شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد الله منّاع ))
أسعد الله مساءكم بكل خير في هذه الليلة الجميلة لأبعد الحدود، حقيقة أنها ليلة استثنائية، فقد اعتادت الاثنينية أن تحتفي أو تحتفل أو تستضيف أدباء كتّاباً، مفكرين، ساسة، شعراء، ولكنها لأول مرة تحتفل بشاعر غنائي كلنا نحبه، وكلنا نقدره، ونعتز بإنتاجه على مدى سنوات إنتاجه الماضية. هذه ليلة استثنائية بلا جدال وقد سعدت بأن الاثنينية تكرّم الشاعر الغنائي الأستاذ إبراهيم خفاجي، الشاعر والأغنية متلازمان، وقد كان الشاعر شوقي يتمنى أن يصل شعره إلى الناس عبر مغنين من مستوى الأستاذ محمد عبد الوهاب ومن شابهه، أما كامل الشناوي فقد كان كذلك الأمر وأعتقد أن ديوانه "لا تكذبي" هو عبارة عن ثلاثية تروي قصة الموقف الدرامي الذي عاشه في إحدى ليالي رأس السنة وقد كانت الفنانة نجمة الصغيرة نجم تلك الليلة، ورأى الأستاذ كامل الشناوي -وقد كان على كثير من الحب لها- فقد رأى أن الفنانة نجاة تميل إلى الكاتب المصري والقاص المعروف الدكتور يوسف إدريس، وإنهما كانا في خلوة أقرب ما تكون إلى خلوة العشاق فكتب قصيدته "لا تكذبي" وهي القصيدة التي تعبر عن محضر التحقيق في تلك الواقعة، لأنه تبعتها قصيدتان الأولى له والثانية لعذوله الدكتور يوسف إدريس، أما التي ليوسف إدريس فيقول له: حبيبها.. لست وحدك حبيبها، فأنا قبلك، وربما جئت بعدك، وربما كنت مثلك حبيبها، أما التي له فهو يلوم نفسه ويوبّخها لأنها ما زالت على ذلك الهوى الذي سجّل واقعته في "لا تكذبي" إني رأيتكما.. إنّي سمعتكما، عيناك في عينيه في شفتيه في كفيه في قدميه ويداك ضارعتان ترتعشان من لهف عليه..
الأغنية والشعر متلازمان وكان رامي في اعتقادي وهو شاعر من شعرائنا الكبار أظنه كان يكتب الشعر من أجل أن يُغنَّى ليس من أجل أن يكون في دواوين، شاعرنا الأستاذ إبراهيم خفاجي اختصر الطريق وأخذ طريقه إلى حناجر كبار المطربين وأجمل مطربين في بلدنا، وفي مقدمتهم الفنانان طلال مداح -رحمه الله- ومحمد عبده، وأذكر عندما قدمت من سنوات البعثة في أوائل الستينات الميلادية أنني اجتمعت في ليلة من الليالي في حفل أقامه الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين في سطح العمارة التي كان يسكنها، وكان في تلك الليلة يغنينا شاب في ذلك الوقت أصبح فيما بعد الدكتور سعود زبيدي، غنّى في تلك الليلة أغنية أنا أسمعها لأول مرة هي: أبكي على ما جرى لي يا أهلي.. ولم أكن أعتقد أن كاتب الأغنية الجميلة هذه التي أشجتنا تلك الليلة وجعلتنا نلاحقها ونستمع إليها مرات ومرات أن كاتبها هو أستاذنا الأستاذ إبراهيم خفاجي (1) ، في ليلة أخرى في عام 1970م، انتقلت أنا وأسرتي إلى بيت جديد في شارع فلسطين، فأردنا أن نحتفل بهذا البيت الجديد ودعونا الأستاذ الفنان والجميل والعظيم محمد عبده ليشرفنا في تلك الليلة وفعلاً شرفنا في تلك الليلة، وأسعدنا وأمتعنا بأغنية يا حبيبي آنستنا، ولم أكن أعلم أن "يا حبيبي آنستنا" أيضاً هي من شعر شاعرنا الأستاذ إبراهيم خفاجي، حقيقة أنا واحد من المعجبين بالأستاذ إبراهيم خفاجي، وأنا واحد من السعداء في الاحتفاء به في هذه الليلة، لكني أقول إن الشعر الغنائي حدثت في مراحله نقطة تحول، ولا أدري ما الذي كان يحدث، ولكن انتقلت كرة هذا الشعر من ملعب الحجاز إلى الملعب النبطي، وأصبحت أغانينا جميعها من الشعر النبطي، وإذا كنت لا أنكر على أن يكون الشعر النبطي مغنىً، لكنني أنكر على أن نتوقف على الغناء بالعامية الحجازية، كان الأستاذ الخفاجي وزملاؤه ممتازين كالأستاذ محمد طلعت، كالأستاذ صالح جلال، كالأستاذ أحمد صادق وكالفنانة والشاعرة الجميلة ثريا قابل، ولكن بعد تحول الغناء من العامية الحجازية إلى العامية النبطية قل عدد الداخلين في إطار الشعر الغنائي الحجازي، وأنا لا أدري مسؤولية من هذه؟ أهي مسؤولية الأستاذ الخفاجي وأمثاله وزملائه! أم هي مسؤولية الفنان محمد عبده وزملائه؟ حقيقةً أنني أضع هذا السؤال وأريد أن أستمع إلى إجابة عنه والاثنان يحضران هذه الليلة في هذه الأمسية، التي نحتفل فيها جميعاً بفناننا وشاعرنا الغنائي الجميل الأستاذ إبراهيم خفاجي، وأتمنى له حياة حافلة مزدهرة ومستمرة العطاء دائماً وأبداً.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ عبد الله عمر خياط الكاتب والصحفي المعروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1145  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج