(( كلمة سعادة الأستاذة حليمة مظفر ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، |
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز،، |
أصحاب المعالي،، |
أصحاب السعادة،، |
ضيوف "الاثنينية" الكرام من السيدات والسادة، طاب مساؤكم بكل خير أسعدني اختياري من قبل اثنينية الرجل المثقف الشيخ عبد المقصود خوجه الذي وظف جهوده وماله في خدمة الفكر والثقافة والأدب ورجالاتها لإلقاء هذه الكلمة في التعريف بالأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز والذي يعدّ شخصية ذات حضور معروف استطاع ترسيخه سابقاً قبل أن يرأس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، فهو طالب علم ومعرفة ساقه اهتمامه السياسي برغبة حثيثة لأن يكون أكاديمياً يمارس التدريس بقسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض ويكون عضواً بمجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة لما له من اهتمام فكري وسياسي إضافة إلى أنه عضو في المعهد الملكي للدراسات الدولية في بريطانيا، وإنما يدل ذلك على اجتهاد منه في بلورة موقفه من الذات التي حمل عاتقها على كاهله متحدياً الكثير من الصعاب التي لا تخلو من طريق أي طموح رغب أن يكون هو دون غيره، خاصة إذا ما كان أميراً يعتقده الآخرون والمحيطون به قادراً على تحقيق الرغبات والأمنيات دون أن يحلم أو يعاني لأنها تنتظر الإشارة منه. |
ورغم ما بالسياسة من جفاف وهي مجال اهتمامه وتخصصه الأكاديمي، إلا أنه بللها بندى المشاعر الإنسانية النبيلة التي استطاع توظيفها في رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء المجتمع المعاقين والمحرومين والفئة البريئة ممن لم يجدوا سوى الخيّرين يقفون بجوارهم. |
وجانب آخر استطاع أن يثبته الأمير الدكتور فيصل بن سلمان من خلال مشواره في السنوات القليلة التي تولى فيها إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، متمثلاً في قدرته السياسية على القيادة الإدارية الجريئة، فهو صاحب قرارات ومواقف فاجأ بها الجميع بعد تسلمه إدارة مجلس المجموعة السعودية، والتي تعد إمبراطورية إعلامية بما تحويه من مطبوعات دولية ومحلية مختلفة متنوعة المناحي الحياتية والفكرية والرياضية والسياسية والمعرفية والتي تصدر عنها صحيفة الشرق الأوسط ومجلة سيدتي والرياضية ومطبوعات أخرى تعد من أوسع الصحف العربية انتشاراً. |
إن الرؤية الاستشرافية للمستقبل التي رافقت الدكتور فيصل بن سلمان منذ أن كان طالب علم رافقته خلال مشواره الحياتي حتى وصوله إلى إدارة هذه الإمبراطورية الإعلامية، واليقين الذي نعرفه جميعاً في أهمية ما يلعبه الفضاء الإعلامي وقنواته المختلفة خاصة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها العالم العربي في عصر العولمة، وفي ظل عصر الاتصالات والتقنية الحديثة وما للصورة والكلمة فيه من تأثير مباشر على المتلقي، كان كل ذلك الوعي بهذه المفردات قد حمله الدكتور فيصل عندما توجه إلى كرسي الإدارة لهذه الإمبراطورية، فوجدنا تطوراً لمطبوعاتها على الشبكة العنكبوتية بالإضافة إلى اهتمام صحيفة الشرق الأوسط الدولية بالمحليات السعودية، وتخصيص صفحات لها تناقش أبرز القضايا المحلية من مختلف الجوانب، مع تركيزها على الإنسان والمعلومة الصادقة والحقيقة التي لا مجاملة فيها، لتعطي القارئ والمسؤول مواقف من قضاياه واحتياجاته، بمهنية صحافية محترفة، دون وصاية على فكره أو معطياته، بل وزاد على ذلك ما للجريدة من صدق مهني أن تكون لها زاوية تصويبات لأخطاء يدركها الجميع أنها لا تخلو منها صحيفة ولكن لا تصل فيها الأمانة للاعتراف بها سوى الشرق الأوسط، وهكذا الحال في مختلف المطبوعات التي تمارس مهنيتها الصحافية مع وعي تام بدورها في ظل أحداث العصر ومتطلباته. |
إن الوعي بأهمية الواقع والمستقبل جعل قرارات الدكتور فيصل تحاكي احتياجاته، فكان العديد من القرارات الناجحة التي أدهشت الكثير وصدمت آخرين خاصة أنه آمن بالشاب السعودي وأتاح له الفرصة في إبراز مهاراته، فكانت قراراته بتولي أيدٍ شابة لقادة المطبوعات لمناصب الإدارية بمختلف مطبوعات المجموعة السعودية، وما كانت هذه القرارات الجريئة لتصدر إلا من إداري يعي تماماً متطلبات الواقع في المجتمع العربي الذي يحوي 70٪ من الشباب والذي يعتمد على الإعلام العربي في تصوير قضاياه ومتطلباته العصرية، ولأن الدكتور فيصل يسعى إلى التطوير والتقدم في مفردات المجموعة السعودية، أدرك أن هذا التطوير ينبغي أن يضخ من خلال أيدٍ شابة متحمسة قادرة على العطاء، وتملك أدواتها التي كفل لها التدريب مع إتاحة الفرص لكل مجتهد، وكان قراره بإنشاء أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للتدريب الإعلامي بالرياض، وهي متاحة لجميع الإعلاميين، هذا إلى جانب قيادته المجموعة السعودية لعقد تحالفات إعلامية استراتيجية في أسواق المنطقة العربية تمهيداً لتطوير وعولمة الإعلام العربي ودخولها إلى أسواق عالمية جديدة. |
ومع كل هذه النجاحات التي تقدمها المجموعة السعودية بقرارات الدكتور فيصل وإدارته، إلا أنها لا تعد هي الغاية بحد ذاتها، لأن المشوار طويل أمامه، فكلما اتسعت الدائرة تتسع معها همومها وإشكالياتها، والخطوات الناجحة تحتاج هي الأخرى إلى قرارات جريئة لتزداد نجاحاً. |
أما المرأة التي حققت نجاحات عديدة في مختلف القنوات والميادين، فقد حققت أيضاً حضوراً إعلامياً في المجموعة السعودية لما أتيح لها من فرص وإمكانات لم تكفلها لها غيرها من المؤسسات الصحافية المحلية، والتي تجعل منها قادرة على القيادة بجوار زميلها الرجل، ولذلك قد تحتاج هي الأخرى من الأمير الدكتور فيصل بن سلمان إلى قرارات جريئة تهبها الفرصة لتساهم في الحركة التطويرية التي تحملها المجموعة ويحملها الدكتور فيصل على كاهله، فكما فتحت ميادين الفكر والعمل والتدريب للأيدي الشابة من زملائها فهي أيضاً تنتظر ترسيخ دورها بجانب زميلها الرجل إذا كانت الكفاءة معيار الاختيار. |
الحقيقة أن هناك جوانب عدة في شخصية الأمير الدكتور فيصل المحتفى به في هذه الأمسية لعلّ الوقت لا يكفل حقها في الذكر، إلا أن من أبرزها ما سمعته ممن أتيحت لهم الفرصة في معرفته، وهي تتمثل بما امتاز به من تواضع وأخلاق كريمة وما لديه من قدرة على الانفتاح مع الآخر واستيعابه، مع الحفاظ على الأصالة، وهذه السمات التي تجعل من الأمير والأكاديمي والإداري إنساناً يبقى بعيداً عن كل المناصب والأماكن والأسماء. |
وأخيراً كل ما نرجوه هو دوام التوفيق والسداد للأمير الدكتور فيصل بن سلمان، وأعانه الله على ثقل مسؤولية المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ودورها الإعلامي الفعّال في الوطن العربي عامة وفي المملكة العربية السعودية خاصة، والشكر أولاً وأخيراً للشيخ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لنا فرصة الاحتفاء به في هذه الأمسية الجميلة، والعذر منكم للإطالة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|