(( كلمة سعادة الدكتور يوسف العارف ))
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
عندما علمت أن اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه سوف تكرم محمد منصور الشقحاء مساء هذا اليوم رأيت أن أشارك في هذا التكريم؛ لأنني عرفت الشقحاء معرفة حقيقية عبر أربع فرصٍ أدبية لا يمكن إلا أن تعرفك بالرجال إذا أتيحت لك!! |
عرفته - أول ما عرفته - قارئاً مستهلكاً، يجذبني إلى القراءة الأدبية النص القصصي وتستهويني الحكايات التي يكتبها أدباؤنا، فمنذ التسعينات الهجرية وأنا أقرأ كثيراً من الإنتاج القصصي لأدبائنا السعوديين سباعي عثمان - رحمه الله -، محمد علي الشيخ، محمد منصور الشقحاء، عبد الله الجفري، محمد علي قدس.. إلى آخر هذه القائمة، كنت أتعاطف مع قصص الشقحاء وأميل إلى متابعتها لأنها من مدينة الطائف وأنا طائفي الهوى كما - يقولون - . |
كانت تلك البدايات مع نصوص محمد الشقحاء ولكنها لم تكن إلا من أجل القراءة الاستهلاكية أو الثقافية، ثم عرفته ثانية وبشكل مركز أكثر عندما دعوناه في إدارة الثقافة والمكتبات ليشارك في أمسية قصصية مع زملائه القاصين محمد علي قدس ومحمد علي آل الشيخ وعثمان الغامدي، كانت أمسية رائعة حلّق فيها الجميع بشكل باهر وكان الحضور إيجابياً حتى أن الصحافة أبرزت هذا الملتقى القصصي بشكل فاعل وكان ناقد الأمسية الدكتور الزميل عالي سرحان القرشي. |
في تلك الليلة اكتشفت الأديب القاص محمد الشقحاء في ثوبه الأدبي، اكتشفت عمق تجربته، وأسلوبه القصصي، وتواضعه لدرجة كبيرة، وعدم ادعائه رغم كثرة مجموعاته القصصية التي بلغت عشرا آنذاك، إنسان متواضع في هندامه، في أسلوب حديثه، في علاقاته |
مع الآخرين، وهذا في نظري سر حيوية الرجل وشفرة أدبية يمكن أن يقرأ من خلالها. |
والغريب أن محمد منصور الشقحاء يقول في مقابلة صحفية أنه فوضوي حتى في هندامه، والفوضى عنده فلسفه أرجو أن يحدثني عنها لماذا هو فوضوي كما يقول. |
المرة الثالثة التي عرفته فيها بشكل فيه عمق ومقروئية عندما دعيت في الموسم السياحي للطائف المأنوس لقراءة الكتاب الذي ألفه صديقنا محمد سعد الثبيتي عن الأديب محمد الشقحاء بعنوان "إثباتات مشرقة سيرة ذاتية وانتقائية في أدب محمد الشقحاء"، وقد كان هذا الكتاب - كما قلنا أنا وزملائي "توثيق ببليوجرافي عن الأديب محمد الشقحاء", ولكي نعرف مسيرة هذا الأديب وعطاءه الأدبي وما كتب عنه والدراسات التي قدمت عن أدبه القصصي فلا بد من الرجوع إلى هذا الكتاب؛ لأنه يوثق كثيراً مما كُتِب عن أديبنا محمد الشقحاء. |
أعتقد أن أكثر من خمسين دراسة ومقالا حول قصص الشحقاء، وستة كتب مباشرة عن هذه النصوص تدل على ريادته وقدرة نصوصه على جذب المقاربات النقدية، والنقاد سواء إخواننا من السعوديين أو غيرهم بصرف النظر عن القيمة الأدبية التي تحملها تلك النصوص التي اختلف عليها النقاد وخاصة الأخوة السعوديون!! |
أما المرة الأخيرة والرابعة التي عرفتني بالشقحاء - قاصاً - عندما شاركت في منتدى عكاظ الثقافي بجمعية الثقافة والفنون لقراءة مجموعة الشقحاء الجديدة والأخيرة - حتى الآن - "الحملة" كان ذلك مساء يوم الاثنين 14/5/1424هـ، اكتشفت الأديب محمد الشقحاء قاصاً ذا لغة راقية، وأسلوب شفاف ونماذج قصصية قريبة من المتلقي الذي يجد نفسه منساقاً مع فضاءات النصوص من سياق إلى آخر. |
في "الحملة" المجموعة رمز متحرك وهي الأنثى، لكنها للأسف أنثى سلبية وليست إيجابية، مع أن الواقع النسوي يشي بأن المرأة الأنثى عطاء وتضحية.. إخلاصاً، وجمالاً وسكناً ومودة إلى آخر هذه الفضاءات الإيجابية لكن المجموعة تصنف الأنثى في الجانب السلبي فقط، وهذا مثار تساؤل مع أديبنا محمد الشقحاء. |
في هذه المجموعة أدركت الأبعاد القصصية التي يتحرك فيها قلم الأديب محمد الشقحاء، وهي الإنسان من الولادة حتى الموت، الإنسان بكل نجاحاته، انهزاماته وقلقه، الإنسان كفرد، والإنسان في جماعة. كل هذه الميادين تعرضت لها نصوص محمد الشقحاء منذ "البحث عن ابتسامة" وحتى "الحملة"!! |
أخي محمد: هنيئاً لنا بك، وهنيئاً لك ولنا هذا الاحتفاء من رجل الثقافة والفكر والكرم. صاحب هذه الدار العامرة الذي عودنا أن نقول لكل مبدع هاأنت تلقى الحفاوة والتكريم جزاء ما قدمت من إنتاج وعطاء رصده لك التاريخ وأحاله إلينا كي نبتهج بك. |
شكراً لمضيفنا الشيخ عبد المقصود خوجه، وشكراً لمبدعنا الأديب محمد الشقحاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأديب والكاتب وعضو مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي الثقافي الأستاذ مناحي ضاوي القثامي. |
|
|