الحمد لله في سر وفي علنٍ |
والشكرُ لله مجريها ومرسيها |
ثم الصلاةُ على خير الورى نسباً |
عنه الفضائلُ كلُّ الناس ترويها |
من حثنا لاكتساب العلم نطلبُه |
حتى نسودَ به الدنيا ومن فيها |
ألا رعى الله باني اليوم نهضتنا |
مليكنا الفهدِ راعيها وحاديها |
بنى وأسَّس صرحاً صار ملحمةً |
من العطاء فلا شيء يساويها |
وخلفه عضدُه الميمونُ ساعدُه |
وليُّ عهد, غدا الأجيال يبنيها |
إذا تردد شعري أو بدا خجلاً |
من الجموع التي أمسى يناجيها |
فالعذرُ منكم ولي في مثلكم أمل |
إذا تكدر بعض الشيء صافيها |
تحيةً أيها الأحبابُ أبعثها |
غدا يردد بالأشواق شاديها |
تحيةً من رحاب العلم عابقةً |
إليكمو يا رفاقَ الدرب, نهديها |
تحيةً الحب نفحُ المسك عَطَّرَها |
إلى الأحبة قاصيها ودانيها |
شكراً لمن ضمَّنا بالحب أسعدنا |
وجودنا بينكم قد زادنا تيها |
ويا رعى الله جمعاً.. قد حوى نُخُباً |
وددتُ بالاسم أني لو أحييها |
أخي المعلم, قم وافخر فمهنتنا |
هي الأجلُّ ولا شيءٌ يضاهيها |
أخي المعلم تكفينا رسالتُنا |
طريقُ (طه) بكل الفخر نمشيها |
رسالةٌ من كتاب الله مصدرُها |
وسيرةُ المصطفى المختار تعليها |
فللمعلم عند الله مرتبةٌ |
والنفسُ نيلُ المعالي من أمانيها |
إذ يرفعُ اللهُ أهلَ العلمِ منزلةً |
فوق الجميع فلا شيء يوازيها |
إذا الطبيبُ ارتقى في طبهِِ وزها |
وزاد بين الورى في فرحة, تيها |
أو المهندس إن باهى بحرفته |
غداً يفاخر بالأبراج.. يبنيها |
وإن أتى قائد (الميراج) مبتهجاً |
وقال قد طرت في الأجواء عاليها |
يكفي المعلمَ فخراً أنهم نهلوا |
من حوضه, فارتوى بالعلم صاديها |
فهو الذي خرّج الأجيال همتَهُ |
أن يرتقوا من ذرا الأمجاد عاليها |
فأنت يا شمعةً من لهفها احترقت |
لكي تضيء طريقاً فاز ماشيها |
نذرتَ نفسك للأجيال, تنشئها |
على الصلاح, على التقوى تربيها |
سلاحُك العلمُ, أقلامٌ ومحبرةٌ |
وساحُك الفصلُ.. تعليماً وتوجيها |
يا نجمةً في فضاء الكون لامعةً |
ونغمةً, عذبةً تحلو لشاديها |
إذا النفوسُ بداءِ الجهلِ قد مرضت |
فأنت من بعد عون الله تشفيها |
أو أظلمَ الكون, كنت النور, يا قبسا |
به اهتدى الناس, إن جنّت لياليها |
غداً, سيصبح هذا الجيلُ مفخرةً |
ثمارهُ عن قريب سوف نجنيها |
عسى يُحقق بإذن الله رفعتنا |
وصفحةَ الضعفِ والخذلانِ نطويها |
لكم ختاماً تحيات ترددها |
كلُّ البلابل في شوقٍِ تغنيها |
ونسأل الله إخلاصاً ومنفعةً |
وهمةً حيةً.. لا شيءَ يُثنيها |