شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أحمد سالم باعطب ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيها السادة الأفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد فهذه رسالة من مهد القرآن:
رسالـة مـن مهـد القرآن إلـى أم القرى
ومن مغرز الإيمان شع ومن حِرا
ومن المروج الخضر من وادي قبا
تسري نسائمها تعطر خيبرا
ومن الرمال البيض باسمة الضحى
تسقيهم بدر العظيمة كوثرا
والنصر بالإيمان فاض ثناؤه
غمر السهول تألقاً وروى الذرى
يا ابن الذي أرسى دعائم حكمه
بالحزم والنصر المبين مؤزرا
بسطت إليك المكرمات أكفها
مبرورة القسمات مشرقة السرى
ومضت تُقبِّل راحتيك تطلعاً
لغدٍ يزف لك النجاح مظفرا
يا ابـن الـذي أعلـى سـماك صروحنا
نسج الرداء لها وشدَّ المئزرا
أنت الذي أهدى إلى خلجاتنا
نوراً يطوف به الشموخ مبشرا
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما هذه الأبيات الشعرية التي صاغت كلماتها موهبة متفتحة رسمتها ريشة فنان مبدع عشق موطنه عشقاُ جماً وقرأه سيرة ذاتية تفيض بالحب ونجماً وضّاءاً، ولنقرأ لضيفنا الشاعر هذه الأبيات لنلمس فيها ما يهز الشعور ويحرك الوجدان، ويقول فيه الشاعر مصطفى بن عبد الواحد زقزوق في ديوانه الموسوم بمرابع الأنس في صفحة 68 تحت كلمة "أمنيات"، يقول:
كيف لا أشتكي بطول الخصام
حين أسرفتُ في حديث الملامِ
أنت بادرتني بهجر طويل
ثم أنذرتني بمنع السلام
كيف حالي وقد براني غرامي
من لهيب الهوى وعنف الهيام
أشتكي تارة إليك وأبكي
بدموع تفيض مثل الغمام
ضاع صبري من التجني وفيه
وطأةٌ خلتها كحد الحسام
قد رميت الفؤاد مني بسهمٍ
لست أقوى على انتزاع السهام
يا لك الله من حبيب عصيٍ
حسبك الله يا رقيق القوام
أمسكت حدة الخصام لساني
فكأني هنا عيي الكلام
بين عينيَّ كل ماضٍ أنيس
وزمان مكلل بالوئام
 
ويقول في مقطوعة أخرى:-
والندى والوفاء يجري سجالا
أريحيّ الصفات عفّ اللسان
وتنادت إلى الرحيل ركابي
وأباح الهوى رقيق البيان
واستجابت مدامعي وشجوني
بين فرط النوى ولهو الأماني
وتجاسرتُ للوداع وقلبي
دائب الخفق ممسك في عناني
كيف لي بالفراق بعد ائتلافٍ
وانتهى الحلم كله في ثوانيِ
 
هذه المقطوعة التي كتبها شاعرنا المبدع مصطفى ابن عبد الواحد زقزوق وهو من الشعراء القلائل الذين يولون أعمالهم الشعرية عناية خاصة فلا يغوصون في الغموض ولا يعمدون إلى التكلف ولا يميلون إلى استخدام سقط القول مما يأباه الذوق السليم، وقبل كل شيء أريد أن أسرد قصيدة أختم بها هذه الأمسية الخاصة به، وسأرد عليها بكلمات أو بأبيات أخرى فأقول:
يا لبيب النهى ونبض المشاعر
مبدع في المسير أنت وشاعر
بلبل يأسر العقول بشدوٍ
تتغنى بها الرؤى والخواطر
روضك الأفق بالفتون غنياً
أنت من أجل حبه العمر ساهر
في بحور الخليل أنت خبير
تحسن الغوص لاصطياد الجواهر
ولك الأرض جنة مصطفاةً
فتنقل كما تشاء وسافر
يا صديقي إذا أطلت التنائي
وتجاوزت ما تكن الضمائر
وتبرأت من رضاب التلاقي
وتساميت عن بريد الحناجر
أترانا نطيق عنا اصطباراً
إن تكن قادراً فلست بقادر
في الختام أهنئ الشاعر المكي في ليلة عرسه، فهو عروس هذه الاثنينية، وأشكر المحتفي سعادة الشيخ الفاضل عبد المقصود خوجه الذي يقدم لنا كل اثنين روضة من رياض العلم والأدب مثقلة بينعها وروضة من رياض العلم نجني من ثمارها ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا إن شاء الله، وشكراً ندياً بالحب والاعتذار للسادة الحضور على تحملهم مشقة الاستماع لهذه الثرثرة والاعتذار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: إذاً ننقل لاقط الصوت إلى فضيلة الشيخ الأستاذ، المعروف لدينا بعلمه وفضله فضيلة الشيخ محمد بدر الدين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1100  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.