موكب النور أم هلال العيد |
يتجلّى لنا بفجر
(4)
جديد |
نتملاه في جمال الصبايا |
مستهلاً وفي ابتسام الوليد |
في هوى الأمهات يغزلن للأطفال ديباجة الحفاظ التليد |
في دعاء الشيوخ يسمو إلى الأفق تنزَّت به جراح الكبود |
في نشيد الفداء تصغي السماوات إليه فتحتفي بالنشيد |
في ضياء الشباب يمشي إلى الميدان مستبسلاً لفك القيود |
في سلاح الجنود يقتلع الطغيان من أرضه سلاح الجنود |
في هزيم الرعود يلقى على الأعداء ناراً من بارقات الرعود |
في سنا القاذفات يلمع في الأفق شواظاً على العدو اللدود |
في الصواريخ في القنابل تنقض شهاباً على حصون اليهود |
أوِّبي يا جبال في روعة الذكرى جلالاً وكبِّري
(5)
للعيد |
واذكري كيف أشرق النور من غارٍ بعيد في الأفق غير بعيد |
وأطلّي على ضحى
(6)
الكعبة الغراء إطلالة الرفيق الودود |
وانظري للوفود من كل فج |
قد تلاقت كريمة بالوفود |
نَهَلَتْ من روافد الحرم الآمن من منهل الندى والجود |
وأفاضت به إلى الشرق والغرب نميراً معطراً بالورود
(7)
|
كبري يا جبال طيبة للعيد وهزّي الجبال بالترديد |
واذكري مطلع النبي بناديك طريداً أعظِم به من طريد |
طلع البدر من خلال الثنيات فكانت مطالعاً للسعود |
بوَّأته منازل الأوس والخزرج منها مباءة التمجيد |
وفدته الأنصار بالمال والروح وجادت بطارف وتليد |
واستنار الضحى وقد جاء نصر الله والفتح للطريد الشريد |
لقي
(8)
الشرك حتفه يوم بدر |
فاسألوا بدر عن مصير الجحود |
* * * |
يا ربوع الهدى وأرض النبوَّات سلاماً من الفؤاد العميد |
هاجنا العيد فادَّكرنا البطولات بواديك في قديم العهود |
وأطافت بنا الهواجس شتى |
يتوالى قديمها بالجديد |
ما لنا لا نرى رجالاً عهدناهم مصابيح في ظلام الوجود |
أين في العالمين مثل أبي بكر أو ابن الخطاب وابن الوليد؟ |
أين صهر النبي عثمان ذو النورين ريحانة الوفاء الفريد؟ |
وعليٌّ ومن كمثل علي؟ |
أسد الله في صراع الأسود |
ونجوم من الصحابة والأنصار والآل وعصبة التأييد |
أين أندادهم؟ ومن للدراري |
في سماواتها العُلَى بنديد؟ |
* * * |
يا رُبى البيد في الجزيرة ماذا |
رَوّع الأسد في الربى والبيد؟ |
فلقد كان صوتها يخلع الصنديد حتى يعود كالرعديد |
الطواغيت طأطأت حين مستهم عصاها وادخلوا في
(9)
الشرود |
والطغاة البغاة أعياهم الحق غلاباً فأذعنوا للوعيد |
فقضى الله فيهمُ ما قضاه |
فالتمس هل ترى لهم من معيد؟ |
* * * |
أيها العيد ما وراءك مما |
نرتجي من مآمل وجدود؟ |
آدنا الدهر بالشقاء وآذنتنا بلأوائها دواعي الجمود؟ |
داؤنا من دوائنا مستفيض |
ممعن
(10)
في لحومنا والجلود |
من بلاء الجمود قد أعضل الطب شفاءاً ولوثة التجديد |
من جحيمين بين عهدٍ قديم |
صار إفكاً وإفك عهدٍ جديد |
ثم جاءوا ويا لِهولِ الذي جاءوا به من فضائح التلمود |
زوَّروها على النَّبيين والزور مطيح بكل باغٍ مَريد |
* * * |
أيها العيد والحوادث شتى |
نصطلي من لهيبها الممدود |
قد بلونا الزمان في العسر واليسر وعدنا منه ببأس الحديد |
كم وردنا الحروب نزجي الضحايا |
ودفعنا البنود خلف البنود |
لا تنال الخطوب من عزمنا الصلد منالاً سوى عرام الصمود |
إنما العيد أن يعود إلى الحق المضلّون بالهوى والوعود |
إنما العيد أن يسود السلام الأرض أو يختفي ضرام الحقود |
إنما العيد أن تعود فلسطين إلى أهلها الأباة الصيد |
إنما العيد أن ترفرف في الشرق وفي الغرب راية التوحيد |