شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ محمد ربيع الغامدي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد.. قرأت ذات يوم للدكتور ريتشارد بيرتون هو أحد المهتمين بالمسرح المدرسي قوله: الطالب يمتلك سمعاً ولا يسمع، ويمتلك بصراً ولا يرى، فإذا مارس التمثيل أصبح يسمع ويرى، ويوضح ريتشارد بيرتون رأيه هذا ببعض الأمثلة فيقول: أن الطالب قد ينظر إلى الشارع بكل تفاصيله، من بشر يتحركون من سيارات تتحرك، من عمائر تنتصب شامخة، من أزياء مختلفة، من ألوان متباينة، لكنه ينظر إليها بشكل لا يترجم عنده إلى أشياء أخرى في داخله، فإذا ما دخل إلى المسرح وارتدى أزياء مسرحية ومورست عليه فنيات العمل المسرحي من مكياج.. ومورست أيضاً فنية العمل المسرحي على المكان الذي يمثل فيه استطاع أن يعرف ما معنى أعرج، واستطاع أن يعرف ما معنى زي سوداني أو زي ليبي، واستطاع أن يعرف الكثير فهذه أهمية يجب ألا نتخلى عنها طالما كان للمسرح المدرسي هذا الفعل، وحفظنا مع الأيام مجموعة فوائد كثيرة للمسرح المدرسي منها: أنه يردم الهوة بين الطالب الخجول الفعّال وبين الطالب المشاغب الخامل، أو الذي لا نفع فيه، أو الذي ليس لديه شيء، ومنها أيضاً أنه يُنَفّس عن حاجات الطلاب وخاصة ذوي النزعات العدوانية، ومنها أيضاً أن الطالب يكتشف هذا الميراث الإنساني الضخم.. ميراث لا يستهان به، من أيام شكسبير والأستاذ سلافسكي وصلوها لمحمد الأحمدي في الطائف، ميراث إنساني ضخم يجب أن يكتشف الطالب هذا الميراث ويجب أن يغوص في داخله، نحن موقنون بأهمية المسرح المدرسي، ومجتمعنا أيضاً يحترم المسرح المدرسي، وتجربة المسرح عامة والمسرح المدرسي خاصة قديماً، قد تفضل شيخنا الفاضل الوجه الحجازي المشرق الشيخ عبد المقصود خوجه فذكر تجربة السباعي، وهناك أيضاً تجارب مدرسية زميلنا علي بن عبد العزيز السعيد هو موجود الآن بيننا ذكر في كتاب له عن المسرح المدرسي: أن هناك تجارب مسرحية منها تمتد إلى الأربعينات الهجرية إن لم تخني الذاكر، وهناك قريب من التجربة تجارب في الحجاز، وتجارب في المدينة المنورة، موثقة في كتب التاريخ، حتى أن الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- عندما كان في زيارة للحجاز قام مجموعة من طلاب المدارس في ذلك العهد بتقليد مشهد وقد أدرك الملك عبد العزيز -رحمه الله- أن هذا المشهد يخفي في داخله الطلبة إلى الماء، فيقول الراوي الذي نقل لي هذه الحكاية ودونتها وسجلتها بصوته: التفت الملك عبد العزيز إلى الشيخ محمد سعيد نصيف -رحمه الله- وقال له: ربعك يبون ماء يا محمد، بشِّرهم، فقال له محمد سعيد نصيف: بشرك الله بالخير، الآن أبشرهم، وولد مشروع العين العزيزية الذي شبت به جدة عن الطوق وخرجت من سورها وبدأت تتشكل كمدينة هامة على البحر الأحمر.
التجارب كثيرة، وأهمية المسرح لا تغيب عن أذهاننا أبداً، والواقع إن شاء الله تعالى أنه واقع يبشر بألف خير، ولعل المهرجانات المسرحية التي ترعاها وزارة التربية والتعليم خير دليل على مدى الاهتمام الذي يناله المسرح المدرسي في بلادنا، لكن أنا شخصياً لي بعض المطالب البسيطة يمكن أستمدها من أهمية المسرح ومن طموحاتي، ومن أملي في المسرح المدرسي كما أتمناه، أتمنى أولاً أن يكون هناك اتفاق على هوية المسرح المدرسي، لا أعني أن نجتمع ثم نصدر توصيتنا ونقول المسرح المدرسي هو كذا.. لكن أعني أن تكون أعمالنا مكرسة لشكل ينطبق تماماً على المسرح المدرسي، فهويته الآن موزعة بين مسرح الطفل وبين المسرح التعليمي وبين المسرح الجماهيري العام، بل أن كلمة مسرح مدرسي في حد ذاتها قد توحي ببعض المغالطات فيعتقد السامع عندما نقول مسرح مدرسي أننا نتحدث عن نقيض المسرح التجريبي، نتحدث عن المسرح المنسوب إلى مدارس مسرحية معينة، فلابد إذن أن نحرر هوية المسرح المدرسي.
المطلب الثاني الذي أتمناه هو إشاعة المسرح المدرسي، وفي هذا حل للقضايا التي أثارها أستاذنا الفاضل محمد الهويمل، نتمنى أن نرى المسرح المدرسي ليس فقط في الفريق النموذجي وفي المهرجان بل في المدارس ككل، حتى لو استطعنا أن نضع نماذج قليلة التكاليف، نماذج بسيطة ليصبح المسرح موجوداً في كل مدرسة.
من الأماني التي أتمناها التواصل مع جمعيات الثقافة والفنون، فالطالب في المسرح المدرسي لا يجد أمامه قدوة يحاكيها، ما عندنا مسرح، المسرح عندنا غير موجود أو غير منتشر بشكل جيد، فالطالب ليس أمامه قدوة ينظر إليها ويحاكيها وفي نفس الوقت هو منبت منقطع، بعد أن ينتهي من مراحل الدراسة تنتهي هذه.. إلا إذا قادته ظروفه الى جمعية للثقافة والفنون أو ما أشبه ذلك، فعندما نعمق الصلة بين المدرسة وبين جمعيات الثقافة والفنون، نستطيع أن نوجد المثال، ونستطيع أن نوجد المصير أيضاً.
أمنية أخيرة حتى لا أتجاوز العشر دقائق وأترك وقتاً أيضاً هدية مني للدكتور يوسف، أتمنى أن تفكر وزارة التربية والتعليم في افتتاح معهد للمشرفين على المسرح المدرسي، الدورات التي تقام لا تكفي حقيقة، الدورات التي تقام لا تكفي، وتجربة استقدام إخوة عرب أيضاً مرت بعثرات كثيرة رغم أنهم قد أخلصوا كثيراً وقد عملوا ما يشرفهم ولكنها ليست هي المنى وليس هو المأمول، نتمنى أن يكون هناك معهد أو مؤسسة أو تسمى بأي اسم المهم أن يكون هناك مكان يتدرب فيه هؤلاء الناس، المشرف المسرحي المتفرغ في المدرسة يتدرب فيه ليستطيع أن ينهض بأعباء المسرح المدرسي. أشكر لكم والسلام عليكم.
عريف الحفل: عليكم السلام ورحمة الله، أخونا وحبيبنا المتقاعد محمد ربيع رائد مسرحي الحقيقة ولمساته واضحة في تعليم جدة، وأرجو أن يستثمر، هو لم ينتهِ فعلاً من التعليم، أرجو أن يستثمر بشكل جيد في مسارحنا المدرسية. المتحدث الثالث الأستاذ علي السعيد مشرف النشاط الثقافي في تعليم عنيزة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1285  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج