نفسٌ معذبةٌ وقلبٌ دامي |
ومشاعرٌ مشبوبة الآلامِ |
ومنىً مجنحةٌ تدفُّ وتنثني |
موهونةً مكلومة الأحلامِ |
نام الوجود! فلا سميرٌ هامسٌ |
بحديث صفوٍ، أو بشعر هيامِ |
لم يبق إلا مغرمٌ. ويراعه |
وسراجه الواهي، ووجدٌ نامي |
وحطام آمالٍ تلوح قصيةً |
عنه، وقفر تشاؤمٍ مترامي |
ومخاوف خرساء تحدق حوله |
وفضاء آلامٍ وبحرُ ضرامِ |
* * * |
صبٌّ تقاذفُهُ الهموم كأنَّه |
كُرةٌ مطوحةٌ على الأقدامِ |
صبُّ يناجي الذكريات، وروحُه |
تنزو فيمسكها الهوى بزمامِ |
وخياله المجنون يسمو هاجراً |
هذا الوجود، إلى وجودٍ سامي |
يسمو إلى حيث الحياة جميلة |
محفوفةٌ بالخير والإِنعامِ |
يسمو إلى حيث الحقيقة كوكبٌ |
يرمي بشهب النور كل ظلامِ |
والشرُّ يُصرع، والشقاء مجدَّل |
والجهل يفضحُهُ سنا الإِلهامِ |
يسمو إلى حيث السَّعادة عالم |
زاهٍ، وحيث الحُب غير حرامِ |
* * * |
قيثارتي.. هذا فؤادي خاشعٌ |
غَنِّيه ما يهوى من الأنغامِ |
هاتي ترانيم الصبابَةِ والجوى |
هاتي تغاريد الهوى البسّامِ |
يا من "بصنعا" يمرحون تحيةً |
من مهجةٍ حَرَّى، وروح ظامي |
أنا بعدكم مضنىً أذوب من الأسى |
الهول يزحف جانبي وأمامي |
لا الصبح ألقاه بوجهٍ باسمٍ |
كلا ولا ألقى الدجى بمنامِ |
أتلَمَّسُ السَّلوى فأعثر دونها |
والهمّ يرشق مهجتي بسهام |
هذي دموع الحُبِّ، وهي حشاشةٌ |
سالت وزفرةُ صبوةٍ وهُيام |
قيثارتي، شعري، حنين عواطفي، |
خلجات روحي، لوعتي وغرامي |