شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الأستاذ الدكتور محمود بن محمد سفر ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه وآله ومن والاه.
أود أن أحيي الضيف والمضيف وأشكر المضيف كعادته في تكريم أهل العلم والأدب والثقافة، وأود أن أحمد الله عزّ وجلّ على أنه أكرمني فقد قضيت أكثر من نصف عمري أكثر من 30 عاماً في خدمة التعليم في وطني المملكة العربية السعودية، معيداً ومحاضراً وأستاذاً مشاركاً وأستاذاً ثم رئيس جامعة، وتخلل هذا تشرفي بأن أكون أول وكيل وزارة للتعليم العالي عندما أسست في هذا البلد، ولذلك يأتي حديثي كإنسان أرجو أن يسأل الله أن يوفقه كشاهد إثبات على مرحلة من التعليم العالي في هذا البلد الكريم، ولا أستطيع أن أفيض مع تجربتي في التعليم العالي لضيق الوقت وربما لعدم ملاءمة المناسبة من حيث هي مخصصة لتكريم رجل من رجالات التعليم العالي في المملكة، يحتاج منا كل تقدير واحترام وامتنان، غير أني يمكنني أن أقول إن تجربتي يمكن أن تتلخص في محصلتين اثنتين، والمحصلة الأولى هي أن عضوية هيئة التدريس في الجامعات هي أعظم وظيفة يمكن أن يعتز بها إنسان ويفخر، هنا لا أتحدث بعاطفة بقدر ما أتحدث عن الحقيقة, فعضو هيئة التدريس بجانب أنه مؤتمن على الأجيال، فهو في وضع يمكنه من أن يكون سيد الموقف في مجال تخصصه، وأن يتذكر دائماً وأبداً أن عطاءه مردود عليه، فمن مر بهذه الوظيفة يشعر بامتنان إليه، لأن الذي مكّنه من خدمة العلم فهو حيث ما حل وجاء يفاجأ برجال وطلاب تخرجوا وتسلموا وظائف عظيمة يذكّرونه بأستاذيته لهم ويشعرونه بامتنانهم له، وهذا خير ما يمكن أن يُسدى من طالب لأستاذه، إذ تجد هذا الامتنان وهذا التكريم لعطائك مما أعطيت إليهم أو أحسنت إليهم أو عملت من أجلهم مثل ما تجده في عضوية هيئة التدريس، ولذلك أتمنى من زملائي وإخواني أعضاء هيئة التدريس أن يتذكروا دائماً أفضل موظف إذا جاز وصف الموظف أفضل على وجه الأرض من حيث العطاء ومن حيث الإخلاص وأداء الأمانة كما يجب أن تؤدى الأمانة.
هذه أول محصلة خرجت بها من تجربة أكثر من 30 عاماً.
أما المحصلة الثانية: فهي إدارة الجامعة، مدير الجامعة، رئيس الجامعة يتعرض إلى تحديات كثيرة ومتعددة إن كانت في المجالات الأكاديمية أو المجالات الإدارية، ويستطيع أن يتغلب على كل هذه التحديات، ولكن في ظني التحدي الأكبر بالنسبة إليه هو أنه رئيس الجامعة ويرأس مجموعة من أعضاء هيئة التدريس كل واحد منهم يظن أنه أفضل منه، لكن هذا الرئيس أعطي الفرصة وحظاً موفقاً وأنه وصل إلى إدارة الجامعة.
هذه حقيقة لمستها تجعل من رئاسة الجامعة لهذه المجموعة من الرؤوس المتساوية إذا جاز الوصف بل أقول إنه من الرؤوس التي تعتقد أنها أعلى من رئاسة الجامعة هذا التحدي تحدٍ بمعنى الكلمة لا يمكن لإنسان أن يتغلب عليه إلا بتوفيق الله له أولاً ثم بحرصه على أن يسدد ويقارب، وأن يكون عادلاً ومنصفاً وحكيماً في عمله وذكياً.
هاتان المحصلتان كانتا نتيجة خبرتي. وذلك أنا عندما أحيّي أخي وزميلي وصديقي الضيف، معالي الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الله الصالح، أعرف أنه يدرك ذلك، ومرّ به وما زال يمر به أو مر به, وزملاؤه في تلك الجامعة أو غيرها يدركون هذا التحدي، وأنا على ثقة على أخي بما أوتي من حكمة وهدوء وموضوعية قادر على أن يواجه هذا التحدي، ويظل يواجهه طوال فترة رئاسته لجامعة أم القرى، أما الجامعة فالحديث عنها ذو شجون.
