(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يلقيها نيابة عنه سعادة الأستاذ حسين عاتق الغريبي ))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك, وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد, وعلى آل بيته الكرام الطاهرين, وصحابته أجمعين.
سعادة الأخ الأستاذ عبد الله محمد الهويمل
مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة
الأساتذة المربون الأجلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي أن نلتقي مجدداً في دارة الاثنينية لنحتفي معاً بمناسبة اليوم العالمي للمعلم, تقديراً وتثميناً عالياً للدور الريادي الذي يقوم به المعلم لخدمة وطنه ومواطنيه, متشرفاً بتحية خاصة لأخي معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد, وزير التربية والتعليم, على الجهود الحثيثة التي يبذلها والأساتذة الأفاضل أركان وزارته للنهوض بالعملية التعليمية وترقيتها عاماً بعد عام, رغم الضغوط الكبيرة, والحساسية الفائقة التي تمس هذا العمل الذي يلامس كل أسرة.. وبطبيعة الحال ينبثق من هذه الوقفة التكريمية العمل الجاد على دعم المعلم ومساندته بمختلف الوسائل.
ويسعدني في هذه المناسبة أن أهنىء معاليه, وجمعكم الكريم, وكل أساتذتنا الأفاضل على امتداد هذا الكيان الحبيب على ما تحقق من إنجازات تحت توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله, وما نشاهده من تطور ملموس في البنية الأساسية للمدارس سواء التي شيدت حديثاً أو التي تمت صيانتها وتجديدها, بالإضافة إلى تحسين البيئة التعليمية, ومسابقة الوقت للتمكن من تدريس اللغة الإنجليزية بحسب الخطة المرسومة, واستيعاب المزيد من أبناء الوطن ضمن هيئات التدريس, وغيرها من الإنجازات التي آمل أن تتم إشراقاتها لتشكل مع السابق واللاحق أنموذجاً لعطاء لا ينضب, وقبساً يهدي إلى مزيد من الخير والغرس الطيب إن شاء الله.
ومما لا شك فيه أن الجهود المقدرة التي تمت -وما زالت تتواصل- لترقية المناهج وتنقيتها من بعض الشوائب, تعتبر واسطة العقد الذي أهدته الوزارة للمواطنين, الذين يتطلعون إلى مواصلة المسيرة رغم المصاعب والأشواك, فالطريق طويل والمسالك وعرة, لكن عزيمة الرجال قادرة بإذن الله على قهرها وصولاً إلى مخرجات تعليمية تواكب العصر وترتقي بالإنسان السعودي إلى مستوى تقدير المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه كمواطن صالح في المقام الأول, دون تفريط في عقيدته وهويته وعاداته وتقاليده التي يعتز بها.. لذا فإننا أمام تحد مستمر, وبتعاضد الجهود وتكاتفها وخلوص النية فإن السفينة حتماً سوف تصل إلى بر الأمان, وأحسب أن الجميع يتفق على ضرورة توفير المزيد من الحياة الكريمة للمعلم وعائلته, بالإضافة إلى التكريم الأدبي, وذلك بمنحه الحوافز المادية التي يستحقها عن جدارة, ووضعه ومن يعول تحت مظلة التأمين الطبي, وتسهيل أموره الحياتية المرتبطة بمعاملات رسمية, وتشجيع القطاع الخاص على تقديم الدعم الذي يليق بدوره في المجتمع.
إن تكريم المعلم على النحو الذي أشرت إليه آنفاً, مقروناً مع غيره من الخطوات الطيبة التي تمت على مستوى الوزارة, سوف يؤدي دون شك إلى بذل مزيد من الجهود التي نرجو جميعاً أن تنعكس على إعطاء الجوانب (اللاصفية) اهتماماً مميزاً, واثقاً من أن عزم الرجال موجود إن شاء الله, وربما عنصر الوقت بالإضافة إلى التنسيق بين الجهات المعنية, مع استكمال الدراسات اللازمة, يعيق تنفيذ كل أو بعض ما سأذكره في النقاط التالية كمؤشرات أرى من المهم الالتفات إليها بشيء من الحزم لتأخذ مكانها على خارطة النشاط المدرسي, إسهاماً في بناء جيل مدرك لواجباته تجاه وطنه وأمته, ومما يجول في خاطري, وأتطلع إلى تحقيقه:
- الحث على ربط ثقافة الطفل بوجه خاص بقيم الحوار ونبذ العنف, وعدم إقصاء الآخر بأي شكل من الأشكال, على أن تتم وفق أساليب مبسطة وغير مباشرة, وعلى سبيل المثال العمل على تأليف مسرحيات تخدم هذه المضامين, وإخراجها وتنفيذها بطريقة احترافية, ودعوة بعض المدارس لحضورها بموجب نشاط تتم جدولته شهرياً, ليستمر طوال العام.
- تشجيع الطلاب في جميع المراحل على احترام قيمة الوقت والعمل وذلك من خلال جمعيات يقترحها ويشرف عليها بعض الأساتذة الأجلاء على سبيل المثال (جمعية الفلاحة) التي تعنى بجميع المزروعات بالمدرسة وغرس الزهور والشجيرات بحسب المواسم, ومكافحة الآفات الزراعية, وتقليب التربة الخ.. مما يمنح الطلاب الحس والوعي اللازمين لهذه النواحي العملية, ويعيد إليهم روح حب العمل اليدوي شأن الأجداد, ويشبع لدى البعض هواياتهم الخاصة.. كما تقوم (جمعية النجارة) مثلاً بحفظ عدد يدوية بسيطة (غير كهربائية) يستخدمها أعضاء الجمعية لصيانة بعض ممتلكات المدرسة, وكذلك جمعية (الإلكترونيات) ينشط أعضاؤها في مجال صيانة الحاسب الآلي (يمكن الحصول على أعداد كبيرة من الأجهزة القديمة من محلات الصيانة بسعر زهيد) ويعمل الطلاب على فكها وتركيبها دون حرج أو خوف على تلفها, والمجال مفتوح لكل الاقتراحات البناءة.
