(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الله بن سليمان الحصين ))
شكراً جزيلاً على الثناء الذي لا أستحقه.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير عباد الله إمام الأتقياء وإمام المعلمين، وعلى آله وصحبه وسلم، لم أكن مستعداً لمثل هذا اللقاء، وإنما كنت أحب أن أسمع أكثر مما أقول، فالزمن والمتغيرات غيرت كثيراً من أفهامنا ومن معلوماتنا, لعل من أجمل الكلمات وأصدق المشاعر أن نتحدث عن المعلم في يوم المعلم, فالمعلم أحد صناع الحياة إن لم يكن هو الصانع الأول بعد الله في صناعة النشء, المعلم هو الذي يصوغ الوجدان وهو الذي يفتتح الأذهان, المعلم أثنى الله سبحانه وتعالى على سيدنا آدم بالمعرفة بعد أن سأل وهو العالم بكل شيء ملائكته فقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء (البقرة: 31) وعندما أجابوا بأنهم لا يعلمون قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم (البقرة: 33) قال: ألم أقل لكم إني أعلم ما لا تعلمون (يوسف: 96), ثم أثنى الله سبحانه وتعالى على آدم بالمعرفة وزكاه بالمعرفة ولم يزكِّه بالخلق ولا بالخلقة, المعلم هو عنصر التفوق في حياتنا، وعنصر التفوق في صياغة الوجدان، في صياغة النفس، ولهذا نحن نطالب هذا المعلم وفي يوم المعلم أن يكون أميناً على هذا النشء، أميناً في رسالته، أميناً في وطنه، فلا يكون هنالك درس معلوم، ودرس خفي، ولا يكون هناك أخذ وعطاء في الخفاء, نريد معلماً يعلم أن صياغة هذا الجيل، أن المعرفة هي الطريق إلى البقاء، والطريق إلى التفوق، وأن الشعوب العظيمة لا يمكن أن تفتخر بالثراء أو بالثروات الطبيعية بقدر ما تفتخر بصياغة الأجيال، بالثروة البشرية، التي تفوقت على كل مؤثرات الحياة، هي الأمة الباقية، ولعلنا نجد أن شعوباً كثيرة تفوقت رغم فقرها, كاليابان تفوقوا في صياغة أجيالهم عندما فشلوا في الحرب نجحوا في المعرفة، نجحوا في الصياغة الاقتصادية والتقنية فتفوقوا، ولم تكن لهم ثروات سوى الثروة البشرية وسوى الفكر, كذلك الصين, هذه أمثلة وكثير من التجارب التي مر بها التاريخ البشري مرت بها الشعوب القديمة تؤكد أن البقاء للأصلح والبقاء للقادر، حتى القوة مهما كانت يكمن في هذه القوة هزيمتهم, نريد أن ننتهز فرصة الاحتفال بيوم المعلم لنقول للمعلم ماذا ستصنع وماذا ستقف اليوم مع هذه المتغيرات التي تحدث بها سعادة مساعد مدير التعليم، وقال بأن هناك متغيرات ضخمة، وهذه حقيقة فأنت لا تستطيع أن تشرف على الطالب إلا ساعة أو ساعتين أو ثلاث ساعات ولكنك لا تستطيع أن تشرف عليه بقية الساعات, ما الذي يحدث في البيت ما الذي يحدث في الفضائيات, ما الذي يحدث من الهجمة العنكبوتية للإنترنت, هذه الأمور قد تبدو أحياناً غير واضحة المعالم, لا نستطيع أن نتحكم في النشء, فهناك نشء بعضهم قد يهزأ بالمنهج, ويهزأ بالمدرس ويعتبر نفسه في سن معينة من المراهقة أنه يفهم أكثر من المدرسة ومن المدرس, نريد من المدرس أن يكون قادراً على الاحتواء وأن يكون واضحاً, وأن يكون صادقاً فالإمام الشافعي له بيتان عظيمان من الشعر يقول فيهما:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يُهدى لعاصي
المهم أن نفكر تفكيراً جدياً في رسالتنا، أنتم الذين تصنعون الجيل القادم, فأنتم لا قدّر الله إذا فشلت الأمة فأنتم المسؤولون, وإذا تقدمت الأمة ونجحت فأنتم المتفوقون على أنفسكم وعلى عوامل الزمن, أسأل الله تعالى أن يوفقكم وأن يجعلكم شموعاً مضيئة لا تحرق ولا تحترق..
عريف الحفل: وهم كذلك يا أستاذ شموع مضيئة لا تحرق ولا تحترق, المعلم يجب أن يكون واضحاً وصريحاً وصادقاً في كل ما يقدم ويعطي ولا بد أن يقدم رسالة, وأنا أقول في هذه الأيام رسالتنا هي الوطن والحفاظ على وحدته, هنالك تحدي الشبكة العنكبوتية كما أشار الأستاذ عبد الله الحصين هي بالتأكيد لمن استطاع أن يتفاعل مع التقنية الحاسوبية وما فيها من مد معرفي ويتفاعل معها في ما يختار ويقدم لأبنائه الطلاب, التحديات كثيرة وأعتقد أن الدكتور محمد بن خضر عريف المتحدث الثاني في هذه الجلسة وهو وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الملك عبد العزيز أستاذ النحو والصرف وعلم اللغة وفقه اللغة بالدراسات العليا بالكلية, رئيس تحرير مجلة الإغاثة ومجلة ينابيع الخير, أستاذ كريم يشاركنا في هذه الجلسة حتى يحتفي معكم بالمعلمين المتميزين المعلمين النابهين, ونشكره على استجابة الدعوة ونأمل أن نستفيد مما يقدم ويطرح فليتقدم مشكوراً..
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