ليس لأنني من مكة وليس لأنني كنت وزيراً ووكيلاً لوزارة التعليم العالي وعاصرت جزءاً من تأسيس الجامعة، ولكن لأن جامعة أم القرى تنطلق بعلمها وبإشعاعاتها من أقدس بقعة على وجه الأرض، وأم القرى كانت نواة التعليم العالي في هذا البلد، وقد كنا نصارع فكرة محدودة في ذلك الزمان بأن جامعة أم القرى وجدت لتصبح جامعة إسلامية فقط بالمعنى الضيق، بالمعنى أن تكون محصورة في كلية الشريعة وكلية التربية فقط، ولا حاجة إلى أية تخصصات أخرى، وكان حجة هؤلاء أنها في مكة المكرمة، ويكفيها أن تكون منارة للشريعة وآدابها وفروعها وأصولها، وكنا نصارع فكرتهم بأن الإسلام أوسع وأشمل من أن يحجم بقضايا الشريعة وآدابها، رغم أنها الشريعة هي الأساس وهي المنطلق، ولكن كل مسلم مطالب أن يتعلم الهندسة والطب والتخصصات العلمية الأخرى، واجهتنا مقاومة شديدة جداً حتى استطعنا بفضل الله علينا ثم بحكمة وبصيرة وزير التعليم العالي السابق رحمة الله عليه الشيخ حسن آل الشيخ أن نتغلب على هذه الصعوبات، وأن نقنع وزارة المالية في أن يعتمدوا مبالغ، لتنطلق بجامعة أم القرى إلى رحاب أوسع، ولتصبح جامعة متكاملة، وأنا سعيد وفخور وأحمد الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد، أصبحت الآن جامعة كاملة لجميع التخصصات، وأنا أزعم أن جامعة أم القرى ربما تعتبر جامعة من أهم جامعاتنا السعودية، أقول هذا ليس تحيزاً ولكن للأسباب التي ذكرت، وقد قامت وتقوم بأبحاث كثيرة وأنا أشارك د. عبد الوهاب أبو سليمان وهو ابن الجامعة، أشاركه الأسى بأن الأضواء لم تسلط على عطاء جامعة أم القرى العلمي ليس الإعلامي وربما رب ضارة نافعة، وربما كان ذلك فيه من حكمة الله جلت قدرته، بأن يظل العلماء والباحثون بعيدين عن الأضواء وانبهاراتها فينقطعوا لله ومن أجل الله، وأعتقد أن الحديث عن عطاء الباحثين، حديث طويل ومتصل ولا يسعفني الوقت لكي أتحدث فيه. خصوصاً وكنت أتمنى على الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان أن يتحدث أكثر باعتباره عاصر البحوث المتصلة بالشريعة الإسلامية والتحقيقات الكبيرة لكتب أثرية من التراث الإسلامي صدرت عن جامعة أم القرى، ربما أراد أن يختصر في حديثه ولعلّ الدكتور الضيف, الدكتور ناصر يستطيع أن يتعرض لهذا الجانب المهم فنحن في هذه الليلة في مجلس علم وليس في مجلس أعلام ورعاية للجامعة بقدر ما هو حديث عن جامعة، يشرف الدكتور ناصر الصالح بأن يكون رئيسها ولعله أحسن وأفضل حظاً من جميع زملائه رؤساء الجامعات الأخرى، رغم تقديرنا لجهودهم في أنه ينتقل بهذه الجامعة الآن إلى رحاب أفضل في جميع التخصصات، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينه وأن يوفقه فهو كما سمعتم عن خلفيته العلمية وعن شخصيته جدير بأن ينطلق بهذه الجامعة إلى آفاق أوسع، ولا يستغرب الشيء من معدنه إن سمعنا بتطورات علمية كبيرة جداً في جامعة أم القرى، أود أن اختصر وأنهي حديثي بتوجيه الشكر للأخ أبي محمد سعيد الأستاذ عبد المقصود خوجه، على حرصه على تكريم رجال خدموا العلم والتعليم والثقافة والأدب والفن من أمثال أستاذنا وزميلنا وصديقنا الأستاذ ناصر بن عبد الله الصالح.
 
عريف الحفل: الحقيقة أحباء فارس اثنينية هذا الأسبوع كثيرون وكما ذكر الأخوة أن الكلمات لا تفي في حضرته وفي علمه ولكن أمامي قائمة بالمتحدثين. والكل يتمنى أن يستمع إلى ضيف الاثنينية ونفتح معه باب الحوار إن شاء الله لذا أنقل الميكرفون الآن إلى السيدات الفاضلات مع الاختصار لو تفضلتنّ.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :633  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.