السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أنا والدة المهندس وائل بخاري, ممكن أن أقول كلمة, الحقيقة أنا جئت لا لألقي كلمة ولكن دائماً في العادة عندما أذهب إلى محافل في أي مكان دائماً أسأل ما السر في أبناء المبدعين أو المتفوقين؟ وعندما أفتح كتب التربية وعلم النفس أجد أشياء كثيرة, أنا أتحدث عن تجربة شخصية, أولاً الحب, والحب مهم جداً في حياة أبنائنا, جميل جداً أن ينشأ الطفل وأن أسرته تحبه, نحن كلنا كل يوم نتبادل الحب ممكن في اليوم نقول كلمة أحبك عدة مرات, الحب ضروري على أساس أن الطفل يتعلم كيف يحب أمه وأباه، يحب أهله ثم بعد ذلك أصدقاءه والمجتمع والوطن, الشيء الثاني الثقة في النفس, دائماً أعمل على تنمية الثقة في الذات, ويكون واثقاً من نفسه, ويثق في شخصيته كونه مسلماً كونه سعودياً كونه وائل كونه محمد أو كونه حسام أو كونه عصام, أيضاً دائماً أذكرهم أن الحمد لله ربي أعطاكم إمكانيات وقدرات لا بد أن تستثمر وتستغل في صالح المجتمع وفي صالح الوطن, وقبل كل هذا الدعاء ثم الدعاء, ونحن عندنا بعد صلاة الفجر كل فرد يمر كل واحد منهم ويقول: ادعي لي يا أمي, طبعاً أقول لهم وفقكم الله, كلما أكون على اتصال بابني في اليابان يقول لي عصام ادعي لي يا أمي, انتقلت هذه العادة حتى لخطيباتهم يقلن لي ادعي لنا, وأدعو لهم دائماً ربنا يوفقهم ويفرحهم بأولادهم, ودائماً أقول لهم أنا أكون فرحة عندما تصلون الشيء الذي تريدونه, هذا بالنسبة للأسرة في المنزل. ننتقل للتفوق والإبداع، بالنسبة للبيئة الخارجية طبعاً نذكر أن المدارس تعلم أشياء كثيرة ومعارف متنوعة ولكن صُقلت مواهبهم في مدرسة دار الفكر, أيضاً الطبقة الخارجية للمجتمع فالطلبة الموهوبون محتاجون إلى دعم المجتمع لهم..
اليوم أنا سعيدة جداً بحفل التكريم, وأعتبر أن هذا الحفل تكريم لي لكل أم بل لكل شاب موهوب بل أعتبره تكريماً للموهبة والإبداع والتفوق. قبل أحد عشر عاماً تقريباً جلس في نفس هذا المنبر تشرف ولدي عصام وكُرِّم والشيخ عبد المقصود كرّم وائل، وعصام كانت بدأت لديه موهبة شعرية وكان التكريم حافزاً له مما جعله يقوم بدوره خير قيام في اليابان -والدكتورة ابتسام حلواني قابلته هناك- تبين نظرة الشيخ عبد المقصود خوجه البعيدة وأقول له إن الكثيرين غير وائل وغير عصام محتاجون لمثل هذا التشجيع والتكريم فأرجو منه أن يستمر في هذا النهج الجديد, شكراً لك سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه أسعدتنا كثيراً وإن شاء الله نرى طلاباً آخرين يكرَّمون في هذا المكان..
معالي الأستاذ الدكتور محمود سفر: لم يكن لي الرغبة في التعليق بعد أن سمعت ما سمعت معكم، لكن كلمة الوالدة الكريمة المفعمة بالعواطف وبالموضوعية أيضاً استقطبتني لأقول لها باسمكم جميعاً شكراً لما أعطيتِه لهذا الوطن من شباب نابغ، شكراً لك على وقفتك الحنونة لهم, شكراً لك على دعمك لهم, نشكرك ليس باسم هؤلاء الشباب الذين تربوا في مدرستك والذين فاضت عواطفهم نحوك بل باسم الوطن, أنا أحييك باسم الوطن، ليس باسم الاثنينية وليس باسمي، ولكن باسم الوطن نرجو أن تكوني أنت نموذجاً آخر للأم المثالية التي تضحي بكل غال ورخيص في سبيل أن تُعِد أبناءها وبناتها لهذا الوطن ليقوموا بواجباتهم، جميعنا نهنئك من الأعماق على هذا الإنجاز الرائع، ونسأل الله لك طول العمر، وأن يبارك لك في صحتك، وأن يحفظ لك أبناءك, وأن يوفقهم لتزهي بهم ونزهو معك بهم في مدار التقدم والرقي جزاك الله ألف خير باسم هؤلاء الشباب الذين ربيت باسم هذا الوطن المعطاء، باسمنا جميعاً ونسأل الله لك دوام الصحة والعافية.