(( كلمة سعادة الدكتور عبد الله منّاع ))
|
السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وأسعد الله مساءكم جميعاً بكل خير في هذه القاعة وفي القاعة الأخرى التي تضم السيدات في منتدى الاثنينية. |
حالي هذه الليلة كحال الشيخ الصابوني إن كنتم تذكرونه منذ كان في ليلة تكريم الشيخ إسماعيل أبو داود رحمه الله, أحب أن يلقي كلمة, فاعتُذِرَ له بأن الوقت لا يتسع. ولكن الأستاذ صابوني كافح ونافح, وقال لكنّ أنا صاحب صلة. وهذه الصلة تسمح لي أن أتحدث وعندما سئل ما هي هذه الصلة، قال أنا صابوني والشيخ إسماعيل أبو داود له مصنع لصابون التايد, فهناك صلة وثيقة وصلبة, لذلك أُعطيت له الكلمة فتكلم. أنا في هذه الليلة حالي كحاله فأنا حقيقة لم أتعرف على قلم الأستاذ المهدي بنونة. وهذا جرمي أنا وليس جرمه هو. |
ولكن الجرم هذا قد نكون مسؤوليْن عنه من زوايا عديدة. لكن قبل ذلك يقول الأستاذ الزيدان رحمه الله. إن القرآن نزل بالحجاز ودُرّس في المغرب, وقُرِأ في مصر, وحُفظ في استانبول. |
هناك دور للمغرب أساسي وجوهري وكبير, هذه نقطة جذب بالنسبة لي شخصياً، تحدث عنها الدكتور محمود سفر. نعم هناك عدم التواصل بما يشبه القطيعة القطعية. نعم هناك تواصل سياحي بين السعوديين والمغرب, نعم هناك تواصل روحي بين المغاربة والأراضي المقدسة, ولكن إذا خرجنا عن هذين التواصلين لا نجد شيئاً. صحيح أن هناك منتدى أصيلة المغربي. ولكن منتدى أصيلة اقتصر على عدد محدود من النقاد الكتّاب والأكاديميين ولذلك أصبحوا يكررون أنفسهم, ولا أحد يعلم ماذا يفعلون، تظهر أحياناً بعض المقالات هنا وهناك عن اللقاء الذي تم في أصيلة, نحن نحتاج إلى "أصيلة" ولكن "أصيلة" مفتوحة لكل الكتّاب والمبدعين, المغرب تمثل بالنسبة لي بلداً عظيماً فهو يقع على أقصى حدود هذا الوطن ونحن في أقصى الحدود الشرقية بالنسبة له. |
وكم أتمنى أن يكون مقابل "أصيلة" في المغرب أن يكون هنالك منتدى أو ملتقى حاتم الطائي في أقصى المشرق, ولكن حتى هذه الفكرة لم يقدر لها النجاح لأسباب قد يقال إنها دينية وما شابه ذلك. لكن المغرب كان دائماً حاضراً في الذاكرة.. وكان حاضراً في أفراحي وأحزاني بالنسبة لهم. وقد ذهبت إلى المغرب مرات عديدة. وبقدر ما أحببته بقدر ما كان الحزن يملؤني عليه. |
وقد قدر لي أن أطلع على بعض كتابات أخيرة شقت طريقها إلينا. مثل كتاب جيل بيرو Gilles Perrault -صديقنا الملك- وكتاب ميشيل خوري (السجينة) وكتاب "حدائق الملك" لفاطمة أو فقير. |
كان حزني يزداد - مجموعات الأستاذ محمد عابد الجابري "تكوين العقل العربي" و "نحن والتراث". الحقيقة المسار الذي شدنا وشد جموع المثقفين ليس من المملكة العربية السعودية ولكن من كل أنحاء العالم العربي إلى هذا المفكر الباهر والعظيم والجميل, الذي قال شيئاً غير ما ألفه الناس وعرفوه, المغرب له في النفس مكانة وله في القلب شيء من الحنين وشيء من الأحزان ولكن أنا أتابع قضاياه دائماً أرى أن العهد الجديد قد بدأ عهداً جديداً نغسل به هموم الماضي. |
وأتمنى لهذا العهد الجديد التوفيق كل التوفيق وأتمنى لضيفنا العزيز أن نستمع منه كما قرأنا لمن قرأنا لهم. فلعل هذه الأمسية (الجلسة) تكون محطة على طريق التواصل مجدداً مع الأستاذ المهدي بنونة والمغرب بصفة عامة. |
ربما تبقت نقطة أخيرة؛ أحد أسباب عدم التواصل أو القطيعة كما أسميها هي الرقابة المفرطة على الكتاب إذا كان مغربياً جاء إلينا أو سعودياً ذهب إليهم، فأنا أعتقد أننا نحتاج إلى جانب التواصل الذي تحدثنا عنه إننا نحتاج إلى رفع الرقابة عن الكتاب إلى جانب التواصل الذي تحدثنا عنه بالنسبة للاثنينية والنادي الجراري. بالنسبة لأصيلة وحاتم الطائي الذي أحلم به. أو عكاظ إذا كان ذلك ممكناً. |
نحتاج إلى رفع الرقابة عن الكتاب لأن الكتاب هو أحد أهم وسائل التواصل الثقافي بالذات، السياحي قائم والديني قائم، ونرحب بالأستاذ المهدي بنونة. |
ونعتذر أننا لم نلتق بحرفه، وقد سمعت من الترجمة الشخصية له أنه كان يكتب بالفرنسية ربما أكثر مما كان يكتب بالعربية، وشكراً للحاضرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى. |
|
|