شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقـَدّمَة
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه.
يسعدني ويشرفني أن أضع بين كريم أياديكم عنقوداً غضاً من كرمة (الاثنينية) وهي تزدهي في عامها الثامن (1410هـ)، وقد بدأ نتاجها يظهر في باكورة المطبوعات التي استهللتها بعام 1403هـ على أن أجمع بين طرفي عقدها وأقدم كل عام جزءاً بثلة من الأولين وجزءاً آخر بثلة من الآخرين حتى يكتمل البناء وتأتي بعد ذلك كل مجموعة في عامها الذي شهد انعقاد أمسياتها الندية المباركة.. وقد نوهت عن ذلك في مقدمة الجزء الأول وهو هو الجزء (الثامن) يضم بين دفتيه سبع عشرة حلقة اكتمل عطاؤها خلال عام 1410هـ.
كان من المفروض أن يأتي أولاً الجزء الخاص باثنينيات عام 1411هـ لكن الأحداث العاصفة التي تعرضت لها المنطقة والعدوان الذي استنكره العالم كله على دولة الكويت الشقيقة من قبل النظام العراقي وما صاحب ذلك من تجميع للطاقات من أجل إزالة العدوان وآثاره جعل من غير الجائز بل من غير الممكن مواصلة المسيرة الخيرة في مجال الفكر والأدب بينما تغتال أبسط القيم الإِنسانية الحضارية وبطريقة بشعة في الوقت الذي تحول فيه العالم بأسره نحو احترام آدمية الإِنسان وحقه في العيش الكريم بعيداً عن القهر والتسلط.
تلك الأحداث الدامية وما تركته من آثار سلبية انعكست على مسار (الاثنينية) فاحتجبت لعام كامل نشرت خلاله بالتضامن مع دار المنهل بجدة كتاب (أحاسيس اللظى) في ثلاثة أجزاء ضم معظم الأشعار التي قيلت بهذه المناسبة. وبانكشاف الغمة وعودة المياه إلى ينابيعها عادت (الاثنينية) لمواصلة نشاطها العادي في تكريم الرجال واستئناف منهجها لتصل بإذن الله في النهاية إلى تكوين موسوعة أدبية تعين الباحث والدارس في المستقبل وتلقي الضوء على جزء من النشاطات الأدبية التي تجمع صفوة المثقفين في حوارات مفتوحة لم تقتصر على أدبنا المحلي فقط إنما تجاوزته لتشمل لقاءات مع كثير من أدباء الدول العربية الذين شرفنا بلقائهم أثناء زياراتهم لبلدهم الثاني المملكة العربية السعودية.
ولعل القارئ يلاحظ اختلافاً نوعياً في ما اشتمل عليه هذا الجزء حيث لم يقتصر على جانب الذكريات كما هو الحال في معظم حلقات الجزء الأول، لكنه حوى بجانب الذكريات الدخول في كثير من القضايا المعاصرة. وكان لمداخلات الأساتذة الحضور دور كبير في إثراء الحوار ومناقشة بعض القضايا الأدبية والفكرية ذات الصلة بالحياة اليومية.. والتصورات لما يجب أن يكون عليه الحال من أجل رفعة ورفاهية المجتمعات العربية والإِسلامية والنهوض بالحركة الأدبية والفكرية على أوسع نطاق ممكن.
ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر الأساتذة الكرام الذين كتبوا لي أو اتصلوا هاتفياً مقرظين ومعربين عن سعادتهم بصدور الجزء الأول وقد كان لمشاعرهم الرقيقة أثر كبير في الإِسراع بإصدار هذه الجزء على أمل أن تليه البقية تباعاً كما أسلفت.
كما أنوه أننا قد عملنا ما في وسعنا لتلافي الأخطاء التي لاحظها بعض الأساتذة في الإِصدار السابق آملين أن يكون هذا الجزء خالياً إلى حد كبير من الأخطاء المطبعية وخلافها. سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لإِخراج الأجزاء الباقية ومواصلة عطاء الاثنينية في المستقبل بما يثري المكتبة العربية ويعين الدارس والباحث بالمعلومة المفيدة والطرفة الجيدة والكلمة الطيبة.
عَبد المقصُود محمّد سَعيد خوجَه.
 
طباعة تحميل
 القراءات :1789  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 196
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.