شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد اللَّه المعطاني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها السادة الكرام في هذه الكلمة التي أرجو ألا تطول لا أدري سوف أتحدث عن مَنْ، هل أتحدث عن المُكَرِّم؟ م أتحدث عن المُكَرَّم؟ ودعوني أبدأ بالمُكَرِّم، فالأستاذ عبد المقصود خوجه على الرغم من أريحيته ولطافته وبشاشته ورقته، إلا أنه عنيد، عنيد جداً، وسوف أقف عند عنيد، وأنتقل إلى المنقبة الثانية إن كانت هناك مناقب، الأستاذ عبد المقصود خوجه في بعض الأحيان يُحرِج أصدقاءه على الرغم من أنه وفيٌ معهم، وقد يوقعهم في بعض المزالق، فأنا سوف أروي لكم قصة أرجو أن تكونوا حكماً بيني وبين صديقي الأستاذ عبد المقصود خوجه، فقد قرر منتدى المثقف العربي في مصر أن يُكَرِّم الأستاذ عبد المقصود، برئاسة الأديب المعروف الدكتور عبد الوالي الشميري الأديب اليمني والشاعر المعروف، ثم تلفتوا يمنة ويسرة لعلّهم يجدون من يستطيع أن يقنع الأستاذ عبد المقصود بهذا التكريم، ويبدو أنه قد وقع الخيار عليّ، فانتفضتُ انتفاضة اللقوة في وكرها، واللقوة هي: العِقاب، وقلت أنا لها، سوف أذهب إلى الأستاذ عبد المقصود في بيته وأقنعه بهذا التكريم، وفعلاً أتيت بالجمل بما حمَل إلى أبي محمد سعيد، ثم بعد ذلك وضع الشمس في يد والقمر في يد وقال لي جميع ما تطلبه موجود وأنا مستعد للتكريم، ونقلت هذا إلى الدكتور عبد الوالي وقلت له: "خلاص" نجحت المساعي ولله الحمد.. وإذا بي أُفاجأ بعد أن غادرت هذه البلد إلى عملي في لندن بأن الدكتور عبد الوالي يقول لي: أين الأستاذ عبد المقصود، لقد ذهب إلى أمريكا وتركنا، ومن ذلك الوقت إلى الآن وأنا في حرج شديد، فلهذا وجدت أن الاثنينية فرصة لكي على الأقل أسدد بعض ما وقع فيه الكفيل الغارم من حرج أمام هذا المنتدى الكبير في عالمنا العربي والذي يحمل وجوهاً ثقافية جميلة ويصدر عنه مجلة كبيرة جداً ولعلّ الأستاذ عبد المقصود خوجه في هذه الليلة ينصف أصدقاءه، وأنا أحدهم.
أما المُكرَّم فهو الدكتور عمر.. أستاذ جامعي باحث نشيط، ومن الذين تجاوزوا أسوار الجامعة إلى المجتمع فمدُّوا جسور الثقافة والوعي وحملوا رسالة صادقة، وحينما يحمل أستاذ الجامعة الرسالة الصادقة ينجح في عمله، ولذلك نجد أن إنتاج الدكتور عمر إنتاج غزير، والوقت لا يسمح أن نتحدث بعين الناقد عن جميع ما كتب الدكتور عمر ولا سيما أن هذه الليلة هي ليلة احتفائية، تكريمية، والدكتور كتبَ في الرحلات، ويبدو أن حياة الرحلة أثَّرت في مسار حياته لأنه تنقل كثيراً بين الوطن العربي كان في قطر وذهب أيضاً إلى عدة أماكن وجاء إلينا، وكذلك كتب عن القصة كتابة جميلة جداً رائعة ومعمّقة، وبأدوات الباحث المتميز بوضع رؤية وليست مجرد ناحية إخبارية أو رصدية كما يفعل الكثير، ولكنه قدَّم رؤية في القصة القصيرة في الجزائر والرواية، وكذلك لديه ما يُحمَد عليه وهو أنه يُدافع وينافع عن الأصالة العربية، في وقت اجتاحت الفرنسية وتوجهاتها كثيراً من أفكار العالم العربي في الغرب، وخاصة نجد هذا في المغرب وإلى جواري الآن أستاذ مغربي مرموق والمعركة جداً محتدمة وكذلك في الجزائر وفي تونس.
نجد أن الدكتور عمر حمل أدوات الباحث المنفتح على الغرب ولكن برؤية صادقة متعمقة في التراث، وهذا هو فعل الباحث الجاد الذي لا يُنكِر أصالته ولا يُجتثُ من جذوره، فهذه يعني لو أردت أن أتحدث عنها لطال بي المقام، الدكتور عمر كذلك مما يشرفني في هذه الليلة أن أقول بأني كنت همزة الوصل ما بين الدكتور عمر وجامعة الملك عبد العزيز لكي أقنعه بالمجيء إلى القسم، لم تكن محاولة يسيرة ولا بسيطة، واستعنت بصديقي الدكتور حسن الوراكلي، وطبعاً وفقنا في هذا وهذا في صالح الساحة الثقافية وكنت دائماً أقول له يا دكتور لا بد أن تمد الجسور ما بينك وبين الأدباء السعوديين وما بين الباحثين وما بين المبدعين لأننا في حاجة إلى هذا، في حادثة بسيطة حدثت للدكتور في أول يوم يأتي إلى المملكة العربية السعودية، حينما جاء إلى المطار يبدو سوء تنظيم من القائم على العلاقات في جامعة الملك عبد العزيز لم يستقبله أحد، ثم جاء إلى القسم وكنا في إجازة، ولكن سبحان الله أراد الله أن آتي إلى القسم في ذلك اليوم، وكان في غاية الأسى حينما قال أنا لم يستقبلني أحد، وكدتُ أن أعود، طبعاً هذه الكلمة أثرت في نفسي تأثيراً واضحاً، وقلت له يا دكتور إذا لم يستقبلك أحد في المطار فإن قلوبنا تستقبلك، وأقول لك بأن هنا في هذه البلد رجالاً يُقدِّرون العلم والعلماء، وذهبت أنا وهو إلى معالي مدير الجامعة وليست العادة جرت أن يكون هذا وكنت متعمداً واستقبله استقبالاً جيداً ومن ثم إلى وكيل الجامعة الذي قال له أنا أعتذر بكل حرارة ويبدو أنه سوء تنظيم.
الدكتور عمر لا شك أنه مكسب لقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز، وللساحة الثقافية، وتشرفت أيضاً بأن أدَرِّس أنا وهو الدراسات العليا، وكنا إلى جوار بعضنا، وأُسنِدَت إليَّ مادة وهي تحليل النص النثري القديم واعتذرت للقسم وقلت بأن الذي يستطيع أن يكون كفؤاً وجديراً في تدريس هذه المادة هو الدكتور عمر بن قينة، وفعلاً استمر وتفاعل مع طلبة الدراسات العليا ومع جامعة الملك عبد العزيز، وأنا سعيد كل السعادة في هذه الليلة أن يتحقق على الأقل ما قلته له بأن هناك رجالاً في هذا البلد يُقَدِّرون العلم والعلماء ويكرمونهم، أشكر الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه على هذا الاختيار، وأقترح اقتراحاً له أيضاً ولا سيما أننا في هذه الليلة نحن نعيش الهوى الغربي، أو المغربي، أن هناك مؤسسات تستحق التقدير وتستحق التكريم وتستحق الدعم وهي كثيرة جداً، ومنها مركز الدراسات الأندلسية وحوار الحضارات، في الرباط الذي تشرفت بأن أكون أحد أعضاء المجلس وقد جاءكم إلى هنا الدكتور عباس الجراري وهو أمين المجلس، وتحدث عن المركز وما له من جهود وما له أيضاً من فعاليات، وأرجو أن تمد الاثنينية يدها أو جسرها إلى هذا المركز وإلى غيره من المؤسسات، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي الباحث والناقد المغربي وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :856  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.