بيت من الشعر لـن أنسـاه فـي خلـدي |
أرهفت سمعي له يوماً بأجيادِ |
لا زلت أذكره رغم النوى زمناً |
وهل تغور نجوم الملهم الشادي |
آمنت بالشعر إلهاماً وموهبة |
تحكي الصبابات من أعمال روادِ |
من يلهم الطير شَدْواً في خمائلهِ |
ألا تنغم مُشتاق بأمجاد؟ |
المجد للشعر مجدولاً بقافية |
تشتاق منها الغواني جر أبرادِ |
المجد للشعر لا للنثر يرسله |
دعيُّ شعر، إذا ما ضمَّه النادي |
من يسرج الخيل لا يخشى تقحمه |
فكراً شروداً ومعنىً غير منقادِ |
يا مبدع الشعر آياتٍ مجنحةٍ |
نجوى الحمائم أكباداً لأكباد |
أغلى الرياحين أهديها كما نقشت |
منك الحروف لأجيال وأحفاد |
شبَّهت قولك فرقاناً لمنتهج |
أهدى سبيلٍ خطاه فوق أحقادِ |
بيت من الشعر يشجيني ويطربني |
قد صُغْتُ منه ترانيمي وأورادي |
أشتاق منه حياة ما نظرت لها |
إلاَّ الورود وما أخفى لأعيادي |
أشتاق منه حياة لا يكدَّرها |
دعوى الجهالات أو كَيْدٌ لحسّادِ |
لكن قومـي لداعـي الحـق مــا التفتوا |
بـل فضَّلوا التيـه فـي صحـراء جلعادي |
لهم حياة وإن كانت لمذبحة |
لهم شباة وإن كانت لجلادِ |
فما ترى العين إلاَّ كل مشأمة |
أو تسمع الأُذْن إلاَّ صوت إلحادِ |
القيد تُدمي أكفاً آمنت بهدى |
فالسيف منها وإن فرَّت بمرصاد |
حتى استبدَّ بنا الأعداء وانسلخت |
للتائهين قروناً أرض ميعادِ |
يا صانع الشعر آياتٍ مجنَّحة |
تهدي الحيارى إلى أبعاد أبعاد |
كل التباريح قد تشفى بعافية |
إلاَّ تباريح محكوم بأصفادِ |