| أصحيحاً هوى منارُ الرشادِ؟ |
| أيقيناً خبا ضياء النادِي؟ |
| وثـوي ذلك الخضـمّ على الأعـ |
| ـواد واندك أشمخ الأطوادِ؟ |
| يا لـروض العُلوم، يا لمنـى الأحـ |
| ـرارِ، يـا للإِسـلام، يا للعبـادِ! |
| قد تولَّى الندى، وأجـدب مرعـاه |
| وغاب التقى، ومات الهادِي! |
| فالأماني مقرّحاتٌ حيارى |
| يتعثَّرن في ثياب الحدادِ |
| وعيون القريض تبكي فتاها |
| فائضات بالدمع فيض الغوادِي |
| ونوادي العلـوم تنـدب مـن كـ |
| ـان لهـا خيـر ناصـرٍ و"عمـادِ" |
| * * * |
| إيه شعري ولستَ إلاَّ دموعاً |
| نزفتها مشاعري وفؤادِي |
| أبك من كـان كوكبـاً للمعالـي |
| أبك من كان بهجة للنَّوادِي |
| أبك من ألبس البطولةَ تاجاً |
| من ذكاءٍ، وحكمةٍ، وسدادِ |
| كان للعدل مصحفـاً ينـذر الظـ |
| ـلم قوى الإِنذارِ والإِرعادِ |
| كان للدّين ناصراً وأميناً |
| وسياجاً له من الإِلحادِ |
| كان للشعر والبلاغة روضاً |
| تجتني زهره شعوب الضَّادِ |
| ربَّ شعرٍ لَهُ تودّ العذارى |
| لو تقلَّدْنَه على الأجيادِ |
| إن تغنَّى به شجيٌّ أثار الحـ |
| ـزن ناراً تكوي شعور الفؤادِ |
| أو تلهَّى به طروبٌ خليٌّ |
| رقَّص الكائنات بالإِنشادِ |
| هو آيات فكرةٍ تتجلَّى |
| بسنا الوحي والتقى والرشادِ |
| هو آهات مهجة ألهبتها |
| جمراتٌ من الذكا الوقَّادِ |
| * * * |
| عجباً للمنون وهي سهامٌ |
| سدَّدتها كفّ الزَّمان العادِي |
| كيف أودت بكوكب الحقّ |
| والحق شديد المراس يـوم الجـلادِ؟ |
| لا عجيبٌ! فالمـوت كـاس وكـلٌّ |
| رغم حُبّ الخلودِ للكـاس صـادِي |
| إنَّما النَّاس في الحياة ثمارٌ |
| والمنايا مناجلٌ للحصادِ |
| وحياة الأنام في الأرض وهمٌ |
| وخيالٌ معرَّض للنَّفادِ |
| رسمتها الأقدار في الأرض رمزاً |
| لحياةٍ تكون بعد المعادِ |
| يا صريع الجـلال، والمجد، والحكـ |
| ـمة، والعلـم، يا رفيـع العمـادِ |
| غبْ كما غابـت الشمـوس فقـد |
| خلَّدت مجداً يضيء للآبادِ |
| وتنعَّم ونَمْ فقد كلَّ مَتْنَاك |
| وأدَّيْتَ واجبات البلادِ |
| في نعيم الجنان في جنَّة الفر |
| دوس تجني ثمار ذاك الجهادِ |