شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذة صباح الطيب ))
"حمداً لمن أنار سرائر العلماء، فهم من خشيته مشفقون، وأطلعهم على أسرار توحيده فهم في صلاتهم خاشعون، وأسمعهم أحاديث تمجيده فهم عن اللغو معرضون، ورفع هممهم بطاعته، وشرفهم بخدمة كتابه ولغته فهم في ذلك متنافسون، والصلاة والسلام على سيد من قام وأرشد، وسند من تعلّم وعلّم، وأسس منار الهدى وشيّد، وعلى آله الذين مهدوا بعليا فصاحتهم نهج البلاغة، وأصحابه الذين امتثلوا أوامره وصدقوا بلاغه".
أرحب بكم أجمل ترحيب وأحره في هذا اليوم الأغر الميمون الذي يضوع بالبشر والفرح؛ حيث تبسط فيه جدة سجادتها الزرقاء ليعبر على أمواجها ابن الأزهر الشريف، قادماً من رياض الخير والبهجة ليغشى أجواء هذه المظلة الثقافية العلمية التي تبسط بدورها له مائدتها الأسبوعية لتجمع عليها المحتفين به من محبيه وطلابه تكريماً له على ما أصاب من نفائس اللغة في أعرق حصونها، وما نثر من درر معارفها وعلومها في معاقل تعليمها. ويحق له اليوم اجتناء أطايبها من شهادات التقدير التي ترصّع هامته، ومن مشاعر الإكبار والتبجيل التي تقلده بها أفئدة أحبته؛ فهو من رشف من رحيق الأزهار وعب في أرض الكنانة ليخرجه في ربوع المملكة شراباً مختلفاً ألوانه مطعماً بنحو سيبويه وكتابه، وعلم الكسائي وقراءاته، وبلاغة الجرجاني وبيانه، ومعجم الجوهري في صحاحه، مقدماً إياه في قوالب متعددة الأشكال: في التعليم العالي تعليماً، وفي الأبحاث والكتب تأليفاً، وفي القناة الفضائية والإذاعة والصحف إعلاماً.
وكما يسعدنا ويشرفنا أن نشاطره التحلّق حول مائدة الاحتفاء به، نستدفىء معه بجذوة اللغة في هذه الأمسية الشاتية، ونتساقى معه هموم تلقيها ودرسها، ونؤاكله أعباء تعليمها وتلقينها لأبنائها في غير إطالة مملة ولا إشادة مخلة. فالحديث عن اللغة العربية ذو شجون، وحسبنا منه أن نشد على يدي ضيفنا مؤازرين، وله بصدق واعين: أن يعينه المولى القدير على الذود عن حياض لغة كتابه العزيز في حصونها العلمية الشامخة التي تتلقى فيها الهجمات الشرسة الرامية إلى إضعافها ودحرها لسحق الدعامة القوية التي تقوم عليها الحضارة العربية الإسلامية؛ لكونها لغة الإسلام الخالدة، أساس تراثه الحضاري؛ حيث تواجه اليوم تحدياً ضارياً يتمثل في تيار العولمة وطغيان اللغات الأجنبية عليها في جميع المجالات، خاصة في مجال التقنية المعلوماتية، إضافة إلى الادعاء القديم بتخلفها وعجزها.
هذا، من ناحية البحث والعلم، وأما من ناحية الذود عن العربية في تعليمها لأبنائها فأعانه الله على تحديث طرق تلقيها ودرسها، والتفنن في أساليب اجتذابهم إليها.
نفع الله الكريم بعلمكم الإسلام والمسلمين، وجعلكم من سدنة العربية الدائمين. والدعاء موصول لمن شيد للعلم والفكر ورجالهما هذا البنيان، وحشد لهم الجهد والوقت صنوان، بأن يثقل الله بعلمه هذا في الميزان، وأن يفيض عليه سحائب الرحمة والرضوان، الأستاذ المبجل والوجيه الأمثل السيد (عبد المقصود خوجه)، أعاده الله من سفره مسربلاً بحلل السلامة والإيمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
عريف الحفل: أحيل الميكروفون الآن إلى سعادة الأستاذ عصام بازرعة معيد بجامعة أم القرى بمكة المكرمة مع رجاء الاختصار..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1044  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج