شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة السيد على فدعق ))
ثم تُعطى الكلمة إلى زميله في الدراسة ورفيقه فترة من الزمن في وزارة الإِعلام السيد علي فدعق، الذي قال في كلمته:
- أشكر أولاً وأُثني ثناءاً عاطراً على الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح ويتيح لنا فرصاً ذهبية، يمارس فيها أصحاب القلم والفكر مادتهم ومبادرتهم، ويسعدني أن أقول كلمة صغيرة بعدما أمتعنا معالي الأخ الزميل الأستاذ عبد الله بلخير إمتاعاً شعرياً، وإمتاعاً من الذكريات. وأنا الآن أتحدَّث إليكم، والذكريات تعيدني إلى ما قبل أربعين عاماً. وكيف لا وأنا أبصر أمامي زملائي في تلك الفترة طاهر زمخشري، معتوق حسنين، عبد الله بلخير، وأتخيَّل الآن لمحات مدرسة الفلاح التي احتضنتنا صغاراً، ومبادراتنا الأدبية فيها.
- لقد كُرِّم أيها السادة الأستاذ عبد الله بلخير وهو طالب بمدرسة الفلاح، وهذا التكريم له قام به زملاؤه في المدرسة لما سمعوا وقرأوا من شعره الممتع الجيد، وقد انتدبني الطلاب أن أقول شيئاً من الشعر في حفلة التكريم، وكنت حينئذٍ أدرس في المرحلة الابتدائية بينما يتقدمني الأستاذ عبد الله بلخير إذ كان يدرس بالمرحلة الإِعدادية الثانوية، وأعتقد أن من بين الحاضرين في تلك الحفلة الأستاذ عبد الله عبد الجبار وبعض إخواننا الأدباء. وتلبية لرغبة زملائي، استطعت بعد محاولاتٍ عديدة أن أكتب بعض الأبيات التي يغيب عني ذكرها الآن، ولم تحفظ ذاكرتي منها غير بيتين، هما:
كرِّم الشعر وحَيِّي بالقلم
شاعراً أيقظ في القوم الهمم
يا أبا الخير وقد أسمعتنا
شعرك الحي كأصداء النغم
 
- ولقد سمعتم الليلة من شاعرنا المعطاء القصائد الرائعة التي تعتبر نحتاً في صخر، وأدخلتنا أزقة التاريخ، وأعادتنا إلى ماضٍ مجيد. لقد دامت صداقتي للأخ عبد الله بلخير أربعين عاماً، وما زالت تنبض بالوفاء والإِخلاص، ولم نفترق خلال السنين التي مضت إلاَّ فترات قصيرة تمثَّلت في منابع العلم ومشاربه التي جعلته يتلقّى تعليمه الجامعي بلبنان، بينما تلقيت تعليمي الجامعي بالعراق، ومع ذلك فقد شاء الله لنا أن نلتقي، وأن يجمع الحب بيننا في بغداد. لقد جاء إلى العراق ضمن وفد طلاّبي من الجامعة الأمريكية، ودفعه حبه وإخلاصه ووفاؤه إلى أن يبحث عني فيزورني في القسم الداخلي الذي كنت أقيم فيه.
- ولقد كان الأستاذ عبد الله بلخير من روّاد القومية العربية وما زال، ولكنه كان أقوى مما هو عليه الآن. الواقع أنني أحتفظ لمعالي الشيخ عبد الله بلخير بكل ود فما عرفت فيه إلاَّ الإِخوة، والمروءة، والوفاء، وكان شاعراً عظيماً استعنت به كثيراً في إصلاح ما أنظم من الشعر وأتقبَّل توجيهاته وذلك لما لمسته من شعره من إبداعات أطرب بها الجميع وأسرَّ بها عقول الأدباء والنقاد، وأنعش قلوب عشاق الشعر الرصين.
- أيها السادة، إن الحديث عن الأستاذ عبد الله بلخير لن ينتهِ ولو أرخيت العنان للساني لظللت أتحدث ساعات فما أعذب الحديث عنه، وما أبلغه ولكنني أكتفي بما قلت كيلا أُطيل عليكم والسلام عليكم ورحمة الله.
ومن باب المداعبة يطلب الأستاذ محمد حسين زيدان من السيِّد علي فدعق أن يحدِّث الحاضرين عن المنغِّصات التي سبَّبها للمحتفى به عندما كان يعمل معه في وزارة الإِعلام، فيرد السيد علي فدعق على ذلك بقوله:
- لم أكن سبباً قط في إثارة معاليه، وفي الإِمكان إحالة الأمر إليه ليقضي فيه بنفسه أو طلب الإِفصاح عن ذلك من السيد غالب أبي الفرج فهو على دراية تامة بكل الشؤون الإِدارية والمالية في وزارة الإِعلام خلال تلك الفترة التي عشناها معاً نحرث ونزرع ونروي بجهدنا وتضحياتنا وإخلاصنا ووفائنا حتى أثمر ذلك الجهد وآتى أكله طيباً.
- وعلى كل حال فإن معالي الشيخ عبد الله بلخير كان يتميز ولا يزال بمرونة تامة في علاقاته، ولم يكن ذات يوم رجلاً سريع الغضب، أو متوتر الأعصاب، بل على النقيض من ذلك كان يقابل العاصفة بانحناءة بسيطة، ثم يرفع رأسه بعد ذلك. لم أستطع أن أغضبه إطلاقاً، رغم أنه كان يخالف بعض التعليمات إيماناً مني أنه لم يقم بتلك المخالفات إلاَّ حرصاً منه على تحقيق مصالح إدارية هامة. هذه خلاصة ذكرياتي مع الشيخ عبد الله بلخير، وأشكر مرة أخرى الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذه الأمسية. كما أوجِّه الشكر لكم جميعاً لاستماعكم لما قلت من ذكرياتٍ طيبة لهذا العلم العربي الذي ينتمي لهذه الأرض الطيبة المباركة.. والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :888  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.