الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة سعادة الدكتور مصطفى البارودي يلقيها بالنيابة عنه

سعادة الأستاذ محمد النفوري ))

أيها الجمع الكريم: يقول معالي الدكتور مصطفى البارودي:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأزكى الصلاة والتسليم على سيد المرسلين وبعد..

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

فلكم تمنيت لو كنت حاضراً بينكم فألقى أخي الشيخ عبد المقصود وأنتم تردون هنا منابر العلم والأدب والفنون، فتحتفلون بتكريم إنسان عالِمٍ كريم الخُلق أديب أريب بلغ من تعمقه في اللغة العربية أن استطاع أن يستدِّر منها ما ينفع الدنيا الجامعية، ولقد سمعتم من سيرته الذاتية كيف أن الحرب في فرنسا حالت دون عودته إلى وطنه، فطال مقامه في باريس حتى نهايتها فاستغل هذا الوقت الممتد ثلاث سنين بعد حصوله على الشهادة التي كان ابتُعِثَ من أجلها للاطلاع والتمكن في تخصصات أخرى، وذلك ما أفاده وأفاد الوطن منه، إذ أسهم في تأسيس كلية العلوم في جامعة "دمشق"، وكانت أول كلية يجري تدريس العلوم كافة فيها بلغة القرآن الكريم منذ ما يقرب من ستين عاماًً، ويَكّرُ الزمان ويتخرج أجيال في الكلية من بينها من رقي منبر التدريس والإدارة فيها، وهم أناس عَزَّ عليهم أن يروا الأستاذ سويدان يفيء إلى بيته متقاعداً، فاستحصلوا باستثناء مستمر على تمديد وجوده في الكلية حتى بعد أن تجاوز السبعين، ثم تلقطه مجمع اللغة العربية في دمشق ليتفرغ عنده للمزيد من استدرار لغة القرآن بالذي يدل على ما استجد في دنيا العلوم وهو كثير، وإنني لأكتفي بهذه العجالة لأن الأولى مني بالمزيد في هذا الحديث النافع الذي يمكث في الأرض أصحاب الاختصاص المباشر في مواد علمه الغزير، فهنيئاً أيها الجمع الكريم بهذه الليلة الطيبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.