- ربط النشء بما يدور في الساحة الوطنية من محاولات جادة للقضاء على الإرهاب ومعالجة مسبباته, ومحاربة الفكر المنحرف, والتحذير من مغبة الوقوع في أحابيل بعض الأفكار الضالة والمضللة.
- تشجيع الانفتاح نحو ثقافات العالم المختلفة عن طريق القراءة الحرة, الكتاب الورقي والإلكتروني للطلاب, وتشجيعهم على مناقشة الآراء المختلفة ضمن لقاءات أدبية مصغرة.
- المثابرة على استمرار العناية بالمواهب الناشئة حتى يشتد عودها, فالهواية قد تؤدي إلى إيجاد رغبات قوية للتوجه نحو سوق العمل المهني الذي يعاني للأسف تشوهات معروفة للجميع.
- دراسة إمكانية قيام الطلاب, تحت إشراف طاقم تربوي, برحلات طويلة إلى مختلف أنحاء المملكة (بعد موافقة ولاة أمورهم والتنسيق مع الجهات المختصة) للتعرف على أساليب المعيشة على أرض الواقع, وربط ثقافات الطلاب ومشاعرهم بزملائهم الذين يقومون بالتواصل معهم, وتمتين أواصر العلاقات واستمرارها عن طريق تبادل الرسائل العادية أو الإلكترونية.
- تخفيف الغلو بالنسبة للروابط القبلية والمناطقية, والعمل الجاد على دمج الطلاب وفق الإطار الوطني الشامل.
- وفيما يتعلق بالطالبات فيستحسن الاستنارة بآراء الخبيرات في مجالات الأسرة وخدمة المجتمع وصولاً إلى أفضل السبل لاستثمار أوقات الطالبات في ما يعود عليهن حاضراً ومستقبلاً بالخير والفائدة.
وفي الأمر متسع لمزيد من الاقتراحات البناءة التي أرجو أن تسهم في إيجاد أجيال معافاة تشكل زاداً ونبراساً لحماية مكتسبات الوطن.. ويطيب لي في ختام هذا اللقاء أن أرحب بالأساتذة الأفاضل أعضاء ورشة العمل العربي للمسؤولين عن الفرق الكشفية في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.. متمنياً لهم كل التوفيق والسداد في جهودهم الخيرة.. متطلعاً إلى لقاء آخر على طريق الخير والبر, سعيداً باغتنام هذه الفرصة لأهنئكم بقرب حلول شهر رمضان المعظم, سائلاً المولى عز وجل أن يعيده عليكم باليمن والخير والمسرات, وأن يعيننا جميعاً على صيامه وقيامه, ويجعلنا من عتقائه.
متشرفاً بلقاءات على طريق الخير والعطاء المستمر مع إدارتكم الموقرة في المستقبل إن شاء الله, تحت ظلال مناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية, ليدلي كل منا بدلوه, تحية حبٍ وإجلالٍ وتقديرٍ لمكتنا الحبيبة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لمضيفنا سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه والكلمة الضافية التي ألقاها سعادة الأستاذ حسين عاتق الغريبي. أنا أنطلق من النقطة الأخيرة التي أشارت إلى أن الاثنينية سوف تحتفي باختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، ونحن أيضاً في التعليم بدأنا العمل للمشاركة في هذه الحفاوة الكبيرة باختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 1426هـ ولكنها في الواقع هي عاصمة إسلامية أبدية وأزلية إن شاء الله, العناصر الأساسية لهذه الكلمة أعتقد أن من يكون مقرراً في هذه الجلسة سيأخذها بعين الاعتبار لتكون من توصياتنا التي ترفع عادة في كل عام وهي من الأمور التي تتكرر كثيراً, وأنا متأكد أن مثل هذه الغيوث من الأفكار والطروحات والتوصيات من رجال الفكر والثقافة إذا وصلت إلى المسؤولين إن شاء الله سوف تحقق, وهناك قضايا تهم المعلم نفسه، المعلم الذي يحاول ويستطيع من خلال صفه ومادته أن يقدم إلى أبنائنا الطلاب وأن يؤسس فيهم حب الحوار والرغبة في الحوار وجمعيات نشاطية حول الحاسب الآلي أيضاً متوافرة في مدارسنا, أيضاً ربطهم بالوطن وبالوطنية والرحلات الداخلية والقضايا التي تحصل الآن في الساحة الوطنية من إرهاب وغيره أعتقد أن دور المعلم أيضاً دور وطني في هذه المسألة, على أية حال شكراً لمضيفنا وشكراً لمن ألقى كلمته, وإن أنسَ لا أنْسَ ضيفاً عزيزاً من وزارة التربية والتعليم دائماً يحفزنا ويشارك معنا سعادة المساعد للشؤون المالية والإدارية الأستاذ سعد الحارثي الذي يكون متواجداً معنا في كل مناسباتنا, الكلمة الآن لسعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة يلقيها بالنيابة عنه سعادة الأستاذ عبد الله الثقفي مساعد مدير عام التعليم.