شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد العظيم الديب يلقيها نيابة عنه
سعادة الأستاذ عبد المجيد الزهراء ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أيها السادة الكرام اسمحوا لي أن أتحدث إليكم على بُعد المكان، فمهما بعُدت الدار أو شط المزار، فقُرب العواطف والمشاعر يجمعنا بكم ويربط بيننا وبينكم، فنحن معكم بقلوبنا ومشاعرنا وحبنا.
حديثي إليكم أيها السادة في كلمتين: أما الكلمة الأولى: فهي تحية تقدير واعتراف بالفضل لأهله، تحية تقدير لمن سَنَّ هذه السنة الحسنة، ألا وهي تقدير أصحاب القلم، وتكريم أهل الفكر وتعظيم أهل الفضل.
أحيي هذا الرجل الكريم الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه، أحيي هذا التوجه الواعي الذي أدرك قيمة العلم والفكر، فكرَّم أهله واحتفى بأصحابه، فجزاه الله خير الجزاء، وكتب له أجر هذه السنة وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
أما كلمتي الثانية: فهي تهنئة وتحية للمحتفى به، ابني وتلميذي وصديقي وأخي الأستاذ أحمد العلاونة، أحييه وأهنئه وأنا أكثر سعادة منه بوقوفه مكرماً بينكم الآن، فقد تحققت رؤيتي وصدق رأيي، وتحقق أملي، فهذا ما كنت أتوقعه له وأنتظره منه.
لقد عرفت أحمد العلاونة منذ أكثر من عشرة أعوام، بل بالتحديد منذ سنة 1410هـ، فقد جاءتني رسالة بريدية شدتني إليها لا بحسن خطها وجمال تنسيقها ولكن بما تشهد به مع ذلك من فِكر مرتب وشعور حي.
كانت الرسالة فيما أذكر تعليقاً على بعض ما كتبت، فوجدت وراءها صاحب رأي ورؤية، فنشطت لإجابته ومناقشته، سعيداً به، ومثنياً عليه. وتوالت الرسائل منه والإجابة مني، ودائماًُ كانت إجابتي تطول إلى عدة صفحات حيث كنت أشرح وأعلل وأدلل وأُمَثِّل، أنا أفعل كل ذلك وأنا به سعيد، برغم ما كنت في من شواغل تملك وقتي، لقد شرح الله صدري للفتى أحمد، فقد رأيت فيه تعطشاً للعلم وشغفاً به، يملك كل أدوات التعلم وأهمها الشعور الصادق بأن العلم لا نهاية له، وأنه دائماً في حاجة إلى أن يتعلم -في زمان رأينا فيه الخريجين يرون الشهادة هي نهاية العلم، وبها يجب أن يُفسَح لهم المجال ليتصدروا المجالس، ويحتلوا وجه الصحف، ويزينوا شاشات التلفاز- إلا من رحم ربك.
كنت أظنه من أصحاب الشهادات، ولذا فرحت أن رأيت واحداً منهم بريئاً من هذا الداء، ما زال يقرأ ويبحث ويناقش ويتعلم، وينقد ويوازن، وكان أعجب ما رأيته منه أمران: الأول: معرفته بالمكتبة العربية: مصادرها ومراجعها وحُسن التعامل معها والفهم عنها. والثاني: معرفته بالواقع الثقافي لأمتنا، وحُسن بصره بين الأصيل والزائف، ويدخل في هذا معرفته بأعلام العلماء المعاصرين فسعى إليهم وتلقى عنهم حتى أنه كان يقطع المسافات من الطيِّبة إلى عمَّان للقاء من يعرف بوجوده منهم، كما فعل للقاء شيخنا العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر طيب الله ثراه.
مضت السنون وأنا أزداد معرفة بالفتى، وأزداد إعجاباً به إلى أن علمت أنه ليس من أصحاب الشهادات كما قلت، فكانت مفاجأة لي حين كتب إلي في بعض رسائله بحقيقة وظيفته التي قد علمتم فأعجبت عجباً فوق عجب، عجبت لبعد ما بين وظيفته وبين العلم، وعجبت لهذا الشغف بالعلم والتبتل في محرابه، في زمان صار العلم عند الكثيرين مجرد خطفة من هنا وخطفة من هناك، من أجل الحصول على رخصة وكفى، والحمد لله لقد استوى العود واستقام الأملود، واستحصدت الخبرة، وتوالت أعمال الابن العزيز تزداد حسناً بعد حُسن، وتنتقل من جيد إلى أجود.
أن تكريمكم أيها السادة اليوم للأستاذ أحمد العلاونة تكريم لمعنيين في شخصه:
الأول: حقيقة إيمانية ناصعة، وهي "أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
وثانيهما: أن طريقة أسلافنا في العلم والتعلم ما زالت قادرة بل هي الأقدر على أن تخرج لنا من يستطيع أن يقول: ها أنذا.
أيها السادة الكرام لكم جميعاً تحيتي وتقديري، وأكرر تهنئتي للمُحتفِي والمُحتفَى به، وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: ونختم هذه الكلمات الرائعات لمن أرسل أيضاً إلى سكرتارية الاثنينية، سعادة الأستاذ محمد بن ناصر العجمي، من الكويت الجهراء، المحروسة، رسالة أو فاكس أيضاً كلمة في يوم تكريم ضيفنا الأستاذ أحمد العلاونة. يقول في هذه الكلمة:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :509  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 161 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.