شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: الأخ مشعل الحارثي من مجلة "اليمامة" يقول:
المتابع لفعاليات وأنشطة الدارة بالسنوات الأخيرة يجد أنها فاقت أنشطة وفعاليات بعض الأندية الأدبية في بلادنا أو معظمها، ترى أين يكمن سر هذا العطاء والتوهج؟ وماذا عن تجربة الدارة في توثيق مصادر تاريخ المملكة من صدور الرجال الذي بدأته منذ فترة من الزمن وهل هناك خطة فاعلة لهذا الجانب المهم؟
الدكتور فهد السماري: سر العطاء هو أولاً توفيق الله عز وجل ثم الرجال والنساء الذين قدموا هذه الأعمال والذين قدموا هذه الأفكار، عندما فتحت الدارة الأبواب وعندما استمعت إلى الجميع أو إلى من أتى إليها وطلب وسأل أعتقد أنه هذا سر العطاء هو تعاون الجميع وأدائهم وإنجازهم، وليس لنا فضل في هذا على الإطلاق، قضية تجربة الدارة في توثيق مصادر التاريخ الشفوي في عام 1417 أو نهاية 1416هـ، عندما شُرِّفت بالتكليف والإشراف على الدارة مع الجامعة سألت زملائي في مركز الوثائق كم لديكم من وثيقة تاريخية محلية؟ قالوا حوالي ثلاثة آلاف، كم عندكم وثيقة بريطانية؟ قالوا: خمسة عشر ألفاً، قلت: ما شاء الله في بلدنا وثائقنا المحلية أقل من الوثائق الأجنبية، الآن ينبغي أن نلتفت إلى كيف نعالج هذا الأمر، اليوم من ثلاثة آلاف عام 1416هـ أو 1417هـ إلى مليوني وثيقة أعتقد أنه أعطى الإخوان في قسم الوثائق فرصة أنهم يقدمون شيئا بتعاون الجميع، قضية التاريخ الشفوي كانت أيضاً مشكلة، في عام 1416هـ – 1417هـ عندما جاءني رجل في أول أسبوع أو ثاني أسبوع جاءني رجل كبير السن ودخل المكتب، وكان قدومه لأمر يخصه في توثيق وثيقة لديه، فسألته كم مضى من الزمن على عمرك؟ طبعاً تعرفون قد يصعب أن يقول السن لكنه قرَّب إلى حوالي الثمانين، (إذا كان صادقاً طبعاً) فبعد ذلك سألته هل أحد وثَّق روايتك؟ قال أنتم لا توثقون إلا المشاركين في حروب، لكن هذا غير صحيح، نحن نوثِّق رواية من تجاوز عمره السبعين إذا كان لديه معلومات عن ذلك العصر في أي شأن من الشؤون، ماذا لديك؟ قال: والله أنا عندي معلومات عن كيفية البناء بالطين، كيفية نحضر المواد، هذا أمر مهم، فسُجِّل معه، فسألت الأخوان في المركز قال والله ما عندنا، عندنا أدوات بسيطة مسجل عادي ما عندنا منهج ما عندنا برنامج ما عندنا الخ ..، فهنا انطلقنا إلى أن نستكشف التجارب السابقة. مثل تجربة جامعة الملك سعود في قسم التاريخ، مثل تجربة لوس أنجلوس بكاليفورنيا والتي تمتد أكثر من ثمانين سنة، فقُدِّم لنا برنامج عمل سابق فأخذنا هذا البرنامج وكيفناه على واقعنا المحلي وأخذنا النماذج وبدأنا في مأسسة هذا الجانب، وأُنشئ المركز واليوم يفوق ألف وخمسمائة تسجيل، وليس فقط من نقوم بالتسجيل لهم، وإنما أيضاً الذين سجلوا عن طريق الصحف، يعني لدينا محمد الوعيل، الدكتور خالد باطرفي، مجموعة من الزملاء الإعلاميين المميزين الذين سجلوا مع كبار السن لأجل الصحافة أيضاً طلبنا منهم أصول تسجيلات لتحفظ بأسمائهم.
وهنالك قضية أيضاً مهمة جداً وهي أنه بعد أن انتهت المرحلة الأولى أتحدث عن عام 1416هـ اتجهنا إلى تجربة جديدة في أنحاء المملكة بحيث يكون هناك في كل منطقة أشخاص، فكتبنا إلى وزارة التربية والتعليم لمعاونتنا بمعلمي التاريخ الذين لديهم على الأقل أشياء من البديهيات الأساسية في تاريخ الوطن، فجاءوا حوالي أربعين أو يزيد عن أربعين شخصا وجاءوا الرياض وفي أربعة أيام أو خمسة أيام دُرِّبوا تدريباً خاصاً على كيفية التوثيق الشفوي، ما هي التساؤلات؟ كيف تُسجل؟ كيف تضع البيئة المناسبة للوصول إلى فكر الشخص؟ لا تقاطعه، حاول أن تتعرف على ملامحه، تعرَّف على الشخص قبل المقابل، كل هذه الأمور دُرِّبوا عليها وهم الآن يقومون ويردنا من كل واحد منهم أسبوعياً مجموعة من التسجيلات وتوثق بأسمائهم وهذا بلا شك مشروع مستمر، وهناك شخصيات لا نزال نبحث عنها وأيضاً استمعت إلى زميلي وصديقي الأستاذ عبد المقصود عن بعض الشخصيات وسوف نقوم بالمبادرة في إحياء التسجيل.
