شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور محمد أبو حرب
يلقيها بالنيابة عنه عريف الحفل الأستاذ حسان كتوعة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فإنه لشرف عظيم لي أن تتاح لي الفرصة للحديث عن أستاذي الكبير الدكتور عبد الحليم سويدان، وهو الإنسان الذي حباه الله صفات نادرة من الخلق الكريم والوجدان المسلكي ورجحان العقل والفكر، مما جعله يستحق المناصب العالية في التدريس والإدارة في جامعة دمشق. وكان لي شرف استقباله مع زملائي في مدرج الرازي في كلية العلوم بجامعة دمشق (الجامعة السورية آنذاك) منذ ما يزيد على خمسين عاماً عندما كنت طالباً في السنة الأولى من العام الدراسي 1948-1949، ولا أنسى ذلك اليوم الذي أطل فيه علينا الأستاذ الشاب الدكتور عبد الحليم سويدان لإلقاء محاضراته في مقرر علم الحياة الحيوانية، وقد سحرنا بطلاقة لسانه وفصيح بيانه وعلمه الغزير وخطه الجميل الذي يسطره على السبورة مع الرسوم الملونة التي يشرح لنا فيها علم الخلية وعلم الجنين والوراثة وغيرها من علوم الحياة، وهذا ما جعلنا نجله ونُكْبِره ونُكِّنَ له كل الاحترام والتقدير.
ومنذ ذلك التاريخ استمرت صلتي بالأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان في السنوات الأربع التي قضيتها في كلية العلوم طالباً ثم أستاذاً ولم تنقطع حتى الآن، وقد اتخذته قدوة لي لما لمسته فيه من الصفات الخيرة الكريمة التي يتحلى بها وهذا ما التزمت به في مراحل دراستي المختلفة.
وقد تمتنت صلاتي بأستاذي الدكتور عبد الحليم سويدان إذ كنت في كل سنة من سنوات الدراسة الناجح الأول في الصف وبدرجة امتياز والشرف،وإنني مازلت أحتفظ بصورة الكتاب الذي رفعه إلى عمادة كلية العلوم بصفته رئيسا لقسم الحيوان عام 1952م مقترحا إيفادي إلى جامعة باريس للدراسة وللحصول على درجة الدكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية والعودة للتعيين والتدريس في القسم..
وعندما أنهيت دراستي وحصلت على المؤهل العلمي المطلوب عدت في شهر أيلول (سبتمبر) عام 1958 إلى كلية العلوم بجامعة دمشق، وكان الأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان يشغل منصب رئيس قسم علم الحيوان وعميد كلية العلوم، وقد عمل جاهداً على الإسراع في إصدار قرار تعييني مدرساً في قسمه، كما دعم موضوع تعيين الدكتورة نجاح بيرقدار أول سيدة تصبح أستاذة ذات كرسي بعد ذلك في الجامعات السورية، وهذه مكرمة أخرى تضاف إلى أفضاله وبُعد نظره لفتح الطريق أمام المرأة لتأخذ دورها في تربية جيل الشباب في الجامعة، وهذه المواقف النبيلة تسطر للدكتور سويدان مع جميع الموفدين الذين عادوا في فترة رئاسته لقسم علم الحيوان منذ تعيينه عام 1949وحتى مغادرته إلى الرباط في المغرب عام 1969.
والدكتور عبد الحليم سويدان هو بحق المؤسس والمنشئ لقسم علم الحيوان (قسم علم الحياة الحيوانية الآن) في كلية العلوم بجامعة دمشق، وكان حريصاً على تجهيز مختبرات القسم بما تتطلبه من المواد والأدوات والمجاهر والمحضرات اللازمة لحسن سير التدريس والبحث العلمي في القسم، وترك بصمات لن تمحى على مدى عقود قادمة.
وختاماً هذا غيض من فيض لما يستحقه الأستاذ الدكتور عبد الحليم سويدان من تقدير وثناء واعتراف بفضله، ويجمع من عرفوه على أنه الرجل الصالح المجاهد الذي يندر أن نجد مثله بياناً وخاطراً وذكاءً وعلما ًوعملاً وهو من كبار الأساتذة الجامعيين، وأشهد بعد ما يزيد على نصف قرن من معرفتي به حق المعرفة أن الأستاذ الكبير الدكتور عبد الحليم سويدان يتحلى بذكاء حاد وصفاء الذهن وقوة النفس، وهو كريم الخلق، خالص الود والوفاء لا تأخذه في قول الحق لومة لائم.. فهنيئاً له هذا التكريم من الاثنينية والشكر كل الشكر لمعالي الشيخ عبد المقصود خوجه
والشكر لكم جميعاً أيها السادة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد أيها السادة والسيدات لم يتبق طبعاً قبل أن نفتح باب الحوار إلا أن نستمع والكل أعتقد اشتاق أن يستمع إلى هذه القامة الكبيرة، نستمع إلى فارس اثنينيتنا فليتفضل.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :693  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج