(( الحوار مع المحتفى به ))
|
عريف الحفل:.. وردتنا أربعة أسئلة تتحدث عن المناهج التعليمية وهو حديث المجالس وحديث الساعة، من الأستاذ المحامي الأستاذ عدنان محمد حسن فقي والأستاذ أشرف السيد سالم والأستاذ غياث عبد الباقي والأستاذ صالح السحيمي من جريدة "اليوم"، كلهم يسألون عن مناهج التعليم، هل المناهج السابقة أفضل من الآن وهل تحتاج إلى تصحيح رأيكم في هذه القضية؟ |
الشيخ عبد المقصود خوجه: الأسئلة كلها تدور حول موضوع واحد هو هل المناهج التعليمية الحالية معقولة أم تحتاج إلى تغيير وما رأيكم في ذلك؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: المناهج القديمة كانت تُعنى بالكم، والمدارس الحديثة تُعنى اليوم بالكيف، فلأن التعليم رسالة وليس صناعة أو حرفة، فالتعليم رسالة وينبغي ألا يتصدى للتعليم إلا من يحمل رسالة التعليم، المعلمين الحاليين يجب أن يصونوا رسالتهم لتحفظهم ويجب أن يعلموا أن التعليم رسالة وليس صناعة فإذا علموا أنها رسالة وليست صناعة فيجب أن يتقنوا مهنتهم. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: وماذا عن المناهج؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: والمناهج التعليمية كانت مختصرة لكن الآن المناهج الآن توسعت كثيراً وأصبح طلاب هذا الزمان غير لذا يجب أن يعيدوها لتناسب كل ما هو جديد في عالم الحياة، الحياة تطورت كل يوم، ويجب أن يعلم طالب اليوم ما هي الخطوات التي يجب أن يتبعها في مستقبل أيامه. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: وماذا عن من يعيد النظر في المناهج؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: نعم يعيدون النظر في المناهج لأنها كانت في زمنٍ مضى، فالآن هي في زمنٍ حاضر فيجب أن يعلموا أن التعليم الآن رسالة سامية، ومن لا يدري أنها رسالة سامية فليترك مهنة التدريس وهذا أفضل له. |
عريف الحفل: الدكتور علي العمري يقول: |
كيف ترى جيل طلاب اليوم في مدارسنا مقارنة بسيطة بين طلاب الأمس واليوم؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: والله الطالب كان قديماً يحترم الأستاذ ويجله، وكنا إذا سمعنا الأستاذ قادم علينا من جهة معينة فإننا نقوم بالترحاب والتجلة لكن طلاب اليوم في هذا الزمان لا يعرفون أستاذهم، وقد قرأتُ بكل أسف أن بعض الطلاب اعتدوا على الأساتذة بالضرب، وهذا شيء ناتج عن سوء التربية و نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق طلابنا الفهم والدراية والخير والمحبة. |
عريف الحفل: الأستاذ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول في نفس السؤال يقول: |
بعض الطلاب لا يحسنون الخط والكتابة ولا يوجد بينهم خطيب ومتكلم فصيح أين مكمن الخلل؟ وما هي نصيحتك لجهاز التعليم (إداريين ومعلمين)؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: بعد ما جاءت الآن الآلة الكاتبة خرب الخط أنا كنت في مكة وكان لدي الأستاذ محمد حلمي خطاط وزارة المعارف رحمة الله عليه وكان يعلمني الخط حتى ترى خطي جيد، لكن الطلاب الآن يعتمدون على الآلة الكاتبة والكمبيوتر والآلة الحاسبة إلى آخره، ولا يعرفون ما هو الخط! |
عريف الحفل: الأستاذ جميل عبيد الله الفهمي يقول: |
من واقع خبرتكم في مجال مهم وعظيم هو مجال التربية والتعليم كيف ترون حال الوطن في هذا الزمن في حقل التربية والتعليم؟ وماذا تقترحون؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: والله الوطن يتقدم منذ أن تسلم خادم الحرمين القيادة أصبح التعليم في تقدم والجامعات في تقدم، كان هناك في تحضير البعثات وهي أعلى ما في التعليم وبعدها الآن عندنا سبع جامعات، وهذا الدكتور رضا عبيد شاهد على أنه لما راح مقابلة وزير المالية في ذلك الوقت ليسأله عن الاعتماد الذي خُصص لمستشفى الملك عبد العزيز فأعطاه ما يريد وقال نحن لا نبخل على العلم كما نتأسى خادم الحرمين، والله يا أخوان رحت لمستشفى الجامعة لأخت مريضة فيها فوجدت عجبا، وجدت مستشفى جامعة الملك عبد العزيز على مستوى عالمي. |
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: |
الأستاذ أن حي البغدادية أول حي أنشئ خارج سور جدة الأثري، وهو سُمي بالبغدادية لأنه كان عائدا لآل البغدادي ما هي ذكرياتكم عن هذا الحي؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: أنا عشت في مكة في قدام بيتي المطبعة الماجدية التي تأسست عام 1314هـ وعندما أحضروها كانوا يحملون العجلة التي تدور على بعيرين وكانت تطبع الرسائل والكتب الصغيرة. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: بهذه المناسبة نحن الآن بصدد طباعة كتاب " أخبار مكة" للأزرقي الذي طبع على نفقة المطبعة الماجدية ووالدي، ونحن الآن نعيد طباعته كما كان في السابق، فقد صدر الجزء الأول عام 1352هـ والجزء الثاني عام 1358، وقد تكرم علينا الأخ الأستاذ ماجد محمد سعيد رحمت الله وأعطانا نسخة من الطبعة القديمة وأوراقها تكاد تتكسر بسبب تقادم الزمن وعوامل الطقس . |
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: |
خدمت العلم والتعليم سنوات طوال بدون انقطاع، هل أنت مرتاح الضمير والخاطر من أدائك الواجب تجاه الوطن والتعليم؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: نعم مرتاح وإن شاء الله يتقبل مني وأنا لي شرف أن كنت معلما وهذا الأستاذ الدكتور رضا عبيد أحد تلاميذي في تحضير البعثات عندما كنت مديراً لها، وهذا الرجل فاضل والله أشهد له أنه صادق. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: اليوم أتاك الدكتور رضا عبيد ليشارك في أمسية تكريمك وأنا أعرف أن زوجته في المستشفى وبالرغم من ذلك أصر على الحضور، كذلك أتاك معالي الدكتور محمد عبده يماني وهو يتوكأ على عصاه ليشارك أيضا في حفل تكريمك، وأنا أتساءل أين مثل هؤلاء الناس اليوم من هذا الوضع الحمد لله لا يزال الخير موجوداً. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الوهاب أبو زنادة بعد أن تحدث مشكوراً عن رحلة الأستاذ العلمية والعملية فيقول: |
ما انفك السؤال متدثراً بالإثارة وهو يهتف معنا، أما آن لك يا سيدي أن تفتح خوابئ الذاكرة، وترفدنا وتلاميذك وكل المحبين، رشفات تجود بها علينا وعليهم عبر إبداعات صحفية أسبوعية توثّق بها مواقف تربوية إنسانية ونفحات أدبية وثقافية تقتطُفها من رحلة عمرك المديد؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: أنا أكتب كل أسبوع مرتين، جريدة "الندوة" يوم السبت ويوم الاثنين، وهذا اليوم نُشِر لي مقال قيم مرتين وهكذا نشر يوم السبت والاثنين، في جريدة "الندوة" فالحمد لله، فأقوم بواجبي كله الحمد لله، والشكر لله. |
عريف الحفل: السؤال الأخير من الأستاذ عبد الله دبلول شاعر مكة الليلة يقول: |
درسنا في طفولتنا بعض الأحاديث الشريفة وذلك في كتب وزارة المعارف ولكن نفاجأ اليوم بأن الكثير منها ينسبه المشايخ إلى الأحاديث غير الصحيحة، فهل من تفسير؟ وهل كان تعليمنا خطأ مثلاً؟ |
الأستاذ عبد الله بغدادي: أخذت العلم على الإمام الغزالي - رحمه الله - أنه يستشهد بالأحاديث الضعيفة وأنه ردَّ عليه بعض العلماء أو رددتُ أنا فقلت إن الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة جائز شرعاً واستغرب ذلك وقلت أن الإمام أحمد رضي الله عنه يقول: إذا كان في الحلال والحرام شددنا، وإذا كنا نتحدث في القضايا العامة تساهلنا، فالاستشهاد بالأحاديث الضعيفة في موطن الحث على الفضيلة جائز شرعاً.. والحمد لله. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: الدكتور عبد الله مناع له مداخلة يقول: |
البغدادية لم تُسم على اسم عائلة الشيخ عبد الله بغدادي، ولكنها سميت بهذا الاسم لأن أول من تملك فيها هو الشيخ البغدادي أحد نظار الجمارك في جدة، ووالد كل من الأخوين: حسن ويوسف بغدادي، إنها تماماً كالهنداوية التي سميت باسم الشيخ عبد الرزاق هنداوي، (معلومة جميلة ولطيفة). |
|
الأستاذ عبد الله بغدادي: نعم لطيفة لأن الحقيقة البغدادية نحن لنا بيت قديم في البغدادية كنا لما ننزل جدة ننزل في بيت البغدادي، البيت كان ضخماً والمكان ما زال موجود الآن، والماء كان شحيحاً في جدة وكنا إذا حضرنا من مكة نحضر معنا "جالون" ملآن ماء، عشان نشرب منه إي والله. |
|
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا لم أقل أن البغدادية مرتبطة بنشأة الأستاذ ولكن قلت أن في البغدادية شارع المدارس، ولا أعرف ما ذكره الدكتور مناع ولا ما ذكره الشيخ عبد الله بغدادي، فالدكتور مناع كان أكبرنا سناً وكان يذهب بنا إلى المدرسة ويرجعنا (يضحك الجميع). |
|
الأستاذ عبد الله بغدادي: الدكتور عبد الله مناع ما هو كبير في السن!! |
|
الدكتور عبد الله مناع: أنا كنت تليمذاً وتخرجت من المدرسة سنة 1377هـ وفي ذلك الوقت كان الأستاذ عبد المقصود خوجه موظفاً في المديرية العامة للإعلام. |
|
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا في سنة 74 كنت موظفاً. فعلاً منذ 40 سنة تقريباً تركت العمل في الدولة، لكن كان عمري 10 سنوات لما توظفت ... (يضحك الجميع) |
|
عريف الحفل: السؤال الأخير، الكثير من الضرب خرّج رجالاً، هل أنت مع الضرب أم لا؟
|
الأستاذ عبد الله بغدادي: كانوا قديماً عندما يدخلون الطالب المدرسة يقولون للأستاذ العظم لنا واللحم لكم، وكان الشيخ عبد الله خوجه أحد الأساتذة - رحمة الله عليه - كان معلما يعلق دائما العصا فجاء أحد أولياء التلاميذ وكان منهمكا في الدفاتر في الأوراق، فقال: أنا والد الطالب فلان وأنا حضرت، فقال الأستاذ ولم يرفع رأسه: أخرج يا ولد ضعه في الفلكة، أضرب، قال له: أنا أبوه، قال له: اضرب.. اضرب.. وهكذا والعصا كانت هي الديدن في ذلك الوقت ولكن ذلك خطأ كبير، العصا لا تربي، وإنما يربي الإنسان القدوة الحسنة ويجب أن يكون الأستاذ قدوة للتلاميذ. |
|
وقديماً كانوا يستشهدون بحديث ضعيف، مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع، فكان إذا بلغ الولد سبع سنين ولم يصل أو لم يصم يضربونه، لكن الآن يجب ألا نستعمل أسلوب الضرب أبداً، لذا القدوة الحسنة هي إحدى وسائل التربية وأحسن وسائل الأدب. |
|