موضوع الوثائق البريطانية والأمريكية بالنسبة للأخت ابتهاج، طبعاً هذه الوثائق مهما كانت فهي مصدر وجُمِعت ليست فقط الوثائق البريطانية، الآن في الدارة الوثائق الفرنسية.. الألمانية.. الإيطالية.. الأمريكية.. البريطانية.. الروسية.. الهندية.. بدون مبالغة الهولندية.. لسنا بحاجة إلى أن يقوم الباحث بزيارة الخارج، أنا أقولها بكل صراحة وأقف عند هذه الكلمة، لأن أحد الأشخاص تحدي شخصي فعندما وصل لندن رفع السماعة وقال: يا أخ فهد في عمل مطبوع عن وثائق بريطانية من شركة كذا عسى عندكم قلت: موجود، قال: يا ليتني ما خسرت وضيعت كل هذا الوقت، أنا قلت له العمل موجود لكنك لم تسأل، فهذه الوثائق الآن إلى درجة أن الوثائق البريطانية يفرج عنها كل ثلاثين سنة.. السنة هذه 2003م في نهايتها أُفرج عن وثائق عام 1973م وهي موجودة اليوم، فالعام 2004م، 1974م وهي موجود ومتاحة، ليست مصنفة لأنها كثيرة جداً وتحتاج إلى وقت، لكن إذا كان الباحث يحتاج إلى هذه الجزئية فسيصل إليها، ونحن بلا شك نتابع أي مصدر ليس فقط البريطاني والأمريكي وإنما جميع المصادر لأن تنوع هذه المصادر يعطي الباحث فرصة لمعرفة أسباب الرأي البريطاني الذي ساد عند بعض الباحثين، الوثائق البريطانية في واقع الحال الاعتماد عليها فقط أوجد أخطاء كثيرة جداً عند بعض الباحثين، وعندما أجد وأنا لي تجربة متواضعة مع الوثائق الألمانية أجد أن الأمر مختلف تماماً وينبغي ألا نعتمد على مصدر واحد خاصة إذا كان مصدراً أجنبياً.
عريف الحفل: الأخ علاء أحمد سالم يقول:
يوجد الكثير من التناقضات في الروايات التاريخية بين ما في أذهان الكثير من الناس وبين ما في الكتب التاريخية فما أسباب ذلك وما أضراره مستقبلاً؟
الدكتور فهد السماري: أسباب ذلك كثيرة ويحتاج لها محاضرة في الواقع، لأن الحدث التاريخي قد يكتبه مؤلف ويحابي في بعض الأمور أو يجامل أو يبالغ أو يزيد أو... والرواية الشفهية أيضاً عليها ما عليها، قد يزيد الشخص ويبالغ عندما يتحدث في أمر من الأمور ومثل هذه الأمور تحتاج إلى تمحيص وتدقيق وهذا من شأن الباحث في الدرجة الأولى. نحن نضع هذه المصادر أمام الباحثين حفظاً وإتاحة وتسهيلاً إذا كانت مسجلة على شريط تفرّغ على ورق وتُقدم له، ثم يقوم بمقارنته بالمصدر الثاني والثالث، لو دخلنا في قضية هذا التناقض ونحاول أن نثبته سوف لا نكون حياديين بشكل كامل وسوف نلتفت لأمور ليست من أولوياتنا التي هي التوثيق، هي من أولويات الباحث، المسؤولية الآن أن نوجد هذه المصادر، أن نتيح هذه المصادر بتنوعها، لدينا حادثة من هذه الحوادث التي أثارت باحثا من الباحثين، ذهب إلى الرواية الشفهية واستمع إلى الراوي وجاء بمعلومة غريبة فجاء يسأل وقال أنا وجدت هذا الراوي وقال هذه المعلومة ماذا أفعل؟ ليس هناك وثائق، بل الوثائق تقول عكس ذلك، فمن هنا طُلِب من الباحث أن لا يستعجل في الحكم قد تكون الوثيقة صحيحة، أو يكون الراوي صحيحا، وإذا بنا نجد في أحد المصادر المكتوبة المهملة ما يؤكد قول الراوي فهنا ثبت أن هناك حقيقة لأنه هناك من أيَّدْ هذا الكلام، فأنا أعتقد أن التمحيص يحتاج إلى تأنٍ، ومن سمة العلماء والباحثين إذا لم تستطع الجزم فقد تضع احتمالا وتقول أرجح إذا كان لك رأيا معينا أو تقول يحتمل وهذه المصادر أمام القارئ حتى يضع الأمور في ناحية علمية وثقة كاملة أمام الجميع ولا يحاول أن يرجح شيئا بدون دليل.
عريف الحفل: الأخ عبد المجيد الزهراء طالب علم وباحث يقول:
كُتب الكثير عن الملك عبد العزيز رحمه الله وهو الذي أجرى الله تعالى على يديه خيراً كثيراً من توحيد المملكة، ولَمٍّ للشمل، هل في مشاريع الدارة إخراج فيلم وثائقي أو تمثيلي عن الملك عبد العزيز يحكي قصته وسيرته وإنجازاته بإخراج متميز؟
الدكتور فهد السماري: هناك فيلم من جزأين بست لغات منها طبعاً الأساس العربية، وتمنيت أن أحضرنا نسخاً وأعتذر لكم عن هذا ولكن لعلي إن شاء الله في الاثنينية القادمة أرسل للصديق اللبيب الأخ عبد المقصود مجموعة كبيرة منها لتوزيعها على الأخوان ، لأن الفيلمين هما محاولة أولى عُمِلَت أثناء المئوية وحاولنا قدر الإمكان أن نشرك مجموعة كبيرة من الرواة من شتى المجالات والمناطق حتى يقدموا وهم معاصرون يقدموا رؤية حيادية قدر الإمكان ويقدموا رؤية معاصرة، أيضاً أنجزت الفيلم شركة بريطانية مشهورة وقدمت هذا العمل من أجل الناحية الفنية أن تكون على مستوى يليق وخاصة أنه سيقدم من خلال ست أو سبع لغات، وهو الآن يوزع بلغات مختلفة ولا شك هذا يوقفني أمام محطة مهمة، إعلامنا المرئي التوثيقي لا يزال في درجة الصفر، نحن الآن نستورد أفلاما وثائقية في قنواتنا التلفزيونية بشكل لا يمكن تصوره، ونُجْذَب كثيراً إلى الحديث عن بعض المآثر التاريخية والظواهر التاريخية بينما بلدنا الذي تمتلئ به الكثير من القضايا التاريخية، ليس فقط لدينا نحن وإنما في العالم العربي والإسلامي بأكمله يسعدون ويتمنون أن يستمعوا إلى هذه القضايا، وليس هناك إنجاز وأعتقد أنه كان هناك حديث مع إحدى الشخصيات المهمة التي تُعنى بهذا الجانب ووعد بأنه سيُتخذ أمرا في هذا مع الدارة من خلال دعم هذا البرنامج لأنه مكلف جداً، التوثيق مكلف لذا يبتعد عنه الكثير، فلا شك التوجه إلى قضايا الأفلام الوثائقية ينبغي أن يكون توجهاً قوياً جداً لأنه يخدم الناشئة ويخدم العرب والمسلمين في كل مكان ويخدمنا نحن، وأيضاً ليس فقط عن طريق الفيديو وإنما عن طريق "الديجيتال" و "الأقراص المدمجة" لوصولها إلى أكبر شريحة، فهذه لا تزال طور التفكير واختيار الموضوعات وسوف تُناقش أفكار في هذا الموضوع مع عدد من الشخصيات الثقافية في المملكة العربية السعودية إن شاء الله.
عريف الحفل: الدكتور غازي زين عوض الله عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة يقول:
سعدنا بقراءة أبحاثكم العلمية والبحثية في مجال تخصصك وفي مجالات أخرى أظهرت إبداعك العلمي وتعمقك وأصول البحث والمناهج العلمية، ومن خلال دراستنا لشخصيتك الإدارية والعلمية والبحثية أنك تجيد أصول وقواعد التعامل مع الموضوعات التي تختارها لبحثك أو للباحثين الآخرين، سؤالي لسعادتكم هو البحث عن حجم ومدى التعاون بينكم وبين المراكز الأخرى العلمية المتعلقة بالبحوث ولضمان هذا التعاون أو هذا التنسيق على ألا تتكرر الموضوعات العلمية التي تصدر من مراكز الأبحاث العلمية الخيرية المؤسساتية أو من المراكز الحكومية، ونحن واثقون تمام الثقة أن وعيكم وإدراككم بهذه المسئولية جدير بعدم ازدواجية الإصدار؟
الدكتور فهد السماري: هذا بلا شك سؤال مهم جداً، والازدواجية للأسف الشديد تنشأ عند غياب التنسيق من جهة، وتنشأ أيضاً ربما عند الحب في المنافسة والبحث عن مكان وضوء إعلامي، فإذا كانت في الأولى فهذه أمرها سهل وميسر، بإيجاد آلية تنسيق، أما إذا كانت الثانية فهذا أمر يصعب حله ولا نستطيع أن ندخل في هذا العالم لأن إذا كانت المؤسسات تنزع إلى أنها تنافس وتطمح فقط لأجل البريق الإعلامي وهي تعلم أن هذا العمل موجود في تلك الجهة أو ذاك الفرد، أعتقد ليس ثمة حل لهذه سوى أن نحاول ونحاول..
الدارة من ميزاتها بحسب توجيه سمو رئيس مجلس إدارتها أن مجلس إدارتها به أعضاء من المراكز المماثلة التي تتقاطع مع بعض الأعمال من أجل أيضاً التنسيق، بينما الدارة ليست ممثلة في مجالس إدارات هذه المؤسسات، وهذا يدل دلالة واضحة في رأيي المتواضع أن الدارة تحاول وتبذل أن تُنسق وتتعاون، لا شك أن من الحلول التي اتخذناها أنه في اللجنة العلمية التي ترعى مثل هذه الأمور حاولنا أن نشرك أعضاء هم أعضاء في اللجان العلمية الأخرى لمؤسسات أخرى حتى نحاول أن نستمع منهم فإذا كان هذا الموضوع موجوداً لدى المؤسسة الأخرى فلنقف، أما الآخرون فنأمل وندعو الله عز وجل أن يهتموا بهذا الجانب للتنافس الازدواجي لأنها خطر كبير وتكرار لجهد لا ينبغي أن يُنجز في مثل هذه الأمور طالما أنها موجودة.
عريف الحفل: الأخ حسن الشهري من جريدة "الجزيرة" يقول:
كيف تتعاملون مع الوثائق التاريخية عن المملكة والملك عبد العزيز ومسيرته المظفرة والموجودة خارج المملكة وكيف تحصلون عليها؟
الدكتور فهد السماري: هنا أمور كثيرة طبعاً في وثائق محفوظة في إرشيفات هذه أمرها ميسر لأنك تتصل بالإرشيفات وترسل باحثين أو باحثين مقيمين بالبلد تكلفهم بعمل معين ثم يقومون بتصويره، هذه أمرها سهل، الأمر الصعب هو وجود شخصيات اعتبارية خارج البلد، لدينا أمثلة في بريطانيا وفي أمريكا وفي مصر وفي بعض الدول العربية، في مصر هناك شخصيات كان لها إسهام أو اتصال أوراقها نُقلت للمملكة لأنها أوراق شخصية واحتُفِظ بها هناك، هنا كان لنا دور عن طريق قسم الوثائق بأن نزور هذه الأسر نحاول نتصل ووفقنا في كثير منها، الذي في أمريكا كان أمر مهم جداً وهو في الواقع عندما وقعنا على اتصال موفق مع جمعية تجمع الذين عملوا في أرامكو (الأُسَر) ولا تعلمون كم حجم ما أخذه هؤلاء من جهودهم الكبيرة والجبارة من صور ومن وثائق ومن اتصال مع الأفراد، وذهبوا بها معهم، وعندما تم الاتصال بهم جاءت بشكل كبير جداً آلاف الصور الفوتوغرافية ومئات الأفلام وبعض الأوراق وحتى التحف النادرة الأثرية لأنه بعد أن يتوفى الشخص عندهم ليس لهذا الشخص أي اهتمام فيبحث عن مكان يريد أن يحفظ فيه التحف، فعندما يرى أن الدارة مكانا مناسبا يُبادر مباشرة بإرسالها لنا، فجُمِع كم كبير ولله الحمد.
أعطي مثالاً آخر على مثال مغاير جامعة "أكسفورد" عندما أُنشئت الدارة عام 1392هـ – 1972م كان في ذلك الوقت نقل وثائق "فيلبي" من الرياض إلى الظهران وكان المسئول عن هذا النقل رئيس قسم البحوث في كلية أرامكو "جورج ريمس" وقال بأن هذه الوثائق ينبغي أن تبقى في أرامكو أو نبحث عن مكان مناسب خارج المملكة لنقلها فوقع الاختيار على مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة "أكسفورد" وكتب أحد الموظفين رسالة إلى "ريمس" قال: قرأت في جريدة خبراً أنه هناك مؤسسة أنشئت في هذا العام 1972م وهي دارة الملك عبد العزيز وتُعنى بالوثائق فلماذا لا تسلمون هذه الوثائق؟ فقال بأنه هذه مؤسسة جديدة ولا نعلم هل لديها إمكانات تحفظ هذه الأوراق وقام بالإصرار على نقلها إلى "أكسفورد" فبعد هذه السنوات ومرور حوالي ثلاثين عاماً عندما بدأنا الاتصال بهم تبين أن هناك إدارة متفهمة ووقع اتفاق معهم ونُقلت الوثائق الأصلية باللغة العربية إلى الدارة من هذه المجموعة، وصُوِّر كامل الوثائق باللغة الإنجليزية على ميكروفيلم ونسخة كاملة فوتوغرافية بل وأكثر من هذا صُوِّرت جميع الوثائق المتعلقة بالجزيرة والخليج العربي الموجودة في الأوراق الخاصة في أرشيف جامعة "أكسفورد" وهناك محاضرة سنوية باسم الملك عبد العزيز ليس عن تاريخ المملكة وإنما محاضرات عامة لها علاقة بالجزيرة فقط الاسم التذكاري لها ليجمع الربط بين المؤسستين ولدينا أمثلة كثيرة في هذه المؤسسات، وهناك اتصال مع باحثين وأيضاً اتصال مع الأسر والشخصيات التي كنا نبحث عنها حتى في أدلة الهاتف أحياناً من يرتبط بهذه الأسرة أو تلك لعلنا نجد لها بعض القضايا، ولا أنسى أنه في جدة كان لنا ولله الحمد توفيق في نقل الأوراق الخاصة لرشدي ملحس عن طريق أسرته الكريمة وهي مشكورة تعاونت في هذا وتم نقلها العام الماضي إلى الرياض لتصنيفها وفهرستها وترتيبها ، وبلا شك أن هذا يُعد فرصة للوصول إليها، لأنه لو كانت له كتابات لم تُنشر لعلها في يوم من الأيام أيضاً تُنشر قريباً إن شاء الله.
عريف الحفل: الدكتور يوسف حسن العارف يقول:
هل بالإمكان أن تتوزع الدارة من مركزها في الرياض إلى فروع أخرى في المناطق؟
الدكتور فهد السماري: الفروع.. وزارة المالية رفضت، لأن معنا موظفين وهناك بنود ومطالبات وميزانيات، ولكن يمكن هذا فرصة وهذا توفيق من الله عز وجل لأن هذا الرفض جاء لتتويج المشروع الذي حدثتكم عنه، أن تكون هناك مراكز ثقافية في كل منطقة، هي دارة الملك عبد العزيز وإن لم تحمل الاسم، لأن هذه المراكز عندما يتم إنشاؤها وتتعاون الدارة في توصيل معلومات وحفظ المعلومات فيها ونقل المعلومات لديها عن هذه المنطقة، أنا أعتقد سوف تكون بمثابة اللآلئ المنتشرة والتي تتعاون مع الدارة أفضل وأكثر من وجود فرع للدارة، ربما يكون في يوم من الأيام فرع بيروقراطي لا يقدم ولا يؤخر. فأعتقد أن هذا ربما حسنة من حسنات وزارة المالية.
عريف الحفل: الدكتور إسماعيل خليل كتبخانة، يقول:
هل من الممكن كتابة تاريخنا العربي والإسلامي وفق ما أتيح لنا من معطيات وإمكانيات ومصادر ظهرت مجدداً ولا تزال تظهر وفق منهج البحث العلمي التاريخي الموضوعي؟
الدكتور فهد السماري: نعم إذا وجد المؤرخ والاجتماعي والاقتصادي والمثقف يلتحمون مع بعضهم البعض، وأن تكون التخصصات ملتحمة مع بعضها البعض لتصل لرؤية أعمق، بدلاً من رؤية سطحية، وتاريخنا كتبه كثير من المفكرين المسلمين وكثير من المنهجيين ، وأذكر منها كتابات عماد الدين خليل وغيرهم الذين دائماً يتحدثون بحرقة عن لماذا لدينا هذا التراث ونتجه لبعض القضايا البسيطة ونترك هذا الكم الكبير من التراث، وتركناه للمستشرقين الذين اخذوا في تشويهه بالمنهجية العلمية الحديثة؟ فأعتقد أنه نعم لدينا مصادر.. لدينا مادة علمية.. لدينا تراث.. ولكن لا نزال نحتاج إلى أدوات تأخذ الاختصاص بعمقه العلمي المتنوع بدلاً من العمق الخاص فقط والمحدود الذي يفقد هذا العمل وتلك الأداة الوصول والغوص في أعماق هذا التاريخ.
عريف الحفل: الدكتور سعد العتيبي، يقول:
أنه في الوقت الذي نرى فيه اهتماماً رسمياً وبحثياً كبيراً بالتاريخ والتوثيق فيما يتعلق بالمملكة.. لكن هذا الاهتمام لا يمتد إلى مقررات التاريخ للطلاب والطالبات في الابتدائي والمتوسط والثانوي.. حيث أن المقررات هي عبارة عن سرد تاريخي سياسي وليس تاريخ مجتمع أو تاريخ حضارة.. ما رأي سعادتكم؟ هل هناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتطوير مقررات التاريخ؟
الدكتور فهد السماري: هناك محاولات لم تنجح للأسف الشديد لأن السبب أن هذه المناهج تربوية ولديها الأخصائيون التربويون الذين يعرفون كيف يكتبون هذه المواد، وهناك الأسر الوطنية وهناك فلسفة لكتابة المناهج لا أعرفها ولا أستطيع أن أحكم عليها ولا أنقدها لأني لست مختصاً في هذا، ولكن أعتقد من حق الدارة وهي الجهة التي تحتفظ بجزء كبير من ذاكرة هذا الوطن أن يطلب رأيها، خذه أو ارمه، يعني حسب رأيكم الاختصاصي، لم يطلب رأينا في هذا وأتمنى في يوم من الأيام أن يُطلب رأينا وأنا أتفق بأن المناهج ليست جاذبة وليست شاملة وليست مؤثرة، أنا أعتقد أن هذه أهم نقطة يمكن في وقتنا الراهن، بالشكل الذي ينبغي أن يكون أخذاً في الحسبان مكتسباتنا ومعطياتنا التاريخية، للأسف الشديد، وليس فقط تاريخ المملكة، حتى التاريخ العربي والإسلامي، طريقة كتابة تاريخنا العربي والإسلامي اختزل إلى قضايا للأسف الشديد سطحية جداً، بينما هناك معانٍ عظيمة وهناك دروس تبتعد بنا من الفكر إلى الناحية النموذجية والمثال الرائع الذي يقف أمام الطالب والطالبة، أساليب كتابة المنهج لا أكتمكم القول بأنه في وقت من الأوقات نزعت الوزارة إلى وضع هذه المناهج في المناقصة، ما أحد يصدق هذا.. هي ليست مبنى وليست مكانا لبناء شيء معين حديد نهدمه وننتهي، هذا فكر، كل سنة تقضى في إعداد المنهج هي من تاريخك ومن وطنيتك ومن أمانتك يعني ينبغي أن نهتم بهذا الجانب، أتمنى إذا طلب منا أن نقدم ما نستطيع بكل تواضع، لا أزعم لدينا الحل، ولا أزعم لدينا المادة التي تقدم لهم شيئا، ولكن أعتقد بكل تواضع لدينا البعض من الشيء الذي يمكن أن يسمهم أن نقدمه ، أعطيكم مثالا: الأطلس في تاريخ المملكة عندما بدأنا فيه كان تحد كبيرا، اختزلنا هذا الأطلس لأنه كبير إلى أطلس مدرسي بسيط، حاولنا أن ندخل فيه الوثيقة، الصورة، الرسم، الشكل المعلومة القصيدة حتى يتنوع لدى الطالب معلومات، بلا شك أن أطلس مثل هذا سيكون له أثر كبير إذا الوزارة قبلت به ووزعته على الطلاب، نحن ننتظر قرار الوزارة كتبنا لهم وننتظر أن يقدم هذا الأطلس للطلاب للاستشهاد به، فيلقرأه في البيت فهوسهل وخفيف، وحاولنا أن يكون حمله من الوزن الخفيف جداً، لكن إذا طُلب من الدارة فأنا متأكد بأن الزملاء في الدارة والمختصين والمستشارين معها سيقدمون خبرتهم بدون شك وبدون تردد.
عريف الحفل: الفنان الفوتوغرافي المعروف.. خالد خضر، يقول:
الملك عبد العزيز هو المؤسس، لماذا لا يكون هناك كتاب يحكي توحيد الجزيرة وبسعر معقول وفي متناول الجميع؟
الدكتور فهد السماري: الفنان خالد خضر وعينه العظيمة التي سجلت كثيراً من الصور الفوتوغرافية، والذي هو مفخرة في الواقع للجميع في هذا الوطن المعطاء بأنه من الخبرات النادرة في هذا المجال، أتفق معه بأن التاريخ السعودي عموماً الاجتماعي والسياسي لا يزال في إطاره المنهجي العلمي الذي لا يصل إلا إلى فئة معينة، نحن بحاجة إلى أن ننزل إلى مستويات ممكن أن تكون في أيدي كثير من الناس، والدارة مسئولة ومقصرة في هذا الأمر ونتمنى أن نتلافى هذا التقصير في القريب بتعاون الجميع سواء كان مع المختصين بكتابة المواد أو المختصين في جمع المواد العلمية، للوصول إلى مستوى العموم فقط في تقديم معلومات تاريخية لأن هناك تجارب فردية، مثل تجربة فهد المارك -رحمه الله- في سيرة الملك عبد العزيز ومن شيم العرب، المطلوب التكييف لتصل إلى وقتنا الراهن في عصرنا المختلف، المشكلة هي أن هذه المحاولات الفردية توقفت، لم نعد نحاول كأفراد ومؤسسات أن نمتد بهذه المحاولات لتصل إلى القارئ العادي والعام ليقرأ عن تاريخ بلادنا بكافة شرائحه، وبكافة قطاعاته، هناك كثير من القضايا سواء في المواقف، سواء في النماذج، سواء في التحديات.. في الصعوبات، نحن أمامنا جيل يحتاج إلى أن يعرف هذه الأمور، وأن يسترشد بها وأن ينتمي إليها، ولا شك أن كتابة هذا الأمر هو مسؤولية الجميع، والدارة جزء من هذه المسؤولية أيضاً.
عريف الحفل: الأخ عجلان بن أحمد الشهري، يقول:
من خلال التصاقكم بالدراسات التاريخية في العصر الحديث والمعاصر، ومن خلال اطلاعكم في الدارة على العديد من الوثائق والمخطوطات.. هل منطقتنا العربية ملكت في الماضي أو تملك في الحاضر الإرادة الحرة في تشكيل واقعها على جميع المستويات؟
الدكتور فهد السماري: نعم.. نعم.. ومن تاريخ الإسلام إلى اليوم لدينا أمثلة كثيرة لا حصر لها، ولا أستطيع أن أضع أو أن أتحدث عن هذه.. هذه بحد ذاتها أعتقد موضوع جد مهم أن يتحدث عنه.. لا سيما في وقتنا الراهن الآن لدينا أمثلة كثيرة وفي هذه البلاد ومن الناحية التاريخية هناك أمثلة كثيرة،.. أنا أعطيكم مثالاً: كتبت مقالة في مجلة "اليمامة" لقنصل بريطاني السير أندرو راين، الوثائق البريطانية بقدر ما هي مسمومة ببعض الأشياء التي ربما لها قصد معين إلا أنها تبعث لنا بعض الأمور في كثير من القضايا ربما لا يعتقدون في يوم من الأيام أنها ستكشف، لأنه عندما يكتبها لا يفكر بهذا أصلاً..، أو بعضهم يفكر وبعضهم لا يفكر، هذا القنصل عندما زار الملك عبد العزيز يحاوره في قضية مهمة.. سياسية، وحاول ثم كتب لوزارة الخارجية البريطانية في الثلاثينات الميلادية، قال: والله أنا حاولت وكذا لكن.. أنا أريد أن أبلغكم شيئا عن الملك عبد العزيز فقد قال لهم: لو أردتم ليس فقط شبرا من أرضنا أن تأخذوا لن أدعكم تأخذوه، ولو أردتم أن تأخذوا شبراً من هواء في أعلى أرض المملكة العربية السعودية لن تحصلوا عليه، هذا الرجل ملتصق بها..، ولدينا أمثلة: غلبرت كليتن لما جاء جدة ليقابل الملك عبد العزيز قبل توقيع اتفاقية جدة لدينا المحاور موجودة اقرؤوا كيف كان يحاول ويصر على قضية العقبة ومعان وقضية أخرى مع الحدود وكذا.. كيف كان الملك عبد العزيز يقول لا، ويقول هذا ما لدي وهكذا..، نحن أمام حاجة إلى تبيان هذه الأمور وأعتقد أن هناك فرسان بإمكانهم أن يلقوا ضوءا كبيرا على هذا لقدرتهم وفائدتهم سواء في التاريخ العربي والإسلامي أو في التاريخ المعاصر وأرجو وهذا رأيي الشخصي المتواضع ألا تجذبنا المواقف الضعيفة والمهزوزة التي رأيناها في الوقت الراهن إلى أن نبتعد وأن نيئس من تاريخنا ونقول لا.. أبداً، هذه المواقف حدثت في التاريخ، ليست جديدة، وبإذن الله عز وجل سوف تمحى هذه المواقف وتنشأ مواقف أفضل وأصلب منها إن شاء الله.
عريف الحفل: الأخ محمد الحسن، يقول:
نشاط دارة الملك عبد العزيز وفعاليات دارة الاثنينية، لماذا -في رأيك- يُغيّب الإعلام الداخلي دورهما التوثيقي الهام؟
الدكتور فهد السماري: والله أعتقد الاثنينية نعم.. مقصرون معها وأنا أشهد بهذا، لأن هذه الاثنينية ولا أكتمكم سراً كانت لي زيارة للاثنينية مرتين، مرة كنت حاضراً ولم يكن لي الشرف بأن أشارك أو أسهم بشيء، وعندما شرفني أخي عبد المقصود خوجه بهذا الشرف الكبير الذي جمعني وإياكم في هذا اللقاء المبارك قمت بالحصول على قراءة بعض المجلدات الرائعة والتوثيقية الكبيرة التي هي بحق أعمال موسوعية لهذه الاثنينية والتي تضعها في ريادة المنتديات الثقافية والعلمية، قمت بقراءة بعض الاثنينيات حتى أرى كيف أتعامل مع هذا الجمع؟ كيف أتعامل مع هذا المنتدى؟ كيف أتعامل مع هذا اللقاء المبارك؟ فلا شك أنه شدني كثيراً ما في مضمون هذه الاثنينية من توثيق.. من وفاء.. من معلومات.. من روح.. من صياغة جميلة جداً لروائع ثقافية في بلدنا وفي عالمنا العربي والإسلامي، امتدت إلى مساحة خارج الوطن وامتدت لتشمل بعمقها الوحدوي إلى أيضاً عمق عربي وإسلامي، فأنا أشهد بأن الإعلام مقصر، أما من ناحية الدارة فالإعلام لم يقصر بل نحن مقصرون، أننا لا نعطي الإعلام ما ينبغي أن يُعطى، ولا نعطي الوسائل وبعض المعلومات، وربما تشغلنا المشاغل الإدارية، وهذا بلا شك تقصير منا ونحاول بدلاً أن نطلب منهم أن يعملوا نطلب منهم أن يعذرونا بأن نقدم ونرجو إن شاء الله أن تزداد العلاقة أكثر وأن نقدم معلومات أكثر بإذن الله تعالى.
عريف الحفل: الأخ طلال نعيم فتيحي، يقول:
حقيقةً أود أن أعرف مدى إتمام مشروع توثيق المخطوطات الإلكترونية، لأنه في رأيي سوف يخدم الباحثين ليس في هذه البلاد فقط بل وفي جميع أنحاء العالم وهم في أماكنهم. ويقول أيضاً: أحد أجدادي عمّر فوق التسعين عاماً وله بصمة تاريخية في المجال الرياضي ولدينا وثائق بذلك.
الدكتور فهد السماري: أنا أعتقد أن هذه دعوة جميلة جداً ومن مكتسبات هذه الاثنينية، أن تعرفنا على الأخ طلال وأرجو أن يتعاون معنا في توثيق ما لديه، وأيضاً قضية إتمام مشروع توثيق المخطوطات.. المخطوطات بلا شك أنه أي وثيقة سواء مخطوطة أو مكتوبة أو صوتية.. التوثيق الإلكتروني مهم، وبدأنا في هذا فأعددنا حوالي ست قواعد معلومات إلكترونية.. للمخطوطات.. للوثائق.. للروايات الشفوية، لأرشيف الصور، للأفلام، للبحوث والدراسات، بل لدينا الآن قاعدة جديدة وإن شاء الله سترى النور قريباً توثيق المقالات والبحوث الأجنبية باللغات المختلفة التي كتبت عن الجزيرة العربية، وهذه ستكون إضافة لأن هناك مقالات رائعة جداً كُتبت في أوائل القرن الميلادي العشرين ونُسيت لأنها نُشرت في مجلة مغمورة لا أحد يقرأها ولا يطلع عليها، فسوف ترى النور قريباً هذه القاعدة، هذه الأمور ستصب مثل ما ذكر الأخ الكريم طلال وأنها ستصل إلى مكان وإلى أي موقع لكن لا ينبغي الاعتماد فقط على الإلكترون في هذه القضية، وإنما على الميكروفيلم للتوثيق الطويل الأمد، أما توثيق الإتاحة فأعتقد أن التوثيق الإلكتروني أمر مطلوب، وأرجو إن شاء الله أن نتعاون ونقوم بمسئوليتنا وواجبنا تجاه والد الأخ طلال أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية لتسجيل ما لديه وتصوير ما لديه من وثائق حتى يضاف إلى سجل من لديهم معلومات وثائقية وتاريخية.
عريف الحفل: الأخ أمين صبحي، الأستاذ بكلية إدارة الأعمال، يقول:
بعد لقائكم الممتع أقول بصراحة إن جهودكم كبيرة وضخمة جداً، ونحن لم نعرف عن تلك الدارة وهذه الأخبار إلا الآن بفضل الله ثم بفضل هذه الاثنينية، هل هناك خطة إعلامية مستقبلية ليعرف الناس الذين لم يحضروا الاثنينية عن هذا العمل المهم؟
الدكتور فهد السماري: نعم.... كنا في الواقع نبتعد في الدارة كمسؤول وزملائي، نبتعد عن الإعلام كحديث عن ماذا قدمنا وعملنا؟ مع أنه في الواقع خطأ، لأنه أيضاً لا يعطيك مساحة إذا ابتعدت أن تبلغ الآخرين ماذا لديك، ولكن الذي في الواقع جعلنا نتجه إلى خطة إعلامية وأن نبدأ في التفكير هو أن البعض بدأ يكتب في نقد مخالف للحقيقة، أنا شخصياً أعتقد النقد أهم عنصر لبناء المؤسسات والأعمال وإنجازها على الطريق الصحيح، ولكن عندما يتجه النقد إلى التجريح الشخصي، أو يتجه النقد إلى الكذب، أعتقد أن هذا مميت ومدمر ومهلك، فبدأنا في اتجاه وضع خطة إعلامية لمعالجة هذا القصور، بدليل أن البعض يأتي ويكتب ويتهم الدارة.. بأنني جئت ولم يقدموا لي وثائق وهو لم يزر الدارة إطلاقاً، وعندما تسأله.. قال: والله سمعت، طبعاً قد يكون هناك من جاء ومُنع من وثيقة معينة، ولكن هذا المنع له مبرراته وأسبابه، وأيضاً قد يكون جاء وقصّرنا في مساعدته، وهذا أيضاً من إنسان بشر، ولكن لا ينبغي أن نغمط المؤسسات حقها، أنا لا أتحدث عن نفسي، أو عن مكاني في العمل أنا أتحدث عن الزملاء والأساتذة الذين قدموا هذا العمل أن يقال لم تقدموا شيئا وأخطأتم في هذا، قل أخطأتم في هذا ونشكركم على هذا، سوف أتجه للأول وأنسى الآخر، ولكن أن يُعطى الآخرون حقهم هذا هو المهم.
النقطة الأخرى وهي مهمة جداً في قضية النقد والخطة الإعلامية، أن الدارة تحاول ألا تتجه في الخطة الإعلامية الحديث عن نفسها، وإنما ستقوم بخطة إعلامية حسب التوجيه الصادر الآن إلى لجنة مختصة أنه تتجه إلى تقديم ما لديها من أعمال ونشرها للناس كجهود تقدم للناس.. يطلعون عليها، حتى تكون المساحة أوسع، لا ننتظر فقط أن الباحث يأتي وينظر ما لدينا ولكن نزيد الخط في قضية الوصول للناس عن طريق الإعلام، وهذه خطة سوف تنتهي قريبا إن شاء الله وبإذن الله.
عريف الحفل: الأخ صالح بترجي، يقول:
هل هناك خطة مستقبلية لتوثيق كافة الأحداث التاريخية في الدول العربية والإسلامية.. وعمل مركز عربي وإسلامي مشترك لتوثيق هذه الأحداث التاريخية مع الدول العربية والإسلامية؟
هل هناك دور للملحقيات الثقافية في سفارات المملكة في الخارج لجمع الوثائق والمخطوطات وعمل حوافز مالية لمن يحضر هذه الوثائق؟
الدكتور فهد السماري: بالنسبة للسؤال سأبدأ بالأخير لأن الأول مهم أيضاً سأتحدث عنه، الملحقية الثقافية لها دور كبير والزملاء جداً يُشكرون على تعاونهم عندما نذكر لهم شخصا معينا يتصلون به ويوصلوننا به ويبحثون عنه ويأخذون ما لديه ويرسلونها، وأيضاً سفارات خادم الحرمين الشريفين في أنحاء العالم خارج المملكة.. تقوم بدور جبار في هذا، حوافز مالية طبعاً هذا سلاح ذو حدين إذا كان الجهد أو هذه الوثيقة مقدمة من أجل التعويض فهناك لجنة تنظر إلى هذا الأمر وتقدم التعويض المقترح بناء على معطيات كثيرة، إذا كانت الوثائق مقدمة من باب التبرع تسجل باسم الرجل أو المرأة التي قدمتها، أيضاً الأشخاص الذين يبحثون لنا عدا الأشخاص من أبناء البلد سواء في أمريكا أو بريطانيا أو العالم العربي نكلف أشخاصا بعينهم بالبحث، فإذا وصلوا إلى معلومة عن قضية معينة في وثائق معينة ونجحنا في الحصول عليها يُقَدَّم لهم مكافأة مالية.
توثيق الأحداث العربية والإسلامية: بدأنا بالمملكة والحمد لله أنجزنا ما يتعلق بالمملكة من 1319هـ – 1419هـ ثم بدأنا بالعودة إلى ما قبل 1319هـ والاستمرار إلى ما بعد 1419هـ، وتكوَّن لدينا كم كبير من المعلومات عندما تطلق هذه القاعدة للمعلومات ستكون لها أهمية كبرى، لأنها ليست فقط تاريخا.. التاريخ والإطار الزمني بينما تشمل كل شيء، يؤخذ في حدث تضم هذه قاعدة المعلومات، أما العالم العربي والإسلامي أنا أعتقد أنه ليس مستحيلاً ولكن يبدو أن ما حدث بالأمس يذكرنا بأنه من الصعب أن نصل إلى توثيق أحداث بشكلها العربي والإسلامي، لأنه لا يمكن أن يقوم بهذا إلا من خلال الدول العربية أو مؤسساتها أو مراكزها، ونأمل إن شاء الله أن يكون هناك تنسيق أو أمل في هذا وأملنا هو الجامعة العربية، والجامعة العربية عجزت أن تقيم قمة حتى توثِّق الأحداث.. لا يأس ولكن فلنُركز على ما لدينا والحمد لله في كل دولة عربية مراكز مرموقة وجيدة ومتميزة توثِّق أحداثها وتوثِّق تاريخها، فكل بلد يقدِّم ما لديه بإذن الله عز وجل سيكون هناك شيء كبير جداً، ربما في المستقبل يُنظر إلى التنسيق ولكن أرجو ألا يكون عبر الجامعة العربية ربما مستقلاً سيكون أكثر فائدة وأكثر عمقاً إن شاء الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :546  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .