شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عصام بازرعة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: "قلت له خذ هذا الكتاب واقرأ فيه لعلّك تجد فيه شيئاً جديداً يفيدك أو يعطيك رؤى جديدة في قضايا التربية قال يا أخي انتهيت وقرأت كل ما في كتب المكتبة من قضايا التربية والتعليم فما وجدت شيئاً جديداً، قلت له خذ واقرأ فقرأ وبعد فترة من الزمن جاء وقال لي في كل صفحة من صفحات هذا الكتاب جهد يحتاج إلى ساعات ودقائق بل إلى تأمل لأن بين كل سطر تجد فكرة ومضمون تحتاج إلى ورش عمل تفيد وتعطي الساحة التربوية الشيء الكثير، هو كتاب حول التربية والتعليم للدكتور عبد الكريم بكار، في هذا الكتاب مضامين وأفكار عميقة تلامس الواقع بأسلوب موضوعي أدبي وشفاف، نعم أيها الأخوة إنه عقل الدكتور ودكتور العقول، ذاك الرجل الجاد هنا إذا رأيته يزيدك وجهه حسناً وكذلك إذا قرأت في كتبه أيضاً وزدت في قراءتها تزيدك فكراً وعلماً ووعياً، إنها ليست مجرد معلومات ومقولات تصف الواقع وليست مجرد اقتراحات أو حلول إنها عملية توسيع أفق ومدارك وزيادة وعي وملاحظة منطقية صريحة وعميقة تحدث عن التربية والنشء عن التربية والمجتمع، عن التربية والإنسان عن التربية والحياة، عن التربية ومؤسسات المجتمع، يسعى في كتاباته إلى تقريب الفكرة العبارة إلى شرائح الأمة حتى تكون على صلة بمؤسسات التربية لإيمانه بأن المؤسسات التربوية لا تقوم بوظيفتها على نحو فعّال إلا من خلال دعم عام من جميع شرائح المجتمع، استمع إليه وهو ينبه بوعي عندما يقول إن مما يزهد الناس من الاهتمام بالتربية وجود فترات زمنية كبيرة بين الجهود التي تبذل فيها والثمار التي تجنى منها، مما يولد نوعاً من الترهل الذهني والشعور لديه ولا سيما عند الشعوب التي أصيبت بمرض الآنية وافتقدت فضيلة الأناة، ويقول فضيلته في كتبه: التربية الفاضلة ليست كتلك التي تثير أو تنثر أمام الناس مجموعة من الفضائل والحكم والنصائح، وإنما هي التي ينتظم جميع مقولاتها وتدفع بها إلى بؤرة شعور الفرد وأعماق بنيته الفكرية وأعماق وعيه، ثم أستمع إليه وهو يحذر بحكمة إذا ساهمت التربية في تكريس الأوضاع الراهنة واستمرار ما هو موجود فإن ذلك سيساهم في تحطيم الشعب، ثم أستمع إليه وهو ينصح بأسلوب الناصح الحكيم: إذا كانت الأمة تعاني من الكبت والانغلاق فإنه لا يكون من الحكمة آنذاك أن نخوّف الناس من مشكلات الحرية والتفلت، وإنما نربي الناشئة على الشجاعة الأدبية والجرأة في قول الحق والانفتاح، وأسمعه أيضاً يقول: إن التربية من أجل التغيير تحتاج إلى تعاون كليّ على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع، فإن كانت بين هذه الجهات المربية هوّة واسعة وتباينات كبيرة فإن التغيير في حياتنا سوف يكون بطيئاً ولا يتناسب مع التغيير المحيط بنا، يميل دائماً إلى النظرة المتزنة وتفتيح العقول على ما يجب أن يكون، وأسمعه يقول: "إن تربيتنا مسؤولة عن إيجاد روح التكيّف في هذا العصر الشديد التغير، وإذا أردنا لمشكلاتنا أن لا تزيد يوماً بعد يوم، وليس المقصود بالتكيّف هو الاستسلام للتقيّد بمعطيات الحياة الحديثة، ولا التنازل عن القيم والمبادئ الإسلامية، وإنما المراد أن يملك الناشئة طاقة روحية وعقلية تمكّنه من استيعاب الوافدات الجديدة والاستجابة لها على نحو صحيح، وأسمعه أيضاً عندما يقول إن واجب كل محضن من المحاضن التربوية أن يحاول إتباع أسلوب جديد في التربية يقوم على المفاتحة والمناقشة والحوار، الدكتور لا يصف الواقع كلاقط يلتقط الصور وإنما ككاشف يملك مرشحات أنيقة عميقة واسعة الأفق، أستمع إليه وهو يقول: الارتباك الذي تشهده الساحة التربوية يعود إلى أمرين هو محاولة التشديد في الأنظمة التربوية دون وجود أطر واضحة مما يؤدي إلى اضطراب وبلبلة، ثانياً الجمود على التجارب والنظريات التربوية القديمة والتي سطرها بشر يصيبون ويخطئون، وهذا يؤدي إلى القصور والتخلف عن ملاحقة الحاجات التربوية المتجددة.
كلما التقيت بالدكتور كان يدندن على مسألة مهمة جداً، فهو يركّز على النجاح الدنيوي المرتبط بالنجاح الأخروي، إنه لا ينسى دائماً الهدف من وجودنا في هذه الحياة، وبما أن كل إناء بما فيه ينضح فقد جاءت كتاباته بصفة إسلامية راسخة تملك أشرعة العودة إلى الأصول والثوابت، أستمع إليه وهو يقول: إن على المؤسسات التربوية المبادرة إلى إحداث تأثيرات مطلوبة في أذهان طلابها ونفوسهم في إطار عقيدة الأمة ومبادئها ومصالحها وبما يواكب روح العصر الذي نعيش فيه ومن المهم وهذه أيضاً مقولة له - تربية الناشئة وتعليمهم كيف يسخرون طاقاتهم وإمكانياتهم للفوز بالسعادة الأبدية، وللأسف فإن هذا الهدف مفقود في الحس التربوي لدى معظم الناس، للدكتور أيضاً إسهامات تربوية واضحة في قضايا الأسرة والأبناء وذلك بتوجيه وعي الآباء إلى ترسيخ وتأصيل قواعد التعامل مع الأبناء وإنارة عقولهم بالمعرفة المختصرة المفيدة ولعلّ ذلك واضح في كتاباته وفي كتبه مثل "دليل التربية الأسرية".
المجال لا يسمح أن أطيل ولكن أختم باقتراح ورأى العالم من الأصول التي يسير عليها أن يحفظ المتون العلمية حتى يستطيع أن يسير عليها وأن يستنبط ويسترشد بالآراء ويستطيع أن يعطي العلم بما يواكب العصر إلى آخره، وأنا أقترح أن يذهب كثير من المربين إلى استنباط آراء الدكتور التربوية وأخذها كمتون لتكون عقولهم أكثر وعياً وهذا يتجلى واضحاً في القضايا التربوية واحتكاكهم بالأمور التربوية الواقعية، والله تعالى أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
عريف الحفل: أحيل الميكرفون إلى الدكتورة أحلام محمد سعيد باحمدان عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :4224  التعليقات :1
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج