(( الحوار مع المحتفى به ))
|
عريف الحفل: هذا سؤال من الأستاذ عدنان محمد حسن فقي، محامي ومستشار قانوني، يقول: |
ورد لنا من محبكم أن شاعر مكة لديه مخزون شعري لم يستطع نشره هل لنا أن نعرف سبب ذلك وهل نرى المخزون في القريب العاجل حتى تعم الفائدة للجميع؟ كما يطلب السماع إلى قصيدة في حب آل البيت. |
الأستاذ مصطفى زقزوق: أما إطلاق لقب شاعر مكة قد أُطلق على شاعرنا الكبير مَنَّ الله عليه ومتعه بالصحة والعافية شاعرنا الكبير الأستاذ محمد حسن فقي، وما أنا إلا واحد من أبنائه وإذا أُطلق عليَّ لقب الشاعر المكي فهذا يكفي، أما أنني أخفي كثيراً من قصائدي فكما تفضل أستاذي الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه بأن هذه ممكنات كلما أستدعي الوقت لأكتب شعرا - فنحن نعيش في زمن عصيب جدا - فلا يتفرغ الإنسان فيه لمعانقة عواطفه في كثير من الأحيان، ولكن إن شاء الله أحاول لملمة ما تبعثر مني لأضيفه لأعمالي السابقة، وشكراً للأستاذ عدنان. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: - أنا لي مداخلة صغيرة إذا يأذن لي ضيفنا، يا أيها المكي النبيل أنت تعرف أكثر ما أعرفه عن مكة في قديمها، وقد شدتني قصيدتك العصماء إلى قبل ستين عاماً وكأنني طفت اليوم بحواري وأزقة مكة المكرمة، وكأني أستنشق رائحة تلك الأرض.. وتلك الأزقة، ولو قُدِّر لي أن أكون رسَّاماً لرسمت مكة زقاقاً زقاقاً وحارةً حارة وشارعاً شارع وبيتاً بيتاً، وإني أعرفهم وأتصورهم في مخيلتي عتبة عتبة ودكاناً دكاناً، والله لقد طفت بي في تلك الثواني عبر ذكريات ورؤى تبدو كالشعاع الذي يقطع آلاف الأميال في ثوان، وكما نعرف فإن عشرات الصور أحياناً تمر بالإنسان في ثوان، أهل مكة المكرمة كما تعرف يا سيدي الكريم أكثر مما اعرف أنهم أهل صناعة وصناعتهم الطوافة والسقاية والرفادة فإذا أتاهم أي إنسان من أي مدينة تجد أكثر أسمائهم أحيانا تكون بما يمتهنونه من حرف: خياط.. جزار.. كتبي.. مدرس.. وهكذا، أو يسمونهم ببلدانهم : التونسي.. البغدادي الخ..، فنحن يا سيدي ننسج على هذا المنوال فأنت مكي فشاعر مكي، ولا شك أننا نعترف بأستاذية شاعر مكة المكرمة أستاذنا محمد حسن فقي، ونحن دائماً نكن لأعلامنا وزملائنا ورموزنا - كما تعودنا - التجلة والتبجيل والتقدير، وهذا لا ينقص من قدرهم شيئاً ولا يقل من شأنهم شيئاً، فدائماً كانوا يقدروننا ويفتخرون بنا، وأنا دائماً أقول: كنت مدرساً حقيقة، وعندما نقول أنهم كانوا أُناس كالثريات مضيئين وكان ما يسمى بالبرنجي والترنجي لأننا لحقنا مخلفات التتريك فتشجيعاً لنا ولإعطائنا الثقة بأنفسنا ولدفعنا للأمام كانوا يسمحون لنا بأن نُدرِّس من هم أقل منا صفاً؛ ليخلقوا فينا الرجولة منذ صغرنا، عندما أقول الأستاذ مدرس والله قد نَعِمت ونعم زملائي مثل معالي الدكتور محمد عبده يماني وزميلنا الفاضل الشيخ السيد محمد علوي مالكي وهو من زملائي في الدراسة، والسيد عقيل أمين عطاس مع اختلاف السن طبعاً لأنه كان أكبر مني!، ويا سيدي هم أكبر قدراً وأنا أكبر سناً. وكانوا يفتخرون بكبارنا وبرموزنا وأنا متأكد بأن الأستاذ محمد حسن فقي يسعده كثيراً أن نسميه شاعر مكة؛ لأنً هؤلاء الناس دائما واثقون من قيمتهم وقيمة غيرهم، وهم من الذين يصح فيهم قوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (الحشر، الآية: 9)، ويعترفون بشاعرية الغير، ويقبلون الخلاف والاتفاق، هذه هي الإضاءات الجميلة التي عشناها، فلا بأس أن تكون شاعر مكة عن حق، وهذا يرضي أستاذي وعمي - فهو رضع مع عمتي - الأستاذ محمد حسن فقي، أطال الله في عمره، أقولها بالنيابة عنه وأطلب من الأستاذ عدنان أن ينقلها لوالده فهذا يرضيه ولا يغضبه. |
الأستاذ مصطفى زقزوق: أتمنى أن أرد على أخي الحبيب السيد محمود بن صالح بن عقيل عنقاوي، وأقول يا أخ محمود لقد نشأنا أطفالاً في زقاق الحكم على أديم مكة وكان أبوكم الرجل الصالح الطيب الطاهر يؤثرنا بشرب حليب الغنم قبلكم، وأسأل الله في هذه الساعة المباركة أن يتغمده مع موتى أمة سيدنا محمد بفضله وواسع مغفرته. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، يقول: |
لماذا لم تواصلوا الدراسة بعد الابتدائية؟ وكيف وصلتم للإبداع في الكتابة وفي تأليف الأشعار الرائعة؟ هل هي موهبة أم ماذا؟ هل لقي شعركم النقد مثلما نال الاستحسان من الذكور والإناث؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: أحمد الله أنني كنت أدرس وكانت الدراسة في حياتنا تبدأ من الصبح إلى الظهر ومن بعد الظهر إلى المغرب، وكان أهم ما اكتسبته من ذخيرة علمية هي حفظ كتاب الله وذلك بتشجيع من أمي بعدما سرقتُ مصحفاً من المسجد الحرام وجدته في سجادة لأنه مكتوب عليه وقف لله تعالى، حين لم يكن عندي قيمة مصحف أشتريه، وتطورت بالقراءة والإطلاع والبحث حتى إذا وجدت قُصيصة مرمية في الشارع أتلهف على اقتنائها لأقرأ محتواها، وقضية الإلهام فذلك فضل من الله يمن به على من يشاء من عباده، فقد تمتعت بحسن الخط ومنحني الله حسن الأدب، وعرفت بحكم التربية الصحيحة كيف نحترم الكبير ونرحم الصغير واختلاف مزعوم من الابن زهير كتبي أنني اختلفت معه أو اختلف معي في قضية فكرية أو أدبية لم يكن هذا،لقد اختلفت في رأيٍ لم أوجهه إليه صراحة على ضرورة التزامنا باحترام الكبير وإعطائه مكانته وحقه حتى وإن قال رأياً خاصاً به إنما بعد هذه الرسالة أشكر لأخي زهير كتبي تحيته المباركة وأبادله حبا بحب، وأؤكد له بأنني لا أحمل ضغينة على أحد ولو كنت من أصحابها لأصبت بالسكر وارتفاع في ضغط الدم وتصلب في الشرايين، ولكن والحمد لله بالرغم من أنني أعيش بنصف معدة وكلية واحدة بعدما أجريت عملية قبل أربعة وعشرين عاماً بلندن فإني أتمتع بصحة جيدة وذلك بفضل من الله، الحمد لله والشكر لله. |
عريف الحفل: الشق الثاني من السؤال، هل لقي شعركم نقد مثلما نال الاستحسان من الذكور والإناث؟
|
الأستاذ مصطفى زقزوق:- شعري وصل إلى ما وصل إليه وانتشر في بلادي فلم أجد كلمة تجرحه أو تجرحني وجدت استحساناً وإعجاباً من كل مكان، حيث لم يجعلني أمتطي صهوة الغرور لأقول أنا الشاعر الأول في هذا الوطن، ولا زلت أؤكد أنني تلميذ في مدرسة العمالقة من الشعراء. |
أما من الإناث فكم سمعت من اتصالات تحرجني مع أم عبد الواحد، قالت بعضهن يقلن: هذا الشعر كنت أتمنى أن تقصدني أنا، قلت أقصدك إيه يا بنت الحلال!!! لم أركِ ولا أعرفكِ هل تريدين أن "تمتحنين" أو "توديني" في مصيبة، خواطر تأتي وتمر على الإنسان يكتب فيها مشاعره والحمد لله أم عبد الواحد تمالكت أعصابها فما عادت تستغرب مفاجأة مثل هذه أو اتصال من أي فتاة، وتعتبر أن كلام أي فتاة لا يتجاوز سماعة التليفون، أنا أمامها كالأسير لا أحيد يميناً ولا شمالاً. |
عريف الحفل: الحقيقة أود أن أقرب الأسئلة ربما بصورة أفضل، فالدكتور الأديب والطبيب المعروف الأستاذ عصام خوقير، يقول: |
كانت قصيدتك في الغزل العفيف، وقد جعلتني أسأل هل لأن الشعراء يقولون ما لا يفعلون؟ أم أنت عذري حقاً؟ أم أن هناك قول وهناك فعل؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: يا دكتور عصام أنت أحد أقربائي فإلى أين تريدني أن أذهب هذه الليلة؟ أنا والله العظيم لم أكتب حرفاً واحداً من الشعر وأقسم كما أقسم عمر بن أبي ربيعة أنني لم أقترب إلى الحب الدنيء، أما العذرية، الهوى العذري فهو مباح، وهذا عذري منك. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: كلمة فصل.. لعلكم تعرفون الأستاذ أمين جاوي فهو صاحب نكته لطيفة وله عبارة جميلة يقول: من لا يخاف من امرأته فليس برجل وأنا رجل، فكلنا من نفس الصنف يا أستاذ. |
عريف الحفل: سؤال أيضاً من الأستاذ منصور السيد أكرم، يقول: |
ما هي القصيدة التي هزتك عن مكة؟ ولمن من الشعراء؟ وما هي الأغنية التي هزتك عن مكة؟ ومن هو قائلها؟ وما رأيكم في الأغنية التي ترددها الفنانة فيروز عن مكة التي مطلعها "غنيت مكة"؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: لا شك هزتني قبل الاستماع إلى قصيدة فيروز، من زمن بعيد أغنية للفنان طارق عبد الحكيم، من شعر الشاعر الراحل الأستاذ طاهر زمخشري وقد قال فيها: |
أهيم بروحي على الرابية |
وعند المطافِ وبالمروتين |
|
|
وكان الشعر بليغاً مؤثراً يلامس الوجدان، ولهذه الفنانة اللبنانية فيروز قصيدة كما تفضلت غنيت مكة أهلها صيدا والذي كتب هذه القصيدة رجل متعلق قلبه بحب البيت العتيق والأراضي المقدسة. |
عريف الحفل: الأستاذ عثمان محمد مليباري، يقول: |
كيف تولد القصيدة الشعرية في نفسك؟ وكيف تتكامل عندك؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: القصيدة الشعرية ليس لها ميعاد عندي، لقد تنتابني كما تعودت منذ طفولتي موجات من الحزن أو من الحَزَن فأدخل إلى صومعة متواضعة في بيتي ويستشعر من فيه بأنني في مخاضٍ عجيب، يهيئون لي (ثيرمس شاي وماء) وأغلق الباب عليّ، وأبدأ في خيارات أو واقع أو أطير بروحي وأفاجأ بأني كتبت قصيدة قد يكون ذلك بعد ساعة بعد عشرة بعد عشرين وأنا في مكاني لا أغادره، حتى إذا انتهيت منها وقرأتها أسأل نفسي هل أنا الذي كتب هذه القصيدة؟ سبحان الله العظيم، وتلك أيضاً من نعم الله. |
عريف الحفل: الأستاذ عبد الوهاب أبو زنادة، يقول: |
يا فارس هذه الليلة المتابع لما تنشرون من شعر يجد فيه جزالة جزلة، ورقة رقيقة، وعاطفة ولا أدفأ موسيقى ولا أروع، حتى أنه يخيل للبعض أنكم تغمسون ريشتكم في محبرة شاعرنا العظيم محمد حسن فقي، تُرى هل يصدق هذا الحدث؟ أم أنه لا يعدو أن يكون إعجاب قامتكم الشعرية السامقة به. |
الأستاذ مصطفى زقزوق: لا.. إنني أقرأ لكل شعرائنا الرواد وتعلمت على معطياتهم الثرة الجميلة، وأولئك لهم خصوصيتهم وأنا تابع لتلك الخصوصية حتى وإن تميزت بالعاطفة قليلاً. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ علي المنقري، |
يقول: هل سعادتكم مع فكرة تحرير الأديب من قيود الوظيفة الرسمية لكي يبدع في أدبه ويتألق؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: نعم هو صادق في هذه الفكرة، أنا كنت موظفا في إدارة الجنايات والسجون بأمارة منطقة مكة المكرمة في يوم 1/2/1396هـ "صنفت" لي أطلب الإحالة للتقاعد المبكر وقلت رزقي على الله، وتفرغت للقراءة بشكل أكبر في زمنٍ كنت فيه موظفاً في وزارة الداخلية أشتري بالدين من رجل يأتيني بالجرائد أسبوعياً، مجلات، كتب، مثل "العربي" الذي تصدره الكويت، "المصور" "الأهرام" وكتب أدبية يحضرها لي بالدين وآخر الشهر أعطيه نصف الراتب يشهد الله، والباقي يكفينا. |
عريف الحفل: الأخ فيصل جميل فهمي يقول: |
السؤالان متشابهان السائل سلمان العقيل والأخ جميل فهمي هل ترى أن هناك إقبالاً على قراءة كتب الأدب والشعر في زمن طغيان مختلف الأجهزة الإعلامية؟ والأخ سلمان يقول: في ظل تسابق المحمول والفضائيات وتعدد ملهيات الحياة هل ما زال الشعر ديوان العرب؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: والله سئلت بالتلفزيون المصري عن الشعر فقلت لهم: قول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الأنين"، فقلت لهم: لقد ودعت الإبل الأنين ونحن في زمن الحنين والزنين، (باللهجة المكية) فسألوني ماذا تعني كلمتا أنين وزنين؟ قلت: الأنين هو صوت الثكالى والموجوعين، والزنين: هي لغة عامية نرددها في مكة ونقصد بها صوت الدبور فهو يزن، وبعدهاجاءت كلمة أزيز الصواريخ، والطائرات ولا أدري ماذا أيضاً و في هذا العصر نستجير بالله سبحانه وتعالى من هذه المصائب التي تتعرض لها أمتنا العربية والإسلامية، وتستهدفها في صميمها ولكن الأمر موكول لصاحبه. |
عريف الحفل: المربي الأستاذ مصطفى عطار يقول: |
نحيي الشاعر مصطفى ثم نسأل عن بداية رحلته مع معالي الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله، إلى أن قبلت العمل في مكتبه كمشرف عمل إذاعي أو شؤون الحج؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: هذا سؤال طيب يا أستاذ مصطفى.. وذكر الفضل لأهله لا يُستغرب، لقد ذكرتني والدتي وعمتي شقيقة والدي وتلك المرأة معرضة عن الزواج بشكل قطعي وأعتبرها مدرسة بجانب المدرسة التي خصتني بها والدتي - يرحمهما الله - قالت لي: يا ولدي أبوك كان صديقاً للشيخ محمد سرور الصبان وكانوا في يوم العيد يفطرون في منزل والدي هو والشيخ عبد الله والشيخ عوض مجموعة من أصدقاء الوالد الذين لا أعرفهم بالضبط لأن والدي توفى وعمري ثلاث سنوات، قالت: أكتب له رسالة قد يعيّنك في مكتبه، فنزلت إلى جدة ونزولنا إلى جدة كان يستغرق في الطريق أربع إلى خمس ساعات كأني ذاهب إلى لندن، كتبت له الرسالة بأني ابن صديقك فلان الفلاني وأنك تعلم أنت بحال الأسرة كما أخبرتني والدتي وعمتي، وتركت الرسالة عند حارس الباب، قلت له: من فضلك - لأني كنت في هيئة غير لائقة أن أقابل معالي الشيخ في ذاك الزمن كنت عبارة عن ولد فقير غلبان واضع مشبك في الثوب بدلاً عن (الأزرار والزينة والكبك) فأخذ الرجل مني الرسالة وسلمها للشيخ محمد سرور - الله يرحمه - وأفاجأ بسكرتيره محمد سالم غلام في يوم خميس - الله يتغمدهم جميعاً برحمته وكريم عفوه - يأتي ويسأل في حارتنا عن زقاق الحكم طبعاً حسب وصف الشيخ محمد سرور الصبان له فقال لي: أنت مصطفى زقزوق؟ قلت: نعم أنا مصطفى زقزوق. أين والدتك؟ والدتي موجودة خير إن شاء الله، قال: أنا مرسل من الشيخ محمد سرور الصبان لأبلغها أنك تنزل تباشر عملك في البيت الذي به شركة الكهرباء، وهذا الكلام كان في سنة 1373هـ، ويوم السبت إن شاء الله باشر عملك فقلت: قلت يا أمي فُرجت، الحمد لله، ذهبت واشترت لي ثوباً وسروالاً و(فالينه) وغترة مشجرة وعقال مثل (الجنط) نزلت في هيئة طيبة وقابلت الأستاذ محمد سالم غلام، وقال: انتظر هنا الآن سيأتي الشيخ، جاء الشيخ محمد سرور الصبان، قلت أسلم عليه دخلت سلمت عليه، كيف حالك؟ كيف فلان؟ كيف الوالدة؟ قلت: والله كلهم بخير وعافية الله يسلمك، الآن انظر أنا عينتك هنا في مكتبي ووصيت الأخ محمد يعطيك "الماصة" التي تناسبك وجعلت لك غرفة بقصر الضيافة الخاصة بحسن بكر، وكانت خلف مؤسسة النقل العربي القديمة، بشارع الملك عبد العزيز والنور فيها يأتي من عند "أبو زنادة" لمدة ثلاث ساعات أو أربع ساعات، وبعد ذلك يقطعون الكهرباء، وأمنتُ لك المعيشة هناك وأيضاً خصصت راتباً للأسرة تستلمه من جوهر في مكة وصلهم للبيت، الله يبارك فيك ويجزيك الخير إن شاء الله، المهم تعينت في 1/2/1373 باشرت عملي، وعندما جئت أستلم الرواتب الرجل أعطاني أول جدول.. ثاني جدول.. ما هذا؟ قال: وقِّع. قلت: على ماذا أنا لي راتب واحد، كيف راتب واحد؟ وقِّع على هذا. قلت: يا عمي الله يخليك نحن في زمن مخيف، في زمن يخوفونا فيه بأن كل من يعثر ويرفع صرة فيها نقود يقطعون له إصبعه، والذي يدفها برجله يقطعون له رجله، قلت: يا عمي الله يخليك لا "توديني" في مصيبة أنا أخاف على يدي وعلى رجلي أنا ما لي غير شهر واحد، - لا حول ولا قوة إلا بالله - المهم وقعنا على ثلاثة جداول وأعطاني مبلغاً كان الراتب ثلاثمائة وخمسة وعشرين ريالاً، وبالعلاوة صار ثلاثمائة وخمس وسبعين ريال، فثلاث رواتب تعادل ألف ومائة وخمس وعشرين أو مائة لا أدري قد أستعين هنا بحازم ولدي فهو يعمل في البنك ويقدر يحصيها لي، لأني رسبت في الابتدائية في مادة الحساب أربع مرات، أعدت سنتين، والسبب عملية حسابية في الامتحان: اشترى فلان قنطاراً من القطن بسعر القنطار جنيه ذهب ثم باع الأقة بريال و12 قرش و40 هللة و60 بارة فما مقدار مكسبه من خسارته؟ قلت: يا ولدي خذ الورقة بلا مكسبه بلا خسارته، وقلت: والله إني مفلس ما في جيبي هللة، ولا أعرف شكل الريال، ولا الجنيه والبارة أيضاً غير موجودة، وأي قطن؟ وأي قضية؟ نحن لا نجد ما نأكله، وتقول لي قطن وقنطار قطن، أعطيت االمدرس الورقة بيضاء وكان زميلي السيد محمود عنقاوي يقول لي: انقل مني، قلت له: والله ما أنقل منك والأستاذ عنقاوي حاضر يمكن يصححني إذا كنت أخطأت، فأعدت الملحق أيضاً رسبت في الحساب، في سنة ثانية رجعت أعدتها، أيضاً رسبت في الحساب في الدور الأول وفي الدور الثاني، قلت: بس خلاص لم أعد أرغب في الدراسة وهذا يكفي، أريد أن أتولى مسؤولية مع أمي وأخواتي وعماتي، وهذه رحلة الحياة، ولكن التعب لذيذ إذا كان بجد وصدق وإخلاص. |
ولكن لي موقف لا أنساه أو لأحد ما أنساه بعد أن عيَّن الشيخ محمد سرور الصبان وزيراً للمالية ومستشاراً للديوان الملكي واستبشر يوم أن عيني، قال: تعالى انظر كيف أن الليلة حظك جاءتني ترقية، الله يزيدك من واسع فضله، فترك العمل وسلم المكتب لرجل اسمه عبد الله السعد.. ومدير مكتبه رجل اسمه محمد العقيل السليمان، فأصبحت بعد أن أخرجوني من غرفة الضيافة أطلع وأنزل بالتاكسي ولذلك أتأخر نصف ساعة.. ربع ساعة.. ثلث ساعة.. إلى أن جاءني مدير المكتب وقال لي: الشيخ عبد الله يقول لك قدِّم استقالتك وتوكل على الله، قلت: والله يا شيخ إلا الكرامة، هذه هي الاستقالة الله يديمك وأنا مع السلامة، لأن ربنا ما خلق إنسانا ويقطعه، وكتبت عريضة للشيخ محمد حافظ - الله يرحمه - كان يوقع عن وزير الداخلية بأمره ودخلت عليه وهو واضع النظارات بهذا الشكل قدمت له المعروض، فقال لي أهلاً وسهلاً وشرح المعروض وقال لي: أين كنت تعمل؟ قلت له: عند الشيخ محمد سرور الصبان، كتب لي على المعروض يُعيَّن بالمرتبة الثامنة، وأنا كنت في التاسعة، المرتبة الثامنة مرتبها ستمائة وخمسة عشر ريالاً، فعينوني هناك وبسرعة صدر القرار ووقعوا وجلست، ما كان الاهتمام بالوظيفة كبيرا جداً - الله يرحمهم - . |
عريف الحفل: سؤال من الأخ عجلان بن أحمد الشهري يقول: |
ممن من الشعراء كان له تأثير في خطك الشعري ومن من الشعراء المعاصرين تقدر له شاعريته ولماذا؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: تأثرت بشعر امرئ القيس عندما اقتنيت أول ديوان له، استوقفتني قصيدتة تقول: |
لمن طللٌ بين الجدية والجبـل |
محل قديم العهد مالت به الطيل |
عفا غير مرتادٍ ومرَّ كسرحبٍ |
ومنخفض طامٍ تنكر واضمحل |
وزالت صروف الدهـر عنـه فأصبحـت |
علـى غير سكان ومـن سكـن ارتـحل |
|
|
حتى يقول: |
تعلق قلبي طفلة عربيةً |
تنعم في الديباج والحُلي والحُلَلْ |
|
|
لها مقلة.. حتى تحدث فيها بالشعر الفارسي يقول كلاماً مثل كلام الجن: |
وشنصل وشنصل ثـم شنصـل عشنصـل |
علـى حاجـبي سلمـى يزين مـع المقـل |
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكـم كـم |
قطعت الفيافي والمهامة لم أمل |
|
|
ما هذا!!! هذه الكلمات تحتاج إلى قاموس يفسرها، بحكم الزمن الذي كنت أقرأ فيه، هذا أول تأثر، وبالشعر الوطني عندنا في السعودية أقول تأثرت بكل الشعراء حتى لا أظلم منهم أحداً كان لهم العطاء الصادق، والمشاعر الفياضة والجياشة لأنهم أبناء هذه البقعة التي عُلِّقت على أستار كعبتها المعلقات كما قيل . |
عريف الحفل: الشق الثاني ومن من الشعراء المعاصرين تقدر له شاعريته ولماذا؟
|
الأستاذ مصطفى زقزوق: والله من الشعراء الجدد إن كانوا على الأسلوب الغامض والرمزي فأعتقد أن أسلوبهم هذا اعتداء على لغة القرآن، لأن القرآن جاء بياناً صريحاً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض، وإذا كانت هذه الغاية تخدم أغراضا خاصة وبعدا عن قاموس اللغة العربية، فهم بهذا يعلنون الضعف لهذا الأسلوب الذي ينتهجونه. |
عريف الحفل: لي سؤال وسنختم به إن شاء الله، |
الشعراء دائماً يقولون عندما يصل أحدهم سن السبعين يقول أنا ابن خمسين ودائماً الشعراء ما يكتبون في زوجاتهم شعراً فلماذا؟ |
الأستاذ مصطفى زقزوق: الزوجة ربما تكون الملهمة، فهي التي تدفعك، فكيف لا أكتب فيها شعراً هل أحتاج إلى واحدة أخرى لتلهمني من أجل أن أكتب .. فتلك مصيبة.. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذا الكلام يُسجل وسيصل أهل البيت قبلك، !! |
عريف الحفل: وبالنسبة للسن.. الشاعر دائماً يصل للسبعين ولكنه يقول أنا ابن خمسين.
|
الأستاذ مصطفى زقزوق: والله أنا أعترف أني على درجة السبعين من العمر أو تجاوزتها قليلاً ولكنني أحمد الله وأشكره أنني أتمتع بقلب نظيف لا أنام وقلبي ملئ بمثقال ذرة من حقد أو ضغينة أو غضب على أحد. |
عريف الحفل: العمر الطويل إن شاء الله. سؤال موجه لسعادة الشيخ عبد المقصود من الأستاذ المذيع جميل فهمي صحفي ومذيع يقول: |
لقد طرحتم يا سعادة الشيخ أنكم بصدد جعل الاثنينية مؤسسة والسؤال الذي يطرح نفسه منذ متى فكرتم في هذا القرار؟ وفي حال صدوره من قِبَلِكم هل سيكون لهذه المؤسسة نظام معلن؟ وهل يمكن أن يزيد العطاء في المستقبل؟ |
الشيخ عبد المقصود خوجه: الحقيقة هذا أمر راودني كثيراً، وترددت فيه كثيراً، لأن العمل الجماعي نحن نعيشه اليوم فالعالم اليوم يعيش عمل مؤسساتي، ونحن في عصر المؤسسات، ونحن جزء من هذا العالم، والقضية الآن تدور وتبقى قضية الجمع، وباعتبار أن هذا العمل لا يخصني فقط فقد كنت منذ البدء أفكر في كيفية الاستمرارية، ومع الأسف فقد شكك كثير من الأخوان في مصداقية هذا العمل، وهذا شأن عام ما كان يؤثر في نفسي شيئاً، لأني أتصور أن هذا العمل - إن شاء الله ربنا يقدر لي أن أسير فيه - فهو امتداد لمسيرة والدي وجدي قبل ذلك، فالحمد الله كل من سار على الدرب وصل، الآن شعرت أن هذه الشجرة التي أينعت وحان قطافها، وشعرت كما قلت لكم نحن جزء من هذا العالم والعالم يعيش عصر المؤسسات والفرد يزول وتبقى الجماعة كقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "يد الله مع الجماعة"، فوجدت كما قال أخي وحبيبي وعريسنا الليلة أن العمر يتقدم بنا والأيام تمر عندما أرى نفسي أمام 22 سنة منذ أن بدأنا هذه الاثنينية معكم في هذه المسيرة، ومن لا يعترف بالعمر يصبغ شعره كل مرة، والاخوة في جريدة الجزيرة ينزلوا كل مرة صورة وأنا بشنب أبيض، قلت لهم يا جماعة غلطنا مرة وصبغناه أبيض ما الذي حدث!!!!، فيا سيدي وجدت أنه لا بد أن أخرج هذا الأمر من ذمتي لأن هذا ليس حقي، فهي أمانة ويجب أن تكون في يد الجمع. |
ورحلة الألف ميل نبدأ بخطوة ولكن لا أقول أننا بدأنا بالخطوة الأولى فالطريق طويل، عندما آتي الآن وأمامي محصلة صغيرة أرى أن سلسلة وكتب الاثنينية فتح رباني، باعتبار أن هذا الموضوع يخصكم جميعاً ولا يخصني بمفردي، لأن كل من شرَّفنا كرَّمنا، وكل من شرَّفنا بالتكريم في الحقيقة هو صاحب الفضل، ما نحن إلا أسباب، كل من له مداخلة، كل من له كلمة، كل من شارك فهو صاحب فضل، وأنا خلفي إخوان ساندوني وعاضدوني وأحب أن أخصهم بالذكر منهم الزميل سعد سليمان، ساعدنا منذ سبعة عشر عاماً، والأستاذ محمد الحسن، وورائهما فريق مكون من الأخ طارق والأخ أحمد بشير، وهناك جمع كبير يعمل لتنفيذ هذا العمل الذي يحدث أمامكم، وهو شيء يفرحكم بالتأكيد، كأبناء لهذه الأرض الطاهرة، والتاريخ حافل بكثير من المجالس الأدبية كمجلس السيدة سكينة بنت الحسين، وهناك مجالس أدبية على امتداد التاريخ.. ولكن كلها ذهبت كقصص متناثرة في كتب التاريخ والأدب هنا وهناك، والعمل هذا لا يعطينا غير صور ليست واضحة، وفي عصرنا هذا علامتنا وأستاذنا أستاذ الصوالين الأدبية الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، وله الريادة في هذا المجال، - رحمة الله عليه رحمة الأبرار - ويجب أن نعترف له بالفضل والريادة، وكانت في مصر تُعقد الجلسات كما تعرفون، وقد شرفت في يوم من الأيام وحضرت مجلس طه حسين والعلامة الكبير عباس محمود العقاد، وطبعاً كلكم تعرفون صالون مي زيادة، وغيرها من الصوالين الأدبية.. |
الله سبحانه وتعالى أراد لنا في هذه البلد التي نزلت فيها كلمة "اقرأ" إذ لأول مرة في التاريخ وفي العالم كله أن يُسجل حصيلة منتدى أدبي بالصوت والصورة والكلمة في هذه البلد التي بدأت منها الكلمة، لأمر أراده الله بنا وخصنا به، لقد صورنا منذ البدء حفلات هذا المنتدى صورة وصوتاً، الإنسان يريد طرح الذي أمامه من تقدم وأتت الفكرة بعد ثلاثة سنين.. خمسة.. ستة سنين بعدما رأيت أن الأمور استقرت وبدأنا وكانت أمنيتي أن تصدر من مكة مثلاً، أستاذنا المرحوم الأستاذ صالح جمال، له فضل علي كبير في ثقافتي العصرية، وأنا كتبتها في كتاب طلبه أبناؤه البررة وأن أساهم بكلمة عندما بلغت مكتبة الثقافة خمسين عاماً من حياتها - هناك كلمة ارجعوا لها فهي موثقة - أنني تأثرت في ثقافتي إذا كانت لدي ثقافة، بمكتبة الشيخ أحمد السناري وكان صاحب أكبر مكتبة فيما يسمى في القديم "بسوق الورَّاقين"، كانت دائماً حول الجوامع، في الشام الآن مثلاً تجد "سوق المسكية" لا يزال موجوداً، في آخر سوق الحميدية أمام المسجد الأموي، في مكة كان عندنا باب السلام الكبير، أكبر دكان لشيخنا أحمد السناري - رحمة الله عليه - وكنت أذهب عنده ليعطيني كتاباً وأنا ابن ثماني سنين، ولم تكن معي فلوس، والقصة قلتها عدة مرات، وأقولها الليلة لأن الحديث يجر بعضه البعض، مرة جئته لا أدري أين سمعت كتاب "الأغاني" وأنا ما أتجاوز عشرة سنوات نظر فيّ قال: (أنت عارف يا واد) ما هو كتاب الأغاني؟ فطبعاً أنا فكرت أن كتاب الأغاني غناء وكذا،، قال: يا واد "بطولك هذا الكتاب"، قام الله يرحمه بسماحة الناس أيامها ودخل أحضر لي كتاب "تودد الجارية"، كتاب مليء بالمعلومات، كم صفحة بالقرآن؟ كم سورة؟ كم عدد نجوم السماء؟ قصص ذكاء، تركيبة طبعاً وابتدأت اقرأ وهو كلما أحضر له كتاباً يقول لي: اسمع الورق كان الأزرق عند شيخنا مرزا في أول باب السلام، على يدك اليمين تغلفه وتستعمل واحدة من ريش الحمام حتى لا تكسر الورق لأنه مثل الكتاب الذي أعطانا له اليوم وأفضل علينا به الأستاذ ماجد - رحمة الله - عن "أخبار مكة" قلت: أرجع أحافظ على الكتاب وأعطيه إياه، وفي مرة وضعت الفانوس وخفت أن تصير مصيبة في البيت (حريقة) نمت وانقلبت.. فسال الغاز وقامت أمي وليلتها "أكلت علقة" ثم سمعت فيما بعد عن كتب توفيق الحكيم.. طه حسين.. العقاد.. وسمعنا بافتتاح مكتبة "الثقافة" ذهبت إليها أريد أن أشتري أتذكر كتاب "حمار الحكيم" "نهاية ====" آسف قام قلت له: أستاذ جالس سيدي أحمد ملائكة والأستاذ صالح جمال، والأستاذ عبد الرزاق بليلة، ومحمد عبد القادر فقيه أخو الأستاذ شيخنا عبد الرحمن فقيه الكبير وشلة جالسين في المكتبة قال لي: سعره خمسة ريالات..قلت خمسة ريالات..!! يبدو أنه رأى الانكسار على وجهي، قال لي: قف، أدخل هكذا في الدرجة التي كانوا يعملونها لغفوة القيلولة وأيضاً قال لي: خذ هذا الكتاب واقرأه وأعده لي كما هو، ونفس النغمة غلفه، قلت له: أعرف "الشغلة" وهذه متعود عليها من قبل، ثم أعيد الكتاب وأخذ آخر وهكذا، فنرجع لقضية الاثنينية أنا أدين بالكثير من العرفان "للجمالين" وأعني بهما الفاضلين.. الشيخين صالح وأحمد محمد جمال، وكان الشيخ عبد الله بالخير - رحمة الله عليه - دائماً أستاذي ومعلمي وموجهي يقول لي: هذان من أهل بدر، ويعني مغفور لهما ما تقدم من ذنبهما وما تأخر، لأن كانت الصحافة اجتهاد، وطبعاً تأتي دائماً توجيهات أن هؤلاء ما يصدران إلا عن خير، (فشوفوا السماحة). يا أستاذ قال لي هذه فكرة جيدة، وعانينا وعانوا وربنا سبحانه وتعالى أكرمنا بالأستاذ عبد العزيز الرفاعي وساعدنا كثيراً - رحمة الله عليه - وأتاني بمن يطبع له الكتب وهكذا، وأخيراً يأتيني الحاج محمد علي دولة واتفقنا معه على طباعة الاثنينية كما رأيتموها وكنا نلهث على أساس طباعة جزء واحد من الفعاليات السابقة وجزء آخر من الفعاليات الجديدة حتى وصلنا إلى المعادلة التوافقية، والآن كما ترون - الحمد لله - صرنا نطبع فعاليات كل سنة بسنتها وأمامي الآن الجزء العشرين، وهكذا نستمر، الله سبحانه وتعالى خص هذه البلد بالبركة، يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، يعني يريد المولى سبحانه وتعالى في موئل اقرأ أن يسجل التاريخ أول منتدى شئتم أم أبيتم والحمد لله - أليس هذا فتح رباني؟، الآن على الإنترنت أمامي معلومات تقول أن الاثنينية الآن في عشرين جزءً في واحد وعشرين مجدا مرصودة على الانترنت، وطبعاً توقفت الاثنينية سنة العدوان على الكويت نحن وقفنا.. الأعداء يطرقون بابنا فليس من المناسب أن نستمر في حفلات التكريم مع هذه الحرب، وما عملنا شيء، ولكن الباقي الحمد لله في واحد وعشرين مجلد لأن في سنة 1420 - 1421هـ طبعت الاثنينية في مجلدين وعلى فكرة لم تعد لدينا طبعة رخيصة وطبعة غالية هنالك طبعة واحدة بشكلة الجميل الذي ترونه أمامكم لأننا نؤمن بأن كتابنا يجب أن يكون بشكل جميل، والشيخ الموجان أيضاً يؤمن بنفس الفكرة وله الآن كتاب يصرف عليه وما له سيارة جديدة، وسيصدر كتابا إن شاء الله سيهزكم، فالآن الشيء الذي تحت يدنا واحد وعشرين مجلدا في عشرة آلاف صفحة، كتب الاثنينية التي هي "على ضفاف الاثنينية" 26 عنوانا في 39 مجلدا، هذه الفكرة أتتنا فيما بعد، والأساتذة لهم شيء رائع وهم ليسوا قادرين على طبعه وهم ما كانوا يعرفون طريق التجارة، هؤلاء امتهنوا حرفة الأدب وكانوا في محراب الأدب في محراب العلم فأصبحنا نجد بعض أعمالهم وأشياء لها إضاءات، مثلاً زكي قنصل تتلمذنا على يديه وهو يمثل آخر شعراء مرحلة ما يسمى "بالأدب المهجري"، عرفنا عليه أيضاً أستاذنا الأديب ألبير أديب صاحب مجلة "أديب" هذه قصة من قبل لا نريد أن نقول الآن من قبل كم سنة حتى لا تفضحونا وبعضكم يجمع هذه السنوات على تلك ويخر في النهاية بعمرنا ويقول عمركم ثمانين سنة، أحس أقول من زمن سحيق كنا نقرأ له قصائده ثم الأستاذ عبد العزيز - الله يرحمه - كان دائماً يخصني بقصيدة هذا زمان خلا وشوية دواوين وكنا نظن الشاعر زكي قنصل مسلماً، وهذا الرجل على فكرة له قصائد في مدح رسول الله وأنا لا أعرف أنه رجل مسيحي وإذ الرجل له قصائد ودواوين، قال: عندي شيء كثير، وطلبنا منه إرسالها فأرسلها عن طريق وزارة الخارجية، اتصلوا بنا بأن هنا لكم طرداً من الأرجنتين، الرجل دعيناه إلى هنا مع زوجته، واحتفلنا به نحن والشيخ أحمد زكي يماني والشيخ عبد العزيز الرفاعي، وإذا أجد أن للرجل ثلاثة أجزاء وإنما على ورق تالف، قلت لو ضاع كل هذا التراث أي سنذهب؟؟ والله مع الأسف انكبينا.. وتطلع ثلاثة مجلدات، وطبعاً حاولنا وسددنا وهذا حصيلة وجودكم والناس الذين كرمونا، هذه الكتب تسعة وعشرون مجلداً، في اثني عشر ألف صفحة، بما في ذلك بالتعاون مع مجلة المنهل عما قيل شعرا في غزو الكويت تعاونت اثنينيتكم مع المنهل في إصدار ثلاثة أجزاء تحت عنوان "أحاسيس اللظي" وهنالك "التفسير الواضح المفسر" وكتاب "الحضارة في الأندلس" عبارة عن جزأين وهو كتاب أكاديمي طبعته مؤسسة بروتا التي تشرف عليها العلامة الدكتورة الباحثة سلمى الجيوسي وهي الآن في التسعينات، طبعتها على نفقة الآغا خان وترجمناه نحن للغة العربية، والسيدة من عقلها وذكاء الآغا خان قال لها أنا أترجم الكتاب وأموله لكن بشرط كل جزء منه تسنديه إلى أستاذ متخصص ويكون من العالم الغربي في أمريكا، كما تعلموا الكتاب بين أيديكم ونفذت طبعته الأولى والثانية، وفهمت فيما بعد مع الأسف الشديد من ناحية الإضاءة أن الكتاب تقريباً يكاد يكون متكاملاً من حيث الاختصاص في النواحي الاجتماعية.. النفسية.. التربوية.. الموسيقية لم تترك باباً إلا وطرقته، وكلهم أساتذة مرموقين ومتخصصين، الآغا خان أرسل إلى أمريكا طبعاً مائة داعية يقدمونه للطلبة في الجامعات بقراءة حرة وبعد ذلك بصداقاته - وتجدوها في المقدمة - أن الآغا خان أتى بالملك خوان كارلوس وجمع عظيم - ومن غير علمها كما فهمت - أنه دخل ملة الإسماعيلية ومعه كتب ما يقرب أيضاً من مائة ألف اسماعيلي، نحن طبعناه وفيها إضاءات، وأبشركم أنه صار لنا موقع في الإنترنت الحمد لله يحتوي على 22 ألف صفحة وألف وثلاثمائة صورة، هذا غير مشروعنا الآن الذي نشتغل عليه كل مرة ونعيد في كل اثنينية وبعضكم سمع أن لنا مشروع بمناسبة اختيار مكة عاصمة للثقافة الإسلامية ووجدنا أن كتاب الوالد مع زميله معالي الشيخ عبد الله بالخير، يحتوي على الرواد الذين لم يتمكن بعضهم من نشر أعماله، مثل الأستاذ محمد عمر عرب ويقول لي الأستاذ مصطفى زقزوق أن لديه بعض أوراقه، ووجدنا مثلاً أن لحسين باشا سراج عشرة أجزاء، وهي مطبوعة ولكن ستظل حبيسة حتى عام 2005م، كتاب الوالد "أخبار مكة" الذي أهدانا له الأستاذ ماجد سعيد - رحمة الله -، وللأستاذ عبد الحميد عنبر أول كتاب سينشر له، والأستاذ عبد الحق نقشبندي سننشر أيضا أعماله الكاملة، وهو أول محامي تخرج بشهادة وضعناها في الكتاب كوثيقة من رئاسة القضاء آنذاك، وهناك كتب أخرى للسيد محمد العربي والأستاذ أحمد قنديل، وورثة الأستاذ عزيز ضياء جزاهم الله خيراً وخاصة الأستاذة دلال ضياء وهذه بمثابة ابنتي، أعطتنا أشياء لم تنشر من قبل وسوف نطبع المجموعة الكاملة له، الأستاذ محمد حسين زيدان له خمس وسبعون كلمة قالها في حفلات تكريم الاثنينية، ووجدنا أن نضم كل كلماته في جزء منفصل، وأيضا أستاذنا محمد إسماعيل الجوهرجي نعتبره أيضاً من شعراء مكة الجيدين، وجدنا له أربعة أجزاء، وإذا الأستاذ ما شاء الله ألف جزءاً جديداً في باب العروض أيضا ضميناه لما سبق، والحمد لله أبشركم أن السيد محمد العربي المربي الكبير أيضاً أعماله الكاملة تحت الطبع عندنا الآن 18 مجلداً تقريباً تحت الطبع، يعني هذه حصيلة كبيرة ما في شك، يعني مهما عملنا في حق مكة المكرمة فهو قليل، وهذه بشرى وإن شاء الله نحن نقدر ندخل كتاب "جينيس"، باعتبارنا أول منتدى أدبي في التاريخ سُجِّل بالصوت والصورة والفيديو، ولولا الأساتذة الكبار الذين كرّمونا وشرّفونا وأعطونا الفرص لتكريمهم ومداخلاتكم وأسئلتكم وتطورت الاثنينية ومن هنا بدأنا الفكرة، هنالك استبيان حول تحويل الاثنينية إلى مؤسسة سوف سيصلكم قريبا، من ترشحون؟ كم عدد أعضاء المجلس ؟ ونريد أن نكون ديمقراطيين في اتخاذ القرار ويمكنكم الاتفاق على فلان بالأكثرية ونحن سنكون مشرفين ونعمل تمازج بين الجيل القديم والجيل الجديد حتى تتلاقح الأفكار وإن شاء الله عندها سوف أنسحب وما عاد لي مكان، هم ينتخبون بعضهم البعض كم العدد.. كم كذا؟ فهذا شيء يخصهم، أنا أعتقد أنهم سيكونون المسئولين عن النظام وكيفية إدارته وتنظيمه وطريقته، وهكذا ستكون القضية فيها كل الحرية، وأنا سأكون أحد أعضاء المجلس لأن الأمانة ما تنتهي هكذا، الأمانة لها تكملة وبكل تواضع أقول لكم إنني إن شاء الله سأشتري أرضا ونقيم عليها مبنى، وأنا لي عادة إذا لم أجد الشيء أمامي لا أتكلم حتى يرى النور، إن شاء الله الخطوة الأخرى لا نريد أن نسير - إذا ربنا أكرمنا - إلا ونوجد لها وقفية تستطيع أن تستمر وهذا ما يسمى في الغرب فونديشن foundation فإن شاء الله بأنفاسكم الطاهرة ودعائكم معنا تتحقق الآمال، وربنا على ذلك قدير. |
وأنا أقول لكم، نشرت إعلان في الجرائد، اتصلت بالصحف، اتصلت بالإخوان أحدهم الأخ الأستاذ مصطفى زقزوق كان ملازماً للأستاذ حسين سرحان، ورجل بذل كل جهده ما استطاع، والله يؤازرنا ويساعدنا، الذي نستطيع نحصل عليه هو لكم ومنكم، أستاذ أسامة أنت أخ وعمنا السباعي كان يجرنا من أذننا كما يجرك من أذنك، وكان صديقا للوالد منذ الصغر فنحن نبذل الجهود ونعمل جهودنا، وكان هو من المشجعين الكبار لنا، والحمد لله ربنا كلل هذه الأمور بالتوفيق والنجاح، وإن شاء الله يتكلل الباقي. |
وأنا أقول لكم قصة أستاذنا وشاعرنا الكبير الغزاوي، 12 سنة كنا نجري وراء الورثة حتى جمعناهم وقد أعطوا الأوراق في عهد الأخ صديقنا وزميلنا الدكتور راشد الراجح وكان فضل الدكتور سهيل قاضي كبيراً، وشكل لجنة ثم قلنا أعطنا الأوراق يا رجل وعندما جاءتنا وضعت يدي على رأسي، وشاعرنا الأستاذ أحمد غزاوي على فكرة كان أنيقاً في ملبسه.. وفي أوراقه وجدنا أنفسنا أمام مفترق طرق غريب وهنالك رسالة دكتوراه للأستاذ العطوي قدم جهده وجزاه الله خيراً، عملنا مسح ببلوغرافي كامل للصحف التي قدرنا عليها ووجدنا أمامنا هذه الأوراق والقصائد المنشورة في الصحف وقارنا بين ما هو موجود للعطوي واثبتناه له في الهامش وبين الكم الكبير الذي لم نعثر عليه بين رسالة الدكتور العطوي ناقصة لأن الشاعر يأتي في آخر لحظة يخفي قصيدة أو بيتاً نحن لا نعرف لماذا أخفاه؟ وجدنا أنه يجب أن نضع القصائد كما هي، ووضحنا في الحواشي، وأنا الشخص الضعيف كان لي شرف تحقيق هذا الكتاب فقد أجبرت على هذا، وجدت للأستاذ الغزاوي قاموساً حجازياً أعطي معلومات للإخوان وكثيراً ما كنت أصحح للجنة الأسماء المسميات التي لا يعرفها إلا أبناء الأرض الذين عاشوا تلك الفترة والبيئة عاش أستاذنا حسين سراج ما لقينا صعوبة أبداً في جمع أعماله، وهو الحمد لله أمامكم عشرة أجزاء والبقية تأتي إن شاء الله، ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق ويجعله هذا خالص لوجهه الله وإن شاء الله يكون عملاً مبروراً، ولكم كل الفضل، وكل من يشاركنا ويشرفنا يكرّمنا، فنحن ليست لدينا رقاع دعوة ونكرر دائماً وندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل الأمر هذا لوجهه، وأنا سعيد لما أرى وجه من الوجوه ويحضر لي شخص معه ويحضر للتكريم هنا ويشارك، لأنه هذه الليلة لكل رجال الكلمة، حتى كانت القنصل الأمريكي هنا جاءتنا في الحفلة قبل السابقة طلبت تحضر قلنا لها تفضلي أنت قنصل دولة، سيكون موقعك على المنصة الرئيسية، وجاءت وجلست وقالت أريد من يترجم لي، قلت لها احضري معك مترجمك ونحن منفتحون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأترك الفرصة لعريف الحفل.. |
|