شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عادل خميس ))
الحمد لله واصلي وأسلم على النبي الأمي الأمين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ثم بعد..
فرحم الله محمد إقبال حين قال: حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء، هذا حديث من أحاديث الروح، ولأنه كذلك أجدني اللحظة مرتاحاً، لأن أرواحكم ستأذن له بالدخول دون أن تلقي بالاً لِعَيّ حروفي أو فهاهة كلماتي، يا هذا العمر، (وليس قولي يا هذا بظاهره) العرب تعرف من أكبرت والعجم، العُربُ تعرفه لأنه لم يتوانَ يوماً أن يذبح وقته بل عمره قرباناً لعربيته، والعجم تعرفه كذلك لأنه لم ينحنِ أمام عواصف سمومهم، ولم يخبئ كلمة حق يرد بها عليهم.
اسمحوا لي أن أعود قليلاً إلى قاعة الدرس لأخبركم عمَّن تعرفونه جيداً، هو الصادق في كل شيء، الصادق في مشاعره وانتماءاته، الصادق في وعوده ومواعيده، الصادق في رِفقهِ وقسوته، أبحر بنا نحو الجاحظ وأيامه فآمنا أنه سكن معه غرفته تلك التي قتلته، ونزل بنا في ضيافة أبي العلاء وغفرانه حتى أيقنا أنه المهندس الذي صمَّمَ لأبي العلاء جنته وناره، كذلك تجوّل بنا في مشروع الجرجاني فشعرنا أقول شعرنا أنه هو من أسرَّ لعبد القاهر بنظريته، أكرر شعرنا، وعرج بنا على حزام بن دهمان فأدهشنا أنه عرف قرية ابن دهمان أكثر منه، وتحدث عن سارتر ووجوديته، فقلنا لا بد أنه كان معه في مقهى فلورسان جرمان؟ بشاطئ باريس الأيسر حين خطَّ أُسس نظريته، ألم أقل إنه الصادق، فبقدر ما اختلف مع سارتر وآرائه إلا أنه أحقَّ الحق وحمد كثيراً لسارتر موقفه الثابت الرافض للسياسة الفرنسية مع الجزائريين، وبذكر سارتر أظن أنه من المهم في ظروفنا هذه سرد مقولته عن السبب الموضوعي لرفضه لجائزة نوبل في الآداب عام 64م قال سارتر حينها: إن المعركة الممكّنة الوحيدة الآن في جبهة الثقافة هي معركة التعايش السلمي بين ثقافتين، إحداهما ثقافة الشرق، والأخرى ثقافة الغرب، والمواجهة يجب أن تتم بين الناس والثقافات دون تدخل للنظم والمؤسسات، وأنا أعلم -والحديث لسارتر- وأنا أعلم تمام العلم أن جائزة نوبل ليست جائزة أدبية يمنحها الغرب لكنها تكون بحسب ما يصنع بها المرء لكنها في الموقف الراهن تبدو موضوعياً كأنها امتياز يُخصّ بها الكتّاب الغربيون والمتمردون في الشرق، كان يقصد بالشرق حينه روسيا والدول التابعة لها، فهل تغيّر مقصوده بشرق اليوم؟
يا لهذا العمر! لقد خلدت جزائر الثورة برجال يطاول شموخهم شموخ منارة سيدي فرج تلك التي وقفت تحكي لفرنسا وللغرب أجمع تفاصيل عزة بناها الأبطال بإيمانهم وصمودهم وإبائهم.
سعادة الدكتور باسم كل تلاميذك الذين أُشرِبوا منك الوفاء والصدق، أقول شكراً.. شكراً لله الذي أكرمنا بك.. شكراً لمن أتاح لنا فرصة الاحتفاء بك.. شكراً لك حين لمست أمانينا فصارت جداول.. وأمطرتنا حباً وما زلت تمطرُ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :514  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج