شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أحمد العلاونة ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين الذي كرَّم هذه الأمة بالإسلام والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد..
فكنت قد ألّفتُ مؤلفاً خاصاً بالشيخ حمد الجاسر وآثاره سميته "حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسَّابتُها"، ثم كتبتُ تعريفاً بكتابين له صدرا بعد كتابي، وعلى ما قد يذهب الظن إليه من أنني أوفيت الشيخ حمد حقه على نحو أو آخر فإن ثمة جوانب من فكره وحياته سيظل الحديث فيها متجدداً موصولاً، وتلك لعمري آية رضا الله عن عباده المؤمنين أن يجعل لهم لسان ذكرٍ في الآخرين، وأن يمد بهذا الذكر العطر أعمارهم فلا يزالون يذكرون بالخير ولا تزال مروءاتهم وسجاياهم مستراداً للمتوسمين، ومنارة للسالكين، وقد أحببت في هذه الاثنينية أن أتحدث عن الشيخ حمد ناقداً ومنقوداً، والناقد هو الذي يدرس الكتب ويبين محاسنها ومساوئها، والنقد لا يُقلل من الكتاب بل هو متمم له مقيم لعوجه، وقد أكثر الشيخ حمد من نقد الكتب لكثرة مقروءاته، فالنقد يحتاج إلى كثرة القراءة وعلى رأي العقاد "فإن من ينقد سطراً فعليه أن يقرأ ألف صفحة"، وكان منهجه في النقد أن يحيك نقده بكلام مهذب رقيق لِتُقبِل عليه نفس المنقود فالكلام اللطيف ينبو عن الفهم الكثيف ورأس العلم الرفق وآفته الخُرق، ومن أجل ذلك تقبَّل العلماء نقد الجاسر، فها هو شيخ العربية محمود محمد شاكر -رحمه الله- يقول في مقدمة طبقات فحول الشعراء وقد نقد هذه الطبعة الأولى جماعة قليلة من أهل العلم والفضل أولهم أخي الأستاذ السيد أحمد صقر ثم جاء أخي الأستاذ حمد الجاسر فأرسل إليّ نقداً طويلاً كي أنشره في مجلة "الكتاب" التي كانت تصدر عن دار المعارف ولكن رئيس التحرير استطال النقد فرغب عن نشره مع إلحاحي عليه فنشره الأستاذ الجليل في مجلته "اليمامة" بعد ذلك، وقد أصاب الأستاذ حمد في جُلِّ ما قاله أو كله، ولما جاءت المخطوطة كان أكثر ما قاله مطابقاً لما هو في المخطوطة وقد انتفعت في هذه الطبعة بجميع ما أرشدني إليه هو والأستاذ سيد صقر، وها هو الدكتور ناصر الدين الأسد يقول في مقدمة ديوان "الحاذرة" وليس في هذه الطبعة الجديدة زيادات على ما نشرته في مجلة أحد المخطوطات من شعر لا في أصل الديوان ولا في الزيادات المنسوبة إلى "الحاذرة" ولكن في هذه الطبعة تصويبات لبعض لما وقع فيه من أخطاء في نشرة الأحد أهمها ما استفدته من الكلمة التي كتبها عن هذا الديوان العلامة الجليل الأستاذ حمد الجاسر ونشرها في مجلة "العرب"، وقد أشرت إلى آرائه عند مواضعها في الحواشي ثم أثبتُ كلمته في آخر الديوان اعترافاً بفضله وتوضيحاً لرأيه، أما تقبل الشيخ حمد لما وِجِّه لها من نقد فهو من أهم ما يتميز به فإن من يتقبل النقد في بلادنا العربية قليل، فترى غير القليل لا يستمسك أحدهم بأصل ولا ينقاد بهواه لحق، بل إنه كان سبباً للقطيعة والوقيعة، وقد فتح الشيخ حمد مجلته لنشر ما وِجِّه له من نقد، بل إنه نشر مقالاً في صدر مجلته للدكتور عبد الله الوهيبي الذي أبان فيه أن كتاب "المناسك" للحربي الذي نشره الجاسر بهذا الاسم وهذه النسبة إنما هو كتاب "الطريق" لوكيع تلميذ الحربي، فكان فعل الجاسر هذا تصديقاً للحكمة :خير المقال ما صدَّقه العَقَال، وهل المعنى الكبير إلا نفس كبيرة بها يتحقق المعنى ويشف الرأي وتصح القضية وبها يرتفع طين الأرض ليكون مع النجوم في السماء ذات النجوم.
أيها الأخوة اسمعوا ما قاله في مقدمة كتابه "معجم قبائل المملكة العربية السعودية" وغاية ما يرومه أن يتناول القراء هذا الكتاب بالنقد والتصحيح والاستدراك لكي نتمكن في إخراجه في طبعته الثانية بصورة خير من صورته التي خرج بها في طبعته الأولى، واسمعوا ما قاله في نهاية الكتاب: "وحسبي أني بذلت جهدي في الجمع وحده فقدمتُ هذا الكتاب الذي أرجو من المعنيين بموضوعه أن تكون نظراتهم إليه نظرات نقد وتصحيح لا نظرة إغواء وستر لعيوبه وأخطائه الكثيرة التي أدركتُ كثيراً منها بعد أن تصفحتُ تجارب الكتاب فلم أتمكن من إصلاحها"، وهي دعوة كريمة تنم عن تواضع أصيل وخُلق عال وأدب رفيع وثقة في النفس ورغبة صادقة في التجويد ومروءة متأصلة.
وبعد، فإن الكلام عن الشيخ حمد كثير ولكن الوقت الذي أعطيناه يحكمنا ولا نحكمه، وتزكو هذه الكلمة إن شاء الله بتقديم أصدق الشكر وأخلصه إلى عميد الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه حفظه الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: تبقت كلمة واحدة وهي للإعلامي ومقدم البرامج الشهير الأستاذ محمد رضا نصر الله عضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر وسيلقي كلمته من الرياض عبر الجوال في بادرة تعد هي الأولى من نوعها في الاثنينية..
الشيخ عبد المقصود خوجه: الليلة ليلة الأوَّليات.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :711  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 150 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.