ
وليس لهم أملٌ يُرْتجى
سوى موبقات خرافاتِهِمْ
يَرودُونَ وادي الشَقا ظلَّعاً
حيارى أسارى جهالاتِهِمْ
* * *
فكم بسمةٍ لمعَتْ كالسنا
فيخطفها القدرُ القاهِرُ
وأمنية خَطرت حيَّةً
فأودى بها الزَّمن الغادِرُ
وكم زورق قد سما للخلا
صِ فأركسه حظُّه العاثِرُ
فيا بؤسَهُ ملأ بائرٌ؛
أسيرُ التعاسَةِ، والآسِرُ
عدن: 1364هـ/ 1945م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :418  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج