(( كلمة معالي الدكتور غازي عبيد مدني ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. |
أيها الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
أولاً: جزيل الشكر لصاحب الاثنينية أستاذنا وشيخنا الأستاذ عبد المقصود خوجه أن يحتفي بما يمكن أن نطلق عليهم روادا في الأدب.. في العلم.. في التوجيه التربوي.. في الكتابة الصحفية، فله منا جزيل الشكر وله منا الدعاء، أن يديم الله عليه الصحة والعافية، وإلى أن يحولها إلى مؤسسة كما يشاء. |
الأخ الزميل الأستاذ الدكتور عاصم حمدان يستحق كل هذا الثناء.. كل هذا التكريم، وأنا لا أقول هذا إلا عن معرفة بشخصه الفاضل، ولم أتعود أن أتكلم عن أي شخص مهما كان لسببين: الأول: أخاف أن أبهته والثاني: أخاف أن أظلمه، أما زميلي وصديقي الأخ عاصم فلا مانع لدي من أن أبهته أو أظلمه أيضا،.. عاصم حمدان فتح عينيه في المدينة المنورة.. تنسم عبق المدينة المنورة.. نشأ في المدينة المنورة.. بُنيت عظامه من تراب المدينة المنورة، فهو تعلم من هدي وخلق رسول الله عليه الصلاة والسلام، المدينة المنورة منذ أن هاجر إليها سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله طبعت بطابع خلقه.. بخلقه العظيم، المدينة.. طيبة الطيبة، تطبع من يعيش فيها ومن يتنسم عبقها تطبعه بطابعها، طبعت عاصم حمدان الابن بطباعها ففتح عينيه على المدينة المنورة.. على خُلق المدينة المنورة، ثم نشأ في كنف والده فتعلم منه الشيء الكثير، كان والده -رحمه الله- يختلط بالناس كان عمله هو الناس، هو رعاية الناس، هو الاهتمام بالناس، نشأ الابن عاصم في كنف والده مع الناس، وقد أثر ذلك عليه كثيراً فيما بعد حين بدأ يكتب تجاربه ويستخدم خبرته وعلمه في كتابة ما يمكن أن نُطلق عليه "الرصد التاريخي المستقبلي". |
ثم انتقل عاصم حمدان الابن إلى مكة المكرمة، فتصوروا من يفتح عينيه في المدينة المنورة ثم يفتحها مرة ثانية في مكة المكرمة بين مدينتين لا أعظم منهما على سطح البسيطة كاملة، يتعلم من المدينة ويتعلم من مكة المكرمة ويتعلم من شيوخهما الشيء الكثير، علماً وأدباً وخُلقاً، ثم عرفته بعد ذلك أستاذاً في الجامعة، عرفت عنه بعد أن أصبحنا زميلين أنه إذا حدث فلا يكذب، وأنه إذا عاهد فلا يخون، وأنه إذا خاصم فلا يفجر، وأنا لا أقول هذا مجاملة فلا أعهد في نفسي ذلك، خاصة مع أخي وزميلي وصديقي الدكتور عاصم حمدان، فقد عشت معه الكثير من التجارب فأجزم أنه إذا خاصم لا يفجر، بل يسعى إلى الصلح من جانبه، وأشهد له أيضاً أنه يسعى بين الناس بالصلح، وأشهد له أيضاً أنه إذا حدث لا يكذب فهو لا يحتاج إلى ذلك، فلديه الشجاعة ألا يكذب ولا يحب ذلك، ولي معه تجارب كثيرة مع كثير من الأصدقاء في مواقف كثيرة عرفت عنه فعلاً هذه الحقيقة. |
عاصم حمدان تعلم من أبيه أن يعرف الناس فعرف الناس وكتب عنهم، تعلم من المدينة ومن مكة الخلق فنقل هذا إلى تلاميذه في الجامعة، تعلم من شيوخ المدينة ومن شيوخ مكة المكرمة الأدب والعلم فنقله ليس فقط إلى تلاميذه ولكن إلى جميع الناس على صفحات الصحف، فهو ذو قلم سيّال يبدو أنه حتى إذا نام ينام مفكراً ماذا سيكتب غداً؟ ولكي لا أطيل.. ولا أريد أن أبهت أيضاً حتى لو كان أخي وزميلي الدكتور عاصم في حقيقة الأمر ما كتبه الزميل الدكتور عاصم ممكن أن يُصنّف إلى نوعين من الكتابة، الكتابة الأدبية، ولست بالذي يستطيع أن يتحدث عن هذا الجانب فله متخصصون وأنا لست من ذلك. |
أما الجانب الآخر وهو ما يمكن أن أسميه "الرصد التأريخي المستقبلي"، عاصم حمدان كان يكتب.. الآن انتقلنا من عاصم الابن إلى عاصم الأستاذ فأنا أقول الأستاذ الدكتور عاصم حمدان بدأ يكتب عن أناس كثيرين في المدينة المنورة ومكة المكرمة، الذين يكتب عنهم يبدو لأول وهلة أنه يكتب عن أشياء قد تبدو في ظاهرها لا رابط بينها، ولكن إذا تعمقنا فيها نجد أن الدكتور عاصم لا يكتب لنا في الواقع لكنه يكتب إلى الجيل القادم، يكتب للمستقبل يكتب للقرن القادم، فانظر مثلاً: إذا كتب اليوم عن عالِم جليل وصفه وصفاً دقيقاً والجميع يعرف ذلك العالِم ويعرف أن الكاتب هذا لا يكذب عليه لأنه يكتب عن حاضرين.. أحياء نعرفهم نحن، ولكن الذين لا يعرفونهم هم الجيل أو الأجيال القادمة بعونه تعالى، فلذلك هو يكتب للمستقبل ولا يكتب للحاضر يكتب للمستقبل يريد أن يقول أنني أبعث للمستقبل.. لجيلي وأجيال المستقبل رسائل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، أنا أرصد لكم شخصيات المدينة المنورة، وشخصيات مكة المكرمة، علماء.. عاملين.. مهندسين.. أطباء.. شخصيات الأستاذ الدكتور عاصم ليست شخصيات من نسيج خياله يجعل من هذا فارساً مغواراً ومن هذا عالِماً.. ومن هذا مهندساً.. لا.. شخصيات الأستاذ الدكتور عاصم شخصيات حقيقية شخصيات إما عاشت أو تعيش بيننا حالياً فعلاً، يصف هذه الشخصية وصفاً دقيقاً في ملبسها.. في مأكلها.. في علمها.. في مشيها.. حتى في رواحها وغدوها إلى المسجد وإلى البيت. |
الدكتور عاصم يتحدث مع جيل المستقبل ليقول لجيل المستقبل لا تخافوا من العولمة.. لا تخافوا من هجمة عليكم، أنا أبعث لكم من مكة المكرمة ومن المدينة المنورة رسائل تنير لكم الطريق هؤلاء هم سكان مكة والمدينة، هؤلاء الناس تعودوا أن يمشوا في خط.. في طريق واحد، يذهبون إلى مسجد واحد، يصلون صلاة واحدة، يقرؤون كتاباً واحداً، يسلمون على حبيبٍ واحدٍ، فهم نسيج واحد، وهذا النسيج مادام واحداً فلا تستطيع أي هجمة أن تفتته، لا يستطيع أحد أن يكسر الرماح وهي مجتمعة، نعرف هذا حقيقة، وهي رسالة على درجة كبيرة من الأهمية خاصة في هذه الأيام، قد يتساءل البعض لماذا يكتب الأستاذ الدكتور عاصم هذا الكلام عن هذه الشخصيات ويصوِّر مثلاً ما عُرف في المدينة عن "الخستة" شخص كان اسمه "الخستة" كان حلاقاً لكنه كان يمثل الشهامة، يمثل الكرم الطبيعي، يمثل الشخصية الانفعالية الطبيعية، شخصية الجميع يريد أن يكون مثل ذلك الشخص العادي، يكتب عن الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف شخصية أصبحت محبوبة في المدينة يجُلّها ويقدرها الجميع، والكثيرون يريدون أن يكون عبد العزيز بن صالح، إذن هي رسالة أو رسائل كثيرة إلى المستقبل. |
الأستاذ الدكتور عاصم أيضاً يتكلم عن مكة والمدينة.. عن أحيائها، أجيال المستقبل لا بد وأن تعرف مكة والمدينة كيف كانتا؟ ومن كان يسير في دروبها؟ وكيف كان يسير؟ وماذا كان يلبس؟ وماذا كان يقول؟ ماذا كان يأكل؟ هذه هي الركيزة التي نعيش عليها نحن وسوف يعيش عليها الأبناء والأحفاد في المستقبل، الأستاذ الدكتور عاصم حقيقةً لم يكتف بأن ينقل علمه وخبرته إلى تلاميذه في الجامعة ولكن نقل خبرته وعلمه إلى جميع الناس على صفحات الصحف، ثم جمع علمه وخبرته وكتاباته في عدد كبير من كتبه التي قرأناها جميعاً وعرفناها جميعاً. |
الشكر الكبير إلى أستاذنا الفاضل الأستاذ عبد المقصود خوجه، أن يحتفي بشخص من هذا النوع، أنا أرجو من الأخ الأستاذ الدكتور عاصم وبما أنه أستاذاً في قسم اللغة العربية أن يجعل اللغة العربية وكأنها إحدى شخصياته التي تسير في دروب مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويهتم باللغة العربية لأننا في أمسّ الحاجة لحمايتها في هذا الزمن. |
ويطيب لي أن أتكلم كثيراً عن زميلي الدكتور عاصم حمدان، ولكن هناك بعض الزملاء أيضاً يودون الحديث عنه، فأشكركم جزيل الشكر على حسن إصغائكم، وأرجو من زميلي الأخ الدكتور عاصم أن "يفوِّت" بعض الشيء إذا قصرت في حقه وشكراً جزيلاً.. |
|
الشيخ عبد المقصود خوجه: الحقيقة محبو الأستاذ الدكتور عاصم حمدان كُثر، وإذا قضينا وقتنا حتى الصباح لنترك مجالاً لكلٍ منهم لأنه يُصِّر على الكلمة فلا مانع لدي، فأنا لا أحكم لأن الاثنينية أنتم تحكمونها الليلة، فإذا اكتفيتم فأشعروني وإلا فإنني سوف أترك المجال لكل من يريد التحدث، فأنا آسف. لا أستطيع أن أحدد الوقت.. أنتم لكم الحكم، فأمامي جمع كبير من الأسماء والأولويات كلهم بادروا وأشعروا سكرتارية الاثنينية منذ البدء. |
|
عريف الحفل: إذن ننقل لاقط الصوت إلى سعادة الأديب والكاتب الإسلامي المعروف الأستاذ محمد صلاح الدين. |
|
|