شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقـَدّمَة
رغبة في ترسيخ القاعدة التي تقوم بها وعليها "الاثنينية"..
ورغبة في تداول الرأي وتبادله والتشاور مع ذوي الاهتمام بنشاطها..
ورغبة في بلوغ أقصى ما نصبو إليه من تواصل مع الرواد الذين نسعد بتكريمهم، وفي ذات الوقت تقديم إضافة جديدة إلى تحصيل المتلقي.
لكل ذلك "وغيره" لاح على الطريق أن لا بد من وقفة نتحسس فيها مواقفنا والهواء الذي نستنشقه.. وأين نحن من تلك الليالي الغنية بنماذجها.. الملهمة بطروحاتها.. الدافئة بحواراتها التي قدمتها "الاثنينية" على مدار السنوات الأربع الماضية؟.. وأين نحن من قبولها.. استحساناً، أو التحفظ عليها استنكافاً من قبل جمهور روادها والمتلقين لها في الدوائر الأوسع.. عبر الصحافة وغيرها؟.. كان لا بد من وقفة نستشف من خلالها الآراء والواقع المحيط بنا.. ونعيد النظر في مسار الاثنينية: تقييماً أو تقويماً!..
كان هناك من يقول بأن تلك الليالي – على جمال وبهاء وعظمة ما طرحته – زحمت عقول وقلوب جمهور روادها بـ "زاد" لم تعتده بهذا التواصل والتواتر بعد سنوات الفراغ والتراخي الفكري والأدبي الطويل، وكان هناك من يقول: بلى.. فقد جاءت في موعدها التفاتة واستنفاداً لتاريخ يوشك على الغياب بعد سنوات، والصقيع الثقافي الذي غطَّى مساحات غير محسوبة من الزمن المفقود والذي سيصبح مأسوفاً عليه عندما نسترد ذاكرتنا، لنجد أيدينا قد خَلَت من أجيال الريادة فوق دروب المعرفة فكراً.. والعطاء أدباً وشعراً، وكان هناك من يقول – بأن "الاثنينيات" قد تجاوزت بعض الخطوط الزرقاء إلى ما بعدها.. وانتدبت نفسها لمهام كبيرة لها بعضها وليس لها كلها، كان الأولى بها أن تدعها.
أما الرواد من نجومها وضيوفها الذين تم تكريمهم والاحتفاء بهم وبعطائهم وتاريخهم الذي أوشك بعضه أن يسقط من ذاكرة البقية الباقية من جيلهم.. ويغيب عن ذاكرة الأجيال اللاحقة، فقد كانت سعادتهم غامرة لا لأنه تم الاحتفاء بهم.. ولكن لأنهم شهدوا تلك اللحظات التي كانت تذوب فيها من حولهم ثلوج النسيان وتشرق عليهم شمس الربيع صحوة بذاكرتها.. وعاشوا - أمدَّ الله في أعمارهم – حتى رأوا أعناق الأجيال وهي تلتف حولهم وتمتد مصخية مصغية لتنهل من نبع تاريخهم الأدبي وتجاربهم في الحياة، لقد عاشوا بـ "الاثنينية" حياة ثانية.. هي هذه الحياة التي تسترجعها الأجيال الجديدة من الأدباء والكتّاب والشعراء والأكاديميين والناشئة.. من أفواههم.
تشعبّت الأحاديث.. وتسابقت الرياح وتصادمت: شمالها البارد.. بجنوبها الساخن، ولكن، ولأنه لا يصح إلاَّ الصحيح.. ولأنه ليس بعد "عاقل" كلام، أمكن لمَّ شعث ما تبعثر على ساحة "الاثنينية" من عطاء، وهكذا استطعنا بعد إعادة التقييم أن نعيد هذا الإناء أكثر قوة ومتانة وألقاً، ولتعود أزاهيره نضرة فوّاحة.. تنفح بإذن الله الكثيرين بعطرها وشذاها، وعلى ضوء هذا التقييم أمكننا أيضاً تقديم الأجزاء السابقة التي تم نشرها حتى الآن، وبالطبع ستكون الأجزاء اللاحقة إن شاء الله على ذات النهج الذي سلكته طباعة هذه الفعاليات الأدبية وإخراجها إلى النور.
وليعذرنا القارئ.. إن بدا له هذا الجزء متواضعاً في حجمه قياساً على ما سبق، فلم نشأ أن نخرج عن واقع ما جرى وحدث.. فكانت هذه الصفحات هي نتاج تلك اللقاءات القليلة التي تمت عـام 1407هـ لمن شرفت "الاثنينية" بتكريمهم رغم ضيق الوقت.
آمل أن تجدوا في هذا الجزء الذي يعتبر قنطرة بين ما سبقه من أجزاء وما سوف يليه، بإذن الله، ما يرضي بعض تطلعاتكم.. فقد اشتملت هذه المجلدات على بعض التراجم والذكريات الجميلة، وهما الجانب التوثيقي الذي يمثل جزءاً هاماً من الفكرة الأساسية التي تطلعت "الاثنينية" دائماً إلى تأطيرها.. وبحمد الله تحقَّق هذا الحلم إلى حد كبير، وما زلت أتطلع بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود الأساتذة الذي شرفنا بتكريمهم والأساتذة رواد "الاثنينية" إلى الوصول إلى ما نصبو إليه جميعاً.. توثيقاً.. وتسجيلاً.. ورصداً لهذه المرحلة من حياتنا الفكرية والأدبية.. والله نسأل أن يوفقنا جميعاً إلى ما فيه الخير.
عَبد المقصُود محمّد سَعيد خوجَه.
 
طباعة تحميل
 القراءات :1442  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.