شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ حمزة إبراهيم فودة ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمد الله سبحانه مستحق الحمد وحده، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه، وبعد..
الحقيقة أستاذنا الدكتور نور الدين صمود صديق قديم لوالدي ولي، حضرت له عدة جلسات كثيرة، وقرأت له من الشعر ما أسعدني، ولست أنا اليوم بالأديب الناقد ولا الباحث الذي يرهق نفسه في عالم الأدب.. متفحصاً الجوانب اللغوية وعلم العروض وأقسامه.. فيُطبقه على ما يقرأ من شعر، ولكني رجل ذواقة أتلمس في الشعر ما يحرك المشاعر، وأترقب في الجديد من الشعر ما يروق لي من معنىً جميل وجديد.. يمتزج بالكلمات الرقيقة والأسلوب الرفيع المفهوم، وأمام ناظريّ ديوان معالي الدكتور نور الدين صمود "الشعر شمس القرون"، حقيقةً قرأته وترددت كثيراً في جوانب متعددة، ومعالي الدكتور نور الدين صمود اسمه يتردد دائماً في مجالس الشعراء العرب، فهو مجدد في أسلوبه، وهذا التجديد أميل إليه ميلاً كبيراً على أن يكون متفقاً ومتوازناً مع أصالتنا الأدبية وروحنا الشفافة الملتزمة بالقيم في اللغة والأدب، فلنسمع قوله:
(( رووا عنـا ))
سمعتُ المحبيـنَ عنـا رَوَوْا
حِكاياتِ حبٍ بها قد غَوَوْا
ولكنهم قصّروا إذ حَكَـوْا
لأنهمُ إذ رَوَوْهَـا طَـوَوْا
نَوَوْا أن يُثيروا رياحَ الشِّقاقِ
فتعساً لهم في الذي قد نَوَوْا
كلامُهُمْ مثلُ نـارِ بقلبـي
بِحَرِّ لَظاهَا فُؤادي شَـوَوْا
إذا شاهدونا نَذُوقُ النعيـمَ
تَراهُم لأعناقهم قد لَـوَوْا
وإنْ جَاءَ ذِكرُ هَوانَا تَراهُم
قَطيع ذِئابٍ علينـا عَـوَوْا
 
إلى أن يقول:
ولو أنهـم فَهِمُـوا حُبَّنَـا
لَمَا حَرَّفُوا الحُبَّ لَمَّا رَوَوْا
وَلَو شَرِبُوا من مَعينِ الهوى
لكانوا بماءِ الغرامِ ارتَوَوْا
 
هذه معانٍ حقيقةً معانٍ جديدة وجميلة، ورَوِيٌّ جديدٌ وطريقةٌ جديدة، تذكرني برباعية لي في ديواني "شوق وحنين"، صدّني عنها كثير من الناقدين قبل إعداد الديوان، ولكن أصرّ عليّ بعض الأخوة والأساتذة في إثباتها في الديوان، وهو كما يبدو لي "خارج عن أوزان الخليل" في رباعية:
عذِّبيني إن رضيتِ لي العذابا
واهجريني لو أردتِ بِي انتِحَابَا
إنني صَبٌّ يَهيمُ بِكِ ارتِقَابَا
قَاتِلِي حُبٌّ وجَانِي الحُب غابا
 
فالتجديد عند فارسنا وارد في كثير من شعره، وهو يختار من الكلمات القديمة ما يروق المسامع، فنقرأ له "تفاؤل" وهذا التفاؤل قد يدخل في باب الحِكَم:
لا تُعبِّس إن عَبّسَ الجُوُّ واضحك
فَعُبُوسُ الأجواءِ عيد المزارعْ
بعدما تندبُ السماءُ وتبكي
يصبحُ الأفقُ كالسجنجلِ لامِعْ
وتظلُّ الأزهارُ تَبسُمُ جَـذلى
تنشرُ الأُنْسَ في جميعِ المـزارِعْ
 
فالسجنجل كلمة قديمة وردت عند امرئ القيس، "ترائبها مصقولة كالسجنجل"، وهي المرآة بالرومية، ولنسمع له:
رَحِمَ اللهُ من أرانـي عيوبـي
فهي منّي قريبـةٌ لا أراهـا
وإذا ما رأيتُها عنـدَ غيـري
قلتُ هذي العيوبُ تَبَّتْ يَدَاهَا
كيفَ يَرضى الإنسانُ وصمةَ عارٍ؟
قَبَّحَ اللهُ وجْهُ من قد جَناهَـا
 
إن فارس أمسيتنا الليلة شاعر كبير من تونس، وهنا يلتقي المغرب بالمشرق العربي، التقاء ثقافة وفكر، فحياه الله في أرض ملتقى الثقافات والحضارات الإنسانية التي بزغ منها نور الهدى والشريعة الخالدة، ومرحباً به بيننا، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأدعو لأخينا الأستاذ عبد المقصود بالصحة والعافية والشفاء العاجل إن شاء الله، ولكم الشكر الجزيل.
 
عريف الحفل: والكلمة الآن لسعادة الأديب والمفكر المغاربي الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :547  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج