شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ محمد عبده إيمان ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الهادي بوطالب.
سعادة الأستاذ أخينا عبد المقصود خوجه المحترم، السادة الحضور..
يسعدني أن أغتنم هذه الفرصة لأقدم عبارات التقدير والتنويه لمؤسسة الاثنينية وصاحبها أستاذنا الفاضل وأخينا الكريم عبد المقصود خوجه على تفضله للقيام بتكريم الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي، وهذه الالتفاتة في الواقع هي إشارة محبة وتكريم للشعب المغربي وللشق الثاني للمملكة المغربية في جناحها الغربي.
أستاذنا عبد المقصود خوجه لم يترك لي أي مجال لأقدم به أستاذنا الكريم؛ لأنه حظى تقريباً بأغلبية الجوانب، إلا أن هناك إضافات؛ لأن شخصية هذا المساء هي شخصية فذة.. شخصية متعددة الجوانب.. شخصية متعددة كذلك المواهب، فيصعب علينا كثيراً أن نستطيع أن نحيط بكافة هذه المواهب وكذلك كافة هذه المجالات، ولكن سنحاول ببعض الإشارات، بماذا نبدأ؟ نبدأ بشخصية الأستاذ بوطالب العالم العلامة الفقيه المتبحر في علوم الدين وعلوم الفقه والشريعة، الأستاذ الذي تربى في بيت عربي متدين قُحّ من خير بيوتات فاس العتيقة العالمة، التلميذ الذي حفظ القرآن بكامله وهو في تسع سنوات، والذي ترعرع تحت قيادة أبيه العالم العلامة كذلك، الشاب الذي حصل على الدراسات العليا في جامعة القرويين وهو ابن تسع عشرة سنة، وجاء هو المتفوق الأول في صفه، وحصل على درجة عشرين على عشرين، وهذا إن كان يعني، يعني نبوغاً ويعني كذلك طاقات كبيرة جداً، هذا الاجتهاد والتحصيل في العلم الذي قام به أستاذنا دفع السلطان محمد الخامس - رحمه الله - الذي حضر في مناسبة تكريم المتفوق الأستاذ عبد الهادي بوطالب وسمع بالصدفة بالدرس الجامعي الذي قدمه أستاذنا آنذاك للحصول على هذه الميزة، وأُعجب به السلطان محمد الخامس - رحمه الله - بعلمه وبتفوقه وكذلك بشمولية علمه، وأعتقد أن المرحوم استشف منه نابغة يمكن أن يُفيد المرحوم محمد الخامس وكذلك أن يفيد المغرب وكذلك مستقبل المغرب، لذلك كتب محمد الخامس كلمة بيديه الكريمتين في سجل شهادة الأستاذ عبد الهادي بوطالب آنذاك ونوه بعلمه وهي المبادرة الأولى والأخيرة آنذاك.
بعد تخرج أستاذنا من جامعة القرويين انتقل وهو صغير السن إلى التدريس في جامعة القرويين وكان أصغر أستاذ أو أصغر عالم علامة، وهذا العالم علامة آنذاك هي بمثابة دكتوراه، وكان المرحوم محمد الفاسي - رحمه الله - مدير جامعة القرويين رفض أن يعطي الأستاذ لفظة دكتوراه لأنه كان متعصباً أو ملتزماً باللغة العربية ويرفض رفض قاطعاً وباتاً استعمال أي كلمة أخرى غير عربية، لذلك أعطاه مقابل الدكتوراه لقبا وهو عالم علامة.
صعد أستاذنا إلى منبر التدريس وبدأ يقدم دروسه في جامعة القرويين وجامعة القرويين كانت منبر علم وكانت كذلك مدرسة جهاد، لأن المرحلة كانت مرحلة الكفاح الوطني ضد الاستعمار، فلذلك أستاذنا قام بتدريس كتاب "نور اليقين" للخضري في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان يركز في دروسه من خلال هذا الكتاب وشرحه على الملاحم التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأتباعه الطاهرين والغزوات كذلك، وكان يعطي النموذج للشباب آنذاك لحثهم ولدفعهم إلى النضال.. إلى الحركة.. إلى التعبئة.. لمواجهة الاستعمار الفرنسي، وكان هذا سبباً ليجعل الاستعمار الفرنسي يقف ضد أستاذنا ويوقِّف هو عن دروسه لأنه يعتبرها بأنها مثابة بداية ثورة ضد الاستعمار الفرنسي، خصوصاً وأن أستاذنا كان يقدم شاحنات فيضية للجهاد في سبيل الله ضد الاستعمار وهكذا توقف أستاذنا.
علم السلطان محمد الخامس بهذه الحادثة وهي توقيف الأستاذ عن إعطاء الدروس في جامعة القرويين فاستدعاه وتقدم إليه الأستاذ فطلب منه محمد الخامس أن يصبح ضمن أساتذة ولي العهد آنذاك الحسن الثاني - رحمه الله - وكان مجموعة من خيرة.. الأساتذة الذين كانوا يدرسون أو يسهرون في المدرسة المولوية بالقصر الملكي العامر في الرباط منهم مجموعة من الأساتذة من ضمنهم المرحوم الطحنيني، والفقيه الخليل الوزازي ومحمد الفاسي كذلك - رحمه الله ورحمهم جميعاً - وعبد الرزاق البرنوصي، وأضيف أستاذنا الكريم إلى هذه الكوكبة التي أحاطت بصاحب الجلالة المرحوم محمد الحسن الثاني لتدرس وتعلم وكان أستاذنا مختصا آنذاك في تقديم تاريخ الإسلام والنصوص العربية للاعتناء بقواعدها من نحو وصرف وغيرها، هذه هي الصدفة التي أوصلت أستاذنا إلى دراسة صاحب الجلالة.
هناك جانب آخر من جوانب الفذة لشخصية أستاذنا وهو شخصية بوطالب الرجل الوطني، الرجل الوطني الذي كانت له مبادئ وبقيت له مبادئ، كان رجلاً وطنياً في مرحلة الاستعمار، وكان مناضلاً، اشتغل سواء في صفوف التعليم أو خارج التعليم بالسياسة، وانتمى إلى حزب من أعرق الأحزاب المغربية آنذاك وهو حزب الشورى والاستقلال، بالإضافة إلى حزب الاستقلال آنذاك الذي كان يناضل من أجل محاربة الاستعمار، بالإضافة إلى ذلك قام أستاذنا بمجموعة من المبادرات للأسف ليس هناك وقت لذكرها، بالإضافة إلى ذلك فالرجل وطني استمر في الوقوف على المبادئ حتى بعد الاستقلال، حتى داخل مهامه الرسمية كان دائماً ثابتاً على مواقفه وعلى قول الحق ولا تأخذه لومة لائم في قول الحق في كل مختلف، وكانت له صولات وكانت له جولات ومواقف ثابتة حفظها له التاريخ، ولذلك دخل المثقف الوطني الفقيه إلى دهاليز السياسة وإلى دهاليز السلطة نظيفاً وخرج كذلك نظيفاً واقفاً دائماً على مبادئه، لذلك أقول باختصار أن شخصية الأستاذ هي شخصية متنوعة ويصعب علينا في هذه العجالة أن نحيط بها، نشكركم على حسن الانتباه وشكراً لأستاذنا الكريم.
 
عريف الحفل: لا زلنا ربما نحن في ثالث كلمة أو ثاني كلمة وتنهال علينا الأسئلة.. فنتمنى الاختصار من أصحاب السعادة والمعالي المتحدثين حتى نفتح باب الحوار، وأعتقد الكل يريد أن يسمع ضيفنا فليتنا نختصر، أحيل الميكروفون الآن لسعادة الأديب والقاص المعروف الأستاذ محمد علي قدس أمين سر النادي الأدبي بجدة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :811  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج