يا مَن لقلب ذابلاتٍ مُناه |
كم ذا يقاسي من صـروف الحيـاهْ؟ |
قلبٌ معنّىً سرمديُّ الأسى |
تَصَرَّمتْ آماله في هواهْ |
قلبٌ شجيٌّ قد سقاه النَّوى |
كأساً من الهم بعيداً مداهْ |
محترق الآهات تكوي الحشا |
وتلسَعُ الروح، وتشوي الشفاهْ؟ |
يا من لهُ..؟ والنَّار مشبوبةٌ |
تؤُجّ؛ والحُبُّ جحيمٌ جواهُ؟ |
يا من لهُ..؟ أوّاه لا مشفقٌ |
رقّ، ولا قلب رحيم رثاهْ. |
يا من لـه..؟ ليـسَ سـوى نغمـةٍ |
حيَّتْ فأحيَتْ في فؤادي سناهْ |
نشيدُ حُبٍّ مائجٍ بالهوى |
يرشف منه الروح أحلى مُناهْ |
من عبقريٍّ أنجبتْهُ العُلا |
فطاولَ الشُّمَّ بذوخاً عُلاهْ |
حرّ براه الله أمثولةً |
للشعْرِ، واستخلصَهُ، واصطفاهْ |
لا يعرف الشرُّ إلى قلبه |
دَرْباً، ولا يفهم معنى السّفاهْ |
مقولهُ يحسده عزمُه |
ووِدُّه أصدق منه وفاهْ |
من سادةٍ ما حضروا محفلاً |
إلاَّ انحنَتْ – شكراً – عزيز الجبـاهْ |
من شاعرٍ فَحْلٍ، ومن قائدٍ |
فذٍّ، ومن داعيةٍ للإِلهْ |
يُفاخر الشعب بهمْ دائماً |
ويَنْتَضيهم لخطوب الحياهْ |
* * * |
أخي، لقد نـال "نشيـد النـوى" |
من مهجتي ما لم يَنلهُ سواهْ |
هَلَّ عليه كمذاب الندى |
كالحُبّ، كالسحْرِ، كخمر الشفاهْ |
فهاك شعري باكياً مثلُه |
- هيهات: لَن يسبق صوتاً صـداهْ |