شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز ))
بسم الله الرحمن الرحيم أولاً، أحب أن أبشر الأخوان أن كل الكلام الذي قاله الدكتور عشقي صحيح؛ ولكن تم تنسيقه لتحويل مياه التحليلة المعالجة إلى منتزه عام بمساحة 10 كيلومترات حوالي 10 مليون م2 شرق خط السريع في جدة، وبدأ العمل معهم على أساس نقل كل المياه المحلاة إلى هناك، وكذلك عمل أماكن تخزين في حالة إيقاف المحطة، وهذا شيء طيب وكان هناك تجاوب من سيدي الأمير عبد المجيد والأخوان في وزارة المياه والكهرباء.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين..
أصحاب الفضيلة،،
أصحاب المعالي،،
أصحاب السعادة الأخوة والأخوات،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمد لله على نعمة الإسلام، الدين الحنيف القيّم، الذي حثنا على المحافظة على النعم، وعلى احترام الطبيعة في برها وبحرها وجوها وأرشدنا إلى اتباع الفضيلة والتعامل الإنساني والرفق بالحيوان والمحافظة على النباتات بالتعاليم الواضحة لحماية الطبيعة وصيانتها والحفاظ على مواردها لاستدامة العطاء، ولعلّ أول محمية عرفتها البشرية هي محمية الحرم المكي الشريف، التي حُرّم الصيّد فيها واقتلاع الشجر، وتحث تعاليم ديننا الحنيف على التعامل مع نعمة الله باحترامها والترشيد في الاستهلاك والإنفاق قال تعالى {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} (الإسراء: 27).
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء:
تشهد المملكة ومنذ باني نهضتها المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز آل سعود تحولاً مُذهلاً وتطوراً هائلاً في مختلف المجالات العلمية والصناعية، وفي المقابل نجد زيادة كبيرة في التلوث البيئي، وتنوعاً في أشكاله، وانتشاراً واسعاً في الممارسات الخاطئة، سواء في مجال الصناعة أو الزراعة أو الحياة العامة، كالتدخين والإِدمان، وغيرها من الأمور الأخرى مما جعل التوعية البيئية مَطلباً مُلحاً وعاجلاً، وعنصراً هاماً في سبيل إيجاد فهم أوضح لكثير من الجوانب البيئية التي تهم الفرد والمجتمع.. لذلك قامت حكومتنا الرشيدة، من خلال أجهزتها المتخصصة ممثلة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والعديد من الجهات الحكومية الأخرى، بدور بارز في مجال الحفاظ على البيئة، ولم يقتصر دور الدولة على ذلك فقط، بل شجعت القطاع الخاص للمشاركة والمساهمة في مجال البيئة من خلال القيام بالأعمال والنشاطات البيئية والاستثمار في مجال البيئة.
إنني هنا لست في موقف المتحدث عن الإنجازات، فالإنجازات واقعها هو الذي يتحدث عنها، ولا في مقام المُردد لعبارات مُنمقة، مما يتداول في الحفلات أو المناسبات، فمقامكم أرفع من أن يُجمع لمثل ذلك، إنني أستعرض بين أيديكم الوضع البيئي الفعلي في بلادنا الحبيبة من واقع التقارير التي تحدث عنها الإخوان، وأستعرض فيها بعض الجوانب التي تهمّ الفرد والمجتمع وبطريقة علمية، بعيداً عن الخطأ والإثارة وإحداث الذُعر بين الناس أو تحقيق أغراض تجارية أو أهداف سياسية أو مآرب دعائية.
ونحن، من خلال الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، نُدرك خطورة وأهمية الوضع محلياً ودولياً، حيث وظفت السياسة لتحقيق أغراض خاصة وأهداف خفية، لذا فإننا نستشعر الحاجة إلى وجود برنامج بيئي قوي ومدروس يُلبي احتياجات المجتمع.. ومن هذا المُنطلق تنوّعت أهداف ونشاطات الرئاسة بشكل كبير ولا يُمكن حصرها في كلمتي هذه، إلا أن أهم ما أريد تأكيده هنا هو دور المجتمع، وأعني بالمجتمع الصغير والكبير، المرأة والرجل الأمي والمُثقف، العامل والقيادي، الفقير والتاجر، الشارع والمصنع.. والشعور بالمسؤولية السائدة بين الجميع والتي تصب كُلها في بوتقة واحدة هدفها توفير الحياة الكريمة.. وفي تصوري بأنه لا يُمكن تحقيق وتطوير أي برامج توعية في المجتمع ما لم يتفهّم أفراده دورهم وذلك بالمساهمة في اتخاذ القرار لحل مشاكلهم وبجهود ومراقبة ذاتية بقدر الإمكان، بعيداً عن الاتكالية والأنانية والتبذير والترشيد في الإنفاق وتوفير المبالغ والتكاليف الباهظة في معالجة ما ينجم عنها.
أيها الأخوة والأخوات الأفاضل:
أعتقد بأننا نتفق جميعاً على أهمية البيئة والحفاظ على ثروة بلادنا واستدامتها ومنع التلوث عنها، والحفاظ على صحة الإنسان الذي هو عماد هذا الوطن كما أشار إليه سيدي خادم الحرمين الشريفين، حيث قال (إن ثروة بلادنا الحقيقية، هي في أبنائنا). وإنني على ثقة، بأن أناس هذا الوطن، حريصون على المشاركة بجهودهم وأموالهم، لأداء دورهم في دعم مسيرة التنمية في بلادنا العزيزة، وإنني من هذا المقام أتطلع بأن يُدرك الجميع، بأن العاملين من مواطني هذا البلد، ليسوا في جدهم واجتهادهم بأقل منهم في إيمانهم وتفانيهم.
وإنّ المُخلصين من أبناء هذا البلد ليسوا في جودهم وكرمهم بأقل منهم في ولائهم وانتمائهم.
وإن ولاة الأمر في هذا البلد ليسوا في بذلهم وعطائهم بأقل منهم في حكمتهم وإخلاصهم.
إنني أتوق أن يعرف العالم أجمع، بأن تلاحم القمة مع القاعدة في مجتمعنا المُتماسك، لا يُمكن إلا أن يثمر أحلى الثمار.
ولا يفوتني في هذا المقام، أن أشيد بدور الأفراد والقطاعات البيئية الأهلية والحكومية في المساهمة بالجُهد الفعّال في النشاطات البيئية، وكذلك الدور الكبير والهام الذي أرجو أن تقوم به وسائل الإعلام في نشر التوعية والتثقيف البيئي بين أفراد المجتمع.
ختاماً.. أقدم شُـكري وتقديري لأخي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه، لدعوته الكريمة التي أتاحت الفرصة لنا للالتقاء بكم والدور المثمر الذي تتمخض عنه مثل هذه اللقاءات الخيّرة. والله أسأل أن يجمعنا دائماً على طريق الخير، وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :648  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج