شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: السؤال الأول من الدكتور محمد الجهني يقول:
في خضم تلك الأخبار المتناقلة عما يحدث في كوكبنا الأرضي من زلزال وأعاصير. تتناقل لنا الأخبار عما يهدد البحر الأحمر وأنه سيصبح محيطاً. والمتوسط - والخليج العربي على شكل بحيرة، هل لسعادتكم أن ينير بصيرتنا بما يحدث بأرضنا وبحرنا. ومستقبل الحياة للساكنين قربه.
 
الأستاذ الدكتور زغلول: مرة أخرى أحمد الله تعالى وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائه ورسله المصطفى. وأقول إن من نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم. كثرة الزلازل عند قرب نهاية هذه الحياة، فالكثرة الملاحظة في الزلازل في أيامنا إنذار لنا ولا أقول من علامات الساعة - ولكن من إرهاصات الساعة كثرة الزلازل، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم له حديث جميل يقول فيه: "في أمتي أمة مرحومة جعل الله هلاكها في الزلازل". الزلزال الأخير الذي حدث في جنوب آسيا في 26/2/2005م. واحد من أكبر الهزّات الأرضية التي شهدتها الأرض بلغت قوته نهاية مقياس رختر تقريباً مقياس لوغريثمي أي إن كل درجة تقدر بـ 10 أضعاف الدرجة السابقة أي 2 عشرة أضعاف 1 و 3 عشرة أضعاف 2 مقياس لوغريثمي. وصلت قوة هذا الزلزال إلى نهاية مقياس ريختر.
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن هذا الزلزال حدث تحت الماء لو قدر له أن يحدث على اليابسة لكان أثره التدميري أكبر بكثير مما حدث، حدث الزلزال على عمق 40 كم تحت قاع المحيط الهندي شمال جزيرة سومطرة (أندونيسيا) والمعروف علمياً أن الزلازل إذا كانت بؤرها قريبة من السطح تسمى زلازل ضحلة المنشأ من 5 كم إلى 60 كم يكون أثرها التدميري شاسعاً للغاية، وكلما زاد عمق بؤرة الزلزال قل أثره التدميري، فهناك زلازل متوسطة النشأة إلى 300 كم وزلازل عميقة النشأة 300-700 كم بعد 700 كم لا تشعر بأثر الهزّة إذا حدثت، الأرض تتعرض سنوياً إلى أكثر من مليون هزّة أرضية وإن لم يشعر بها الإنسان وإن سجلتها المراصد الزلزالية، من هذه المليون هزة تحدث 10-20 هزّة مدمرة يشعر الإنسان بأثرها ومن 1-5 هزّات تبلغ أقصى درجات الدمار. وكل 5 سنوات تقريباً تحصل هزّة تتجاوز حد مقياس ريختر. حدثت هزّة في أمريكا الجنوبية (سنة 1960م) وصلت لـ 10 درجات مقياس ريختر 9 درجات لذلك يسمى مقياس ريختر المفتوح.
لا نستطيع أن نستثني أي بقعة من بقاع سطح الأرض من إمكانية حدوث هزّة أرضية ولكن هناك أحزمة محددة تكرر فيها حدوث زلزال، منها حزام شمال المحيط الهادي وشرق المحيط الهندي تسميه العلماء حزام النار لأن النشاط البركاني في هذه المنطقة عنيف، أغلب الجزر الموجودة جزر بركانية مثل اليابان، جزر الفليبين، جزر أندونيسيا، جزر هاواي - جزر جنوب الهند، كل هذه جزر بركانية ناجمة عن ثورة بركانية تحت قاع المحيط أو فوق قاع المحيط، السبب الحقيقي للزلزال هو أن الغلاف الصخري للأرض محزوم بشبكة كبيرة من الصدوع، هذه الشبكة عميقة أيضاً يتراوح عمقها ما بين 65 كم-150 كم تخترق الغلاف الصخري للأرض بالكامل تصل إلى نطاق تسميه العلماء "نطاق الضعف الأرضي". توجد فيه الصخور بحالة لدنة شبه منصهرة عالية الكثافة عالية اللزوجة، تندفع هذه الصهارة عبر صدوع قاع المحيطات لتدفع بقاع المحيط يمنة ويسرة في ظاهرة يسميها العلماء ظاهرة اتساع "قيعان المحيطات والبحار". من أمثال ذلك البحر الأحمر، البحر الأحمر قاعه مفجّر بالنيران قاعه متصدع باب المندب يتسع بمعدل 3 سم كل سنة. العلماء يتوقعون أن يتحول في المستقبل البعيد إلى محيط، ولكن هذا في علم الله قد ينتهي عمر الأرض قبل ذلك، ولكن الاتساع البسيط في باب المندب يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز وتحول الخليج العربي إلى بحيرة داخلية يظل التبخّر فيها حتى تجف، ولا أريد أن أفصل أكثر من ذلك.
عريف الحفل: سؤال السيد أشرف السيد سالم.
يقول هل تؤيدون من يرون أن الزلزال غضب من الله رغم أن 99٪ من الضحايا مسلمون مسالمون ضعفاء.
 
الأستاذ الدكتور زغلول: سئل الرسول صلى الله عليه وسلم. قيل يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث. وفي رواية أخرى ثم يبعث الناس على نواياهم.
طبعاً لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن هزة أرضية بهذا العنف تتسبب بهذا الدمار، قتل أكثر من 300 ألف نفس وجرح أكثر من مليون شخص وتهجر أكثر من خمسة ملايين إنسان، ودمار يقدر بمئات المليارات من الدولارات وأمواج متلاطمة تضرب أكثر من 12 دولة وتحدث هذا الدمار هل يمكن لعاقل أن يتخيل أن هذا يمكن أن يحدث بدون علم الله وبغير إرادته، لا يمكن لعاقل أن يتخيل إلا إذا كان ملحداً، إن هزّة كهذه أو أصغر منها بكثير لا تحدث دون علم الله رب العالمين الذي يصف ذاته العالية بقوله الشريف وما تسقط من ورقة إلا ويعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (الأنعام: 59) لا يمكن لعاقل أن يتخيل أن هزة كهذه أو شيء آخر يحدث في العالم دون علم الله دون إرادة الله ودون حكمة بالغة فيما يحدث، الإمام علي كرم الله تعالى وجهه يقول: "ما نزل عقاب إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة" والقرآن الكريم يقول الله تعالى فكلاً أخذنا بذنبه (العنكبوت: 40). وأنا دائماً أقول إن كل المخاطر التي تسمى بالمخاطر الطبيعية، الزلازل، البراكين، العواصف، الأعاصير، وغير ذلك، هي جند من جند الله يسخرها ربنا تبارك وتعالى على من يشاء من عباده في الوقت الذي يشاء والمكان الذي يشاء عقاباً للعاصين وابتلاء للصالحين وعبرة للناجين، وإذا لم نأخذ الأمور كهذا المعيار يكون كالذي يدفن رأسه في التراب ولا يريد أن يتعرف على ما يحدث، أغلب الذين راحوا ضحايا من المسلمين الأبرياء صحيح، ولكن من يدري لعلّ الله سبحانه وتعالى يريد أن يكرمهم بالشهادة، أن يطهرهم من ذنوبهم، أن يرفع درجاتهم، الحياة الدنيا ليست كل شيء، قد يكون الموت في وقت من الأوقات كرامة للإنسان والموت بهذه الفاجعة شهادة للإنسان، لا نرفض أبداً أو نشك في أن هذه من جند الله يسخرها ربنا سبحانه وتعالى عقاباً للعاصين وابتلاء للصالحين، وعبرة للناجين.
عريف الحفل: الدكتور فؤاد سندي يسأل:
بعض الناس في زماننا يستهينون بالإعجاز اللغوي فهل صحيح أن الإعجاز اللغوي البياني قد انتهى زمانه وليس في حاجة إليه في عصرنا بحجة أن الإعجاز العلمي أغنى عنه؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: جزاكم الله خيراً. طبعاً نعلم أن كل نبي وكل رسول قد أتاه الله تعالى بالمعجزات الحسية ما يشهد له بالنبوة ويشهد له بالرسالة. وهذه المعجزات الحسية كانت مما نبغ فيه أهل العصر. فموسى عليه السلام بُعِثَ في قوم بلغ السحر فيهم مبلغاً عظيماً فأتاه الله من العلم ما أبطل به السحر والسحرة، وعيسى كان في زمن كان للطب فيه شأن عظيم فأتاه الله من العلم ما تفوّق به على أطباء عصره - ميزة العرب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الفصاحة والبلاغة وحسن البيان فأتاه الله تعالى القرآن يتحدى العرب وهم في هذه القمة من قمم الفصاحة والبلاغة وحسن البيان أن يأتوا بقرآن مثله أو بعشر سور مفتريات من مثله أو بسورة واحدة من مثله، وما زال هذا التحدي قائماً إلى قيام الساعة.
دون أن يتقدم عاقل ويقول لقد استطعت أن أكتب سورة مثل سورة القرآن. أما نحن فقدنا الحس اللغوي، أسماء المحلات باللغة الإنكليزية، الأسر تتكلم فيما بينها باللغة الإنكليزية أو الفرنسية، الإجازات عندنا يوم الأحد ويوم السبت، فنحن بعدنا عن ديننا وفقدنا الحس، فأصبح العرب لا يتذوقون الإعجاز اللغوي البلاغي النظمي في القرآن الكريم، وليس معنى هذا أننا نسقط هذا الجانب من جوانب الإعجاز النظمي البياني الذي بدأ التحدي به، لا بد لنا من خروج علماء في اللغة العربية يخرجون لنا جوانب الإعجاز اللغوي النظمي البياني في هذا الكتاب العزيز، لأن هذا كان جانباً من جوانب التحدي بالقرآن الكريم ولا يجوز أن نفقده أبداً. وأعلم أن أخاً كريماً د. السامرائي له برنامج في تلفزيون الشارقة يتحدث عن بعض هذه الجوانب كلاماً وحديثاً مبهراً للغاية، وأرجو أن نتعلم جميعاً من هذا البرنامج جانباً من أهم ما قدم من إعجاز في هذا المجال.
طبعاً الإعجاز العلمي هو لغة هذا العصر، وأنا أقول دائماً إن القرآن الكريم ثلث آياته آيات كونية، وهذه الآيات الكونية لم ترد لنا من قبيل الإخبار العلمي المباشر إن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط، إن العقل البشري لا يستطيع أن يستوعب القضايا العلمية استيعاباً كلياً دفعة واحدة، إن العقل البشري لا بد له من النظر والاستقراء والتأمل، لا بد له من التجربة والاستنتاج حتى يتفهم السنّة من السنن الكونية، فأنا أقول جازماً إن الآيات الكونية في كتاب الله وفي سنّة نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تأتِ لنا من قبيل الإخبار العلمي المباشر وإن كان فيها استنهاض لنا ولهممنا أن نهتم بهذه الفضائل العلمية، هذه الآيات جاءت كلها في مقام الاستدلال على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الكون، تشهد للإله الخالق بالربوبية والإلهية - والخالقية وبالوحدانية، لأن الله تعالى خلق كل شيء في هذا الكون (الوجود) في زوجية واضحة من اللبنات الأولية المادة إلى الإنسان حتى يبقى ربنا تبارك وتعالى منفرداً بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه.
وجاءت هذه الآيات شهادة لله الخالق أنه كما خلق هو قادر على إفناء خلقه وبعث هذا الخلق من جديد.
وكانت قضية الخلق عبر التاريخ هي حجة المكابرين، حجة المتشككين، حجة المعاندين. ولذلك جاءت هذه الآيات تشهد لهذا الخالق (عز وجل) على قدرته على إفناء الخلق وعلى إعادة هذا الخلق مرة أخرى، وأعتقد جازماً أن هذه الآيات أيضاً جاءت خطاباً لأهل عصرنا، هذا العصر الذي فتح الله به عز وجل على الإنسان ما لم يفتح على المعارف الكونية، من مغاليق الكون ما لم يفتح من قبل أبداً، فأصبحت المعارف العلمية تتضاعف مرة كل ثلاث سنوات تقريباً، وتقنياتها تتجدد كل سنة تقريباً. ففتن الناس بالعلم وتقنياته ونسوا الموت، ونسوا ظلمة القبر وحساب القبر، نسوا هول البعث، وكما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم القبر إما أن يكون روضة من رياض جنة أو حفرة من حفر النار. كما نسوا هول البعث، هول العرض الأكبر أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، هول الميزان، هول الصراط، هول الخلود في الحياة القادمة، إما في الجنة أبداً أو في النار أبداً، وانشغلوا بالعلم وأصبح كل إنسان من الغربيين بالذات ومن الشرقيين غير المسلمين، إذا حدثته عن النار وعن الجنة يضحك، إذا حدثه عن الآخرة يضحك، وإذا حدثته عن حياة البرزخ يضحك لأن هذه المعاني اهترأت في معتقداته اهتراءً شديداً. إن قلت له حقيقة علمية لم يصل إليها إدراك الإنسان إلا منذ عشرات قليلة من السنين، موجودة في كتاب أُنزل من قبل 1400 سنة (ألف وأربعمائة سنة). كتاب أنزل على نبي أمتي صلى الله عليه وسلم. وأنزل لأمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين والله تهزّه من الأعماق، وكما ذُكر في هذه الجلسة المباركة ما عُقِدَ مؤتمرٌ من مؤتمرات الإعجاز، إلا ووقف نفر من كبار العلماء يعلن إسلامه على ملأ من الحضور، انبهاراً بحقيقة علمية واحدة في تخصصه، يعلم تمام العلم أنه لم يصل علم الإنسان إليها إلا منذ عشرات قليلة من السنين، وأنه لا يمكن أن يكون للإنسان إدراك بها في زمن الوحي ولا لقرون متطاولة من بعده بما يقطع أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق ويشهد لهذا النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة.
ومعركتنا مع أعدائنا اليوم تتركّز بهاتين القضيتين وهما: أنهم لا يؤمنون ببعثة النبي المصطفى الخاتم صلى الله عليه وسلم. ولا يؤمنون بربانية القرآن الكريم، وإذا استطعنا أن نقنع الناس العقلاء على الأقل بهاتين القضيتين الأساسيتين انتصرنا على الباطل وما أقساها من معركة في هذه الأيام.
عريف الحفل: سؤال من الدكتورة ليلى زعزوع.
بسم الله الرحمن الرحيم - ضيفنا الفاضل الأستاذ الدكتور زغلول النجار رائد هذه الشعلة المتأججة بروح العلم ومكتشفاته، يواصل المسيرة المباركة في خطوات متوازية بجهد فردي ملموس يسبق به العمل المؤسساتي الإسلامي المعلوم بالإعجاز العلمي، لكن بعد هذا المشوار الطويل ألا توافقون على أنه قد آن الأوان للتفكير جدياً لإنشاء قناة فضائية للإعجاز العلمي والدعوة بلغات مختلفة، وبرامج وثائقية بحرفية إعلامية وميزانية سخية أسوة بتجارب الغربيين مع قنوات إعلامية هادفة مثل ديسكفري و(ناشونال جيوغرافيك) National Geographic؟ هذا المطلب بات أشد إلحاحاً على ضمير الأمة كلها بأفرادها ومؤسساتها خاصة في ظل الهجمة الشرسة على الإسلام، وقد انفلت عقالها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فهل نحن فاعلون. شكراً جزيلاً.
 
الأستاذ الدكتور زغلول: أشكر للأخت الكريمة هذا السؤل الطيب وهذه اللفتة الطيبة. لأن الإسلام والدعوة إلى الإسلام تحتاج إلى قناة فضائية تخاطب الناس بلغاتهم، إننا نخاطب بعضنا بعضاً ولا نخاطب الأعداء بلغتهم، على بعض رجال الأعمال الذين يستشعرون خطر المحنة التي تمر بها الأمة الآن أن يتعاونوا في إنشاء قناة فضائية ليس فقط بالإعجاز العلمي من القرآن الكريم ولكن إلى الدعوة إلى هذا الدين والدفاع عن هذا الدين الذي يتعرض لهجوم شرس من كافة أنحاء العالم. ويكفي أن أذكر قناة هي قناة الموت، وإن تسمّت باسم "قناة الحياة" يتطاول فيها بعض المنصرين على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رموز الإسلام وعلى أسس هذا الدين العظيم، وجهلهم فاضح، وبضاعتهم زائفة، وتكلفهم واضح لكل عيان ويتحدّون المسلمين بأي صوت راد عليهم، ولا راد عليهم، إذا أنشئت قناة إسلامية تشرح هذا الدين لأهل الأمم الأخرى، باللغة التي يفهمونها وبالأساليب التي يعرفونها وتدافع عن الاتهامات الباطلة التي تلصق بهذا الدين في كل وسيلة من وسائل الإعلام، نكون قد عملنا عملاً عظيماً عن هذا الدين في وقت تكاثرت عليه الذئاب.
عريف الحفل: الأخ عبد الرازق الغامدي يقول:
ما هو التفسير العلمي لقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب من عين حمئة صدق الله العظيم (الكهف: 86). ما هي العين الحمئة؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: قال أهل اللغة أن العين الحمئة، هي العين الممتلئة بالطين يعني الماء المختلط بالطين إن العين الحمئة غيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وأنا أقول منذ فترة طويلة إن كل القضايا التاريخية في كتاب الله تحتاج من المسلمين إلى تحقيق علمي وجغرافي وتاريخي يؤصل هذه القضايا العلمية التي تعتبر ورقة مادية ملموسة تثبت لكل ذي بصيرة أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، أين هذه العين الحمئة؟ والله لو تفرغ بعض بُحّاث المسلمين لتحقيق ما جاء بصورة الكهف عن هذه القضية لوصلوا إلى ورقة دعوة راقية تقنع أهل عصرنا باللغة التي يفهمونها وهي لغة العلم، وبالمناسبة أذكر منذ سنوات طالعتنا جريدة الغارديان البريطانية بمقال بعنوان (التشكيك في القرآن)، اطّلعت على المقال فوجدت المقال يتحدث عن مقال أوسع نُشر في مجلة أمريكية اسمها "أتلانتس"، وجدت مقال أتلانتس في سبع وثلاثين صفحة يقولون إن مسجداً قديماً في اليمن بدأ هناك الأخوة بترميمه فوجدوا في سقفه مخطوطة، العمال لم يستشعروا قيمة المخطوطة، وضعوا هذه الأوراق بجوانب الحصى والرمل الذي يبنون به، فمر أحد القضاة اسمه القاضي الأكوع وأدرك قيمة هذه المخطوطة لأنها من القرآن الكريم، فنقلها إلى أحد المتاحف وناشد اليونسكو تزويد اليمن عدداً من الخبراء حفظ هذه المخطوطات لأن المخطوطة كانت متهالكة، وفوجئ بوفد من إحدى الجامعات الألمانية يعرضون عليه ترميم هذه المخطوطة مجاناً تطوعاً من الجامعة بدلاً من انتظار رد اليونسكو فوافق القاضي الأكوع، وجاء الوفد، واشترط عليهم القاضي الأكوع أن لا ينقلوا شيئاً من هذه المخطوطة حتى يتم تحقيقها في اليمن، ولكنهم خانوا الأمانة وخانوا العهد، وهرّبوا إلى ألمانيا أكثر من 30 ألف مايكروفيلم لهذه المخطوطة، وبعد وفاة القاضي الأكوع عليه رحمة الله, بدأوا ينشرون عن هذه المخطوطة قالوا إنهم حددوا عمرها عن طريق الكربون المشع، قصاصة صغيرة من طرف الورقة تحدد العمر المطلق بدقة شديدة، ووجدوا أن هذه المخطوطة من القرن الهجري الأول، وأنه لم ينقضِ على كتابتها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من بضع عشرات قليلة من السنين، وقالوا واعترفوا أن هذه المخطوطة لا تختلف عن بلايين النسخ من القرآن الكريم الموجودة بين أيدي الناس اليوم حرفاً واحداً، الاختلاف البسيط كان في التنقيط والتشكيل ومعروف علمياً أن التنقيط والتشكيل جاء بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة سنوات.
ولكنهم أثاروا قضية القصص القرآنية، وقالوا إن أغلب هذه القصص عن أمم لم يزرها محمد صلى الله عليه وسلم. فمن أين له ذلك؟ بدلاً أن يؤمنوا بنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، شككوا في نبوءته وقالوا إنه تلقى هذه النبوءة عن أهل التوراة والإنجيل، وأقول لكم بصراحة:
الكتاب المسمى المقدس عند غيرنا فيه العهد القديم، والعهد القديم فيه سفر التكوين، وسفر التكوين فيه قصص عن الأنبياء وعن خلق الكون يشبه إلى مدى كبير القصص القرآنية، لأن المصدر واحد، ولكن شتان بين كلام الله وكلام الناس، أي قضية أثيرت في العهد القديم، أو سفر التكوين، إذا قارناها بما جاء في القرآن الكريم يتضح الفارق الهائل بين كلام الله عزّ وجلّ وكلام الناس، وليت يكون في الوقت متسع حتى أضرب لكم بعض النماذج، ولكن لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك وشكراً.
عريف الحفل: نحيل الميكروفون للسيدات وشكراً.
الأستاذة حصة العون: بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر الله سبحانه وتعالى أن وهبنا هؤلاء العمالقة والقمم الإسلامية الكبيرة. باسم الجميع نشكر الأخ عبد المقصود خوجه وندعو له بالشفاء العاجل. ولي سؤال لسعادة الأستاذ الدكتور زغلول النجار.
السؤال يكمن في الطب وما أدراك ما الطب. الإسلام حمل لنا الإعجاز القرآني الكثير من العلاج في باطن كتاب الله سبحانه وتعالى وحتى تاريخه لم نرى كلية طب أو جامعة أو مستشفى يدعو إلى تعليم وتدريس ويدعو الأطباء العرب والمسلمين على العلاج بالقرآن والطب النبوي، ما موقفنا أمام الله. وجميع من حولنا ومن جميع الأجناس تستفيد من كتاب الله وتعالج به ونحن هنا مسلمون في المملكة العربية السعودية أولاً والمستشفيات ونملك المال والجاه ولا نقدم لهم الدواء الشافي من كتاب الله سبحانه وتعالى؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: أشكر للأخت الكريمة هذه اللفتة، ولقد كتبت كثيراً عن خطر متابعة الغرب في منهجه العلمي، نحن نقدر التقدم العلمي المذهل والتقدم التقني المذهل الذي حققته الحضارة الغربية المعاصرة، ولكن لا بد لنا من التأكيد أن هذه الحضارة انطلقت من مفاصلة كاملة مع الدين كانت الكنيسة تهيمن على مقدرات الحياة في الغرب هيمنة كاملة، وكانت تفرض ما جاء في سفر التكوين في الغرب على العلماء، وحين تعلّم علماء الغرب المنهجية العلمية من الحضارة الإسلامية وبدؤوا في تطبيقها اتضح لهم خطأ كل الإشارات الكونية التي جاءت من سفر التكوين، فبدأ الصراع وانتهى الصراع بغلبة رجال العلم بعد أن تعرضوا للتعذيب والسجن والإعدام والحرق، انتصر العلماء لأن العلم يقدم خدمات للبشرية في مجال الطب، في مجال الزراعة، في مجال الصناعة، وأخذ العلم في هذه اللحظة موقفاً معادياً معاداة كاملة لقضية الدين، وللأسف الشديد حين فقْنا لأنفسنا بدأنا ننقل عن الحضارة الغربية وننقل أعمالهم (بغثها وسمينها) لم نقم بالدور الذي قام به أسلافنا حين نقلوا من الحضارات المجاورة فغربلوا كل شيء بمعيار الإسلام وما وافق الإسلام أخذوه وما تعارض مع الإسلام نبذوه. وأذكر أنني دعيت في سنة 75م لمؤتمر عقد في الرياض، كان عنوانه "التضامن الإسلامي في مجال التكنولوجيا والعلوم". ودعي له أعداد كبيرة من العلماء من مختلف أنحاء العالم ثم حدث استشهاد الملك فيصل رحمه الله. فَأُجِّل إلى سنة 76م، وحضرت هذا المؤتمر، وكنت قد طولبت بإعداد بحث عن الثروات المعدنية في العالم الإسلامي وبعد أن كتبت البحث لم أجد فيه جديداً فألهمني ربي أن أكتب عن قضية أخرى بعنوان (كتاب العلوم من المنظور الإسلامي). وقلت إن محاكاة الغرب في أبحاثهم وفي النقل عنهم وهي حضارة كافرة ملحدة منكرة لله, منكرة للخلق أضرت بنا ضرراً بليغاً. ولا بد لنا من تصحيح ذلك إنصافاً للعلم وإنصافاً للدين، وضربت نماذج على ذلك، أقول في ديننا ثروة هائلة في النواحي الطبية، في القرآن الكريم وفي سنّة رسولنا صلى الله عليه وسلم، والله لو أن أساتذة كليات الطب أخذوا هذا المنحى واهتموا بما جاء في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لسبقوا العالم بأسره في الوصول إلى علاجات لم ولن يصل إليها الغربيون، وأذكر على سبيل المثال فقط أن اليابانيين وجدوا في التين إنزيماً خاصاً سموه "فج -فيسين"- له قدرات هائلة على علاج عدد كبير من الأمراض, وجدوا أن خلطه بين التين وزيت الزيتون يعطي لهذا العلاج ما يمكّنه من علاج بعض الأمراض الخطيرة كالسرطان، ومن الغريب أن نسبة (فيسين) التين إلى زيت الزيتون هي نسبة تكرار كلمة التين وكلمة الزيتون في القرآن الكريم، كنت في دبي منذ أسبوعين لحضور مؤتمر طبي في جامعة عجمان وكان المؤتمر الطبي يحضره عدد كبير من الألمان واتحاد الأطباء المسلمين في أوروبا وأطباء عرب، حاولت أن أحقق وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، في موضوع الكي بالنار فوجدت تحت الجلد مباشرة طبقة دهنية لو أزيلت تشفي من كثير من الأمراض مثل الضغط والسكر، أنا لست طبيباً، أنا مجرد ناقل، وعندما عرض بحثي عن المؤتمر انبهروا، أنا لست طبيباً، أنا مجرد ناقل وكان هناك عدد من عمداء الطب في ألمانيا. وأرجو الله أن يجزي أخي الدكتور حسان شمسي باشا خير الجزاء لأنه أحد الأطباء الذين لفتوا إلى ما في كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم من نصائح طبية هائلة لو أخذ بها المسلمون لما عانوا من كثير من الأمراض.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
الاعتداءات الآثمة التي شهدتها المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، تؤكد خطورة الوضع الذي يشهده الأمن القومي العربي برمته، نتساءل هل هي مجرد عمليات غسل أدمغة تتعلق أو ترتبط بقضايا التكفير أم صحوة إسلامية برزت منذ مدة طويلة بسبب اغتصاب اليهود لفلسطين؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: الإرهاب طبعاً أمر غريب عن الإسلام، الإسلام دين الاعتدال والوسطية والرحمة والأخوة الإنسانية، والمسلم منهيٌّ عن استخدام العنف في خارج ساحة القتال، من أسباب الإرهاب المظالم الدولية الكثيرة التي تقع على المسلمين في كل مكان دون مبرر، من أسباب الإرهاب عدم إطلاق الحريات، عدم إتاحة الفرصة للناس للتعبير عن آرائها، والرأي حينما يدخل تحت الأرض يصعب التحكم فيه، كلما ما كان هناك مجال من الحرية لكل إنسان ليعبر عن آرائه دون خوف فأنا متأكد أن مثل هذه الممارسات تنتهي تماماً.
الدكتورة طرفة الشويعر: بسم الله الرحمن الرحيم، الأخوة والأخوات وأخي ضيف الاثنينية وأسأل الدكتور زغلول النجار.
د. أود أن أسأل باعتبارك عالماً في علم الجيولوجيا علم الأرض أريد أن تشير إلى العلاقة بين تكوين الإنسان البيولوجي والأرض، الذي أثار هذه النقطة لدي -قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة حين خاطب الملائكة- إذ قال ربك إذ جاءني في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء.. (البقرة:30) هل العلاقة بين تكوين الإنسان والأرض هي عامل مشترك، وأقصد تحديداً النزعة للعنف والعدوان.. هل هذه النزعة متأصلة في الإنسان باعتبار تكوين ما في الأرض من معادن وحديد. بالتحديد فهل هناك مكان في الإنسان يحفّز على العنف؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: رب العالمين يقول في محكم كتابه الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين (السجدة: 7). سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فأتى بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأبيض والأسود والأحمر وبين ذلك، والخبيث والطيب وبين ذلك، وأنا دائماً أقول إن قضايا الخلق بأبعاده الثلاثة: خلق الكون، خلق الحياة، خلق الإنسان، قضايا غيبية، غيبية مطلقة، لم يشهدها أي منا ولذلك يقول الله تعالى في محكم كتابه. ما أشهدتمَّ خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً (الكهف: 51). ولكن بالرغم من ذلك يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالسير في الأرض والنظر في كيفية الخلق. فيقول عزّ من قائل. قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق (العنكبوت: 20) الجمع بين هذه الآيات وهي كثيرة في القرآن الكريم، يؤكد لنا على الرغم من غيبية عملية الخلق إلى الله رحمة بنا، قد ترك لنا في صخور الأرض من الشواهد الحسية ما يمكن أن يعين الإنسان على الوصول إلى تصور ما عن عملية الخلق، ويبقى هذا التصور مهما ارتقى في إطار النظرية، وتتعدد هذه النظريات في الخلق بتعدد خلفية واضعيها، هل هو مؤمن أو كافر موحد أو مشرك، سعيد أم شقي، جاد أم هازل، ويبقى للمسلم نور من الله سبحانه وتعالى يعين الإنسان على أن يرتقي بإحدى هذه النظريات إلى مقام الحقيقة، لا لأن العلم الكسبي قد وصل فيها إلى حقيقة ولكن لمجرد وجود إشارة لها في كتاب الله أو في سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا يحتار الغرب وهو في قمم العلم الآن في قضايا الخلق، يدخل العالم من الغربيين ومن الشرقيين من غير المسلمين في قضية الخلق في نفق مظلم، لا يستطيع أن يخرج منه أبداً، ويبقى للمسلم هذا النور في آية قرآنية كريمة أو في حديث نبوي صحيح مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعين المسلم والمسلم وحده على الارتقاء بإحدى النظريات المطروحة إلى مقام الحقيقة لمجرد وجود إشارة لها في كتاب الله أو سنّة رسوله عليه السلام.
الطفل يرث الشفرة الوراثية عن الأبوين، والشفرة الوراثية أصلها من تراب الأرض، الطفل يتغذى من دم الأم وهو في بطن أمه، والدم مستمد من الغذاء، والغذاء مستمد من الأرض.
الرضيع يرضع لبن أمه وهو مستمد من غذائها، والغذاء مستمد من الأرض حينما يفطم يأكل من مادة الغذاء والحيوان ومنتوجاته وكلها مستمدة من غذاء الأرض ولذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى. والله أنبتكم من الأرض نباتاً، ثم يعيدكم ويخرجكم إخراجاً (نوح: 17-18). فعلاقة الإنسان بالأرض علاقة وطيدة، لكن ليس معنى هذا أن الضعف سببه أكل خضروات فيها حديد أو منتوجات حيوانية فيها حديد، ليس هذا سببه، الضعف سببه سوء التربية، سوء الفهم، الجهل، عدم الإلمام بحقيقة الدين..
عريف الحفل: سعيد الجهني يقول:
هل ذكر في القرآن ما يثبت أو ينكر وجود مخلوقات خارج كوكب الأرض غير الملائكة والجن.
 
الأستاذ الدكتور زغلول: بل على العكس يوجد في القرآن الكريم ما يؤكد على أن الكون مليء بالخلق ويقول ربنا سبحانه وتعالى ما يؤكد ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة (الشورى: 29) والضمير فيهما يعود على السموات وعلى الأرض، العقل أيضاً يؤكد أنه لا يمكن أن نكون وحدنا في هذا الكون الشاسع الاتساع, الدقيق البناء المحكم الحركة المنضبط في كل أمر من أمره.
الأستاذة منى مراد: أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه شفاه ربي وعافاه. واحتفاءً اليوم باثنينية سعادة الدكتور زغلول نجار.
سؤالي ذو شقين:
السؤال الأول: بمناسبة إصدار الكتاب القيم والخاص بأحداث 11 سبتمبر قلت في أحاديث ولقاءات سابقة إن المدبر لها هي الإدارة الأمريكية وليس العرب. كما نقلت الوسائل المسموعة والمقروءة ذلك، فما هي أدلتك التي استندت إليها في هذه التصريحات التي جاءت والتي قد لا يوافق عليها بعض الراغبين في زج العرب والمسلمين في مثل هذه الأمور؟
الشق الثاني: خلال حضورك للعديد من مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم صرحت وأنت تتحدث عن قصص الكثير من العلماء والمثقفين من الغرب الذين دخلوا الإسلام أنه ما من عاقل درس الإسلام إلا وأسلم، فحبذا لو أتحفتنا من تلك القصص للمسلمين وأي الآيات التي استوقفتهم وفهموا معانيها وبالتالي أسلموا؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: بارك الله فيك يا أختي الكريمة، أولاً بالنسبة لأحداث 11 سبتمبر ليست لدي أي معلومات قاطعة بأن كل من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وراء هذا الحدث، ولكن الاستشراف على القراءات الكثيرة يؤكد على أن العرب والمسلمين لم يقوموا بهذا الحدث، ويكفي في ذلك ما ذكرتهُ في كثير من اللقاءات التلفازية، أن كتاباً كتب في الرياض على يد ضابط استخبارات أمريكي اسمه (توم جريفث) والكتاب اسمه (ساونداوف ذي آلرم أف سعودي أربيا) (Sound of the Alarm of Saudi Arabia) صوت النذير من المملكة العربية السعودية. والكتاب يتحدث عن معركة (آرماجدون) وكيف تقوم هذه المعركة، والكتاب صادر في الثمانينات من القرن العشرين. يصف ضرب برجين من التجارة العالمية، وضرب مبنى البنتاغون والبيت الأبيض بواسطة طائرات يقوم بها بعض غلاة المسلمين باختطافها.
