أشرقْ علـى الأرواح يـا رمضـانُ |
نوراً يفيض شعاعه القرآنُ |
واغمر قلوب المسلمين ببهجةٍ |
فيها الهدى، واليمن، والإِيمانُ |
وانثر زهور السعد والبشرى على |
ملك بعزتِه سمت عدنانُ |
زرع المكارم في القلوب فأثمرت |
وثمارها الإِخلاص والشكرانُ |
ورأت به الدنيا أعزّ ملوكها |
وتفاخرتْ بزمانه الأزمانُ |
هَدَّ الضلال فزلزلت جنباته |
وبه استقامَتْ للهدى أركانُ |
كم بدعةٍ بالحقّ أزهق روحها |
فقَضَت وكانَتْ بالضلال تُصَانُ |
كم ظالمٍ بالعدل أرغم أنفه |
فغدا ذليلاً بالجزاء يدانُ |
* * * |
إن عَمَّ شر الحرب أصقـاع الدُّنـا |
وأتَتْ على عمرانها النيرانُ |
فليكفِ هذا الشعب أنك حصنُه |
وملاذه والحارسُ اليقظانُ |
أنَّى يخاف الشَّعب أي رزيَّة |
والسيفُ حرزٌ مانعٌ وأمانُ؟ |
* * * |
عَزَّ الحضـارةَ: إنهـا قـد أفْلَسَت |
في أهلها وتقوَّص العمرانُ |
عادَ الحكيم بها وكل مفكِّرٍ |
وكأنَّما في عقله شيطانُ |
فالسلم حربٌ، والسياسة نقمةٌ |
والعدل ظلمٌ، والتقى طغيانُ |
وكأنَّ هول الحرب إنسانيةٌ |
والفتك بالشعب الضعيـف حنـانُ |
كم أمةٍ هلكت وكم شعـبٍ قَضَـى |
وبنيه حتى قيل كان وكانُوا |
أين العقول؟ وأيـن من كانـوا إلى |
بثّ السلام يسوقهم وجدانُ؟ |
كذبوا فلو كان التمـدُّن قصدهـم |
ما مسهم بأسٌ ولا خسرانُ |
ما بالهم ضلّـوا السَّبيـل وسوَّغـوا |
أن تهلك الأرواح والأبدانُ؟ |
ما بالهم قتلـوا السـلام وأضرمـوا |
نار الحروب على الأنـام وخانُـوا! |
* * * |
ليس الزَّعيم هو الذي تفنـى بـه |
الأرواح، أو تشقى به الأوطانُ |
فاعجبَ لقوم يذعنونَ لقائد |
يودي بهم، وهُمُ له أعوانُ؟ |
إنَّ الزَّعيم الحـقّ مـن قامَـتْ بـه |
للخير في أوطانه الأركانُ |
ترعى الرعايا منه عين مدبِّرٍ |
يقظٍ، وقلب كلّه تحنانُ |
ولأنتَ يا مثـلَ الزَّعامـة روحُهـا |
وعميدها، ولِعَيْنِها إنسانُ |
فإذا أمرت فكلنا لك طاعةٌ |
وإذا نهيت فكلَّنا إذعانُ |
فاسلم لشعـبٍ أنت روح حياتـه |
حقاً وأنت لمجده عنوانُ |