شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ السيد عبد الله الجفري ))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في هذا المساء الأسبوعي الذي يضيء أنجمه أب الاثنينية.. الصديق عبد المقصود خوجه، وبيننا وبين البحر همسة دافئة بشجن المحبين، وموجة شديدة البياض كقلوب الطيبين، شديدة الاندفاع كأعصاب المعاصرين، أتذكر في حفاوة هذا الرجل بالكتاب، وبنشر الثقافة.. عبارة لعلها بقيت في الذاكرة من مخزون ما زال يرعص رغم زحف السنين وما أهالته على التذكر، فقال مطلقها:
(يموت العالم وفي يده :كتاب..
ويموت الفقير وفي يده: رغيف..
ويموت البخيل وفي يده : مفتاح الخزينة..)!!
لكن "الاثنينية" تصب احتفاءها وحفاوتها بالحياة وبالأحياء، وتركض إلى تكريم من تراه أجدر بعطائه قبل أن يغيبه مفرِّق الجماعات، وقد أنجزت "الاثنينية" على امتداد السنين منذ ولادتها من صلب عبد المقصود خوجه قبل أن يعترف الناس بأطفال الأنابيب، فلم يكن عبد المقصود إلا هذا الباذل السخي على الكتاب، ولتكريم العقول والإبداع.
ويسعدني في هذه الأمسية أن أفرح باحتفاء "الاثنينية" بزميل الدراسة وعشق الكتاب والكلمة.. الشاعر والباحث الأستاذ حمزة إبراهيم فودة، فهو احتفاء بجيلي وبأحلام هذا الجيل الذي كان قدره الركض وما زال في شيخوخته لم يبرح هذا الحلم، فمرحباً بحمزة الذي كان من أوائل من كتب الشعر الحديث، وقد يحدثكم عن هذا الشعر أخي وزميل عمري الشاعر واللغوي محمد إسماعيل جوهرجي.
واليوم يتهيأ راعي الاثنينية المنتدى الأدبي في البدء، للانطلاق بهذه القفزة الهامة التي يتحول المنتدى بمقتضاها الإيجابي إلى مؤسسة (تخرج من شرنقة الفرد إلى آفاق العمل المؤسسي) كما قال، بعد أن أثبتت "الاثنينية" -وهي منتدى- إيجابية خدماتها للحركة الثقافية، ولتوثيق التاريخ الأدبي بالصورة والصوت والكتاب، وقد بلغت إصداراتها حتى الآن عشرين جزءاً في واحد وعشرين مجلداً تشتمل على عشرة آلاف صفحة، وخلف هذه الإصدارات أو بجانبها حرص عبد المقصود خوجه على تقديم سلسلة كرافد للإصدارات، أسماها "كتاب الاثنينية"، وطبع منها حتى الآن ستة وعشرين عنواناً بما في ذلك ثلاثة أجزاء بالتعاون مع دار المنهل، وترجمة كتاب "الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس" جزءان بالتعاون مع مؤسسة "بروتا"، وكتاب "التفسير الواضح الميسر" للشيخ محمد علي الصابوني، وتم رصد كل هذه الإصدارات في موقع "الاثنينية" على الإنترنت.
ويضيف راعي الاثنينية هناك أعمال هامة تحت الطبع.. تتزامن انطلاقة إصدارها مع مهرجان اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2005م، ولا شك أن هذا النشاط غير العادي الذي تميزت به "الاثنينية" ممثلاً في حفلات التكريم للرموز من مبدعي بلادنا ومن الأقطار العربية الشقيقة، وممثلاً في إصدارات الكتب والتوثيق، إنما يحقق تفوق هذا المنتدى على نشاط أنديتنا الأدبية وإصداراتها الغائبة، وعلى تفعيل التواصل مع المثقفين والأدباء والمبدعين في الوقت الذي تغط أنديتنا في نومها الهنيء، ولا شك أن "الاثنينية" مجال لتجديد اللقاء مع الزملاء الذين لا نراهم إلا من خلف الهاتف أحياناً.. كالصديق حمزة إبراهيم فودة، ونحسب أن الوقت قد حان لإنصاف هذا الرجل العاشق للكلمة وللكتاب عبد المقصود خوجه في عمله الوطني الذي يحتفي فيه بالتنوير، ونعرف أن الكثير من المنتشرين على صفحات جرائدنا بلا عدد وأن الصفوة والنخبة من الكُتّاب والمبدعين كتبوا جميعهم عن الاثنينية، منهم من أشاد بها، ومنهم من واظب على حضورها، ومنهم أيضاً من غمز ولمز فيها، وكُلٌّ مُيسَّر لما فطرت عليه نفسيته، ورُبِيَ على مشاعر أتعبته مع الناس أو أرغدته، وإذا كانت لنا إشارة نخص بها راعي "الاثنينية" حرصاً على اكتمال عمله وجلوة جهده فإننا نشير إلى هذه المجلدات بحق التي تصدرها الاثنينية، وللأستاذ عبد المقصود قناعته في توزيعها مجاناً على معظم المهتمين والجامعات ومراكز البحث المعنية، لكن هذا العمل نحسبه لا يحقق الانتشار المطلوب لهذه الكتب المنتقاة، فالكثير لم يقرأ هذه الكتب وحتى لم يقرأ عنها في الملاحق والصفحات الثقافية، فكأن نصيب الإعلام والإعلان غائب عنها وقيمتها تحتاجه. شكراً لكم.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدي السيد أكرمتني أكثر مما أستحق.. وشكراً لك، وشكراً لعواطفك.. وشكراً لكلماتك، دائماً تغمرني بما لا أستحق، فالاثنينية هي منكم وبكم ولكم وإليكم، وما أنا إلا سبب من أسباب عديدة، والسبب الرئيسي هو الفضل لكل من أتاح لنا فرصة تكريمه وشرَّفنا وسعدنا بلقائه وتتالت بذلك الأمسيات، ومن هنا صدرت فعاليات "الاثنينية" وما تبقى كان على ضفافها نور على نور، يسعدني ما أشرتم إليه ومن شأن إتاحة هذه الكتب لدى المجموع، مع الأسف الدور الذي تقوم به "الاثنينية" دور مُغيَّب، يؤسفني أن أستعمل هذا التعبير، لا رغبة مني في أن أكون تحت الضوء، ولكن رغبة في أن يكون أصحاب التكريم.. ورجالات التكريم تحت الضوء، وخصوصاً أن البعض يقطع آلاف الأميال من خارج المملكة إلينا، ولا يحظى حتى بمقابلة صحفي وهو من الأعلام، قبل.. الأمسية الماضية كان ضيفنا سماحة الشيخ محمد رشيد قباني مفتي لبنان، يا جماعة سماحة مفتي لبنان اسم كبير، وقبل ذلك كرمنا "الدكاترة" عبد الحليم سويدان.. رجل في الثالثة والتسعين من عمره يأتينا من دمشق نكاد أن نسمع الكلمة منه بصعوبة لكِبَر سنه، وهكذا كثيرون.. كالعلامة ناصر الدين الأسد، السؤال الذي طرحته على نفسي ليس هناك صحفي واحد يسعى لمثل هذه القمم ليلتقي به ويلقي الضوء على مسيرتهم.. مسيرتهم الحقة، مفتي لبنان لم يأتِ من فراغ، الدكتور ناصر الدين الأسد لم يأتِ من فراغ، كل هؤلاء الأعلام يأتون والحسرة تبقى في قلبي ماذا يقولون عن هذا البلد الذي نزلت فيه كلمة "اقرأ"، ومنه بدأ الوحي وبدأت الرسالة؟ يا إخواني أصبحت اليوم في حرقة، وإن شاء الله بعد أن تُسَيَّر هذه الاثنينية إلى مؤسسة وإن شاء الله سأُسرّع في هذا وستكون العام القادم، لعل عندما تخرج الاثنينية عن ثوبي الشخصي إلى ثوب المؤسسة.. يكون لجمعها الكريم ومجلس إدارتها الحق في المطالبة أن يقوم الإعلام بدوره؛ حتى لا يُغمز ويُلمز لا لفلان ولا لغيره، شكراً لك يا أخي عبد الله الجفري يا سيدنا؛ لأنك أثرت في نفسي شجناً كبيراً فلك مني كل التقدير والاحترام.
 
عريف الحفل: والكلمة الآن لسعادة المربي المعروف والشاعر اللغوي الأستاذ الكاتب محمد إسماعيل جوهرجي.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :661  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج