شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ محمد صلاح الدين ))
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة صاحب الحوض المورود والمقام المحمود، وعلى أهله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحديث عن أخي الدكتور عاصم حديث ذو شجون، وأود في البداية الحقيقة أن أبدي إعجابي بمعالي أستاذنا الدكتور غازي عبيد مدني فهو أستاذ اقتصاد أساساً، لكنه الليلة برهن على أنه ناقد أدبي وتاريخي ومحلل فكري من الطراز الأول.
أخي الدكتور عاصم.. قد لا يعلم الكثرة الغالبة من قرائه أن وراء كتاباته التاريخية والأدبية والفكرية ومعاركه في بعض الأحيان نفساً كريمة زكية، تفيض على كل من حولها بالمودة والرحمة، وتعيش هموم الأمة وآلام الناس، وأن وراء هذه الكتابات قلباً كبيراً عامراً بالغيرة على حرمات الله، ومواريث الأمة، وثوابت الدين، من أهم ما تتميز به كتابات أخي الدكتور عاصم: تلك العناية الشديدة بالتأريخ لمجتمعات المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتأسيس لما ساد هذه المجتمعات من خلائق النبوة والتلاحم والتراحم والتكافل، وما وَطَّدَ وشائجها من المروءة والمثل العليا التي عاشت بها هذه الأجيال سعيدة راضية، لكن ما لا يعرفه قراء الدكتور عاصم أن الكاتب يعيش في واقعه هذه المثل ويتمثلها في حياته، ولعل هذا الجانب هو ما يسبب الكثير من الضيق والأذى لأخي الدكتور عاصم، ذلك أنه يتعامل مع الناس جميعاً بحس مرهف للواجب والمسؤولية والتزام دقيق بالمروءة والواجب والمسئولية، ويحسب أخي عاصم من طيبة قلبه أن الناس جميعاً كذلك وما هم بكذلك، وتكون النتيجة أنه يتأذى كثيراً مِنْ بعض مَنْ حوله، فقد اختلفت أحوال كثير من الناس فلم يعودوا يرون قضايا الواجب واللياقة بالأهمية التي يراها أخي عاصم، ولم يعودوا يحفلون بالالتزام بالواجب والمسئولية، وهكذا يعيش أخي عاصم من وراء كتاباته وحياته ومسلكه معاناة وجدانية لا يعرفها إلا الذين يعيشون بقربه.
لقد تلقى أخي عاصم دراساته العليا كلها في جامعة من أرقى الجامعات البريطانية، وعاش الكثير من سنين نضجه الفكري في إنجلترا، لكن ذلك كله لم يؤثر فيه بل استمر أشد اعتزازاً بلغته وحضارته وأشد استمساكاً بدينه وأشد محبة والتصاقاً بأهله وقومه، ومن هنا قد نفهم الشدة التي تبدو في معالجات أخي عاصم التي يتناول فيها بالنقد نفراً من المستغربين الذين افتتنوا بحضارة الغرب وبهرتهم أضواءها على جهل بما عندهم من تراث عظيم.
أعلم أن أخي الأستاذ عبد المقصود حريص على الوقت.. فقط لدي جانب أخير، أعلم أن أخي عاصم سيغضب مني إذا تحدثت عنه، لكن اليوم في مجال تكريم يعطي القدوة ويقدم المثل للناس، إن أخي عاصم مسكون بحب ومساعدة الضعفاء وذوي الحاجة والمسغبة، إنه يقضي الكثير من وقته في سد حاجاتهم وستر عوراتهم وتجنيبهم مذلة السؤال، وإنه ليعلي بذلك من شأن المروءة، ويفتح للمقربين من أحبابه أبواباً من الخير العميم ذلك أن الذين يسعون في حوائج الناس سيكونون هم الآمنون يوم القيامة.
تحية لأخي عاصم في ليلة تكريمه، مثلاً كريماً وأسوة حسنة وسيرة عطرة، وتحية لصاحب هذه الليالي الطيبة الاثنينية، أخي الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، حسبه من الفضل أنه يفتح للناس أبواب العرفان، ويعلم الكثيرين وجوب الوفاء، ويعرف لذوي الفضل فضلهم ولا يعرف الفضل إلا ذووه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: أما وقد انكشف المستور فإنني أشهد في هذا الرجل سعيه الحثيث لمساعدة الضعفاء والفقراء وأصحاب العوز، يسأل ويلح ويجري من مكان إلى مكان ليقضي حاجاتهم إنني شاهد من شهود كثيرين يشهدون له بهذا.
عريف الحفل: ننتقل إلى سعادة الدكتور جميل مغربي أستاذ الأدب والنقد ورئيس قسم اللغة العربية، السابق بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز فليتفضل.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1070  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج