شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عثمان مليباري ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمد الله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك وخاتم أنبيائك وحبيبك وصفيك محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم.
سادتي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ماذا أقول عن العزيز حمزة إبراهيم فودة؟ أتريدون مني الحديث عن حمزة وآثاره الأدبية؟ أم أسرد لكم ذكرياتي معه؟ ذكريات أيام زمان وأيام الصِبا والشباب، أيام مكتبة والده -المغفور له- الأديب إبراهيم أمين فودة.. في حي أجياد وبالتحديد في بئر "بليلة"، وعن أيام العوامة الذهبية في الزمالك بالقاهرة، وما يجري في رحابها وسرادقها من ندوات أدبية ولقاءات علمية، الحق لقد ازدحمت صور الذكريات في ذهني منذ أن قررت أن ألقي كلمة في هذا المنتدى احتفاءً بأخي حمزة، مرة زرت أخي حمزة في داره وكان معي صديقي الأديب عبد الكريم عبد الله نيازي -رحمه الله- وبطبيعة الحال رحب أخي حمزة بنا وأدخلنا المقعد الذي اعتدنا الجلوس فيه، وقبل أن يقدم لنا كاسات الشاي دخل علينا أستاذنا إبراهيم -رحمه الله- مُسَلِّماً ومُرحباً ثم رآني حاملاً في يدي مجلة "سندباد" فقال لي: هل تقرأها وقت صدورها؟ فقلت له على الفور من الغلاف إلى الغلاف، وهنا قال: هل تفهم مواضيعها؟ قلت: بدون خجل.. نص ونص، ثم نظر إلى أخي نيازي وقال له: ماذا تحمل في يدك؟ فرد نيازي بعد أن خلع نظارته الطبية، كتاب لمصطفى المنفلوطي، ثم قدمه إلى سيادته، فنظر الأستاذ الفودة إلى عنوان الكتاب وقال عظيم، ثم وقف الأستاذ الفودة وقال لنا: تفضلوا فمشينا خلفه حتى وقف أمام إحدى الغرف، ثم فتحها فإذا هي غرفة طويلة وواسعة مليئة بالكتب القيِّمة منسقة في رفوف مرتبة في دواليب متعددة، وبعد جولة قصيرة في هذه الغرفة قال أستاذنا إبراهيم هذه مكتبتي، مفتوحة لكما ولكل محبي القراءة، اقرءوا ما يعجبكم من الكتب والدواوين حتى المخطوطات داخل هذه الغرفة، ولكن لا أسمح لكما ولا أسمح لابني حمزة بإخراج أي كتاب من كتبي إلى خارج هذه الغرفة، فأنا لا أجيز الإعارة، ثم أنشد لنا هذه الأبيات:
أقسمتُ بالله أيماناً مؤكدةً
ألا أعـيرَ كتابـاً قارئـاً أبـداً
مـن شاءَ يقرأ هنا مـا شـاءَ مـن كُتُبٍ
وأيما شاءَ من وقتٍ يجد أحداً
فما امتناعي عن كُتُبٍ أُسَلِّفُها
للقارئين لداعي السوءِ كان صَدَى
وما امتناعي عن اكتنازٍ أو معاجزةٍ
ولا أرى الشُحُّ من طبعي ولا الحردا
لكنما هو إجلالٌ لكل يَدٍ
خَطَّتْ على الطُّرْسِ فـي دُنيَا الوَرَى رَشَدَا
مَنْ رَاقبَ اللهَ في تاريخِ أُمَّتِهِ
فالكُتُبُ أثمنُ ما أَبْقَى وما وَجَدا
 
وكنت حريصاً على زيارة هذه المكتبة فقرأت مع أخي حمزة كتب وقصص كامل الكيلاني، وعطية الإبراشي، وقصص محمود تيمور، ومحمود البدوي، وروايات توفيق الحكيم، ومؤلفات طه حسين، وكتب المازني وأحمد أمين، وغير ذلك من آثار رواد الأدب في العالم العربي، وكان لأخي حمزة وهو فتى.. جهد موفق في تحرير خواطره وتسجيل خطرات نفسه، وكانت صفحة (دنيا الطلبة) في جريدة "البلاد" بإشراف أستاذنا: عبد الرزاق بليلة، تسرع في نشر هذه الخواطر وتلك الخطرات تباعاً دل ذلك على حُسْن نتاجه ورصانة قلمه.
وانتقل حمزة فودة إلى القاهرة.. حيث قرر والده الإقامة فيها مدة من الزمن، فاضطر ضيفنا الالتحاق بمدرسة "السعيدية" الثانوية وواصل دراسته الثانوية فيها حتى تخرج منها، وفي سنة من السنين الماضية زرت قاهرة المعز، والتقيت بأخي حمزة في الزمالك.. في العوامة الذهبية، حيث شاهدت في سرادقها جمعا من أدباء العرب.. وكانت فرصة فتعرفت على عدد منهم أمثال: الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، وكامل السوافيري، والشاعر السعودي: إبراهيم الفيلالي، ولا أعرف لضيفنا هواية إلا هواية القراءة والاطلاع، وليس له أصدقاء في القاهرة إلا الأدباء الكبار، زرت معه دارة الدكتور طه حسين "رامثان" بالهرم، كما زرت بصحبته ندوة العقاد في مصر الجديدة، وكان العقاد -رحمه الله- يصافحه.. يصافح حمزة حين يدخل صالونه ويقول له: أهلاً بالفتى الحجازي.
كَوَّن ضيفنا العزيز ثقافته بالقراءة المستمرة في أسفار التراث ودواوين الشعراء والاطلاع الدائم في المجلات الأدبية كالرسالة والثقافة والآداب والأديب.. فهو بحق غصن وارف من الدوحة الظليلة التي أنبتت جده العلاَّمة محمد أمين فودة، الذي نَشَرَ علمه وأذيع صيته في بداية العهد السعودي، وقد نَشَرَ ضيفنا أشعاره في سن مبكرة في صحف ومجلات سعودية.. نشر قصائده المتجاوبة مع الأحداث الإسلامية ومع جوانب نهضتنا العلمية كمشاعر صادقة عبرت عن التحامه بأمته ووطنه وذاته.
أبياته الشعرية العامودية في نظري متوهجة بالصور والكلمات ذات الظلال والإيحاء؛ لتحريك الطاقات الإنسانية نحو عالم أفضل ونحو مُثُل عليا شأن الشاعر الذي يعيش هموم النفس البشرية، وهموم قومه في هذا العالم المضطرب:
إنه شاعر شدى للنور والندى
والكون كله للشدو رددا
والأفق لم يزل يهيم بالصدى
تحية لأخي الشاعر حمزة إبراهيم فودة، وتحية أخرى لخدين الكرم والندى.. الشيخ عبد المقصود خوجه، والسلام عليكم ورحمة الله..
 
عريف الحفل: ونختتم هذه الكلمات بكلمة لسعادة الأديب والكاتب الأستاذ فاروق باسلامة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1199  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.