شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين..
صاحبيَّ المعالي.. الأخوين الدكتورين. محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف، وخضر بن عليان القرشي نائبه لشؤون تعليم البنات..
سعادة الأساتذة وكلاء الوزارة والوكلاء المساعدين، سعادة الأستاذ عبد الله الهويمل، مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة، الأساتذة الأفاضل قادة العمل التربوي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب، في وقت يلتئم فيه جمعكم الميمون، للتفاخر والتشاور حول أعمال ومتطلعات ومشكلات العمل التربوي، هذا العمل الذي يعتبر رافداً أصيلاً من أخلاقكم، وهي عماد الشخصية المسلمة، التي تقتدي بسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وصفه الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وإنك لعلّى خلق عظيم (القلم: 4). وكفى بها شرفاً أن تكون قدوة للمسلمين.
إنكم تلتقون في هذه الأيام المباركة لتدارس العمل التربوي وليس العمل التعليمي، وفي ذات الوقت تُلقى على عاتقكم مسؤوليات جسام، تضاعف الضغوط التربوية بين أجيال صاعدة من البنين والبنات، الذين هم مستقبل الوطن، واللبنات الأساسية لأسر سوف تُنشأ ويتفرع عنها بنون وحفدة خلال السنوات القليلة القادمة، كل هذا البناء الاجتماعي يقوم على قاعدة التربية الصالحة، (فمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه خير أمَّنْ أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم) تلك هي المعادلة الواضحة خياران لا ثالث لهما، في الوقت الذي تعددت فيه المسالك والمهالك، وكثرت الإغراءات تيسرت سبل الوصول إلى الانحراف وفي هذا المنعطف يجب أن نستقرئ أنفسنا وننظر بعين الموضوعية إلى واقعنا الاجتماعي والتربوي، وإنني على ثقة بأن الجهات المختصة في وزارتكم الموقرة تسير وفق خطط وُضِعَ بعضها والبعض الآخر في طريقة لدراسات تعالج السلبيات، ترتخي بالإيجابيات.
وكل هذا يتطلب دون شك المزيد من الشفافية والتواصل الإعلامي بين الإدارات المعنية والمواطن، حتى تتضح الصورة بكل أبعادها ويطمئن أفراد المجتمع إلى وجود خطوات جادة نحو مستقبل تعليمي وتربوي أفضل، يستقطب الكفاءات اللازمة لتطوير بعض المناهج التربوية بما يواكب مسيرة العمل الذي تتضاءل بينه النشاطات يوماً بعد يوم، مع تأصيل القيم والثوابت التي تشكل حجر الزاوية الاجتماعي.
لقد أصبح هذا العمل التربوي المهوّل ينسحب الآن دون ازدواجية على البنين والبنات وفي إطار توفير تعليم البنين والبنات تحت مظلة وزارة المعارف وهي خطوة كما تعلمون ولا أذيع جديداً كانت مُضمنة بالخطة الخمسية الثالثة أي منذ خمس عشرة سنة تقريباً، وبتفعيلها الآن تكون الأمور قد عادت إلى نصابها الطبيعي ولا شك أن قمة الهرم في وزارة المعارف ممثلة بمعالي وزيرها الهُمام ومعالي نائبه النابغة الفاضل في شؤون تعليم البنات ومساعديهما الأكارم، على مستوى الثقة والمسؤولية الجسيمة التي أنيطت بهم، فهم ولله الحمد أصحاب خبرات عميقة في حقل التربية والتعليم وكل منهم يحمل سجلاً حافلاً مدعماً بأرفع الشهادات وهم ذؤابة المجتمع وصفوة الأساتذة في مجال عملهم الإنساني النبيل، ولا أزكيهم على الله، غير أن المتأمل لأبعاد هذه المسؤولية الكبيرة لا بد أن يستحضر المقدمات التي ستؤدي إلى النتائج المرجوة، فنحن أمام عمل استثماري يكلف مليارات الريالات سنوياً من أجل بناء وتحديث المدارس لتكون بالمواصفات العالمية، كما أننا نحتاج إلى كثير من قطع الأراضي في مواقع خاصة لبناء مدارس نموذجية، فمع التوسع العمراني والزيادة المتوقعة في عدد السكان والتي تصل إلى نسبة 4% تقريباً كما تعلمون، وهي من أعلى النسب في العالم تتضح لنا الصورة بكل أبعادها، وما يكتنفها من تحديات وضرورة تفريغ الآليات اللازمة وفي كل الأحوال تبقى تطلعاتنا وآمالنا أكبر بكثير من الإمكانات المادية، وفي تصوري أن الأمر لا يغيب عن فطنتكم ونأمل كمواطنين أن نسمع في القريب العاجل عن خططكم الصائبة إن شاء الله وأحسب أن البحث عن صيغ جديدة ومبتكرة لسد الثغرة التمويلية والاستفادة من بيوت الخبرة المحلية والخارجية لتدارس المسألة بصورة علمية ومنهج عملي تدريجي، وصولاً إلى أفضل النتائج, ومن البدهي أن الأمل المرجو لن يتحقق بين عشية وضحاها، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة كما يقولون، والجميع إن شاء الله على الدرب سائرون، فقد نتطلع إلى بسط المعلومات والإحصائيات بواسطة جهاز فعّال يكون من ضمن همومه اليومية ربط المدرسة والمنزل والمجتمع وأجهزة الإعلام المختلفة بوشائج قوية لتبادل المعلومات وتفادي البيروقراطية في جميع الأحوال، لأن وزارة المعارف بما لها من خصوصية ذات علاقة مباشرة بصفة يومية مع جميع المواطنين والمقيمين وليس في كلمة جميع أي مبالغة ممجوجة أو تعميم يخل بالمعنى، وفي غمرة سعادتنا بهذه التطورات التي بدْت تنتظم العملية التعليمية والتربوية أشير بكثير من الإعزاز والاعتزاز بثوابتنا وقيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا التي شكلت سياجاً منيعاً ضد التبعية اللاإرادية والاستلاب الحضاري الذي يحدق بكثير من المجتمعات النامية وفي مثل هذه الأجواء التي أصبح الاحتكاك بالحضارات الأخرى أمراً ميسوراً لمعظم الناس, ومما لا شك فيه أن توخي الحكمة في الانفتاح بقدر نحو الآخر والتواصل معه بلغته ومفهومه وبقدر كبير من التسامح وتأطير هذه الثوابت بما يتجاوب مع التقدم العلمي والحضاري أمر مطلوب، حتى لا تشكل عبئاً نتشرنق داخله ويتحول إلى سلاح عكسي يرتد علينا بالضرر، فليس لنا اعتراض على عادات وتقاليد الآخرين، وبالتالي نتوقع أن يفهموا بدورهم التعامل معنا من منطلق التكافؤ دون فوقية أو دونية من طرف آخر، وقد يتطلب هذا التوجه الاستفادة أيضاً بخبرات مميزة من الوزارة وخارجها لترتيب البيت من الداخل. راجياً أن تصب هذه الكلمة من باب التشاور والتفاؤل وهي في مجملها تساؤلات أكثر منها استقراء فعلي للواقع والمستقبل.
أتمنى للجميع إنجازات باهرة، وثماراً يانعة، وشموساً ساطعة تشرق بها دنيا العلم والأدب والمعرفة والتربية الصالحة لنظل أبداً خير أمة أخرجت للناس بعون من الله وتوفيقه وشكراً لكم لإصغائكم إلى أخيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1107  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج