شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الشيخ أبي تراب الظاهري ))
ثم يلقي الشيخ أبو تراب الظاهري قصيدته، لكنه قبل أن يلقي القصيدة ألقى الكلمة التالية:
- الحمد لولي الحمد، والصلاة والسلام على رسوله المجتبى، أما بعد:
- ما أكثر مبادآت سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وابتداعاته، فهو أول من سنَّ سنَّة التكريم. ذكر الحافظ الذهبي في سيَر النبلاء في ترجمة عبد الله بن حذافة السهمي، وشيخنا الزيدان يعرف من هم بنو سهم، فعبد الله بن حذافة صحابي جليل شهد وقعة القيسارية التي وقع فيها ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى في يد ملك الروم وكان سيدهم عبد الله بن حذافة، طلبه ملك الروم وأراد أن ينصِّرَهُ وينصِّر أصحابه، وكانت عنده بقرة من النحاس يغلي فيها الماء، أخذ واحداً من الأسرى وألقاه في الماء المغلي. فإذا عظامه تلوح ابيضاضاً، أراد أن يشعره أن مصيره إن لم يتنصر سيكون هكذا.
- فقال له ملك الروم عندئذ: أما رأيت ما فعلتُ، فأجابه عبد الله: نعم رأيت. فقال له ملك الروم: إن مصيرك ينتظرك. فقال: ويحك يا رومي، إن هذه نفس واحدة، وأنا أتمنى أن تكون لي بعدد شعر رأسي أنفسٌ فأموت وأحيا ثم أموت فأحيا، فقال ملك الروم: ما أشد صلابة صحابة هذا الرسول، فسأله: وما النهاية؟ فقال له عبد الله: أريد فكاك أصحابي، فما وسع النصراني إلاَّ أن يلجئه إلى إشباع شيء من الغرور في نفسه، فقال له: هل تُقَبِّل رأسي لأطلق لك سراح أصحابك؟ فأجابه الصحابي الجليل بالإِيجاب، وقبَّله بالفعل وفك الأسارى. وعندما وصل المدينة حكى القصة لعمر بن الخطاب، فصاح عمر - رضي الله عنه - بعد أن سمعها قائلاً: آن لعمر أن يقبِّل رأس ابن حذافة، رجل هذا موقفه يحق له أن يكرَّم بهذا، فقام عمر وقبَّل رأس ابن حذافة وقام الجميع كلهم وقبَّلوه أيضاً تكريماً له.
- وهذه أول سُنَّة سنَّها عمر في تكريم عبد الله بن حذافة. الموقف هنا ليس موقف مقارنة، وإنما أنا جد خجل ليلة تكريم معالي الشيخ عبد الله بلخير، لم أتمكن من الحضور للمشاركة في الاحتفاء بمعاليه، لأنني كنت منشغلاً بحادث السير الذي وقع لابني، وكنت قد صنعت بعض الأبيات التي أداعب فيها المشاعر، ألقيها اليوم أولاً، ثم ألقي الأبيات التي أعددتها لهذه المناسبة وهي تكريم الأستاذ محمد حسين زيدان.
- فقلت:
يا أبا الخير أنت للخير زخَّه
بعد أن كنت للإِذاعة ضَخَّه
كان من رام مرتقاك كليلاً
راملاً سعيه يحاذر فخَّه
أنت فينا الأديب دون مراء
بُحتريٌّ كأنه منه نسخه
يا إمام الكلام لست أداجي
فبحسبي وقد كفاني خوخه
أنت في النظم والنثير كطود
كيف للسفح أن يداني شمخه
إنَّ تكريم ماجد من كريم
لهو في وجده يشابه ممخه
وإذا كرَّم الكريم كريماً
كان مقصوده هنالك شيخه
- أما الأبيات التي قلتها عصارى هذا اليوم، فقلت في أستاذنا:
أيها الحبر يا محب علوم
ليس للفدم غير تَقريض شخصك
لا مثناك في اسمك اليوم زيداناً
سوى مفلق خطيب بنقصك
أنت في رسلك المبين إمام
يمتري ضرعه الألى دون غوصك
يا إمام البيان لست تُجارى
تنحـت اللفظ وهو مـن بـعض قـنصك
إن يكن قادني القريض بحرف
لابن مقصوده فذاك لحرصك
أنت أنطيت ما بخلت سجالاً
من غواليك ضدها دون رقصك
ليس معناه أن تغلَّى دلاساً
إنما نحن قد نسوى لعكصك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :989  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.