فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
(( الحوار مع المحتفى به )) لدي كثير من الأسئلة سأطرح القدر الممكن ويعذرني الإخوان إذا لم نتمكن من طرح كل الأسئلة لضيق الوقت، فليتفضل عريف الحفل .. عريف الحفل: أيها السادة بدايةً وقبل أن نفتح باب الحوار مع سموه الكريم وردني اعتذار من معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والداعية الإسلامي المعروف، لعدم تمكنه من الحضور لتكريم سموه، حيث أن معاليه موجود الآن خارج المملكة في إيران. وهذه قصيدة من سعادة الأستاذ الأديب حسين سراج بعثها من القاهرة في مناسبة تكريم سموكم:- شرف لي حضورك يا أميري وعطف منك منقطع النظير فآل سعود لا شعري ونثري يؤدي الشكر للفضل الكبير وددت لولا برح آلامي على رأسي مشيت بلا مجير وأدعو الله يحفظكم منارا يضئ لنا الليالي كالبدور   أيضاً الاثنينية تعتذر لبقية الأخوة الذين طلبوا إلقاء قصائد شعرية، ولقد حاولنا في هذه الليلة وبتعليمات من الشيخ عبد المقصود أن نفرد أكبر مساحة من الوقت لكي نستمع إلى سموه ونفتح باب الحوار، الأسئلة يا سمو الأمير كثيرة وأعانكم الله، فهذا سؤال من الدكتور حامد السيوطي الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بجدة، يقول: لكم فضل الريادة في اقتحام الفضاء الخارجي، وأوجدتم للعرب مكاناً في ساحة لا وجود فيها إلا للعظماء الأقوياء، وهذا شرف تعجز عنه الكلمات، ولكن لماذا التوقف عند رحلة الريادة؟ ولِمَ لمْ تستمر الرحلات لتمكين المكان الذي أوجدتموه لأمتكم؟ لماذا لم تتبنوا مشروعاً عربياً للفضاء الخارجي، وغزوه بالعلماء والباحثين، لِنُوجد لأمتنا قوة حقيقية تلك القوة التي وصلت لها الصين أخيراً رغم تأخر الريادة عنها؟! الأمير سلطان بن سلمان: طبعاً حادثة (تشالنجر) الذي حصل في 1986م كان نقطة تحول في برنامج الفضاء الأمريكي، أنا أول شيء أقول أنها كانت تجربة مهمة كثيراً، أنا كشخص مع الفريق العلمي كانت تجربة رائعة أتمنى أن تعود تلك السنين، سنين التوافق وسنين البناء، ليست سنين التوتر خاصة في العلاقات البشرية، لا أقول العلاقات بين الدول ما شاء الله حكومة المملكة العربية السعودية والحكومة الأمريكية بينهما علاقات ممتازة الآن وتبنى الآن على أساس حقيقي وصحيح وهناك وضوح في هذه العلاقة، لكن أعتقد أن العلاقات البشرية فيها نوع من التوجس بين الأطراف في هذه القضية، أذكر أنها كانت تجربة غنية جداً. تجربة المعيشة في أمريكا في تلك الفترة والعمل مع المجموعات العلمية وما تعلمناه في هذه التجربة كان كبيراً جداً. وأردنا أن تستمر هذه التجربة بعد رحلة الفضاء، فكان هناك نقاش قوي جداً مع الإدارة الأمريكية بإتاحة عشر رحلات كل سنة للعلماء السعوديين والمختصين على أساس أن يصلوا لمرحلة المشاركة في وقت فيه (سبيس ستيشن) في المحطة الفضائية، من المؤسف أنه بسبب حادث تشالنجر، توقفت رحلات الفضاء لسنوات عديدة ثم تاه مشروع المحطة الفضائية، ولكن في كل الأحوال لا ينظر إلى أن الوصول إلى الفضاء كبني بشر أنه هو قمة التطور وقمة الإنجاز العلمي هناك رمزية كبيرة في الصين أنا كنت فيها عندما أُطلق الصاروخ وأكن تقديرا كبيرا للصين؛ لأن الصين اليوم يبني نفسه وهناك مبادرات كثيرة، في الصين اليوم هناك البناء الاقتصادي والبناء العلمي والبناء المتدرج نحو البناء المؤسساتي. هي تجربة أعتقد أن التاريخ سوف يسجلها يوماً من الأيام من أنجح تجارب رحلات النقلات في المجتمعات المحلية، لكن أيضاً الصين لم تأتِ من فراغ، هناك برنامج في الصين أقيم على برنامج عسكري في وقت التناحر والتنافس العسكري، والبرنامج الصيني لم يقم من فراغ ولكن قام على أساس علمي. اليوم لو سألتني وتقول لي: ما هي أكثر قضية ملحة في المملكة العربية السعودية اليوم التي يجب أن يخصص لها كل طاقة وكل جهد؟ أقول لك: قضية التعليم، هي القضية رقم واحد، في أي مجتمع في الدنيا هي التعليم ثم التعليم ثم التعليم، التعليم هو أساس كل شيء، أساس الاقتصاد وأساس الاستقرار الاجتماعي وأساس الاستقرار السياسي وأساس بناء الدول، وأساس العلاقات الإنسانية بين الناس، ولا أقصد التلقين أو التربية أو الكلام هذا كله، أنا أقصد التعليم الحقيقي، ولا أقصد التعليم أن يتعلم الطلاب فقط مهنة أن يتخرج ويكون صانعا في شيء معين أو يعرف الكمبيوتر، لا أنا أقصد التعليم من المنظور الواسع. التجربة العلمية الإنسانية التي يعيشها الإنسان حتى يكون إنساناً منتجاً وإنساناً صالحاً لا يكفي أن تكون إنسانا منتجا أيضاً، هناك مجتمعات كانت منتجة، لكنهم أناس "مجانين"، كانوا مثلاً ينتجون أسلحة ينتجون قنابل ينتجون مصائب، لكن أنا أعتقد أن الإنسان النافع الصالح المنتج، واليوم نحن كمسلمين يُستغرَب مِنّا مثلاً أننا نأتي وننظر في أفكار الآخرين وتجارب الآخرين، بينما التجربة انطلقت من هنا حقيقةً، المجتمع الإصلاحي الأول كان في هو هذا المجتمع، الإسلام لم يأتِ دين تعبد حقيقةً كان دين إصلاح مجتمع، إصلاحاً بشرياً، لم يكن دين تعبد ودين نسك ودين تزمت أو دين انفصال عن الحياة، ولا يزال دين التصاق بالحياة حقيقةً، أنا رأيت برنامج في محطة الناشر geographic الأمريكية برنامج رائع جداً عدة حلقات عن الإسلام، ومن لم يره منكم أنصحه أن يبحث عنه ويأتي به، الحقيقة برنامج رائع كيف أن غير مسلمين عاشوا تجربة، كان هناك دكتورة مخ طبيبة تقول عني أنا المسلم الوحيد الذي تعرفه، تصور لم تحتك مع مسلمين أبداً، ربما من حظها أحياناً بعض الأحيان، ولكن لم تحتك مع المسلمين أبداً، تقول أعيش في بلد لا يوجد فيها مسلمين، قرأت عن الإسلام وعرفت الإسلام وأسلمت وأتت للحج وصوروها وهي في الحج وهي تعيش هذه التجربة وهذا التجلي الجميل في تجربة إنسانية وهي طبيبة مخ وليست شخصاً متسكعاً في الشارع لم يجد له مخرجاً، طبيبة مخ، فاليوم نحن نملك هذه الثروة الوحيدة التي سوف تنطلق فينا نحو الإنجاز العلمي، طبعاً الإنجاز العلمي في المملكة العربية السعودية لا يمكن أن يقاس بأن هؤلاء الناس ذهبوا للفضاء ونحن لم نذهب، أو الناس عندهم صاروخ ونحن ليس لدينا صاروخ، هذا غير صحيح، ومن الخطأ أن نتوجه كما توجهت بعض الدول في صناعات أو في توجهات علمية لمجرد أن لها بريقا. عندما تأتي إلى المستشفى التخصصي أو غيره وتنظر في الطبيبات والأطباء السعوديين وهم يقومون بأدق العمليات الجراحية فهذا إنجاز علمي غير مسبوق حقيقةً، أنا قلت هذا الكلام عام 1985م بعد رحلة الفضاء، وكان هناك شخص أكرمني بقصيدة وأنا واحد من الناس لست بشاعر، ربما لو اضطر الأمر أنظم بيتا أو بيتين هكذا ولا تخرج إلا بشق الأنفس، ولكني أحب الشعر وأتذوقه، ولكن لا أحب الشعر الذي فيه مدح لشخصي، ولكن الرجل قال كلمة معينة وقال أن هذا الإنجاز التاريخي غير مسبوق، قلت له والله أنت مخطئ والناس كانت هنا منبهرة بهذا الإنجاز ليس هناك شخص ذهب للفضاء وأن هذا قمة الإنجاز، لم يكن قمة الإنجاز لأن قمة الإنجاز كانت في ذلك الوقت هم هؤلاء الناس.. من العلماء والدكاترة.. والأطباء ومن جميع الأشكال، الفضاء وما به من بريق والناس وعيت وكانت هناك تنمية والناس في خضم هذا المخاض أتت رحلة الفضاء وكانت الناس قد انتبهت، نحن أصبحت لدينا تنمية إنسانية لم نعرف عنها، فلم يكن هذا الإنجاز بذاته، الناس لم تكن فرحة بالإنجاز بأننا وصلنا الفضاء وكان يمكن الوصول إليه بأي شيء، كنا ركبنا صاروخ مثلا، نحن وغيرنا دول أخرى أيضاً. لكن فرحة الناس كانت بأن بلادهم تحركت في توجه جديد. بلادنا هذه مقبلة على خير كثير إن شاء الله، أنا من الناس المتفائلين دائماً لكن دائماً تفاؤلي يأتي من منطلق موضوعي ليس من منطلق دعائي، بلادنا مقبلة على خير كثير إن شاء الله في الاقتصاد وفي الاستقرار وفي المجال العلمي، لأن لديها الأساس الذي تنطلق منه أساساً هذه البلاد، والآن أيضاً في هذا الجو الجميل جداً في الحقيقة مما نراه في بلادنا من جو الحوار وجو المصارحة وجو الشفافية، يا أخي منذ متى لا توجد لدينا مصارحة؟ أنا أستعين فيه وأتأسف عليه أن كثيرا من الآباء اليوم أصبح ابنه لا يجلس معه مثلاً، لا يجلس مجالس الرجال ومجالس الكبار ويتعلم منهم، أنا قضيت حياتي كلها في مجالس الرجال، كانت كلها مجالس صراحة ومجالس مفاتحة ومجالس صدق وإخلاص ومجالس أخذ وعطاء، هذه الثقافة التي أتتنا ثقافة الرسميات وثقافة التحفظ وثقافة تلوين الحقائق هي ثقافة جديدة مثل ما قلنا هي ثقافة العمل مع الكسل.. أتت مع وضع معين، نحن الآن نعود إلى الوضع الطبيعي، الوضع الطبيعي هو أن الناس تتكاتف مع بعضها في الخير والبركة وتبني بلادها وتفاتح بعضها في بناء هذا المستقبل هذا البلد مقبل على نهضة كبيرة جداً جداً، ولأن هناك عنصر أساسي وأن أهل البلاد والحمد لله متماسكين على شرع الله سبحانه وتعالى وعلى تكاتفهم في هذه الوحدة المباركة إن شاء الله، لكن أيضاً هناك أساس أصلاً في هذه البلاد أهلها محبون للبناء وليسوا محبين للهدم، وأهلها محبون للتجمع في الخير وليسوا محبين للتجمع على التفرق، فلذلك اليوم الجانب العلمي أن هنالك إنجازات علمية كبيرة في بلادنا ربما ليست صواريخ مع أن هناك إطلاق أقمار صناعية وإلى آخره. طبعاً أنا بالنسبة لي شخصياً في هذا اليوم وضعي غير ذاك الوقت، الآن لدي أطفال ومتوقع طفلا جديدا إن شاء الله خلال شهرين، وقراراتي ليست بيدي الآن، عندي زوجة تأمرني شمال يمين ولا يغركم أني طيار عسكري وفضاء ووزارات وكذا وهذه الأمور، لا يغركم هذا الكلام أنا عندي زوجة وأنا زوج مطيع وأمشي بالأوامر مثل أي أحد منكم حقيقةً، وعندي ابنتي الصغيرة أيضاً استشرتها مرة وقلت لو أذهب في رحلة إلى المريخ سنتين مثلاً رحلة طويلة فما رأيك فجلست تبكي، فقلت لها أنا غيّرت رأيي لن أذهب إلى الرحلة.   عريف الحفل: سمو الأمير الأسئلة كثيرة وسوف نحاول الاختصار لو تكرمت، هذا سؤال من سعادة القنصل الأمريكي السيدة جينا وينستانلي، تقول: كم من الحضور هنا الليلة ذهبوا إلى مناطق الباحة وأبها؟ كيف يمكن لمناطق بهذا الجمال ومناطق أخرى مثلها أن تصبح أكثر استعداداً لقبول صناعة السياحة المحلية والخارجية؟ الأمير سلطان بن سلمان: أنا أقول لك ليس فقط الحضور، أنا عملت في مرة إجراء في هيئة السياحة فأتيت - أنا عندي اخوة مثل الدكتور علي كان رجلاً أثرياً ويعرف في هذه الأمور ولكنه كان مسافراً – أتيت بثلاثة.. أو أربعة من أساتذة الجامعة، أحدهم متخصص في الهندسة، جاءني مرة وقال لي: هل تعرف أني أول مرة آتي إلى جيزان معك اليوم، سألته: كم منطقة ذهبت من مجموع 13 منطقة؟ قال لي: ثلاث مناطق، فاليوم لو توزعوا أوراق استبيان هنا لمعرفة كل شخص كم منطقة زارها من مجموع 13 منطقة؟ سنرى مفاجآت كبيرة، لماذا القضية حرجة؟ لأني اليوم عندما أتكلم عن الوحدة الوطنية وأتكلم الحمد لله عن توافق الناس مع بعضهم، فإن مشكلتنا الأساسية أيضاً أن الناس لا يعرفون بعضهم، مكة هنا وجدة الناس كلها تأتي إلى هنا، لكن الناس لا تعرف المناطق الباقية، تعتقد أن كل سكان المملكة مثل سكان جدة، جدة كمحافظة وليست جدة أو مكة كمنطقة، البلاد هذه واسعة وكما ترون كل أسبوع أسافر بالطيارة أو بالسيارة، والله (ماني ملحِّق)، مئات من البشر وأنا أسعد دائماً بهذه السفرات، ألتقي بأناس كثيرين شيبا وشبابا، هيئة السياحة تقوم الآن بإعداد المخطط الاستراتيجي لتنمية السياحة في كل منطقة على حدا، وأنهينا أربع مناطق الآن، هذا المخطط الاستراتيجي سيكون لعشرين سنة قادمة، بما في ذلك تهيئة المنطقة بأن تكون منطقة جاذبة بنقاط القوة للسياح خارج المنطقة. نحن مثلاً لدينا قطاع الجولات السياحية، لا يمكن لبلد أن ينمو سياحياً بدون هذا القطاع، الناس عندما تشتكي من غلاء الفنادق وغلاء السيارات، لكن اليوم في المملكة لا تجد شركة تأخذ مواطنين سعوديين تحجز لهم وترتب لهم وكذا، هذا قطاع يحتاج أن ينمو عندنا، نحن في هيئة السياحة ننظر إلى أهداف السياحة بأنها ليست أهدافا اقتصادية فقط، أن السياحة أهدافها ثقافية، هذا التنوع الثقافي.. التنوع الجميل في لباسنا وطعامنا وفي فنوننا وفي عاداتنا وتقاليدنا وآثارنا وتراثنا العمراني لا يعرفه المواطن، وهذا ما سوف نبرزه الآن في السياحة بطريقة منهجية حقيقية، ليست فقط بطريقة دعايات وتسويق، برامج الترميم سوف نبدأ فيها إن شاء الله، والآن بعد انضمام هيكل الآثار سوف تجدون خلال هذه السنة إعلانات كثيرة عن قضايا أساسية منها نظام الآثار الجديد، منها محور البحر الأحمر السياحي منها محور الخليج العربي، منها محاور وسط الجزيرة العربية، سوف نحدث نقلة كبيرة في السياحة، ليست السياحة كما تتصورونها اليوم، ليست سياحة مهرجانات وننظمها، مَنْ يعمل مهرجانا قبل ومن يعمل بعد؟ انتظروا هذا العام إن شاء الله، سوف تسمعون منا إعلانات متتالية عن أنواع ومحاور جديدة للسياحة، السياحة الرياضية، سياحة الرياضة والمغامرات، مائتين نوع من السياحة سوف نعلن عنها في هذا العام إن شاء الله، سوف تسمعون عنها قريباً، السياحة العلاجية، اليوم في الصباح كان معي وزير الصحة وكنا نناقش التصور النهائي للسياحة العلاجية وسوف نعلن عن خمسة وعشرين نوعاً جديداً من السياحة غير مسبوقة في المملكة، المملكة قارة، لذلك مناطق مثل الباحة، مثل عسير، نعمل الآن على إيقاف تدمير المناطق السياحية والبناء العشوائي للمناطق السياحية، نعمل الآن وقد أوقفنا بأوامر أساسية من السياحة هدم التراث العمراني الوطني الذي هو المورد الأساسي للسياحة، سوف ترون أننا نقاتل في سبيل قوة المناطق، ولن تحتاج المناطق أن تتنافس مع بعضها البعض، ولن تحتاج الباحة أن تستجدي الناس من منظور الوطنية للسياحة فيها. الوطنية لم تنفع في الاستثمار ولن تنفع في السياحة، كلنا عندنا وطنية ولكن لا أحد يقول لك يا أخي ما عندك وطنية إذا لم تضع نقودك في مشروع خاسر، يأخذوك منطقة سياحية الناس (يبلشونك)، هذا يقول لك أغلق.. هذا يقول لك لا تدخل من هنا، هذا يقول لك اذهب شمال، هذا يقول لك اذهب يمين، اليوم السياحة التي سألت عنها الأخت الكريمة سعادة القنصل هي نوع جديد من السياحة سوف تنطلق من نقاط القوة في المناطق هذه، وهذا هو ما نحتاج أن نركز عليه، الآن سوف ترون إن شاء الله هذه السنة فقط من الآن إلى الصيف أن الإعلانات من هيئة السياحة ستتوالى، مثلما سمعتم بالأمس أول دراسات بدأناها في المرحلة المبدئية للمشروع الوطني هي المبادرة الوطنية للحرف والصناعات التقليدية، اليوم الحرف والصناعات التقليدية أكبر قطاع اقتصادي مهمل في بلادنا، هذه ليست صناعة عجائز ومعوقين فقط، هذه سوف تكون صناعة بعضكم الجالسين هنا اليوم، ولكنها لن تنطلق من مجرد أنها مبادرة، إن شاء الله سوف تسمعون قريباً سوف ينطلق برنامج مشروع اقتصادي متكامل العناصر، وأنا سعيد بأن أقول أن وزير المالية عندما كتبنا له بأن يعطينا مندوبا يعمل معنا في هذه القضية، بعث لي خطابا قويا جداً بتأييد كامل وبعث لي مندوبين اثنين، وسوف تسمعون قريباً -إن شاء الله- والدكتور قائم على رئاسة المجموعة- مشروعاً وطنياً متكاملاً لإطلاق هذه الصناعة الاقتصادية الضخمة جداً في بلادنا، هذه واحدة فقط من المبادرات التي سوف تسمعون عنها هذا العام إن شاء الله.   عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الله فراج الشريف، يقول: لا تزال النفس تتعلق بالآثار التي أهملت في هذه البلاد زمناً طويلاً، نود أن نطمئن على العمل لها كشفاً وحفاظاً وعرضاً وقد بُدئ بصورة جدية، فهل حدثنا سموكم عن هذا؟ الأمير سلطان بن سلمان: بشكل مختصر نحن ننظر بأن المملكة العربية السعودية فيها إرث حضاري وثقافي وأثري كبير جداً، بلادنا اليوم تقاطع عليها تاريخ كثير وحضارات كثيرة، وُجِدت آثار عندنا والدكتور علي يصححني.. قبل مليون سنة، يعني وُجد أثر في "الشويحطية" قبل مليون سنة، هناك آثار استيطان بشري من بدء التاريخ، فلذلك المملكة العربية السعودية فيها من أهم المواقع الأثرية ومن الدول الأثرية في العالم، هذا انتهينا منه الآن. نحن في هيئة السياحة عندما كُلِّفنا بدراسة قضية قطاع الآثار لم يكن رأينا هو أنها تضم للسياحة، كان رأينا أن يكون هناك هيئة مستقلة للآثار والتراث الوطني، والدولة رأت وقد يكون إن شاء الله رأيا سليما في هذا الوقت بوجود الهيئة الحمد لله وهناك آلية جديدة للإدارة في الهيئة.. وهناك منهجية معينة في العمل أن هذا الوقت هو الأفضل لهذا القطاع الواعد الآثار والمتاحف أن يُضما إلى هيئة السياحة، ونحن الآن قدمنا رؤية وأقر مجلس الهيئة للسياحة ونظام الهيئة الجديد يشمل هذا الضم، لكن الرؤية تتعلق بثلاثة محاور أساسية، أول شيء: نظام الآثار الذي صدر قبل عشرين أو ثلاثين سنة تقريباً، هذا النظام الآن ندرسه في هيئة السياحة المسودة الأولى جاهزة، سوف نمررها الآن كطريقتنا العادة، على مجموعات من الناس المتخصصين، نأخذ آراءهم، يكون هناك أحد المثقفين إن شاء الله حتى نستوعب التجربة العالمية الجديدة في قضية تنظيم الآثار والتراث العمراني، لأننا نعيش اليوم في فراغ، نعيش في دول سبقتنا ونعيش في زمن تجارب فشلت ونجحت، هيئة السياحة قامت ببرنامج لاستشعار خمسة وأربعين دولة في الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بعض الدول زرناها في ثلاثة فرق، وجلسنا معهم أربعة أيام مثلاً في الموارد البشرية وفي هيكلة قطاعات السياحة وفي قضايا التراث العمراني إلى آخره، وكذلك قضية الآثار سوف ينطبق عليها نفس المنظور. هذه الرؤية تشمل نظام الآثار الجديد الذي نصت الدولة على أن يقوم بإعداد النظام الجديد وإن شاء الله يرفع خلال شهر.. أو شهرين، ويقوم على إعادة هيكلة وتحديد وسائل التنقيب والبحث العلمي، لأن قطاع الآثار ليس قطاع سياحة فقط، لا شك أنها جزء من الآثار هي مواقع للزوار وكذا، لكن الآثار هي قطاع علمي ضخم فيه بحث وفيه تنقيب وفيه نشر وفيه قضايا علمية حساسة، وفيه حماية وفيه موجودات، فنحن ننظر لقطاع الآثار كقطاع علمي ومن نفس المنظور ومن منظور آخر كقطاع نستفيد منه في عملية السياحة وإتاحة المواقع وتهيئتها. لذلك نحن الآن في هيئة السياحة، سوف نقدم استراتيجية، وعدنا مجلس الإدارة خلال الستة شهور القادمة نقدم استراتيجية وطنية متكاملة لتنمية قطاع السياحة واستراتيجية قصيرة المدى مدتها خمس سنوات لإحداث نقلة في القطاع، تشمل كيف نحمي المواقع؟ كيف نقوم بعملية التنقيب مع بعثات أجنبية مثلاً؟ وضع ودور المتاحف مثلاً، نظام المتاحف الجديد سوف يصدر قريباً إن شاء الله، اليوم لدينا ما يسمى بالمتاحف الخاصة، في الواقع نحن حاليا لدينا مخازن خاصة وليست متاحف خاصة، لأن نظام المتاحف الجديد سوف يحدث نقلة جديدة جداً متطابقة مع التوجهات العالمية لنظام المتاحف، سوف نحدث نقلة كبيرة في المتحف الوطني، متحف "اللوفر" عندما زرته - وبالمناسبة فإن رئيسه زارنا في المملكة منذ فترة قصيرة - هذا العام قررت حكومة فرنسا أن تفصل متحف "اللوفر" عن وزارة الثقافة، وأصبح مرتبطاً بالرئيس مباشرة، وقرأت عن المدير الجديد الذي سوف نستفيد منه إن شاء الله في كيفية إحداثهم نقلة كبيرة للمتحف، رئيس المتحف في الوقت الحالي مثلاً أصبح شخصية اجتماعية كبيرة جداً، وأصبح للمتاحف مجالس أمناء، أصبح لها جهات.. شركات تدعمها، أصبحت للمتاحف الوطنية جهات علمية لها علاقة بالبحث العلمي، المتروبوليتك في نيويورك له علاقة ممتازة معهم، سوف نقوم ببرنامج متعاون معهم.. ومع المتحف البريطاني، فلذلك المتحف الوطني سوف يكون نواة إن شاء الله لانطلاق المتاحف الإقليمية، كنا نبني المتاحف الإقليمية بعيدة عن البلد وكأنها عيادات طبية، اليوم المتاحف يجب أن تكون مندمجة في المجتمعات المحلية، المتاحف المحلية يجب أن تكون جزءا من مباني التراث العمراني، أو جزءا مكملا لها. فلذلك نحن اليوم نقوم بعملية حصر، فعندما طلبت لجنة الإصلاح الإداري من هيئة السياحة أن تنضم لمحور دراسة قطاع الآثار والثقافة، أول شيء قدمناه للجنة كان كرتونا ممتلئا بالدراسات، حوالي 35 دراسة وفي أحد المحاور تقارير الخطة الاستراتيجية الذي أطلق عليه تقرير 109 التراث الوطني، هذا التقرير تحته 35 دراسة أصيلة حصرت التراث الوطني بجميع أبعاده بما في ذلك مواقع الشعر القديمة ومواقع السيرة ومواقع الخطوط والتجارة والمواقع الأثرية. لدى الهيئة اليوم موقع إلكتروني لنظام المعلومات الجغرافية وفيه معلومات غير مسبوقة، نفذناها على أرض الواقع بثلث التكلفة، مسحنا عشرة آلاف موقع من مصادرها الحقيقية وكل موقع يوجد فيه 180 معلومة ومجموعة صور، ثم أعدنا المسح مع المناطق ومع خبراء المناطق أنفسهم، لذلك نحن فيما يتعلق بقضية الثقافة والآثار والتراث انتهينا من جانب المسوحات وسوف ترون نقلة كبيرة إن شاء الله فيما يتعلق بقطاع الآثار وأيضاً نظرة في تغيير المفاهيم المتعلقة بقضية الآثار. عندما أتكلم عن الآثار.. فإن المملكة العربية السعودية منطقة سياحية، ومن منظور إسلامي مثلاً أن الله سبحانه وتعالى عندما اختار الإسلام أن ينزل في هذه الأرض المباركة كرسالة، هل الله سبحانه وتعالى أراد لهذا الدين العظيم أن ينزل في منطقة مفرغة من الحضارة مثلاً؟ كان ممكن للإسلام أن ينزل في منطقة لا أريد أن أُسمي دولا ولكن في جزيرة من الجزر هذه، لو أنه دين ضعيف يريد أن يبحث عن أناس.. وحصل هذا في التاريخ هناك أناس بدءوا بما يسمى الديانة وبحركات دينية، فيها نوع من الهوس وكذا فبدئت مع مجتمعات بدائية وكذا. الإسلام نزل في أكثر البلاد حضارة، نزل في عقر دار تقاطع الحضارات وهي مكة المكرمة حرسها الله، وفي خطوط التجارة والحضارة واحتكاك الناس، نزل في تراكم حضاري، آلاف السنين من تاريخ النبطيين والفينيقيين.. والعالم وهذا التراكم الحضاري الضخم جداً، عندما نزل الإسلام في هذا التراكم الحضاري وساد، نزل الإسلام وساد في أمم ودول لديها تراكم حضاري يوازي المملكة، يوازي الجزيرة العربية، لماذا؟ لأنه دين قوي، ودين عظيم، ودين سيادة، ودين فيه هذا البعد الحضاري، اليوم نحن واجبنا أن نبرز آثار المملكة العربية السعودية، حتى لا يعتقد الناس وبعض المستشرقين الذين كتبوا خطاً أن الإسلام نزل على أناس بدائيين وكذا، علينا أن نبرز أن هذه البلاد ليست بلادا بدائية، الإسلام نزل في بلاد فيها حضارة وفيها تاريخ وفيها تراكم وفيها تعاقب حضارات، فلذلك إبراز آثار المملكة العربية السعودية بما لا يتعارض مع العقيدة، ولا أحب أن أكرر ألا أحد عاقل يريد أن يري الآثار تتعارض مع عقيدة أو مع جانب شرعي أبداً، هذا موضوع مفروغ منه، هذه البلد كلها أسست الحمد لله على توافق على منهج الشريعة، على منهج لا إله إلا الله وعلى توافق وعلى قيام الحق في هذا المجال. فلذلك نحن يهمنا كثير أن هناك نوعا من الجهل في كثير من القضايا المتعلقة بالآثار، ويهمنا ألا نترك الجاهل في جهله ولكننا نصحح هذا الجهل، وإبراز آثار المملكة العربية السعودية وجعلها متاحة للناس وخاصة لفئات الشباب ولصغار السن، حتى يعرفوها ويعرفوا مضمونها الأثري ومضمونها التاريخي ويعرفوا أنها ليست مخالفة للشريعة أيضاً، هذه فرصة أمامنا أن نبرز هذا الجانب، ونحن سوف نعمل على ذلك، وأنا سعيد أن أقول أن كل من تحدثت معهم من مشايخنا الكرام ومن مفكرين ومن مؤرخين وجدت لديهم التوجه وهذا اليقين بهذا التوجه لأنهم يعرفون أننا حريصون كل الحرص، لأن الإنسان في نهاية الأمر ليس موظف حكومة، الإنسان هو إنسان مسلم ويحاسبه الله سبحانه وتعالى، حساب الله سبحانه وتعالى في هذه القضايا أيضاً حساب مهم، فلذلك نحن نتوجه بخطوات إن شاء الله متوازنة في بحيث لا نستعجل إحداث النقلات، وحتما ستكون نقلات في سبيل الخير ولا تحتاج إلى الاستعجال في هذا الاتجاه.   عريف الحفل: الحقيقة أسئلة كثيرة وردت في موضوع الآثار سمو الأمير وبعضها قد أجبتم عليه في ثنايا حديثكم، لكن بعض الأسئلة ليتكم تمرون عليها مرور الكرام في الإجابة. سؤال من الأخ مصطفى علي رضا، يقول: لماذا لا يتم أو تبني فكرة إقامة مجلس الآثار والتراث خاصة لإعادة إنشاء بعض الآثار التي هُدمت؟ هذا أيضاً سؤال من الأستاذ فؤاد بوقري، يقول: نريد أن نتعرف من سموكم على الاستراتيجية الجديدة للآثار. أعتقد أنكم أجبتم عليها، وكذلك لمحات من خطوطكم للنهوض بالأمة، وبمهمة ترسيخ النظرة الجديدة للآثار من الأستاذ طلال قستي، والدكتور يوسف عارف، يقول: لماذا لا تنفتح على استثمارها وفتح الباب لمريديها وتطوير السياسات الأثرية وإغلاق باب سد الذرائع؟ سؤال أيضاً من الأستاذ كامل أبو الخير، خبير تصوير في معهد خادم الحرمين للأبحاث، يقول: لماذا لا تقام بانوراما للأماكن الأثرية الإسلامية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة بالصوت والصورة لتعريف الحجاج والمعتمرين والزوار؟ الأمير سلطان بن سلمان: أمامنا تحديات كبيرة، في إحداث نقلة في قطاع الآثار والمتاحف أيضاً أنا أتمنى وأتطلع وإن شاء الله تسمعون قريباً أن نظام المتاحف الجديد سوف يتيح لنا الكثير من الفرص الاستثمارية، أنا مثلاً ذهبت لبرلين في الصيف لزيارة قريب لي في المستشفى، وجدت مدينة برلين التي كانت مهدمة وقد بُنيت الآن لوحدها، وكما قيل لي أن فيها 172 متحفا من جميع أنواعها وجميع أبوابها، فلذلك ليس التحدي أمامنا بأننا ننطلق في قطاع المتاحف، يجب أن تكون الثقافة العامة عندك هي ثقافة التي تقنع الناس لزيارة المتاحف ويأخذون أطفالهم إليها، وتجعلهم يتشوقون لها.. اليوم نحن يجب ألا نضع رؤوسنا في الرمل، فأي شيء تفعله في التعليم أو في المتاحف أو في أي نشاط إنما تتنافس بحضارة جديدة، طفلك اليوم عندما تريد أن تعلمه شيئاً وتعطيه محاضرة أو درساً فيجب أن تناقشه، مرة كلمني مدير مدرسة ابني وقال لي ابنك ينام بعد بداية الحصة بربع ساعة، وأنا أعرف أن ابني متوقد النشاط ويحب يناقش ويعرف أهمية المناقشة ومتحفز ويحب أن يتعلم وكذا.. استغربت، فقلت للمدرس أريد أن أدخل معك الفصل، فذهبت إلى الفصل وجلست،.. بعد عشرين دقيقة نمت، فلما انتهت الحصة ذهبت بالمدرس لمدير المدرسة وهو رجل قدير، وقلت له: انظر أنا أريد أن أعطيك شيئا فأحضرت له video games قلت له: انظر للفيديو هذه كم لون فيها؟ انظر إلى الأصوات التي بها، أطفالنا جبلوا على أفلام الكرتون وألعاب الفيديو، الطفل في فيلم الكرتون وفي خلال دقيقة واحدة تمر عليه ربما خمس أو ست أو سبع قضايا، في دقيقة واحدة يعرض عليه خمسين لوناً، حتى أن الصوت يرتفع وينخفض هذا علم وليس شيئاً بسيطاً، فعندما تأتي في فصل دراسي وتقول للطالب اقرأ لي من صفحة كذا إلى كذا وللذي يليه يقرأ نفس الكلام وهكذا فتصبح القضية مملة، لذا فإن قضية التعليم لا بد أن تجاري العصر. ونفس الشيء ينطبق على المتاحف، اليوم لا تتوقع أن تجر طفلك إلى المتحف بسلسلة ما لم تجعله جزءا من عملية التشويق العلمي، لذا فإن العنصر الثقافي يجب أن يكون مبنياً بناءاً جيداً، أنا دائماً أقول: أنا أستخدم مصطلح أنبوب النفط، أو أنبوب الماء حتى إذا أحببت أن يخرج شيئاً من الأنبوب من الجهة الثانية يجب أن تراه من الجهة الأولى، عندنا في المملكة العربية السعودية ما لا يقل 60٪ من الجمهور في المملكة تحت سن العشرين أو الخمس والعشرين، لذا يجب أن تستهدف هؤلاء الناس، وفي المدارس أيضاً يجب أن يكون هناك استهداف، لدينا برنامج اسمه السياحة والمجتمع، برنامج ضخم السنة هذه الماضية صرفنا عليه حوالي أربعة ملايين ريال، في السنة القادمة سنصرف ثمانية ملايين ريال، هذا البرنامج مدته خمس سنين لتحقيق إعادة وإدخال مفهوم جديد للسياحة للمجتمع وخاصة للمدارس ومن منظور مستقبلي علينا أن نستثمر الآن، علينا أن نوجد سائح المستقبل ومستضيف المستقبل ومستثمر المستقبل من خلال برامج المدارس، لا أقول منهجاً ومقرراً، أنا أقول من خلال برنامج متكامل للجولات السياحية للمدارس برنامج يكون مرتبطاً بإيجاد ثقافة جديدة، اليوم عندنا مثلاً سياحة الصحراء.. لا يوجد عندنا في المدارس اليوم برنامج محدد للسياحة، أن ابنك يدفع مبلغ بسيط خمسين ريالاً أو لا يدفع شيئاً، وتذهب فئات من الطلبة للربع الخالي، لكن أنا لن أذهب إلى هناك وألعب كرة فقط، أنا لدي مجتمعات محلية، مثلاً أذكر لكم تجربة، أنا اشتريت مزرعة نخيل في الرياض في وادي حنيفة في منطقة جميلة وأتمنى أن تزوروني إن شاء الله هناك، بعضكم زار المنطقة، كان يملكها الملك فيصل -رحمه الله-، وكان فيها بيت قديم من الطين، فرغبت أن أعيد بنائه، ومعنا المدرس الأول الدكتور عبد الواحد عبد الوكيل، وهو موجود معنا اليوم وهو يحب الأكل (وجوعته) الليلة يا عبد المقصود، الرجل تعلمت منه (فهو مدرسة) وأنتم تعرفونه بنى مساجد الكورنيش ونال الجوائز الكبيرة في المملكة، والميقات والقبلتين وقباء، وهو عالم كبير وصديق عزيز، أتمتع بتجربة الصداقة هذه وأعتز فيها، فبدأنا بتجربة أنه لماذا لا نعيد بناء هذا البيت بالطين وبالمواد المحلية؟ ليست تجربة تفنن وتجربة حنين للماضي، الماضي شيء طيب، لكن أنت يجب أن تنظر إلى الأمام، أنا رغبت أن يكون بيتاً مبنياً من مواد البيئة وكل شيء له حلول، ففيه تمديدات المياه والكهرباء.. الناس تعتقد أن هناك مشاكل في البناء بهذه المواد. هذا البيت أنا ساكن فيه الآن، أنا الشخص الذي يركب طائرات وصواريخ وقد كنت أقود الطائرة قبل قليل بينما ماجد القصبي كان معي (مسكين عرقه ينزل وحالته حالة عندما رآني أقود الطائرة) أنا ساكن ببيت مبني من الطين لا أخجل منه، وهناك من يرسل لي إيميل وبسرعة يأتيه الرد من بيت الطين هذا، هو بيت عادي بيت مودرن ولكنه مبني بمواد طبيعية، فكانت تجربة أن الشخص الذي عمل معي ولا زال حيا -الله يعطيه طول العمر- اسمه ابن حامد من البنائين القدامى، وأنا أعرف أناس من أهل جدة أيضاً من البنائين القدامى، فجاء رجل كبير في السن ليس لديه أي تعليم وكذا.. لكنه صاحب صنعة (أي معلم)، فأتيت وعملت معه بين وقت وآخر وعند آخر الأسبوع آتي أجلس أربع أو خمس ساعات أعمل معه.. أبني، وأحضر معي ابني الصغير وابنتي الصغيرة، فكنت أحضّرهم وأشغلهم معي، فكان يقول لي: لماذا لا تجلس فقط نحن نخدمك، نحن نخدمك نحن نعمل عنك، فهو اعتقد أني أريد أن أوفر نقود عمال، وهو رجل كبير في السن وكانت لحيته ملونه كان يصبغها بألوان مختلفة وكذا فلحيته تارة خضراء وتارة حمراء، حتى ابنتي عندما رأته ظنته جنياً أول الأمر فخافت منه، فقلت له: يا فلان أنت فقط اعمل ولا يهمك، فكنت أسمع كلامه مع العمال الآخرين، وأسمع فلسفته في بعض القضايا وكيف يحلها بالفطرة فقد تعلمت منه كما تعلمت الكثير من والدي والناس الذين عاصرتهم، الحكمة في القرآن.. القرآن لم يقل أبناء حملة الدكتوراه مثلا هم أصحاب الحكمة، مع احترامي لأخواني الدكاترة، أنا عندي دكتوراه فخرية بعد، (ماني ناقص)، لكنه لم يقل وهبناه الشهادات العليا، لم يقل وهبناه الدورات في "هارفارد" مثلاً..، إذا التعليم اليوم لم يؤد إلى الحكمة فلا فائدة منه، فلذلك التجربة اليوم عندما نقول مثلاً سياحة الصحراء، عندما تأخذ مجموعة من مدرسة معينة ويذهبون إلى الصحراء فكيف ترميهم في الصحراء مع مدرس في حياته لم يذهب إلى الصحراء أصلاً، قل له خذ كرة واطبخ كبسة وأحضر آلة موسيقية والعب "بلوت"، هذا ما يريده البعض من السياحة، السياحة يجب أن تكون ممتعة يجب أن يتمتع بها الشخص، لكن اليوم هناك مجتمعات محلية لا تريد سياحة شركات كبرى، أنا أعرفهم وأعاصرهم أنا كنت في البر قبل أسبوع ووجدت المجتمعات المحلية الصغيرة منهم من كان سعيداً، إذ المفروض ألا تكون السياحة عبر شركات كبرى أو سياحة نخبة. اليوم هناك دول أقامت منتجعات سياحية، وأنا ذهبت وزرت المجتمع الذي بعدها بعشرين كيلو متر وجدتهم ميتين من الجوع، استوردوا عمالهم من كل مكان في العالم وعندهم ناس غير راضين أن يصرفوا عليهم ولو الشيء البسيط، عندما تأتي اليوم إلى مجتمع محلي مثلاً بالربع الخالي يسمونه الهجرة عند البدو أو مركز.. أو مركزين بجانب محمية الربع الخالي، قلت والله هم أناس فاهمون، عندهم مأكولات ممتازة وعندهم تموين، مستعدون أن يمونوا السواح، وعندهم أدلاء وعندهم كبار السن الذين يمكن أن يقضي معهم الشباب وقتاً يستمعون لشرحهم عن كيف يتعلم الأثر؟ كيف تُرصد النجوم؟ وكيف يكون الدلالة في البر؟ وهذا المجتمع المحلي يمكن أن يقدم العروض الشعبية، يقدم تموينا للرحلات السياحية، وهي تجربة سوف نبدأ فيها هذا العام إن شاء الله، وقس على ذلك أن السياحة في المدارس لا نريدها فقط أن تكون سياحة عبث حقيقةً، هدف السياحة في المملكة العربية السعودية، ليس فقط هدفاً اقتصادياً.. أساسياً لكن لها هدفاً مرتبطاً أيضاً بإحداث نقلة كبيرة في حياة الناس عندما تزور بلادها، أهل جدة مثلاً يذهبون ويزورون منطقة في جيزان في فيفا، ومن يزور منطقة في تبوك.. يزور بادية في الجنوب وهكذا. نصبح في دولة تعرف الناس بعضها البعض، لا يكفي رؤية الفضائيات فقط، لأعرف عن لبنان شيئاً مثلاً أكثر مما أعرف عن عرعر، ومن يسكن في عرعر كأنه ساكن في المريخ، والله يا أخواني أني أجد متعة كبيرة في السفر، أنا اليوم أكثر حظاً في المملكة لأني عندما أذهب لأي بلد والناس يروني في التلفزيون لا أحد يكلمني يقول لي أنت لماذا سافرت من مكتبك مثلاً، ولا أحد يقول لي: لماذا لم تستأذن مني؟ انتقلت، والله مساكين الناس الذين يجب أن يرفعوا السماعة ويستأذنوا حتى يذهبوا من بلد لبلد، أنا عندي كل إمكانياتي المتعلقة بهيئة السياحة موجودة في حقيبة السفر- والأخوان عندهم خبر يعرفون كل واحد منهم عنده حقيبة في سيارته، نروح نزور مناطق ونلتقي بمجتمعات محلية ونستمتع بلقاء أناس من كبار السن ومن الصغار ونتعلم منهم ونعرف الكثير، وفي كل رحلة وكل زيارة تزداد ثقتنا بأن هذا البلد بلد سياحي من الطراز الأول، واصبر قليلاً وسترى حتى المجتمعات التي لا تعتقد أنها ترغب في السياحة ستجد أنها أصبحت سياحية عندما ترى ثقافة السياحة الجديدة التي نعمل عليها الآن وسترى الاستراتيجية الوطنية للإعلام السياحة وقد بدأت تعمل، وترى أيضاً أن جيب الإنسان بدأ يتأثر بالسياحة، وترى أن هذا البلد إن شاء الله بتعاون أهله مع بعضهم البعض سوف تحدث نقلة غير مسبوقة في السياحة ونوعاً جديداً من السياحة، وسوف تكون هنالك متعة حقيقية ولا تكون سياحة تجعلك وطنياً، كما يقال كن سائحاً لأنك وطني، وإذا ذهبت خارج الوطن لست وطنياً، أنا أرى أناساً أحياناً يسافرون للسياحة خارج المملكة، مرة في الصيف ذهبت إلى أهلي في الخارج أجلس معهم حوالي أسبوعين، وعندما رآني بعض الناس هناك قالوا لي: أنت مسئول عن السياحة ما الذي أتى بك إلى هنا؟ أقول لهم: أنا آتي لأعيدكم كلكم إلى السعودية، فلم يسألوني بعد ذلك.   عريف الحفل: طال عمرك فيما يخص طبعاً بعض الآثار التي هُدمت وأزيلت في مكة والمدينة وإنشاء مجلس الآثار لم تجيبوا على هذا السؤال. الأمير سلطان بن سلمان: نحن الآن طلبنا دراسة في هيئة السياحة عن هذا الأمر قريباً ونتأمل أن تكون هيئة السياحة والآثار قد شرعت فيها، وأن الآثار خسارة كبيرة جداً لمفقودات المملكة سواء من تلك التي هدمت أو من تلك التي سُرِقت، وهنالك بعض الآثار تسربت خارج المملكة، هذه دراسة كبيرة جداً وتحتاج إلى وقت وما زلت لا أستطيع أن أعطي جواباً حاسماً عليها الآن، لا بد أنها سياسة للدولة ولها توجهها. كنت حظيت بلقاء في مجلس الأعلى للآثار في اجتماع الأسبوع الماضي قال الأخ عبد المقصود وسعدت بالاجتماع حقيقة، هذا كان آخر اجتماع لمجلس الأعلى للآثار، لأن النظام الجديد للدولة صدر بأن يكون هناك دمج في المجلس الأعلى للآثار في مجلس إدارة الهيئة العليا السياحة، ومجلس الهيئة العليا للسياحة يمثل في الواقع جميع الوزارات الممثلة في المجلس الأعلى للآثار على مستوى وزير، بالإضافة إلى مجموعة من المواطنين المختصين من الموجودين في المجلس الحالي أو سيكونون في المجلس القادم أيضاً. ولكن مع ذلك أنا لم أرد أن يُرفّع أمين عام هيئة السياحة لمجلس الهيئة للسياحة فيصبح خبيراً في الآثار في قضايا تتعلق بتصريحات التنقيب وقضايا علمية ومصيرية كبيرة، فمن ضمن الرؤى التي وافق عليها مجلس الهيئة للآثار والسياحة أن يكون هناك مجلس استشاري للآثار، ويلزم أمين عام الهيئة ألا يقدم المجلس الأعلى للهيئة والسياحة قرارات لها صيغة معينة، تتعلق بالآثار والتنقيب وبتبادل الآثار مع الدول، إلا بعد أن تكون مرت على هذا المجلس الذي سيكون قناة لضبط قرارات الهيئة السياحية فيما يتعلق بالجانب العلمي، حتى نطمئن أنفسنا ونطمئن الناس بأنه لن يكون هناك قرار سياسي أو قرار اقتصادي إنما قرار مبني على مجلس يعين في المجلس الأعلى للهيئة والسياحة من أناس مثل الشيخ عبد المقصود الذين لهم بُعد وعمق ثقافي كبير ومن المحبين والمخلصين لبلدهم، وعندهم معرفة قوية جداً وكبيرة جداً، وهذا في الحقيقة يخلق ويوجد هذا التوازن إن شاء الله.   عريف الحفل: الأخ محمد مهيوب الجنيد، إدارة العلاقات العامة بمجموعة أجواء للصناعات الغذائية القابضة، بعد أن يشكر سموكم على جهودكم برئاسة الجمعية الخيرية لرعاية الأطفال المعاقين، يقول: لماذا نجد أولياء أمور الأطفال يتجهون بأبنائهم إلى المملكة الأردنية الهاشمية حيث أنه لا مكان للأطفال المعاقين هنا، وأقصد الأطفال ذوي الإعاقة الشديدة أو الإعاقة الكاملة، فنجد أن في كل مدرسة ومركز في العاصمة الأردنية ما يقارب ثمانين بالمائة من منسوبي وأطفال المعاقين من هنا من المملكة العربية السعودية، لماذا؟ الأمير سلطان بن سلمان: لأن شعب المملكة العربية السعودية يتزايد والإعاقة تتزايد، وهذا تكلمت عنه أول شيء، مركز الأبحاث اليوم أصبح ليس ترفاً في الواقع أصبح ضرورة حاسمة وعاجلة، الدليل أنه لدينا أربع وزارات حكومية دخلت مع المؤسسين لأول مرة، وزارات حكومية تقول عندما يكون معنا مؤسس ننطلق بهذه المؤسسات الخيرية مثل مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، ومؤسسات خيرية تستجدي الدعم قدمت لنا منحاً تأسيسية حتى تدخل معنا مؤسسياً لأن ذلك أصبح قضية حساسة، طبعاً نحن أعلمنا عن مركز في حائل الآن والحمد جاءنا التبرع من الشيخ ناصر جزاه الله خيراً لبناء المركز، وتعرفون أن مراكز الجمعية انتشرت، فهذا العام قد نعلن عن مركزين أو ثلاثة جُدد، أنتم تعتقدون أني أكون مسروراً عندما أعلن عن مراكز جديدة، وأنا في الواقع لا أكون مبسوطاً عندما يعلن عن حاجتنا لبناء مراكز جديدة، فعندما سألني شخص قال لي: أنت كم تأمل أن تبني مركزا للمعوقين في المملكة؟ قلت له: آمل أن أغلق كل مراكز المعوقين، حقيقةً هذا هو الهدف، لأنه عندما أتأمل معنى ذلك أنني لم أعالج المشكلة من جذورها، أنا لست شركة محمد عبد اللطيف جميل ربما أو أخوان للسيارات، أو خالد خضر المصور القدير هذا مدرسنا في التصوير على كل حال، كلما ازداد نشاطه كلما فتح محلات أنا لا أريد زبائن، أنا في جمعية المعوقين لا أريد زبائن، أنا أريد أن أقلل من الزبائن. فلذلك اليوم مع تزايد السكان تزايدت العلل والأمراض الوراثية والتزاوج بين الأقارب، وأنا لا أقول أن زواج الأقارب سيئ أو حسن، أنا أقول أن الفحص ما قبل الزواج أصبح ضرورة، لماذا؟ والأسف أنه لم يواكب موضوع الفحص قبل الزواج حملة إعلامية تثقيفية في العمق، لكي تعرف الناس ماذا نقصد، اليوم الفحص قبل الزواج أصبح مهما لماذا؟ وهذا لا يعني ألا تتزوج الفتاة، الواحد يقول يا أخي أحبها. في معظم الحالات قد يتحقق الزواج لكن يجب أن تكون على حذر لتعرف ما يحتاجه الطفل من عناية طبية مثلاً أثناء الحمل، أو ما تحتاجه زوجتك من أدوية، أو تحتاط لمثل هذه الحالات، ولذلك يتجه مواطنو المملكة إلى الأردن لعدم توفر مراكز قبول الأطفال، الدولة تصرف أموالاً ضخمة جداً على مواجهة هذه القضية ولا يمكن للدولة أن تغطيها أبداً مستحيل ومهما عملت، هناك قيادة الدولة ومعالي وزير العمل الدكتور علي رجل خيِّر وقدير يحاولون والجمعيات الخيرية تشتغل وكل الناس تصرف نقودا لحل هذه المشكلة، وقد أصبح من الضروري أننا نتجه لحل القضايا حلاً علمياً، واحد من الأبحاث الثمانية عشر التي تكلمت عنها الخاصة بهذه السنة يتعلق بالتوحد، نحن اليوم نعمل أبحاثاً وقدمنا منحة بحثية بمبلغ ثلاثة ملايين ريال، مع خمس جامعات دولية، وركزنا للبحث عن موروث "جينات" تتسبب في مرض التوحد في المملكة العربية السعودية، موروث واحد، اليوم عندما تأتيك شركة مايكروسوفت وأنا تكلمت معهم في هذه المسألة وقلت لهم: لماذا يا أخي دفعتم مائتي مليون دولار لأبحاث الإيدز في الهند؟ لماذا لم تعطوها لمركز في سان فرانسيسكو مثلاً أو في بلد انتشر فيه مرض الإيدز كالولايات المتحدة الأمريكية وأبقيتم نقودكم عندكم؟ فاجأني بقوله: مائتا مليون في أمريكا لبحث مرض مثل الإيدز هذا المبلغ يمثل فقط فواتير غداء وعشاء وجولف للدكاترة والباحثين المتعودين على البحبوحة، لكن في الهند فإن مبلغ المائتي مليون دولار عبارة عن مائتي ألف مليون، وهؤلاء أناس لديهم مشكلة فإذا حلوها في الهند حليناها في العالم كله، سأقوم بزيارات بعد الربيع إن شاء الله لعدد من المؤسسات العلمية الأمريكية ومؤسسة تمويل البحوث العلمية، أنتم تعرفون اليوم أن هناك مؤسسات تمويل في العالم تتمنى أن تأتي لتمول مشاريع بحثية عندنا، أنا أعرف لها مدخلاً ومخرجاً، سوف ألتقي مع والد بيل جيتس لمحاولة أن نقول لهم أنتم لديكم نفس قضايانا الطبية، نحن ندخل في هذا السبيل هذا بدلاً ما نصرف عندنا عشرة ملايين على بحث، دعنا ندخل في شراكة بحث قيمته مائة مليون يريدون إجراءه في السودان أو في أمريكا أو في روسيا، دعنا نجد الحل لكن نستفيد مع الناس الذين يستفيدون، فهذا منظور جديد للتوجه في هذا الاتجاه، يجب أن يكون لدينا حماس وعزم وهي قضية ليست صعبة على تفادي الإعاقة، تفادي الإعاقة اليوم أصبح قضية مقدوراً عليها إن شاء الله، لا لتفاديها بالكامل لكن أعتقد أن التقليل من المصابين بحد كبير جداً أمر في غاية الأهمية، بنسب تزايد المصابين وهذا يمثل أول حل في التوجه نحو تقليل عدد المعاقين الذين يسافرون إلى الأردن للعلاج.   عريف الحفل: طال عمرك موضوع مهم بالنسبة للفحص قبل الزواج هذا سؤال من الأستاذ إحسان صالح طيب مدير الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية منطقة مكة يقول: الفحص قبل الزواج مسألة مهمة للغاية للوقاية من الإعاقة، دُرِسَت هذه المسألة أو درسها مجلس المنطقة قبل ثماني سنوات أو يزيد وظهرت مبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز بتعميد المحاكم ومأذوني الأنكحة والمستشفيات بالأخذ بهذا الاتجاه بصورة غير إلزامية، متى يمكن أن يكون هذا الأمر إلزامياً خاصة وأن أرقام الإعاقة ومعدلاتها تتصاعد، وهناك نقطة طال عمرك فيما يتعلق بموضوع الفحص قبل الزواج أنا أتذكر والله أعلم في كتاب الأعمال وآثاره الكاملة للشيخ -رحمه الله- محمد سعيد خوجه، ورد قبل سبعين عاما ذكر الاهتمام بالفحص قبل الزواج. الأمير سلطان بن سلمان: أنا أستغرب من تصرفات بعض المجتمعات عندنا، أعرف أحد أقربائي من البادية خطب بنتاً قبل حوالي أسبوعين أو ثلاث أسابيع، وقلت كيف البنت قال والله الأهل يمدحونها، أمي تمدحها أخواتي يمدحونها قلت زين، متى العرس من أجل أن نعاونك، جاء بعد شهر قلت: أين الخطيبة؟ قال والله (فركشت) العملية، لماذا؟ قال: والله أمي قالت أن أختها فيها برص، قلت: ما دخل أختها فيها؟ أنا أستغرب الناس دائماً ترى الأشياء الصغيرة وكأنها شيء كبير. أنا أعتقد أن موضوع إلزامية الفحص قبل الزواج أمر هام، هناك الآن نقاش شرعي وليس نقاشاً شرعياً في المملكة فقط بل في مصر وفي دول عربية أخرى وهناك مدارس، دع النقاش الشرعي المحتدم الآن يستقر دعنا نقوم بحملة توعية واسعة لنكسب أكثر عدد من الناس لمن يقومون بهذا الفحص بدون شيء إلزامي تطوعاً قدر الإمكان، وعندما نستطيع أن نكسب ولو ثلثي المجتمع فهذه خطوة تعتبر في الطريق الصحيح، دع الثلث المتردد أو الثلث الذي لم يرض أن يقتنع، دعه وسيأتي الوقت عندما يكون موضوعا إلزامياً، وسوف نعلن عن قيام مركز الأبحاث قريباً إن شاء الله كمؤسسة خيرية مستقلة، وسمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز عضو مؤسس معنا في المركز أيضاً ورجل خير، سوف يقوم المركز أيضاً ببرامج رائدة في عملية الثقافة الاجتماعية وعملية التثقيف الإعلامي في قضايا المعوقين، سوف ترون قريباً إن شاء الله الإعلان عن ثلاث أو أربع مبادرات أساسية تنطلق في سبيل موضوع الفحص قبل الزواج أي الفحص المبكر، لأن هذه قضية أصبحت قضية مصيرية وليست قضية نستطيع أن نؤجلها مثل ما نؤجل بعض القضايا المصيرية الأخرى. الشيخ عبد المقصود خوجه: أشكر سموكم باسم الجمع الكريم، ولدينا أسئلة كثيرة إلا أن الليل قد انتصف، وحرصاً على وقت سموكم وباعتباركم من الموظفين المجدين فالأسئلة كثيرة -أطال الله عمرك- ولو استمر سموكم في الإجابة عليها ربما نصلي هنا الفجر جماعة، وحيث أنكم من الموظفين فقد "يخصمون" عليك إذا تأخرت عن دوام الغد. الأمير سلطان بن سلمان: .. أنا أخصم على نفسي، الواقع غداً لدي موعد مع معالي الأمين حول موضوع جدة القديمة. الشيخ عبد المقصود خوجه: نشفق بصراحة على سموك الكريم لأني أعرف أنك من الناس - ما شاء الله – الملتزمين بالمواعيد وبالدقيقة، ولو أنك اليوم تأخرت علينا -أطال الله عمرك- لكن لا بد أن لك عذراً، فكان بودنا أن نستمر في الاستماع إلى سموكم إلا أننا نقدم الاعتذار للأخوة الذين لم نطرح أسئلتهم لضيق الوقت، والليلة ليلة فأل خير والحمد لله، فقد أُنجز كتاب الاثنينية الجزء العشرون كما تعودنا منذ ثلاث سنوات وإن شاء الله سيوزع اعتباراً من الغد ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لطباعة فعاليات كل موسم أولاً بأول. بهذه المناسبة سبق أن ذكرنا أن الاثنينية تُعِد لبرنامج اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، بطباعة كتب الرواد المرصودة أسماؤهم في كتاب "وحي الصحراء" لمؤلفيه سيدي الوالد محمد سعيد عبد المقصود خوجه ومعالي الشيخ عبد الله بلخير -رحمهما الله- وحتى الآن أنجزنا طباعة إنتاج شاعرنا وكاتبنا الكبير الأستاذ حسين باشا سراج أطال الله في عمره، وكان مفاجأة أن وصل إنتاجه إلى عشرة أجزاء أُنجزت جميعها ولكنها طبعاً ستبقى حبيسة -إذا أمد الله سبحانه وتعالى في أعمارنا جميعاً في الخير وفي طاعة الله- وسيوزع في مناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية. أيضاً أنجزنا كتاب الأعمال الكاملة للأستاذ عبد الحميد عنبر، وأنجزنا الأعمال الكاملة للأستاذ عبد الحق بن عبد السلام النقشبندي وتحت الطبع كتاب السيد أحمد العربي، وخارج كتاب "وحي الصحراء" لدينا تحت الطبع الأعمال الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي الشاعر المكي، وكان من أربع أجزاء وأثناء التصحيح والطبع أكرمه المولى سبحانه وتعالى بتأليف كتاب فريد من نوعه فإن شاء الله ستتكون مجموعته من خمسة أجزاء، وكلكم افتقدتم أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان -رحمه الله- فوجدنا من الوفاء أن نجمع كل كتبه ونطبعها وسنضيف عليها الكلمات التي ألقاها في الاثنينية، وستستغربون إذ وجدنا أن هناك ما يقارب الخمس والسبعين كلمة ألقاها في محافل الاثنينية فسنخصص لها جزءاً منفصلاً. الأستاذ أحمد قنديل أيضاً من رواد "وحي الصحراء" طبعنا له المجموعة الكاملة وهناك جزء لم ينشر تحت عنوان "قناديل" سنضيفه للمجموعة الكاملة، الأستاذ عبد الوهاب آشي أيضاً له أعمال أدبية ستكون في جزء جديد لم ينشر، وكما قلت لكم إن هذه ليلة خير أزف إليكم فيها هذه الأخبار الجميلة ونعتبر وجه سمو الأمير فألا حسناً عليناً. وباعتبار أن ليس لي في الاثنينية أكثر ما لكم لا بد وكما عودتكم أن أعطيكم الأخبار أولاً بأول فهذه آخر أخبارنا، وإن شاء الله تدعون لنا بالتوفيق وتساعدوننا وهنالك شيء مهم جداً إذ نشرت في الصحف أن كل من يعرف أو يجد كل ما له علاقة بإنتاج رواد وحي الصحراء، وأي فكرة تصلنا منك ستكون محل تقديري واهتمامي الشخصي فنحن منفتحين للاستماع إليكم. لكم الشكر جميعاً ولسمو الأمير الشكر الجزيل باسمكم وأصالة، ولا أحتاج أن أنوب عنكم فأنا واحد منكم، فقد أخذنا الشيء الكثير من وقته، وفي هذه الليلة رغم أني لصيق بالأعمال التي شرفني سمو الأمير بأن أكون بجانبه فيها، مع بقية الأساتذة الأفاضل الكبار، إلا أنني استفدت بمعلومات جديدة أثرت معلوماتي السابقة، ولا شك أنكم فوجئتم بكثير من المعلومات الهامة التي أوردها سموه في حديثه الماتع، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق أعماله وأن نكون جميعاً يداً واحدة لمساعدة هذا الوطن وخدمته فذلك واجب علينا، لن نتأخر عنه إن شاء الله، والشكر موصول دائماً وأبداً لكل من يقدم خدماته لهذا الوطن وعلى رأس هذا الجهاز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز ولا شك أن للقيادة الدور الكبير في الدعم الذي نرجو -إن شاء الله- أن يلقاه بما له من أعمال إيجابية مثمرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
طباعة تعليق  القراءات :1832  التعليقات :0
صفحة 22 من 197

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج