شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ علي السعيد ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
بادئ ذي بدء أشكر سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على تكريمه للمسرح السعودي ممثلاً بالمسرح المدرسي، وأنا أقف أمام شاهد على عصر تاريخي وثقافي عظيم، اسمحوا لي أن أعود بكم إلى التاريخ مرة أخرى، لأسلط الضوء على دور المسرح المدرسي في عملية أو رحلة التنوير التي خاضتها بلادنا الحبيبة، فمنذ بداية العهد السعودي الحديث لم تكن وسائل التثقيف والتغيير متاحة في مختلف مدن ومناطق المملكة باستثناء بعض المدارس التي انتشرت في بعض المدن وبعض القرى.
وبالرغم من وجود الصحافة في وقت مبكر في المملكة مثل صوت الحجاز، وأم القرى ومجلة المنهل، إلا أن انتشار الأمية وصعوبة وصول هذه الصحف والمجلات إلى قطاع كبير من رجال المملكة قلل من وصول فائدتها ووصول أثرها بشكل سريع، فلعبت المدرسة دوراً كبيراً في عملية التنوير، ولعب المسرح المدرسي الدور الأبرز في ذلك، إذ كان له دور اجتماعي مصاحب للدور التعليمي الذي يتلقاه طلابنا وهو تثقيفه وتنويره لأهالي الطلاب الذين يتوافدون على الحفلات وعلى زياراتهم للمدارس، وتذكر لنا صحيفة "صوت الحجاز" وهي فيما بعد "البلاد" السعودية، وجريدة "أم القرى" أخباراً كثيرة عن مثل هذه المناسبات التي يتوافد إليها الأهالي من مختلف مدن وقرى المملكة لحضور هذه الحفلات.
ومر المسرح المدرسي بنقلة نوعية في حوالي عام 1366هـ حينما تأسست لجنة المسامرات، ولجنة المسامرات هذه هي اتحاد طلابي بين طلاب مدرسة تحضير البعثات والمعهد العلمي بمكة المكرمة، وكانت تقدم النشاط الثقافي بشكل جاد والنشاط المسرحي التمثيلي بشكل جاد أيضاً، مما كان له الأثر الكبير في إبراز الشخصيات الأدبية ونشر الأعمال الإبداعية، بالرغم من أن حركة النشر في المملكة لم تكن قد ازدهرت بعد.
كان للمسرح صولاته وجولاته في مختلف المناطق إبان عهد مديرية المعارف ثم وزارة المعارف، في معالجة القضايا الإنسانية والعربية والإسلامية، فلم يكن المجتمع السعودي بعيداً عن قضايا أمته وسواءً العربية أو الإسلامية بل كان حاضراً من خلال المسرح المدرسي وكان فرسان المسرح المدرسي في ذلك الوقت هم من حملوا لواء حركة التطوير والنماء التي قادها ولاة الأمر في بلادنا العزيزة، فمنهم من كان الوزير، ومن كان المدير العام ومنهم من كان الأستاذ في الجامعة.
ولعلي أؤكد على ما ذكره سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه حول تجربة الشيخ السباعي والسبب إعاقتها بالجهل بل لإستعجال النتائج وسوء النية في مضمون هذا العمل فكان الشيخ السباعي يرى -رحمة الله عليه- وقد ذكر ذلك في مقابلة له في مجلة اليمامة عام 1394هـ يرى أنه آن الأوان لأن ننقل المسرح من المدرسة إلى المجتمع بشكل أوسع وباتصاله بالمسؤولين وبولاة الأمر حصل على الموافقة إلا أنه أيضاً في المقابل نجد أن المجتمع لم يكن مهيئاً في ذلك الوقت لتقبل مثل هذه النقلة الثقافية الكبيرة بالرغم من أن الجهود بذلت من الشيخ السباعي -رحمة الله عليه- بأن قد استقدم وتعاقد مع مخرج متخصص من جمهورية مصر العربية، وكلف الأستاذ محمد مليباري لأن يؤلف مسرحية وكانت حسب ما أتذكر عن فتح مكة، ثم بدء بالبروفات وجُهِّز العمل لأن يُفتتح وتفتح الستارة عنه، لكن بعض أصحاب النوايا السيئة أو من أرادوا إعاقة هذا العمل حالوا دون أن يقام، إلا أن الشيخ السباعي ذكر في المقابلة أيضاً أنه حتى الآن يظن أو أنه وصل إلى مرحلة من العمر حينما سأل الصحفي هل تعتقد أن الفرصة الآن مهيأ؟ قال: الآن في هذه اللحظة أنا مهيء ولكن أنا بلغت من السن لا أستطيع أن أعمل أو أُجهِّز فرقة، ولعل من يأتي بعدي أو يأتي من الأبناء من يقدم هذه التجربة، ولعل التجربة في المملكة بشكل عام بدأت في مناطق مختلفة ففي المنطقة الشرقية وفي منطقة القصيم وفي الرياض انتشرت الفرق في الأندية ثم تطورت إلى جمعيات الثقافة والفنون، ونتمنى أن تشهد نقلة نوعية أيضاً في ظل هذا التغيير المبارك الذي ضم الثقافة إلى وزارة الإعلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :840  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 145 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.