شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فضيلة القاضي الدكتور خالد محي الدين قباني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، صاحب الدعوة.. أيها الأخوة.. يُعرَف الرجال بما انضم جمعهم، وجمعكم الكريم هذا وعادة ما تجتمعون عليه في هذه الدار العامرة يعرف عنكم مآثر ومكارم، فلا الشكر يكفي ولا الثناء بقادر على أن يعبر على تقديرنا لكم ولما دعوتمونا إليه.
أنتم تكرمون من هو أهل له، رجل يفيض قلبه تُقىً وورعاً، ويتجلبب بلباس الطهر والعفة، وتتنسم روحه طيباً وتفوح رياحينا، رجل أمضى حياته في طاعة الله، وهو لما يزل على درب الطاعة سائراً ومختاراً، صادق الوعد قوي الإيمان، عفيف اللسان، يأسرك بلطفه ودماثة خلقه، ويخجلك بتواضعه، ولكنه عنيد في الحق يغضب للظلم، وحماسه لقضايا أمته غير مسبوق، يصدح دائماً بكلمة الحق، لا يخشى في الحق لومة لائم، وهو ممن قال فيهم رب العالمين في كتابه الكريم: إنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ العُلَمَاءُ (فاطر, الآية: 28). إنه مفتي الجمهورية اللبنانية، سماحة الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، هو عالم جليل ترعرع منذ نعومة أظفاره في كنف بيت أُسس على التقوى والعمل الصالح، في رعاية أب مؤمن عالم، غرس في أعماقه بذور الإيمان وتعاليم الإسلام، فأينعت في شخصه شجرة إيمان وارفة الظلال، حملت ثمراً طيباً، وجنىً زكياً، استظل بظلها كل من رغب أن يتفيأ تحت ظلال الإيمان، وجنى من طيبها من أراد أن يتطيب أو ينعم بحسن مقام، مفكر هو وأستاذ جامعي له مؤلفات عديدة في الفكر الإسلامي وفقه الشريعة، عرفته المؤتمرات والندوات الإسلامية عالماً وفقيهاً ومجدداً، عَلَّمَ الشريعة في جامعة بيروت العربية، فكان قريباً من طلابه محبباً على قلوبهم، لقد أنعم الله عليه بقبس من نوره، فأشرق نور الإيمان في محياه وهو من الشفافية بحيث ينكشف أمامك ما في أعماق نفسه من غنى روحي وما يختزنه فؤاده من محبه وتواضع ورحمة، مشرع ونصير حق هو، عرض عليه القضاء لعلمه، وهو العالم في الشريعة والقضاء، ولخلقه الرفيع ونبله وإحساسه المرهف بالحق والعدالة، فأبى لا خوفاً ولا تهرباً ولكن خشية أن يصيب أحداً بظلامة، وهو الذي يدعوا الله آناء الله وأطراف النهار أن يسدد على طريق الحق خطاه، وأن يلهمه السير على هداه وكأن مشيئة الله كانت تعده وتهيئه لمهمة أعظم وأجل وهي رعاية شؤون المسلمين في لبنان، فجاء انتخابه مفتياً للجمهورية اللبنانية.
مفتي للجمهورية هو الرئيس الديني للمسلمين، هذا ما يقوله القانون، وما لا يقوله القانون له أخطر وأهم، ذلك أن موقعه المعنوي ومكانته العالية جعلته يلعب دوراً سياسياً ووطنياً بارزاً على مساحة الوطن اللبناني كله، من هنا ندرك أهمية الدور الوطني التاريخي الكبير الذي لعبته وتلعبه دار الفتوى بقيادة مفتي الجمهورية اللبنانية في الدفاع عن وحدة لبنان واللبنانيين وفي تهدئة الأوضاع وتهيئة المناخات الملائمة للحوار والوفاق الوطني، وقد رعت هذه الدار العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الإسلامية والوطنية، التي كان لها أثرها البالغ في تعميق الوحدة الوطنية وإشاعة الطمأنينة وأجواء الثقة والوئام والسلام في لبنان، كما كان للدار مواقف ثابتة في مختلف قضايا الأمة مما أعطاها حضوراً عربياً وإسلامياً مميزاً، إن هذا الدور الذي اطلعت به دار الفتوى وسماحته جاء منسجماً مع مفاهيم الإسلام الصحيح وتعاليمه السامية، وقيمه السمحة القائمة على مبادئ العدالة والمساواة والتسامح والاعتدال ونبذ العنف، والتي يحرص سماحته على التأكيد عليها واتخاذها منهجاً ونبراساً في القول والعمل، وهذا ما مَكَّنَ دار الفتوى أن تكون قدوة ومثالاً ومرجعية دينية ووطنية موثوقة للمسلمين ولكل اللبنانيين، ذلك أن رسالة الإسلام قد أُرسِلَتْ للعالمين، وعظمتها أنها لا تلغي الآخرين، ففي شريعة الإسلام لا إكراه في الدين، ويبقى أن نكرس هذه القيم والمفاهيم في أقوالنا وفي سلوكياتنا.
يطول الكلام لو أردت أن أعدد مكارم الرجل الذي تكرمون فبين علمه وتقاه وخلقه ومآثره، وسلوكه وسيرة حياته، وبين صدقه وتواضعه وإنسانيته وعمق إيمانه ترتسم معالم رجل أنعم الله عليه بنعم كثيرة، وحباه بمزايا رفيعة، فحق بأن يوصف وهو أقل الوصف إنه من الصالحين، ربما لم أفه حقه بما قلت ولعلي ظلمته بما لم أقل، وما لم أقله من المكارم كثير ولكن قربي منه ومعايشتي له وصداقة أعتز بها تجمعني به جعلتني أكون مقلاً أو قُلْ خجولاً فعذراً.. أيها الأخوة إنكم تكرمون رجلاً من الصالحين، فنِعِمَّا المكَرِّم ونِعِمَّا المكَرَّم. شكراً.
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لفضيلة الشيخ سيد محمد كاظم خونساري، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمندوب الدائم لدى منظمة المؤتمر الإسلامي.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 107 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .