(( كلمة فارس الاثنينية سعادة البروفيسور أليكسي فاسيليف ))
شكراً جزيلاً, كم دقيقة ستعطيني؟
الشيخ عبد المقصود خوجه: خُذ وقتك.
البروفيسور أليكسي فاسيليف: طيب قبل كل شيء أريد أن أشكر جميع المجتمعين الذين يمثلون نخبة المثقفين العرب والمثقفين في المملكة العربية السعودية, وإلى حد ما أنا خجلان أن أتكلم مع الأخطاء اللغوية العديدة بعد هذا الكلام باللغة العربية الصافية التي تكلم بها الناس قبلي أنا, ولذلك أريد أن أعتذر عن البداية من بعض الأخطاء اللغوية, ولكنني أحاول أن أعبر عن أفكاري وطبعاً دعاني عبد المقصود خوجه لهذه المناسبة لأجيء إلى جدة وإلى مقابلة الناس هنا, طبعاً بعض الأفكار التي أريد أن أشارك بها معكم بعض الأفكار غير منظمة وبعضها وُلِدَتْ عندما استمعت إلى المداخلات التي قبلي, واسمحوا لي أن أقول أو أجيب المتحدث الأخير المحترم, أما كل من الجانبين نحن خسرنا بسبب عدم التبادل الحقيقي الثقافي بيننا, التبادل الذي يستطيع أن يفيد الجانبين, الجانب العربي وفي نفس الوقت الجانب الروسي, طبعاً دور التقدم الذي تُكِلَّم عنه تقريباً على وشك الموت, ما زال على قيد الحياة لكن بدون تحويل فهو على وشك الموت، في نفس الوقت من الصعب لنا أن نعرف عن التطور الفكري والأدبي في البلدان الغربية لأنه خلال الاثني عشر عاماً أو الخمس عشرة سنة الأخيرة المدعاة بالإصلاحات العظيمة تقريباً لم يُنشر شيء من الأدب العربي.
أنا أفتخر بنفسي لأنني اشتركت في نشر كتاب للأديب المصري يمكن تعرفون هذا الاسم "جمال الغيطاني" والكتاب "الزيني بركات" كان التوزيع في روسيا في نهاية الاتحاد السوفييتي خمسين ألف نسخة, وهو من أصدقائي وقال هذا أكثر من توزيع شامل في البلدان العربية وفي فرنسا والبلدان الأخرى, كان الاهتمام بالأدب العربي، هذا مثال من الأمثلة الكثيرة, هذه نقطة أولى, النقطة الثانية كان النقد هنا موجهاً لي وأنا أقبل هذا النقد اسمحوا لي أن أوجه النقد إليكم, الإمارات مثلاً عندهم في بعض المراسلات لدراسات المشاكل الاستراتيجية مع الخبراء الروس, وهنا يوجد مركز دراسات الشرق الأوسطية لا توجد أي علاقات بيننا, أنا اشتركت شخصياً منذ سنة تقريباً في مقابلة بين الخبراء الروس والخبراء الأمريكان عن قضية التطرف في الإسلام, خبراء من المخابرات الأمريكية والجامعات ووزارات الخارجية, ولماذا لا نُنظم نفس الشيء مع إخواننا هنا لمصالح الجانبين طبعاً هذه نقطة.
الآن أريد أن أتكلم قليلاً عن سبب لاختياري، عندما كنت شاباً هذه المضمون "تاريخ العربية السعودية" أقول لكم بصراحة أنا أردت في شبابي أن أكون حراً, وعرفتُ أن لا ماركس, ولا لينين, ولا ستالين لم يكتبوا جملة واحدة عن تاريخ السعودية, ولذلك عندما بدأت هذا العمل أنا كنتُ حراً أكتب ما أريده, هذا لا يعني أنني كنت حراً مائة بالمائة من بعض النظريات التاريخية الماركسية, وكلنا عندنا ضعف ونحن نتغير خلال حياتنا, طبعاً ما هو التاريخ؟ التاريخ هو الشيء الذي حصل في حياة الإنسان والمجتمع أو الدولة خلال مدة قصيرة أو طويلة, سنة أو مائة سنة أو ألف سنة, هذه أولاً, ثانياً كيف نعرف عن هذا التاريخ؟ نعرف ما بقي من التاريخ أو الوثائق التاريخية, الوثائق التاريخية المادية مثل البيوت والقصور والمواصلات والأنابيب والفنون.. وفي نفس الوقت الوثائق المكتوبة, طيب عندما يدرس المؤرخ هذا، يدرس كشخص عنده معلومات وعدم معلومات.. عنده بعض العقائد وعنده بعض الخرافات.. عنده بعض المفهوم للقضايا وعدم الفهم.. ولذلك عندما يكتب المؤرخ عن التاريخ ينعكس ذلك على ما يختار من الوثائق التاريخية المادية والمكتوبة, وعلى ما انعكس في ذهنه وبعد هذا من يقرأ ما أُلِّفَ من هذا المؤرخ أيضاً عنده ضعف إنساني عنده معلومات وعدم معلومات, عنده العقائد والخرافات هكذا تتطور الدنيا, ولذلك أريد أن أقول لكم بكل صراحة أنه خلال شغلي في هذا الوقت عن كتابي الجديد لماذا أنا اخترت سيرة جلالة الملك فيصل, لأنني أحسست أن في كتابي ركزت أكثر من اللازم على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتاريخ وانعكس بالنسبة لي بعض التركيز على الشخصيات والجوانب الروحية والدينية للتاريخ, وعندما أُؤلِّف الكتاب إن شاء الله الكتاب عن الملك فيصل أحاول الجمع بين الجانبين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية, ودور الإنسان الزعيم في تكوين التاريخ, وبعض الأفكار طبعاً مع مرور المراحل بكل حرية أن أُغيِّر شيئاً ما, ما قاله الشيخ المحترم طبعاً في الوقت الحاضر لا أستعمل بعض المصطلحات التي استعملتها في هذا الكتاب, وبعض الأفكار, هذا شيء طبيعي وبدون ضغط عليَّ من أي شخص آخر.
