شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ إبراهيم عبد المجيد ))
السلام عليكم ورحمة الله، بعد حمد الله سبحانه وتعالى، والصلاة والسلام على رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم، وبعد الترحيب بهذه الوجوه الطيبة، نشكر لسعادة مضيفنا الأستاذ عبد المقصود خوجه هذه السنة الحسنة التي استنها في تكريم العلماء والأدباء حال حياتهم، ليس كما يفعل الآخرون ينتظرون موت فلان أو الأديب الفلاني ثم يكرم، لأننا أصبحنا نعيش في زمن لا يُعرف لأهل القدر قدرهم إلا بعد مماتهم، ولا يتنبه لذلك أيضاً إلا بعد وفاتهم، وكأنني بهم يكررون قول عبيد ابن الأبرص الشاعر الجاهلي المعروف:
أبعد موتي ترثيني وتندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي
فسنة حسنة استنها أقول الأستاذ عبد المقصود خوجه لتكريم هؤلاء الأعلام واستمراراً في المضي على هذه السنة نجتمع في هذه الأمسية الطيبة لإكرام أخي وصديقي الأستاذ أحمد العلاونة الذي عرفته منذ سنوات عدة عندما كان يعمل في السلك العسكري في الجيش الأردني، ومعروف أن الجند في عالمنا العربي أبعد ما يكونون عن الأدب والثقافة والالتفات إلى العلم، الانضباطية العسكرية تحكمهم، لا أريد الاستطراد في هذا الأمر.
عرفت أخي وصديقي الأستاذ أحمد مهتماً بالعلم والأدب صارفاً جل وقته لهذا الأمر، بل جل ماله أيضاًُ، يدفعه إلى ذلك سمو في النفس، وعصامية كما تفضل الأستاذ محمد علي دولة، وعلو همة، يأتي من بلدته القرية البعيدة عن عمّان العاصمة تبعد أكثر من مائة كيلو متر، يأتي إلى عمّان العاصمة ليلتقي بالعلماء ليزور المكتبات يعرف الجديد في عالم الكتب وخصوصاً أو خاصة ما يهم التراجم، تراجم العلماء الأعلام المعاصرين والقدامى منهم يلتقي في عمّان في مكتبات عمّان بثلة من الأدباء تكون الجلسة في المكتبة منتدىً علمياً وثقافياً.
كان أخي الأستاذ أحمد لا يثنيه أي عائق عن هذا الأمر، كم كنت أراه يزورني في عمّان لما كنت في عمّان يأتيني ببزته العسكرية غارقاً من مياه الأمطار شتاءً أو يتصبب عرقاً صيفاً لا يأتي بسيارة أجرة أو بسيارة نقل لا يمتلك السيارة. كل هذا يحدوه العلم وطلب العلم، والالتقاء بأهل الخير من العلماء والأدباء في الأردن، مثلما قلت يبذل من وقته وماله الشيء الكثير، يغتنم الإجازة العسكرية للقاء الأدباء وللقاء العلماء، يحرم أولاده وأهل بيته من كثير من قوتهم ومن كثير من الوقت الذي ينبغي أن يخصص لهم، كل ذلك في سبيل العلم والأدب، كم كنت أراه يسارع بالسفر إلى عمان عندما تقام ندوة أو يعقد مؤتمر ليس للمشاركة في هذه الندوات والمؤتمرات إنما للقاء العلماء الذين يشاركون فيها، يسأل هذا عن ترجمته الشخصية ويسأل ذاك عن عالِم من علماء بلده الذين لم يستطع أن يلتقي بهم، سواء من مات منهم أو من هو من المعاصرين.
كان يلتقي بهؤلاء في أثناء الاستراحات بين جلسات الندوات من لم يسعفه الوقت للالتقاء به يسارع إلى لقائه في فندقه الذي يسكن فيه، وكم رأيته بين هؤلاء العلماء، وأذكر أول لقاء له التقيت به عرفني عليه شيخنا القاضي إسماعيل بن علي الأكوع -عليه رحمة الله- رأيته مع الشيخ محمـد الغزالي -رحمه الله- ومع الأستاذ إبراهيم السامرائي -رحمه الله- عرفت هؤلاء من خلاله وعرفته أيضاً من خلال بعض هؤلاء، من هذا العدد الكبير من العلماء الذين التقى بهم تكونت لديه حصيلة معرفية جمة، قَلَّ أن تتوفر في شاب مثل سنه، تكونت لديه معارف كثيرة جداً في العالمين العربي والإسلامي، أصبح يراسل الكثير الكثير من العلماء والأدباء في العالمين العربي والإسلامي.
توطدت العلاقة الطيبة بيني وبين أخي الأستاذ أحمد من خلال المراسلة المستمرة، يراسلني كما يراسل الكثيرين للحصول على معلومة قد تكون بسيطة، ترجمة موجزة لعالم من العلماء، أو صورة له، أو نموذج خط أحد الأدباء، يراسلني في عملي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض، أزوده بما أستطيع، إذا لم أستطع أسأل غيري وهو دائماً لا يَكلّ ولا يَملّ كل ذلك في سبيل الكتابة في هذا الموضوع الشائك موضوع التراجم المعاصرين وكم فيه من مطبات، موضوع الكتابة عن المعاصرين موضوع شائك، لكنه صمد وثابر للكتابة في هذا الموضوع.
كريم خلق أخي أحمد يأبى عليه إلا أن يثني على من قدم إليه معروفاً حتى لو كان أمراً بسيطاً وأمراً يسيراً جداً، مصداق ذلك في مقدماته لكتبه التي كتبها لا تجد كتاباً إلا ويشكر هذا ويثني على هذا، أنا لا أريد أن أطيل المدح والثناء وأرى جرس الإنذار قد أطلق لا أريد أن أطلق الثناء والمديح لأخي وليعذرني فلست من المداحين الذين يحثى في وجوههم التراب.
مرة أخرى نشكر لكم ولمضيفنا ولضيفنا، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ الأديب والكاتب الصحفي الأستاذ فاروق باسلامة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :813  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 157 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج