الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة سماحة الشيخ محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان ))

أولاً أحيي المحتفِي والمحتفى به، وأحيي هذا البلد الطيب الذي ترتبط به قلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا والذي نأتي إليه لنشعر بذلك المعنى الكبير الذي يشدنا إلى هذا الدين العظيم، هنا منبع الرسالة ومهبط الوحي وهذا الذي يجعلنا نأتي لهذه الديار بالذات لنعيش الإسلام على حقيقته، أود أن أقول إن هناك جلداً للذات، دائماً نحن نتكلم عن أنفسنا وكأننا وحدنا الذين نتشدد. هل التشدد هو من صفات المسلمين فقط أم أن التشدد أيضاً من صفات اليهود. على سبيل المثال، تشدد لا مثيل له ولا حد له، جرائم ترتكب باسم التشدد، هل التشدد من صفاتنا نحن أيضاً أم من صفات النصارى أيضاً؟ النصارى ارتكبوا الكثير من الجرائم، ماذا فعل بعض المتشددين في الجزائر مثلاً، مليون شهيد سقطوا، ارتكبوا جرائم وحشية كثيرة في القدس، في الحملات الصليبية ارتكبت جرائم كثيرة دليل على أن التشدد كان من صفات هؤلاء الغربيين بشكل كبير، لا نريد أن نظلم أنفسنا دائماً. هنالك واقع نعيشه، هنالك ظلم كبير يقع على عاتق هذه الأمة، وهذا الظلم هو الذي يدفع كثيراً من الناس إلى هذا التشدد، هنا أتمنى ألا نجلد ذواتنا لأننا اليوم نعيش مرحلة دقيقة وحساسة ولا توجد -كما تحدث أخي- ثقافة واحدة هنا نظرة واحدة، هنالك ثقافات متعددة في العالم الإسلامي، لا نستطيع أن نجتمع على كلمة واحدة، أهل السنة والجماعة متفرقون وممزقون، من هنا كم كان بودي أن نحاول أن نبحث عن هذا الموضوع من زاوية أخرى غير هذه الزاوية التي تفرضها علينا أمريكا، قبل أحداث سبتمبر بمرحلة كبيرة جداً كانت كلمة الإرهاب تتردد على ألسنة الأمريكيين خدمة للصهيونية العالمية، نحن لسنا إرهابيين ولكننا نجاهد ونقاتل في سبيل مقدساتنا وعقيدتنا وعن أرضنا وعن شرفنا وعن وجودنا، الإرهاب هناك حيث لا مجال لأن يستمعوا إلينا بأي شكل من الأشكال، هم يفرضون علينا ما يريدون من أفكار ويتهموننا بما يشاؤون من تهم ونحن نوافق على هذه التهم، من قال نحن الذين ارتكبنا هذه الحادثة في 11 سبتمبر، هذا يحتاج إلى دليل، والدليل مفقود حتى الآن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..