(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الله محمد الهويمل مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة, يلقيها بالنيابة عنه سعادة الأستاذ عبد الله الثقفي مساعد مدير عام التعليم ))
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أصحاب السعادة, أخواني وزملائي المعلمين أيها الجمع الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تحية من المعلمين كافة في منطقة مكة المكرمة لصاحب هذه الدار الذي جعلها سنوياً تحتفي بنا نحن معاشر المعلمين, وأن هذه الاثنينية أصبحت مناراً وفناءً للمعرفة.
أيها الأخوة، أيها الأحبة، إن التكريم الحقيقي للمعلم يتجاوز الاحتفاء والاحتفال السنوي إلى ما هو أمكن وأعمق في ظل التحديات المعاصرة التي يعيشها كل معلم في صفه, فأصبح المعلم اليوم يواجه تحديات الجيل الذي يصعب اختراقه إلا بتخطيط مسبق وبمُكنٍ في العلم والمعرفة, لم يعد التأثر في الجيل كما كان سابقاً فكان المعلم هو المصدر الوحيد للعلم والمعرفة, أما الآن فأصبح المعلم ضمن المؤثرات, بل إن المؤثرات الأخرى أكثر جذباً وأكثر فاعلية وأكثر تخطيطاً, فالتحدي للمعلم والتكريم الحقيقي أن نقف جميعاً لأن نعطي المعلم من أنفسنا ومن إمكانياتنا لكي يتجاوز هذه الإشكالية، كما أن معطيات العصر من إمكانات ومن انفتاح إعلامي تظل أيضاً من التحديات الكبرى التي تقف أمام المعلم، والذي يجب أن يطوع المعلم كل ما أخرجه العصر لأداء رسالته ومهمته, ويختلف المربون حول التقنية هل تكون وسيلة معينة أم أنها الفيصل في العمل, والحق أن كل ما حول المعلم ما هو إلا وسائط ووسائل معينة، ويظل المعلم هو سيد الموقف, أيها الأخوة أيها الأحبة استمعنا بإنصات إلى كلمة ضافية أسميها وثيقة لاحتفال هذا العام وتقرها اللجنة المشرفة على الاحتفال بالمعلم من أن كلمة الشيخ عبد المقصود خوجه تضمنت الكثير من الأفكار البناءة التي يجب أن نعمل عليها في التربية والتعليم، وما كان مستطاعاً القيام به في إدارتنا فهذا متاح والحمد لله، وما لم نستطعه يرفع إلى مقام الوزارة لأهمية ما ذكر, ولعلكم تتفقون معي, أيها الزملاء أيها الأحبة، أن الوطن يقف إجلالاً وتقديراً للمعلم. ولعل الحديث الصريح والمباشر الذي تحدث به سمو ولي العهد أعدُّه تكريماً للمعلم، لأن ولي العهد يعلم دور المعلم، ويتحدث عن تأثيره، وما تحدث به هو تأكيد للدور وتأكيد للأهمية ويضعنا أمام مسؤوليات جسام، لأن المعلم هو المسؤول عن فكر الأمة، وعن فكر الجيل، وأن حماية الوطن تبدأ من الصفوف الدراسية, إن حماية الوطن تبدأ من أفكار الطلبة، إن حماية الوطن هي رعاية الجيل رعاية صادقة، وأعدّ ذلك مسؤولية وأعد ذلك وساماً من سمو ولي العهد يضعه على صدور كل المعلمين. وإننا لا بد أن نكون جنوداً مؤتمنين على ما بين أيدينا من أبناء الأمة، ولعلكم قرأتم واستمعتم إلى الكلمة الضافية من سمو أمير المنطقة وهو يتحدث عن المعلم، أنه أمين على العقول وأي مسؤولية أكبر من مسؤولية العقول, أمانة الملايين وأمانة كنوز الأرض لا تساوي شيئاً أمام أمانة العقول, وتحدث سمو محافظ جدة هو مصدر ثقة, ثقة لا ينالها شك ولا تنالها ريبة وإن المعلم يرتقي فوق كل الشكوك, ثم تحدث سعادة مدير عام التربية والتعليم على أن المعلم هو المخلص وهو المؤتمن على الجيل, فذلك أعده تكريماً للمعلْم, وكما ذكر الزملاء أننا في مدينة جدة نجد من الأعيان ومن رجال الأعمال ومن المثقفين وقوفاً معنا لخدمة رسالتنا التعليمية والاحتفاء بالمعلم، والرواد الذين على يميني أتوا اليوم تحية للمعلم. أيها الزملاء, أيها الأحبة، إن للمعلم مسؤولية وللمعلم أدواراً, وللمعلم في هذا اليوم تذكر أننا لا نعتبره عيداً، ولا نعتبره عادة سنوية، وإنما هي مناسبة وفرصة لنقف إجلالاً للمعلمين ونقول جزاكم الله خيراً، ونشد على أيديهم، ونتحمس لما يقومون به، ونتحسس آلامهم ونتطلع معهم إلى ما يأملون فيه, نسأل الله أن يعيننا وإياكم على أداء هذا الرسالة الجسيمة والعظيمة, فالمعلم عندما يقفل باب صفه لا يعلم ما يقوم به إلا الله عز وجل ثم ما يرى في أعين تلاميذه من الرضا أو من اللارضا, أوصيكم ألا يؤتى الدين وألا يؤتى الوطن من خلالكم, وأن تكونوا الأمناء وتلك مساهمة وطنية كبرى تؤجرون عليها إن شاء الله, وفي ختام كلمتي أقدم الشكر والتقدير لصاحب هذه الدار وإلى زميلنا وحبيب المعلمين الأستاذ حسين الغريبي الذي يأبى إلا أن يكون معنا أخاً وصديقاً وزميلاً, ثم شكراً للرواد الذين يشاركون في هذا اللقاء والذين هم دائماً معنا بالرأي والمشورة، والشكر أيضاً للجنة المنفذة والإشراف التربوي والإدارات المعنية، شكراً للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: شكراً للأستاذ عبد الله الثقفي على هذه الكلمات النابعة من القلب والتي تبين لنا أهمية المعلم ودوره، ولعل الإخوة الموجودين في هذه المنصة كلهم جاؤوا ليشاركوا في تكريم المعلم, وأنا متأكد أن كل واحد منهم لديه الرغبة في الحديث إلى المعلمين عن قضايا وهموم المعلمين المعاصرة والمستقبلية وربما الماضية, لكن نحن حاولنا أن نحدد إطاراً لهذه الندوة وسيكون المتحدثون في هذه الندوة ثلاثة من رجال الفكر التربوي ومن رجال الأدب، ومن رجال التربية والتعليم، ثم تتاح الفرصة في نهاية الجلسة لمن أراد أن يتحدث أو يعلق في حدود الوقت المتاح بعد الواحة الشعرية.
سيتحدث الآن حول موضوع المعلم ومتغيرات المستقبل وليس فرضاً على زملائي المتحدثين, ولكن إذا رغبوا الحديث في ذلك فهو موضوع حيوي والأخوة المعلمون يتفاعلون مع مثل هذه الطروحات، المتحدث الأول أستاذنا الكبير الكريم الرائد التربوي الذي تعرفونه أدار التربية والتعليم فترات طويلة حتى تقاعد عن العمل لكنه لم يتقاعد عن الفكر التربوي والعطاء التربوي في كل أسبوع نصافح كلمته من خلال جريدة عكاظ وهو الأستاذ عبد الله بن سليمان الحصين.