وهناك فيلم عُرض في بعض القنوات الفضائية يمثل هذه العملية المسرحية قبل حدوثها بسنوات طويلة، يؤكد هذا عندي كتاب صدر في أوائل التسعينات للقرن العشرين لرجل اسمه جراهام فلور كان النائب السابق لرئيس مجلس الأمن الأمريكي، ومعه زميل اسمه "إين ليرج". والكتاب عنوانه (سنس أوف سيج) Sense of Siege يتكلم الكتاب عن المسلمين أنهم يشعرون بحصار كامل من القوى الغربية، ولا أملك الوقت لأخبر عن هذا الكتاب الذي أمرضتني قراءته، ولكن في آخر فصل والكتاب في عشرة فصول يقول المشكلة ليست الإسلام والغرب ولكن المشكلة الإسلام في الغرب، كيف يمكن لنا التعايش مع أكثر من 30 مليون مسلم في قلب أوروبا الغربية. ومن 8-10 ملايين مسلم في قلب أمريكا الشمالية يرفضون التنازل عن أي قيمة إسلامية، يرفضون الانصهار في بوتقة الحضارة الغربية، يتكاثرون بمعدلات أعلى منا، ولهم من المنطق ما يمكن أن يقنع كبار رجال الفكر عندنا بقبول الإسلام ديناً. يقول الكاتبان: لو تركنا الأمور تجري بمعدلاتها الحالية فلن يدخل القرن القادم أي 2001م، إلا والإسلام له اليد الطولى في القرار الغربي وهذا ما لا يمكن أن نسمح به.
واستمر الكاتبان في الفصل العاشر من الكتاب يشرحان كيف يمكن تحجيم المد الإسلامي في العالم الغربي..
هذه الملاحظات هي التي دفعتني إلى قناعة قلبية وعقلية كاملة ليست مبنية على شواهد حسية بأن هذه المؤامرة الرخيصة حاكتها المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية، لأن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل خرجتا من هذه العملية بأعلى المكاسب، فأولاً أخذ الإسرائيليون الصهاينة المحتلون لأرض فلسطين الضوء الأخضر لإبادة شعب عربي مسلم هو صاحب هذه الأرض إبادة كاملة دون أن ينطق أحد في العالم بإدانة الجرائم الإسرائيلية التي حصدت في الانتفاضة الثانية أكثر من أربعة آلاف نفس، ونرى في كل يوم قتل الأطفال والشيوخ والشبان بالعشرات دون أن يُستنكر ذلك، نرى هدم المساكن والمساجد والكنائس والمدارس والكليات، تجريف الأراضي الزراعية، نشر الأشجار المثمرة، دون أن يستنكر أحد من عقلاء العالم، نرى أمريكا قد استخدمت هذه الطريقة، قد غزت دولتين عضوين في الأمم المتحدة العراق وأفغانستان، دون أدنى مبرر، وهم يعترفون الآن على أن مبررات غزو كل من العراق وأفغانستان كانت مبنية على أوهام كاذبة لا أساس لها من الصحة وإبادة دولتين إسلاميتين كبيرتين، والذي حدث في سجون أبو غريب وسجون أفغانستان والعراق يدفع هذه الحضارة الغربية بأنها حضارة لا دينية ولا أخلاقية، لا دين لها ولا أخلاق ولا ضوابط إلى سلوكها, حضارة وحشية لا تؤمن إلا بالغلبة ولا تؤمن إلى بالقوة.
عريف الحفل: الأستاذ منصور عطار والأستاذ محمد السعدي لهما سؤالان متشابهان.
هل ظهر شيء جديد يتعلق بوسطية مكة المكرمة وأنها مركز الكون خلاف ما أورده الدكتور حسين كمال رحمه الله.
 
الأستاذ الدكتور زغلول: طبعاً الدكتور حسين كمال رحمه الله وضع قاعدة عظيمة للباحثين من أبناء المسلمين، لإثبات شرف هذه البقعة الطاهرة التي حرَّمها ربنا تبارك وتعالى يوم خلق السموات والأرض، أثبت توسط مكة المكرمة لليابسة، أثبت أن خط مكة المكرمة لا يوجد عنده أدنى قدر من الانحراف المغناطيسي، بينما أي نقطة أخرى على وجه الأرض يوجد لها شمال حقيقي وشمال مغناطيسي، والزاوية بينهما تسمى زاوية الانحراف المغناطيسي لأن الانحراف المغناطيسي عن طول خط مكة صفر.
وهذا وحده يكفي شهادة لهذا المكان بالانفراد بوحدة قدسية لا تتمتع بها أي بقعة على سطح الأرض.
أما دراسة القرآن الكريم وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فتؤكد لنا بما لا يرقى إليه شك بأن مكة ليست فقط (وسط) اليابسة ولكنها مركز العالم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يا معشر قريش، يا أهل مكة أنتم بجبال وسط السماء". ويقول عليه الصلاة والسلام: الحرم "يعني حرم مكة" الحرم بناء بين السموات السبع والأرضين السبع، وإثبات توسط مكة المكرمة للأرض الأولى كما أثبت الدكتور حسين كمال رحمه الله. والعلم يثبت أن دون هذه الأرض الأولى ست أرضين وبقية الآيات والأحاديث تؤكد لنا أنها محاطة بسبع سموات. ولذلك سأل المصطفى صلى الله عليه وسلم جمعاً من الصحابة أتدرون البيت المعمور قالوا الله ورسوله أعلم، فيجيب صلى الله عليه وسلم البيت المعمور هو بيت في السماء السابعة على حيال الكعبة تماماً، حتى لو خرّ لخرّ فوقها. يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة فإذا خرج آخرهم لا يعودون. هذه الأحاديث والآيات الكريمة تؤكد على أن مكة المكرمة هي مركز الكون وليست فقط مركز الأرض الأولى.
الأستاذة نسمة علوان: السلام عليكم، سمعت من بعض الصوفية أن الكعبة هي التي تدور وليس الطائفون هم الذين يطوفون بالكعبة هل هذا صحيح؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: الصوفية طبعاً لهم إغراقات غير علمية وغير منطقية وغير مقبولة، يعني الذي يطوف هو الطائف، أي هو الذي يتحرك حول الكعبة، لكن كل ما في الكون يجري كيف تظل العلاقة بين الكعبة والبيت المعمور ثابتة ونحن نعلم أن الأرض تدور حول محورها أو تجري، وكل ما في الكون يجري وهذا من طلاقة القدرة الإلهية التي تضبط العلاقات بالرغم من جري كل الأجرام.
عريف الحفل: أحمد ندى من إخواننا المصريين. يقول:
حول تفسير (والسماء والطارق). سمعنا أن الطارق أحد النجوم الفعلية في إحدى مراحل حياتها. وبتفسير آخر أنه الحيوان المنوي يخرق البويضة.
 
الأستاذ الدكتور زغلول: طبعاً التطرق إلى تفسير الآيات الكونية، الأصل، لا يلجأ فيه المسلم إلى التأويل أبداً، لا بد من الأخذ بنص وصريح الآية القرآنية، القرآن يقول: والسماء والطارق (الطارق: 1) ثم يوجه السؤال للرسول صلى الله عليه وسلم. وما أدراك ما الطارق (الطارق: 2). النجم الثاقب (الطارق: 3). فالطارق نجم، أي نجم؟ أغلب المفسرين قالوا النجوم على إطلاقها. لأنه لم يكن معروفاً لدى المفسرين أن هناك نجوماً طارقة.
العلم الفلكي أثبت في نهاية السبعينات أن النجوم لها دورة حياة، لها ميلاد، ولها طفولة، ولها شباب ولها شيخوخة، ولها احتضار، ولها وفاة، في مرحلة من مراحل احتضار النجوم العملاقة يتحول النجم إلى ما يسمى بالنجوم (النيوترونية) من شدة تضاغط المادة تلتحم البروتونات الموجبة مع الإلكترونات السالبة. فتتحول إلى نيوترانات. النجم النيوتروني نجم صغير مكدّس عالي الكثافة تقدر كثافته بأكثر من بليون طن للسنتيمتر المكعب. قطره لا يتعدى 18-20 كم يدور حول ذاته دورات سريعة للغاية أكثر من 30 دورة في الثانية، فيطلق موجات راديوية تطرق صفحة سمائنا تماماً كصوت الطارق على الباب الخشبي أو الباب الحديدي، وقد سجلتُ صوت هذه النجوم الإلكترونية وأذعتُه في إحدى القاعات التلفزيونية، فوالله الذي لا إله إلا هو وجدت كل من في استديو التسجيل تجري الدموع في مآقيه. فلا يمكن وصف هذا الصوت بأبلغ من وصف القرآن الكريم بأنه الطارق.
عريف الحفل: الميكروفون لدى السيدات:
إحدى الأستاذات: دكتور زغلول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من خلال دراستك المستفيضة لعلم الجيولوجيا. هل هناك معادن موجودة في الأرض ولم تظهر إلى الآن وأُشير إليها في القرآن الكريم؟
 
الأستاذ الدكتور زغلول: طبعاً كثير من الناس يتخيل أن القرآن الكريم فيه كل علم استناداً إلى قول الله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء (الأنعام: 38) ولكن ما أفهمه من هذه الآية الكريمة، أن القرآن لم يفرط في شيء من الدين، لأن رسالة القرآن الكريم هي الدين في ركائزه الأربع الأساسية: العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملات، كوني أتصور أن القرآن فيه كل علم, هذا تحميل للقرآن الكريم ما لا يجوز أن يحمله. لو أراد الله سبحانه وتعالى أن يضع لنا في القرآن الكريم كل علم لأصبح القرآن الكريم مجلدات عديدة لا يتمكن الفرد منا من إتمامه تلاوةً فضلاً عن حفظه عن ظهر قلب، ولكن القرآن فيه كل شيء من أمر الدين، أما باقي المعارف العلمية، والتربوية والتاريخية والنفسية والاقتصادية والمالية فشهد أن هذا الكتاب الخالد لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل كلام الخالق.
عريف الحفل: الأستاذ مصطفى عطار يقول:
قرأنا لفضيلتكم بحثاً عن مكة المكرمة في جريدة الأهرام القاهرية. فلعلّكم خططتم لوضع كتاب موسّع عنها شرفها الله وشرف من شرفها.
 
الأستاذ دكتور زغلول: أنا تحدثت عن هذه القضية في بيت أحد رجال الأعمال في مكة المكرمة وأبدى استعداداً طيباً للإنفاق على هذا البحث ولم نبدأ بعد ولكنني أناشد مركز بحوث الحج أن يهتم بتحقيق هذه القضايا العلمية التي تبرز ميزة هذه البلدة المباركة التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وأنه لم يحِلَّ القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة. لا يعضد شوكه ولا يفزع صيده ولا تلتقط لقطته إلا من أراد عرّفها، حقيقة مركزية مكة المكرمة تحتاج إلى مزيد من البحوث، حقيقة تفرد خطوط طول مكة المكرمة يحتاج مزيداً من البحوث والإثباتات المختبرية، وأنا أناشد الجامعات ومراكز البحوث أن يهتموا بهذه القضية، ما فعله أستاذنا الدكتور حسين كمال الدين، اقترح رحمة الله عليه فتح الباب لمجال من البحث لمزيد من العمل إعادة إسقاط خرائط الأرض كلها باعتبارها خط طول مكة هو خط الأساس، ما يقع إلى الشرق منه إلى الشرق شرق وما يقع منه إلى الغرب غرب، لأن بريطانيا فرضت علينا خط طول غرينتش بحد السيف حين كانت مهيمنة على العالم كما هي أمريكا مهيمنة على العالم اليوم، وربي يُغْرِب هذه الهيمنة كما أغرب هيمنة بريطانيا إن شاء الله تعالى.
خط طول غرينتش يميل إلى الغرب 18 درجة إذا رُسمت خطوط الطول الموازية له تأتي الخرائط مشوّهة تشويهاً كبيراً.
إذا أخذنا خط طول مكة المكرمة هو خط لطول الأساس وأعيد رسم الخرائط على هذا الأساس ورسمنا الخرائط والله نظهر الخرائط على طبيعتها ووضعها الحقيقي. ونظهر للعالم كرامة هذا المكان.
الأستاذة خزيمة العطاس: كثير من العلماء المسلمين لهم مكانتهم وتقديرهم ولكن للأسف لا نجد هذه الهالة العظيمة اليوم أو نحس بها اليوم لعلمائنا المسلمين، مثل وفاة البابا للأسف شاهدنا إلى أي درجة إعلامنا العربي يبجل هذه الشخصية بهذه العظمة وهذا التكريم وهذا التبجيل كيف نحن كجيل مسلم نعزز قيمة علمائنا المسلمين وننجز هذا النموذج الإسلامي الكبير.
 
الأستاذ دكتور زغلول: أختي الكريمة نحن في حاجة ماسّة إلى إعادة النظر في مناهجنا التعليمية، لا بد لنا من التربية قبل التلقين، والتربية قبل المهارات اليدوية، لأن التعليم بدون التربية مفسدة للمجتمع ما بعدها مفسدة. وأذكر أن أحد وزراء التعليم بفرنسا ظل وزيراً للتعليم لثلاث دورات متتالية. كتب كتاباً يطالب فيه بإلغاء التعليم، وعندما سئل قال نحن نعلِّم ولا نربي. فنعطي للإنسان مهارات يستخدمها في الشر، لو بقي جاهلاً ما تمكّن منها، مشكلاتنا في العالم العربي نحن نعلم ولا نربي وآن الأوان أن نعيد النظر في مدارسنا ومناهجنا التعليمية حتى نربي قبل أن نعلم.
عريف الحفل: رأفةً بسعادة الدكتور فهذا سؤال أخير، ونعتذر لمن لم يقرأ سؤاله.
سؤال من فضيلة الشيخ محمد علي صابوني يقول:
سحر القرآن الكريم العظيم بأسلوبه المعجز وبيانه البديع الساحر أساطين نبغاء دخلوا في الإسلام أفواجاً بطريق إعجازه البياني. ترى هل يكون الإعجاز البياني للقرآن الكريم سبباً لدخول كثير من الغربيين والأمريكيين في الإسلام، في عصرنا الحديث عصر النهضة العلم وازدهار المعارف؟
 
الأستاذ دكتور زغلول: بارك الله فيكم وجزاكم خيراً. وأنا أدعو لفضيلة الشيخ الصابوني، في كل مقال أكتبه من مقالات الأهرام، لجهده في خدمة تفسير القرآن الكريم، وقد بلغت مقالات الأهرام الآن أكثر من 190 مقالاً بفضل الله وكرمه، ولها صدى طيب حتى عند غير المسلمين، وزوجة القس التي أعلنت إسلامها منذ أسابيع قليلة قالت في أكثر من لقاء صحفي بأنها أسلمت بقناعتها, بإعجاز القرآن الكريم عن طريق مقالات الأهرام، بدون شك، ما عُقِد مؤتمر من مؤتمرات الإعجاز إلا ووقف نفر من كبار العلماء، يعلن إسلامه على ملأ من الحضور.
لا بأس أن أذكر مؤتمر موسكو، لقد كان من أحسن مؤتمرات الإعجاز العلمي فقد عقد منذ قرابة 15 عاماً، وحينما دعيتُ كنت أحد المعارضين لعقد المؤتمر في موسكو لأن موسكو ظلت عاصمة الإلحاد 73 سنة.
فقد قلت أناس لا يعرفون الله فكيف نكلمهم عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، عندما ذهبنا إلى موسكو رأينا أولاً أثر الشيوعية على الشعوب، تعجبت كيف كانت هذه دولة عظمى العربيات "مبهدلة" والشوارع مكسرّة والناس البؤس على وجوهها، والعمارات قذرة، تعجبت كيف كانت هذه دولة عظمى، عُقِد المؤتمر في مدينة اسمها مدينة "غريتشوف"، وفي حفل الافتتاح تكلم رئيس البرلمان وكان مسلماً واسمه رمضان عبد اللطيف، قال كلاماً عجيباً، قال في المؤتمر مخطئ من يظن أن الشيوعية قد نزعت الإسلام من قلوب أبناء المسلمين لا يدري هؤلاء أن الإسلام إذا دخل قلباً لا يفارقه أبداً، كنا كلما عرضت لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في كتاب الله نسمع التكبير يرج جدران هذه المدينة الكاملة، التي كانت تستخدم في غسل أدمغة أبناء المسلمين لإقناعهم بالفكر الشيوعي، في نهاية المؤتمر عُرضت الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا تبارك وتعالى، في سورة السجدة، بسم الله الرحمن الرحيم، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون صدق الله العظيم (السجدة: 5). والعديد من الأخوة اشتركوا في عرض هذه الآية الكريمة بمعادلات رياضية واضحة يوم يساوي ألف سنة! إذا تساوت كميتان من الزمن غير متكافئتين كان معنى هذا اختلاف السرعة في كل منهما، فبعض الأخوة قالوا يوم يساوي (ألف سنة) وقالوا لا بد أن تكون ألف سنة قمرية لأن العرب ما كانوا يعرفون السنة الشمسية، السنة القمرية اثنا عشر شهراً قمرياً (12 شهراً قمرياً) طول الشهر القمري هو طول مدار القمر حول الأرض وهو مقاس بواسطة الليزر بدقة شديدة. يقدر 4 و 2 مليون كم. فقالوا 4 و 2 × 12 يبقى سنة قمرية في ألف سنة، السرعة تقدر بالثانية، فقسموها على 24 ساعة في 60 دقيقة في 60 ثانية وصولاً إلى رقم أكبر (أعلى قليلاً من سرعة الضوء حول 330،000 حوالى ثلاثمائة وثلاثون ألف كم في الثانية. فاقترح أحد الأخوة الكرام وهو أستاذ في الفيزياء النظرية قال إن سرعة الضوء هذه مقدّرة في الفراغ فلا بد من الضرب في جتا زاوية ميل القمر على مدار الشمس لإلغاء جاذبية الشمس فوصل إلى سرعة الضوء بالكسر العشري الثالث. فوقف أستاذ فيزياء روسي مرموق يقول: كنت أظن أنني قبل هذا المؤتمر من المبرزين في حقل تخصصي، فإذا بعلم أكبر من علمي ولا أملك الاعتذار عن جهلي بهذا العلم إلا بإعلاني أمامكم شهادتي، أنه لا إله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله، تبعه في ذلك عدد من المترجمين أربعة أو أكثر (نسيت العدد) كانوا قابعين في غرفهم الزجاجية ينقلون من العربية والإنكليزية إلى الروسية وبالعكس، جاؤوا ليعلنوا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. هيئة الإعجاز كان لها مكتب في موسكو لم يُغلق إلا منذ شهور قليلة للأسف الشديد، أبلغني رئيس هذا المكتب أن التلفاز الروسي قد سجل حلقات هذا اللقاء، كان كل بحث يُلقى في ثلث ساعة ويناقش في عشر دقائق، سجلها نصف ساعة، ونصف ساعة بثها عبر كل القنوات يقول من وصلنا خبر إسلامه في أول شهر لبث هذه الحلقات، أسلم أكثر من 37 واحداً من كبار علماء الروس، بعد مضي سنة وصل هذا الرقم إلى أكثر من 150 عالماً، ولكم أن تتخيلوا إذا اهتممنا بقضية الدعوة إلى الإسلام بهذه المنهجية الصحيحة للدعوة إلى الإسلام والله لاستطعنا أن نفشِِّل هذا المخطط الصهيوني الصليبي الشرس الذي يريد إبادة هذا الدين.
وأنا عائد من سويسرا قبل أقل من شهر وجدت الأخوة في نوشتل مدينة كبيرة في سويسرا، في ضاحية من ضواحيها يقيمون متحفاً للإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وسعدت بذلك لأن هذا أسلوب في الدعوة إلى دين الله باللغة التي يفهمها أهل هذا العصر.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1338  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 171 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.