طيب بعض الأفكار الأخرى أريد أن أشارك معكم وعلى هامش الطريق الشيخ عبد المقصود قال في كلمته أن نُشِرَ كتابي في دار الفضاء, أنا أفتخر بهذا لأن كان نشر اسميه قرضة من غير اسمي ودار النشر هذه غير موجودة, أنا رأيت هذا الكتاب في أمريكا وهذه الدار سرقت الترجمة التي كانت في دار التقدم ونشرتها بدار الفضاء, لا عنوان ولا تليفون ولا شيء من هذا القبيل, طبعاً هذا مهم في الاهتمام بكتابي, ولكن حقيقة نُشِر من جديد مع الفصلين الجديدين في بيروت في شركة اسمها شركة التوزيع والنشر, هذه شركة نشر منذ عدة سنين كانت هناك, وأشكر المتحدثين على التركيز على علم الاستشراق في روسيا, روسيا القديمة, وروسيا السوفيتية, وروسيا الجديدة.
من آخر مقالاتي كانت مقالة بعد الوفاة لكاتب عظيم فلسطيني هو إدوارد سعيد, كتب عن الاستشراق Orientalism ونقد هذا الاستشراق الغربي كاستشراق اسمه التعصبي racist إلى حد بعيد, وأفتخر أنني جزء من المدرسة الروسية للاستشراق والاستعراب, لأن دائماً في أيام الاتحاد السوفييتي كان فيها احترام بالشعوب الشرقية وخصوصاً بشعوب العالم العربي فيما يتعلق بالعقلية والدين إلى آخر هذا, وهذا يستمر في الوقت الحاضر ونعمل على هذا في مجلتنا المجلة الوحيدة عن آسيا ـ أفريقيا في روسيا في الوقت الحاضر، وبعض الأزمات الكثيرة كانت تُنشر بخمس لغات بينها العربية في الوقت الحاضر تنشر بالروسية فقط, ونُركِّز على المشاكل المعاصرة، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للقارتين الأفريقية والآسيوية.
لدى بعض الأفكار الأخرى كنت تكلمت إلى حد ما عن المعرفة وعن الثقافة العربية, الأستاذة التي استمعنا إليها وجهت لي سؤالاً عن معرفة الثقافة العربية, سيداتي وسادتي: المشكلة في الوقت الحاضر ليس في روسيا فحسب, ولكن عندكم وفي البلدان الغربية هبوط في الاهتمام بالثقافة الحقيقية بسبب التأثير التلفزيوني ووسائل الإعلام المعاصرة, أحياناً خصوصاً في روسيا أفكر أن أصحاب التلفزيون يريدون تحويل الناس إلى جماعات من "الحمير", هذا رأيي أنا, أنا أعتذر لا أطلب منكم الموافقة على هذا, واحد مؤلف أمريكي قال الآن في لوس أنجلوس ليس هناك "زبالة", كل "الزبالة" الآن على شاشة التلفزيون, هذا كان تعليقاً للناس ومع الأسف هذا سبب من أسباب هبوط الاهتمام بالأدب, بالعلوم الاجتماعية إلى آخر هذا, ولكن بنفس الوقت لا بد من الجهود من الجانبين, لحفلة الزفاف لا بد من العريس والعروسة, من الجانب الروسي نحن نبذل الجهود ولكن على الجانب العربي أن يبذل الجهود أيضاً, توجد عندي علاقات ممتازة مع السفارات العربية, وأنا مستعد أن أقول لكم ما قلته لأصدقائي السفراء العرب, نشاط السفارة الإسرائيلية في موسكو أكبر منكم عشر مرات, من المسؤول عن هذا, يعني الجانبين, لا أقول أنا أنقد الحكومة والدوائر ورجال الأعمال عندنا ولكن لا بد من الجهود من عندكم.
إجابة عن بعض الأسئلة الأخرى: الأستاذ "فاسيليف" متخصص في الدراسات البيزنطية ولكن نفس الاسم, مثل عندكم أحمد أو محمد, هو ليس من أقاربي, لا أريد أن أحتكر هذا المكان وبرأيي إذا تفضل الشيخ عبد المقصود خوجه أظن الحوار يكون أفضل وأنا منفتح للحوار ولكن أرجوكم أن تفهموا أنا أُمَثِّل نفسي, وفي نفسي أنا أُمَثِّل إلى حد ما العلم والثقافة الروسية, أنا لا أُمَثِّل لا حكومة ولا مكتباً سياسياً, وشكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدي البروفيسور نحن أيضاً لا نُمَثِّل إلا الثقافة والكلمة, ولا نمثل أي جهة أخرى.