من أي أبواب الهزائم ندخل |
وبأي أروقة السلام نُؤمِّلُ |
لم يُفسدِ الماء الطهورَ حماقةً |
بالأرضِ إلا شاجبٌ متسولُ |
يُهدَى جهاراً للعدوِّ سلاحُهُ |
والمسلمونَ مِنَ التسلح عُزَّلُ |
حجرٌ وصاروخٌ فأي تكافؤٍ |
يُغضي الوجودُ من السؤالِ ويخجلُ |
حصدوا الرؤوسَ وبالغوا في حقدهم |
عاثوا فساداً في البلادِ وأوغلوا |
أنفاسُنَا لِغُبارِهم مشدودةٌ |
وعيونُنَا بسِهَامِهِم تتكحَّلُ |
يا قادةَ الإسلام قد بلغَ الزُّبى |
سيل المهانةِ فاستكانَ المنزلُ |
يا قادةَ الإسلام هل من وقفةٍ |
بالفعلِ لا بمقولة تتحولُ؟ |
حتى متى والثأرُ بين شفاهِنَا |
جُمَلٌ تُنَمَّقُ بالبلاغةِ تحفلُ |
إمَّا الحياةُ بعزةٍ لا تنتهي |
أو موتُ حُرٍّ في الثوابِ يُأمِّلُ |
لا تَعجبوا إن الصراحةَ مُرَّةٌ |
لكنها حين التَّكَشُّفُ تُذهِلُ |
تكفي وعودٌ للسلامِ جريحةٌ |
مِلءُ الفضاءِ مُحدِّثٌ متقوِّلُ |
أيبيت في كنف الحراسة سارق |
ويعيشُ مرعوباً أبيٌّ أعزلُ |
والقدسُ تسكبُ عَبرةً محمومةٌ |
حين اختفى فيها الأذانُ الأولُ |
أَيَهُبُّ معتصمٌ لصوتِ كرامةٍ |
تُسبى وصوتِ حقيقةٍ تَتَزمَّلُ |
لن يُغمضَ النومُ الشريدُ عيونَنَا |
حتى يعودَ مُكَبِّرٌ ومُهلِّلُ |
يا سائراً نحوَ المواجعِ طُفْ بِنَا |
مَسرَى النبيِّ فإنه يَتململُ |
هذا دمي.. دَمكُ الذي يلهو به |
ذئبٌ حقيرٌ مجرمٌ متحولُ |
امشِ الهوينا فالترابُ مبللٌ |
بدمائنا وجِراحُنا تتوغلُ |
وامش الهوينا فوق جبهةِ دارنا |
أنى وطئتَ جماجمٌ تتوسَّلُ |
نذلٌ تُجسدُه المفاسدُ سيداً |
والنذلُ من كلِ الجهالةِ أجهلُ |
حتى يَسقطُ كالدُّمى أطفالُنا |
ويعيثُ فيهم بالجنونِ مُضلِّلُ |
تذوي على طولِ المدى أحلامُنا |
وزهورنُا مثلُ الحقائقِ تَذبُلُ |
نسماتُ روحكَ يا محمدُ أمطرتْ |
غضباً يثورُ مدى الزمانُ ويقتلُ |
يا دُرَّةً في الأرضِ تحضنُها السماء |
هيهاتَ بعدكَ في السعادةِ نرفلُ |
إٍن أُغمضت عيناك أَلْفَ محمد |
في الدربِ يبتدرُ العدو ويحبِلُ |
ما مِتَّ يا ولدي فأنتَ مخلَّدٌ |
وبكلِّ سيفٍ قاتلٍ تتجملُ |
فالنصرُ يُزهرُ بالصمودِ ويرتو ي |
ودمُ البراءةِ بالتوحدِ يُغسلُ |
كل الحروفِ تفرُّ من كلماتنا |
وعلى الموائدِ لا يَطيبُ المأكلُ |
إنّا إذا ملئوا الدروبَ حواجزاً |
أضحى لنا بالله حبلٌ مُوصِلُ |
ربّاه ليس لنا نصيرٌ صادقٌ إلاَّك |
أنتَ الناصرُ المتفضِّلُ |